ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ
شٌبهات وردود
المكتبة المرئية
خَــيْـرُ جَــلـيـسٌ
المتواجدون الآن
حرس الحدود
مجتمع المبدعين
البحث
المواد
جاء في أحد الكتب العلمية الأجنبية (غير اليهودية) أن الإسرائيليين أسسوا حديقة حيوانات في تل أبيب تُعرض فيها الحيوانات " اليهودية " التي ورد ذكرها في التوراة. ورغم معرفتي الواسعة نسبياً ( الآن) بالعقلية الصهيونية، فلابد من الاعتراف بأنني تعجبت كثيراً.
تشيع بين جماهير أي حركة سياسية مجموعة من الشعارات القادرة على تحريكها لأنها تلخص بشكل مثير ومكثف وسريع مجموعة المقولات التي تشكل ثوابتها المرجعية دون أن تدخلها في متاهات المفاهيم والفكر والفلسفة.
في الآونة الأخيرة، بدأ يتواتر في الدراسات العربية مصطلح «الصهيونية المسيحية »، الذي انتشر في اللغات الأوربية وتسلَّل منها إلى اللغة العربية. والواقع أن هذا المصطلح يضفي على الصهيونية صبغة عالمية تربطها بالمسيحية ككل.
أكد المؤتمر الصهيوني الرابع والثلاثين (٢٠٠٢ ( في قراراته على مركزية إسرائيل في حياة الدياسيورا وهو في هذا لا يختلف عن المؤتمر الحادي والثلاثين (١٩٨٧ (الذي طرح مبدأ ثنائية المركزية (أي أن يكون ليهود العالم مركزان أحدهما في إسرائيل والثاني في الدياسيورا.
اختتم المؤتمر الصهيوني الرابع والثلاثون أعماله في القدس يوم ٢٠ يونيو /حزيران ٢٠٠٢ وأصدر بعض القرارات وأثار بعض القضايا. وحتى نفهم ما جرى حق الفهم، وحتى ندرك العلاقة الحقيقية بين الأيديولوجية الصهيونية والتجمع الصهيوني قد يكون من الضروري أن نبدأ بذكر بعض الحقائق.
ورث الصهاينة الرؤى الأسطورية والتوراتية المعادية للتاريخ، ولهذا تتسم الرؤية الصهيونية للتاريخ بكثير من جمود ولا تاريخية وحلولية الرؤية اليهودية القديمة.
تدعي الصهيونية أنها رؤية مبنية على تحليل موضوعي للواقع وأن تنبوءاتها هي تنبوءات علماء دارسين للواقع عارفين به. بل إن بعض العرب يعتقدون أن كل التنبوءات الصهيونية بخصوص الشرق الأوسط تحققت، أو على الأقل آخذة في التحقق.
يتحدث اليهود عن "إعادة بناء الهيكل"، و"الهيكل الثالث" و"هدم الهيكل". وكلها في صيغة المفرد، وكأن مركز الوجدان اليهودي كان ولا يزال هو "الهيكل"، ولكن الواقع مخالف لذلك.
كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن الهيكل، هيكل داود - هيكل سليمان - هيكل هيرود - الهيكل الثالث - بناء الهيكل - نهب الهيكل، وعن مساعي بعض المنظمات الصهيونية للبحث عن موقع الهيكل القديم وإعادة بنائه، وهو الأمر الذي يستدعي إلقاء الضوء على جذور المسألة.
بمرور الوقت تتزايد علمنة المجتمع الإسرائيلي ويتزايد تقبل الشذوذ. وقد شهد عام ١٩٩٨ تعيين دانا انترناشيونال، المغنية الإسرائيلية السحاقية، سفيرة شرفية لإسرائيل
تدعي الصهيونية أن يهود المنفى شخصيات هامشية طفيلية، ولذلك فهم يتجهون نحو السلوك غير السوي بما في ذلك السلوك الإجرامي. وقد ادعت الصهيونية أنها قادرة على وضع حد لكل ذلك بتهجير اليهود من أوطانهم (والتي يطلقون عليها اسم "المنفى" أو الشتات) إلى "وطنهم الحقيقي" في فلسطين ".
يدَّعي الصهاينة أن «الشخصية اليهودية » لها خصوصيتها وفرادتها، فاليهود يتسمون بكذا وكذا، ثم يأتون بقائمة من الفضائل التي يختارونها حسب الجمهور المخاطب.
في الآونة الأخيرة تناقلت وسائل الإعلام المختلفة اسم جورج سوروس، المليونير الأمريكـي اليهودي، مصحوباً بانتقادات قوية من جانب بعض الدوائر الصهيونية.
تستخدم بعض المراجع الصهيونية اصطلاح«اللغات اليهودية » للإشارة إلى اللغات واللهجـات والرطانات التي يتحدث بها أعضاء الجماعات اليهودية في العالم.. ونحن نفضل العبارة الثانية على الأولى نظراً لمقدرتها التفسيرية العالية ولتأكيدها الوحدة وعدم التجانس في ذات الوقت.
توجد تناقضات عميقة تعتمل داخل التجمع الصهيوني من أهمها التناقض الديني العلماني. كما توجد تناقضات هامة في حد ذاتها مثل التناقض الإشكنازي/ ،السفاردي ولكنها تقل في أهميتها عن التناقض الديني العلماني.
يتصوَّر الكثيرون أن اليهود كتلة بشرية متجانسة، وأن ثمة قالباً يهودياً يمكن أن نضع فيه كل اليهود. ولكن الدراسة المتأنية تبيِّن أنه لا يمكن الحديث عن اليهود بشكلٍّ ما
من أكثر الشواهد على عدم تجانس ما يسمَّى بالشخصية اليهودية يهـود الفلاشـاه. ويتركـز الفلاشاه أساساً في شمال إثيوبيا في المنطقة الواقعة بين نهر نازي فـي الشـمال والشـرق، وبحيرة تانا والنيل الأزرق في الجنوب، والحدود السودانية في الغرب.
يضم التجمع الصهيوني جماعات يهودية وغير يهودية تجعل من أسـطورة "أتـون الصـهر " أكذوبةً كبرى. وكان علم الاجتماع الإسرائيلي يـذهب إلـى أن التجمـع الصـهيوني يضـم مجموعتين أساسيتين هما الأشكناز والسفارد ومجموعات صغيرة أخرى.
يحاول الصهاينة الدفاع عن الاستعمار الاستيطاني الصهيوني بشتى السبل وباستخدام كل أنواع الاعتذاريات. ومن أطرف هذه الاعتذاريات (وأكثرها وقاحة) القول بأن الصهاينة قد "اشتروا" الأرض الفلسطينية من أصحابها ودفعوا ثمنها من حر مالهم وكأن الأوطان عقار.
يطرح أعضاء الجماعات اليهودية في العالم الكثير من الأسئلة بشأن هوية الدولـة اليهوديـة، ومدى عمق أو حتى حقيقة انتمائها لليهودية، سواء بالمعنى الـديني أو الإثنـي.