يهودي بشكل ما !؟ - مشروع الحصن ll للدفاع عن الإسلام والحوار مع الأديان والرد على الشبهات المثارة ll lightnews-vII

المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 442563
يتصفح الموقع حاليا : 105

البحث

البحث

عرض المادة

يهودي بشكل ما !؟

يتصوَّر الكثيرون أن اليهود كتلة بشرية متجانسة، وأن ثمة قالباً يهودياً يمكن أن نضع فيه كل اليهود. ولكن الدراسة المتأنية تبيِّن أنه لا يمكن الحديث عن اليهود بشكلٍّ ما، ولذا فإن الأفضل الحديث عن الجماعات اليهودية، وهي جماعات مختلفة، تكتسـب خطابهـا الحضـاري مـن المجتمع الذي تعيش فيه. وهنا يطرح السؤال نفسه: لِمَ نسـميها جماعـات يهوديـة، ولـيس جماعات وحسب ؟ الإجابة عن هذا السؤال صعبة بعض الشيء إذ يمكننا القول إن ما يجمعها هو عقيدتها اليهودية، ولكن ثمة مشاكل كثيرة ستواجهنا. وابتداءً يجب أن نشير إلـى أن ثمـة فارقاً بين اليهودية واليهود· فاليهودية عقيدة دينية لها سمات معينة، واليهود هم من يؤمنون (أو يدعون الإيمان) بها. ولا يوجد مجال لترادف الواحد بالآخر (هل يوجد ترادف بـين الإسـلام والمسلمين أو بين المسيحية والمسيحيين ؟). وعدم الترادف هذا يزداد عمقاً في حالة اليهوديـة التي عرَّفت اليهودي بطريقة عقائدية، كما تفعل كل الأديان (اليهودي هو من يؤمن باليهودية)·  ولكنها عرَّفته أيضاً بطريقة عِرْقية، كما تفعل العقائد البيولوجية الحتمية (اليهودي هو من يولد لأم يهودية).  

وينقسم أعضاء الجماعات اليهودية إلى عدة أقسام أساسية: إشكناز وسـفارد ويهـود البلاد الإسلامية . وإلى جانب ذلك توجد جماعات يهودية هامشية لا حصر لها ولا عدد. فهناك على سبيل المثال لا الحصر السامريون الذين لا يؤمنون بالتلمود ولا بمعظم كتب العهد القديم، وإنما يؤمنون بأسفار موسى الخمسة ً أساسا بنسختها المختلفة عن تلك المتداولة بـين اليهـود كافة، ومركزهم هو جبل جرزيم في نابلس، لا جبل صهيون، وهم لا يؤمنون بمجيء الماشيَّحوهناك أيضاً القرَّاؤون الذين تمردوا على التلمود (بتأثير الفكر المعتزلي الإسلامي )، وزلزلـوا اليهودية الحاخامية من جذورها، لكن لم يبق منهم سوى بضعة آلاف في كاليفورنيـا وبعـض مناطق روسيا وإسرائيل· وهناك بقايا يهود كايفنج في الصين، يعبدون يهوه الذي يسمونه تين (السماء) ويتعبدون في معبدين يهوديين، أحدهما لعبادة الإله والآخر لعبادة الأسلاف. وهـم لا يعرفون لا التلمود ولا التوراة، وملامحهم صينية تماماً. ويقدمون لأسلافهم قرابين مـن لحـم الضأن، أما هم فلا يمانعون في أكل لحم الخنزير. ويمكن أن نشـير إلـى يهـوديتهم بأنهـا كونفوشيوسية (تماماً مثلما نجد أن يهودية بني (إسرائيل) في الهند يهودية هندوكية). وهنـاك عشرات من الجماعات والطوائف والفرق اليهودية الأخرى الهامشية

وبدلاً من الدخول في تفصيلات لا حصر لها، يمكن أن نقارن بين عينتين: إحـداهما مركزية وتضم يهود الولايات المتحدة الذين يشكلون أكبر تجمع يهودي في العالم، والأخـرى هامشية وتضم الفلاشاه الذين يشكلون تجمعاً صغيراً هامشياً ومنعزلاً. وقد لاحظت الأولى عن قرب نتيجةً للوقت الطويل الذي قضيته في الولايات المتحدة، أما الفلاشاه فقـد قـرأت عـنهم الكثير.  

وينتمي يهود الولايات المتحدة، بالدرجة الأولى، إلى الجـنس الأبـيض، وأغلبيـتهم الساحقة من أصل إشكنازي (ألماني أو روسي/بولندي). وتوجد قلة من السـفارد، والقـرَّائين، والكرمشاكي (وهم ينتمون إلى جماعة يهودية صغيرة من شبه جزيرة القرم، يتحدث أعضاؤها بالتترية، ويبدو أنهم من بقايا يهود الخزر). وهناك أيضاً بعض الأميركيين السود الذين يُدعون العبرانيين السود (يقال إن بعضهم ثمرة الجماع بين بعض أصحاب المزارع اليهود وخليلاتهم السود والبعض الآخر ثمرة التهود)؛ وهؤلاء يؤمنون بعقيدة شبه يهودية تتحدث عن مـؤامرة الإنسان الأبيض لفصل آسيا عن أفريقيا عن طريق شق قناة السـويس، ويـدَّعون أنهـم هـم العبرانيون الحقيقيون، ومن ثم يرون أنهم هم وحدهم أصحاب الحق في اسـترداد (إسـرائيل)  والاستيطان فيها وحكمها. وتوجد جماعة منهم في شيكاغو هاجرت أعداد منها إلى (إسرائيل )، حيث استقروا في جوار ديمونا وفي أماكن أخرى. وبطبيعة الحال فإن(إسرائيل) والمؤسسـات الحاخامية لا تعترف بأمثال هؤلاء، ولذا فهم يشكلون أقلية منبوذة داخـل كـل مـن الدولـة الصهيونية والجماعة اليهودية في الولايات المتحدة.  

أما الفلاشاه، فهم من يهود إثيوبيا، وملامحهم لا تختلف من قريب أو بعيد عن ملامح بعض قبائل أو أقوام إثيوبيا. وإذا كان هناك بينهم من تنويعات، فهي تنويعات تشبه في بعـض الوجوه التنويعات الموجودة في مجتمعهم. وهناك جماعة الفلاشاه موراه، وهي جماعة مسيحية شبه يهودية منبوذة من الفلاشاه كانت قد تنصرت منذ ما يقرب من قرنين من الزمـان ·ومـن الناحية الدينية، ينقسم يهود الولايات المتحدة إلى قسمين أساسيين: يهود إثنيـون لا أدريـون، ويهود متدينون، وهؤلاء ينقسمون بدورهم إلى إصلاحيين ومحافظين وتجديديين وأرثـوذكس (وتوجد بعض الفرق الأخرى شبه الدينية من أتباع العبادات الجديدة). واليهود الـدينيون فـي الولايات المتحدة يتعبدون في المعبد اليهودي (السيناجوج)، ويرأسهم حاخام، ولا يقيمون معظم الشعائر، ولا يكترثون بالطعام الشرعي أو بشعائر السبت والطهارة والنجاسة

ولا يندرج الفلاشاه في نطاق اليهودية الحاخامية، فهم لا يعرفون التلمـود، وتختلـف بعض شعائرهم عن شعائر اليهودية الحاخامية؛ فشعائر الطهارة والنجاسـة عنـدهم مركبـة وشاملة، ومع هذا، فهم يقيمون شعائرهم كلها (وقد صُدموا حينما هاجروا إلى (إسرائيل) بسبب انصراف أعضاء الدولة اليهودية عن الشعائر اليهودية). ويرأس يهود الفلاشاه قساوسة (يُقـال لهم قسيم)، وهي جمع كلمة قسيس بالعبرية، ولا أدري هل يستخدمون هذه الصيغة العبرية في إثيوبيا نفسها، أو أنها شكل من أشكال التدليس الصهيوني، فكُتبت الكلمة على هذا النحو حتـى لا يضطر المؤلف إلى كتابة كلمة priests الإنجليزية بكل إيحاءاتها المسيحية ؟ وهم يعرفـون نظام الرهبنة، إذ فيهم رهبان وراهبات، ويصلون في معبد يهودي يسمَّى المسجد، ويخلعـون نعالهم قبل دخوله! (هل يمكن اعتبارهم يهوداً أساساً؟).  

ومن ناحية اللغة، يتحدث يهود الولايات المتحدة الإنجليزية، ويعرف بعض علمـائهم العبرية والآرامية. كما توجد العبرية في بعض كتب الصلوات. أمـا يهـود الفلاشـاه، فهـم يتحدثون بالأمهرية (ويتحدث بعضهم بالتيجرينية)، ويتعبدون بالجعيزية، لغة الكنيسة القبطيـة الإثيوبية، ويضم كتابهم المقدس بعض نصوص العهد الجديد. ولكـل جماعـة مـن هـاتين الجماعتين خطابها الحضاري وفلكلورها الذي ينبع، في حالة يهود أميركـا، مـن محـيطهم الحضاري الحالي (الأميركي)، أو من محيطهم الحضاري السابق (روسيابولنداإنجلترا).  أما في حالة يهود الفلاشاه، فهو ينبع كله من محيطهم الحضاري الإثيوبي الأفريقي. وفي حين أن اليهودي الأميركي يرتدي البنطلون الجينز ويأكل الهامبرجر ويرقص الديسكو ويعيش فـي منزل عصري، وقد يُطعِّم حديثه ببعض الكلمات اليديشية، ويتحدث بعض الحسـيديين مـنهم باليديشية، كما يحتفظ بعضهم بالأزياء التي كانوا يرتدونها في شـرق أوربـا، فـإن يهـودي الفلاشاه يرتدي شالاً لا يختلف عما يرتديه من حوله من أبناء إثيوبيا، وهو يأكـل طعـامهم، ويرقص الرقصات المعروفة في منطقته، ويعيش في كوخ مغطى بالحطـب لا يختلـف مـن قريب أو بعيد عن الأكواخ المجاورة. والوضع الاجتماعي ليهود أميركـا (نسـبة الطـلاق - الوظائف - المهن) ورؤيتهم للكون مختلفان ً تماما عن وضع الفلاشاه ورؤيتهم. لهذا كله، يمكن القول إن مصطلح يهودي مصطلح عام للغاية، ومقدرته التفسيرية والتصنيفية ضـعيفة إن لـم تكن منعدمة بسبب عموميته وإطلاقه.  

ولعل عدم تحدد مصطلح يهودي يظهر في عبارة تستخدمها الإحصـاءات اليهوديـة لتشير إلى مجموعة من الناس يصنفون على أنهم يهود بشكل ما (بالإنجليزية : جويش سامهاو somehow Jewish ،(وهي عبارة خالية من المعنى، تدل على مدى الإخفـاق فـي تعريـف اليهودي.  

  

أبناء يهود اليمن: ضحايا في أرض الميعاد !

  

الصهيونية ... ذلك الحلم الرومانسي بالعودة السعيدة إلى أرض الميعاد التي تنتظـر شـعبها المنفي منذ ألفي عام، لم يكن سبباً في تحقيق السعادة بالنسبة لكل من حملته أقداره بإرادتـه أو رغماً عنها إلى هذه الأرض، ومن ضمنهم مئات الأسر من اليهود اليمنيـين الـذين اختفـي أطفالهم من المستشفيات ومخيمات المهاجرين في أوائل الخمسينيات في ظروفٍ غامضة!!.  

 ولمحاولة فهم ما حدث لهؤلاء الأطفال لابد من العودة إلى أصول فكرة الصـهيونية، التي انطلقت من توليفة من الأفكار العلمانية الشاملة التي شاعت في الحضارة الغربيـة فـي القرن التاسع عشر، ولعل أهمها هو الفكر العنصري العِرْقي الذي يرى البشر ً جميعا مادة، ولذا فالاختلافات بينهم مادية تنبع من خصائصهم العِرْقية والتشريحية، ومـن هنـا تبـرز أهميـة الاختلافات العِرقية (لون البشرة – حجم الرأس ...) كمعيار للتفرقة بين البشر، ومـا يترتـب على ذلك من اعتبار أن حضارة أو رقي شعب ما أو وتخلفه هو نتيجة حتمية لصفاته العِرقية والتشريحية. وقد تبنت الصهيونية هذه النظرية لتفسير ظاهرة نبذ الشعب العضوي اليهودي في أوروبا وضرورة نقله، واستخدمتها في فلسطين لتبرير عملية طـرد العـرب مـن بلادهـم باعتبارهم عِرقاً أدنى من العِرق اليهودي.  

ومنذ تأسيس الدولة الصهيونية سرت جرثومة العنصرية فيها وعبرت عن نفسـها لا على المستوى الدستوري والقانوني فحسب (قانون العودة مثلاً) وإنما على مستوى الممارسـة في المجالات السياسية والثقافية والاجتماعية أيضاً. فالتفرقة بين العرب واليهود من المواطنين الإسرائيليين واضحة لكل مراقب، وقد عبر موسيه آرتس، وزير الدفاع السابق وأحد أقطـاب الليكود، عن ذلك بقوله: "هناك في دولة إسرائيل شيء يهودي خاص، فهل يتمكن العرب مـن الشعور الكامل بالانتماء إليه؟؟". وعلى سبيل المثال لا الحصر يظهر ذلك واضحاً في المجـال السياسي وفي مخصصات المجالس المحلية اليهودية التي تبلغ خمسة أضـعاف المخصصـات للمجالس العربية وفي مخصصات إعالة الأطفال وقروض الإسكان، وكذلك في مستوى التعليم وفرص العمل وغيرها الكثير.  

وفي داخل النطاق اليهودي نفسه تُعتبر قصة اختطاف أبناء اليهـود اليمنيـين دلـيلاً واضحاً على تميز اليهود من ذوي الأصول الغربية على اليهود من ذوي الأصول الشـرقيةففي الفترة من عام ١٩٤٩إلى عام ١٩٥٢ اختفى حوالي ١٠٣٣ طفل يمنـي مـن مخيمـات المهاجرين والمستشفيات، وادعت السلطات في ذلك الوقت أنهم قد تُوفوا ودُفنوا، ولكنها لم تُعط لأهلهم شهادات وفاة ولم تُقدم لهم أية إيضاحات عن أسباب هذه الوفيات. وهكذا ظل السـؤال حائراً في عقول وقلوب هؤلاء الآباء الذين يرفضون تصديق ما حدث. ونتيجةً لاستمرار إثارة هذه القضية تشكلت عام ١٩٦٧ لجنة للتحقيق في هذه المسألة توصلت إلى أنـه لـم تحـدث عمليات اختطاف لهؤلاء الأطفال. ولكن الأهالي لم يفقدوا الأمل، وفي عام ١٩٨٨ تشكلت لجنة تحقيق ثانية توصلت في عام ١٩٩٤ إلى نفس النتيجة.  

ورداً على هذه النتيجة المخيبة للآمال حدث احتجاج مسلح على يد الحاخـام عـوزي ميشولام الذي فتح النار هو وأتباعه على الشرطة، مطالبين بلجنة جديدة للتحقيـق. وبالفعـل تكونت هذه اللجنة عام ١٩٩٥ وانتهت في عام ٢٠٠١ إلى القول بأنه لـم يحـدث اختطـاف لهؤلاء الأطفال على يد المؤسسة الرسمية، وذكرت اللجنة أن ٩٧٢ طفلاً قد تُوفوا وأن خمسة أطفال لا يزالون أحياء ولكن مصير ٥٦ طفلاً لا يزال في طي المجهول. وادعت اللجنـة أن بعض العاملين في مجال الرعاية الاجتماعية ظنوا أن عائلات هؤلاء الأطفال قد تخلت عنهم، ولذلك عرضوهم للتبني على مجموعة من الأسر الأشكنازية المحرومة من الإنجاب!! وأن هذا كله حدث دون أدنى مسؤولية من المؤسسة الحاكمة.  

وفي إطار عمل اللجنة الأخيرة تم استخراج بقايا جثث ٢٢ طفلاً من مقبرةٍ في بتـاح تكفا لإجراء فحوص الحامض النووي DNA في محاولة لإثبات علاقتهم بتلك الأسر اليمينيـةولكن هذه المحاولة لم تؤد إلا إلى المزيد من الشكوك بدلاً من إغلاق هذا الملف الذي أصـبح مثاراً بشكل متواتر وحاد في الكيان الصهيوني (هآرتس، ١٦ ديسمبر/كـانون الأول ١٩٩٧ .( فعند فتح القبور، التي تعود لأكثر من خمسين عاماً، لم يجد الأهالي إلا قطع غير مكتملة مـن العظام مما حرك في أذهانهم فكرة أن هذه القبور فارغة، وزرع الشك مرة أخرى بين الأهالي والسلطات وأعاد فكرة المؤامرة إلى الوجود بعد خمسين عاماً من عدم التصديق (هـآرتس ٥، نوفمبر /تشرين الثاني ٢٠٠١ .(وكانت الخيبة الكبرى هي نتائج الفحوص التي أثبت أن جثـة واحدة فقط "قد توجد بينها صلات عائلية" مع إحدى الأسر الشاكية!!  

إن هذه القضية التي تبدو عصيةً على الحل تسلط الضـوء بقـوة علـى العنصـرية الصهيونية التي لم يفلت من براثنها حتى اليهود، وتبدو بالنسبة لأهالي أولئك الأطفال وكأنهـا رحلة بحث لا نهاية لها، على حد تعبير صحيفة الجيروساليم بوسـت (٢٥ نـوفمبر /تشـرين الثاني ٢٠٠١ .(فهؤلاء الأهالي يشعرون وكأن أطفالهم "قد تبخروا في الهواء"، مثلمـا قالـت أخت أحد المفقودين الذي اختفى بعد ولادته في مستشفى عـام ١٩٥٠ .ولا تـزال عـائلات الضحايا تأمل في كشف ما حدث، إلا إن بعض الأهالي يعتقدون اعتقاداً جازماً بـأن اشـتراك المؤسسة الحاكمة في مؤامرةٍ منظمةٍ لاختطاف أطفالهم سوف يمنع أية لجنة تحقيق من كشـف ما حدث، فكيف يمكن للمؤسسة أن تعري أخطاءها؟؟  

ومما لاشك فيه أن اختطاف طفل من أسرته أمر عصيٌّ على النسيان بالنسـبة لأيـة أسرة، ولكن مأساة هؤلاء الأطفال تمثل للمهاجرين اليمنيـين كـل الإحباطـات والمصـاعب والإهانات التي تعرضوا لها منذ أن تركوا بلاد اليمن السعيد وتوجهـوا إلـى "أرض الميعـاد السعيدة" تحت تأثير الدعاية الصهيونية عن الجنة الموعودة التي تنتظرهم.  

وتروي إحدى الأمهات قصة طفلها الذي ولدته عام ١٩٤٩ وفـي المستشـفى سـخر الأطباء منها ورفضوا أن يسلموها الطفل بدعوى أنه ليس ابنها، ثم أجبروها علـى أن تقسـم على التوراة أنها أمه حتى تأخذه. وفي العام التالي، وعند ولادة طفلها الثاني اختفى الطفل في المستشفى بعد شهرين من الولادة!!  

ويعبِّر أخو هذا الطفل، الذي يبلغ من العمر الآن خمسين عاماً، عـن سـخطه علـى الطريقة التي عُومل بها أهله لدى وصولهم إلى "أرض الميعاد "، ويتساءل "هل كان الناس هنـا يظنون أن اليمنيين لا يحسون بالألم كغيرهم من البشر؟". وينظر بأسى إلى الطريقة التي جُمع بها يهود المنفى ونُقلوا إلى إسرائيل على يد الصهاينة، ويقول "إن القضية تنتقل من جيلٍ إلـى جيل. لقد كانوا يظنون أننا سوف نبقى بدائيين إلى الأبد ولكننا لسنا كذلك، نحن نعرف الآن كل ما ارتكبوه بحقنا من الفظائع، وحتى لو نسي والدي فإن أولادي لن ينسوا".  

إنه ميراث الكراهية الذي زرعته العنصرية الصهيونية حتى في قلوب اليهود – شعب االله المختار -!!!.  

  • الخميس PM 03:44
    2022-08-18
  • 1054
Powered by: GateGold