المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 409004
يتصفح الموقع حاليا : 375

البحث

البحث

عرض المادة

عندما يكره اليهودي نفسه

في الآونة الأخيرة تناقلت وسائل الإعلام المختلفة اسم جورج سوروس، المليونير الأمريكـي اليهودي، مصحوباً بانتقادات قوية من جانب بعض الدوائر الصهيونية. فمن هو سوروس هذا؟ سوروس رجل أعمال أمريكي من أصل مجري يهودي، سافر إلى بريطانيـا فـي منتصـف الأربعينات حيث تخرج في جامعة لندن، وتأثر بأفكار كارل بوبر، صاحب فكـرة المجتمـع المفتوح والذي هاجم الدولة القومية بشراسة. ويعتبر سوروس نفسـه مـن أتبـاع دوكينـز، الفيلسوف الدارويني والاستاذ بجامعة أوكسفورد. وفي أوائل الستينات بدأ سوروس العمل فـي فرع المقاصة المتخصص بالمضاربات بين مختلف أسواق البورصة، ويقول إنه اكتشف يومها "أن أموالاً كثيرة يمكن الحصول عليها من نقل أموال بين مختلف أنحـاء المعمـورة نظـراً لاختلاف أسعار صرفها بين نقطة وأخرى".  

وفي نهاية السبعينات كان سورس قد كون ثروة طائلة جداً، ولكنه لم يصبح مشـهوراً إلا عام ١٩٩٢ حين راهن على تراجع الجنيه الإسترليني، فاقترض مبلغاً كبيراً منـه لأجـل قصير وحوله إلى ماركات ألمانية، وتحقق ما راهن عليه وخرج الجنيه الإسترليني من نظـام النقد المالي الأوروبي وفقد ما يزيد على ١٢ %من قيمته. وكان الفرق ربحاً صافياً لسوروس يعادل المليار دولار. وتبلغ ثروة سوروس حوالي ٧ بليون دولار ويأتي في المرتبـة الثامنـة والعشرين بين الأكثر ثراء في الولايات المتحدة.  

وأثناء الأزمة المالية التي اجتاحت جنوب شرق آسيا عام ١٩٩٧ ،ألقى رئيس الوزراء الماليزي محاضر محمد باللوم على المضاربين الأجانب الذين يتلاعبـون بالأسـواق الماليـة وخاصة سوروس، باعتباره ممولاً يهودياً قاد هذه العملية. غير أن مراجعـة تـاريخ جـورج سوروس تبين لنا أن هذا النموذج التفسيري لا يفيد كثيراً، فقد اعترف هو نفسه، في حديث مع شبكة التليفزيون الامريكية TV-WNET عام ١٩٩٣ ،أنه تواطأ مع قوات الاحـتلال النـازي للمجر أثناء الحرب العالمية الثانية، وساعد على نهب ممتلكات اليهود في المجر مقابل سلامته الشخصية، وهو لا ينكر في أحاديثه أنه يبحث عن الربح ومراكمة الثروة.  

إن سوروس هو نموذج جيد للرأسمالي المضارب "غير المنتمي" (فالرأسمالي الحق لا ينتمي إلا لرأسماله وما يحققه من أرباح) الذي لا يتوانى عن جمع الربح من المضاربات فـي الأسواق المالية، أية أسواق، ولا يتورع حتى عن بيع يهود المجر (بني وطنه وعقيدته!) إلـى أعدى أعدائهم. وهو جزء مـن الاقتصـاد الفقـاعي (بالإنجليزيـة: economy bubble ،( أو الاقتصاد المشتق (بالإنجليزية: economy derivative ،(أي اقتصاد المضاربات الذي لا علاقة له بالعملية الإنتاجية نفسها، ولا يكن احتراماً كبيراً للإنتاج الصناعي أو الدولة القوميـة. ومـا يفسر سلوك سوروس ليس "يهوديته" وإنما انتماؤه لهذا النوع من الاقتصاد. ومن المعروف أن سوروس لا يتبرع بالكثير للمؤسسات اليهودية أو الصهيونية أو الإسرائيلية، وقد فسر ذلك بأن هناك تبرعات يهودية كثيرة للمؤسسات اليهودية ولذلك فهو يوجه تبرعاته لمؤسسات أخـرى غير يهودية.  

وقد فجر سوروس مؤخراً قنبلة إعلامية أثناء اجتماع لشبكة المتبرعين اليهود. فحينما سُئل عن "معاداة السامية" (أي معاداة اليهود واليهودية) قال إن سياسات إسـرائيل والولايـات المتحدة هي التي تسببت في ذلك، وطالب بتغيير النظام السياسي في الولايات المتحدة وأعلـن تأييده لاتفاق جنيف، وأعلن عن عزمه تمويل بعض المشاريع في فلسطين (وقد استخدم كلمـة "فلسطين" وليس "إسرائيل"!)، بل إنه أشار إلى خطاب محاضر محمد الذي قال فيه إن اليهـود يحكمون العالم، واعترف بأن أفعاله هو شخصياً مسؤولة إلى حد ما عـن تصـاعد معـدلات العداء للسامية، وإن كانت مسؤوليته محدودة، فهو لم يعمد إلى ذلك، وإنما كانت نتيجـة غيـر مقصودة لأفعاله (وورلد تليجرافيك ايجنسي ١٨ نوفمبر /تشرين الثاني ٢٠٠٣ .(وقد سـارعت المؤسسة الصهيونية باتهام سوروس بأنه يتقبل القوالب الذهنية الاختزالية المعاديـة للسـامية، وأن رؤيته متحيزة وتبسط الأمور وأن تعليقاته "قبيحة ً تماما". ثم أضاف المتحدث الصـهيوني قائلاً: "إذا كان سوروس يري أنه ساهم في تصاعد معدلات السامية، فما هـو الحـل الـذي يطرحه، هل يتنازل عن ثروته؟ هل عليه أن يغلق فمه؟". ورغم هذا الهجـوم، فقـد لزمـت المؤسسة الصهيونية الصمت بعد ذلك، لأنها تطمع في تبرعات سوروس.  

وقد وصف أحدهم سوروس بأنه تعبير عن ظاهرة معاداة اليهـود للسـامية Jewish Semitism-Anti وظاهرة كُره اليهودي لنفسه hate-Self Jewish ،وهي مصـطلحات كانـت شائعة من قبل ولكنها توارت ولا تظهر إلا في الحالات الاستثنائية، فهي تُستخدم ضـد نعـوم تشومسكي وغيره من العلماء اليهود الغربيين الشرفاء الذي يرفضون المشروع الصـهيونيوالمصطلحان متداخلان تماماً، فاليهودي الذي يعادي اليهـود واليهوديـة يسـتخدم الصـور الإدراكية النمطية السلبية العنصرية ويطبقها على أعضاء الجماعات اليهودية وعلـى نفسـه، فيراهم باعتبارهم مرابين وطفيليين غشاشين ومنحلين، يدمرون المجتمع الذي يعيشـون بـين ظهرانيه بدلاً من الاندماج فيه. واليهودي الذي يكره نفسه، شأنه في هذا شأن الصهاينة وأعداء اليهود، يؤمن بوجود جوهر يهودي ثابت، لا علاقة له بالمواضعات التاريخية والاجتماعيـة، كما يؤمن بوجود صفات يهودية ثابتة وخصوصية يهودية لا تتغير، وبأن هذه الصـفات هـي التي تعوق اليهودي عن الاندماج الكامل في عالم الأغيار وهي سبب شقاء اليهود، ومـن ثـم فاليهود مسؤولون عما يحدث لهم.  

وقد تفاقمت ظاهرة كُره اليهودي لنفسه بين يهود أوروبا حين ضعف انتماؤهم الـديني واكتسحهم التيار الاندماجي العلماني، فصبوا جام غضبهم على الجيتو اليهودي الفعلي والعقلي وعلى أهلهم وعلى أنفسهم. وانتشرت هذه الظاهرة بشكل واضح بـين اليهـود فـي أوروبـا والولايات المتحدة، خاصة بعد تدفق يهود أوروبا الشرقية على بلادهم في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، فهددوا مواقعهم الطبقية ومكانتهم الاجتماعية.  

ويتبدى كُره اليهودي لنفسه في عدة أشكال، منها محاولة إخفاء الأصـول، وحـرص بعض اليهود على عدم الإنجاب كلية حتى لا يزيد عدد اليهود، بل إن بعضهم يضع حداً لحياته بالانتحار. وقد يكون التنصر للحصول على تأشيرة دخول إلى الحضارة الغربية (على حد قول الشاعر الألماني هايني) تعبيراً عن الظاهرة نفسها.  

وقد يأخذ كره اليهودي لنفسه شكل إعداد المشاريع المختلفة لإبادة اليهـود والـتخلص منهم. ويُقال إن هتلر نفسه كان طفلاً غير شرعي لأب يهـودي، ومـن المؤكـد أن أدولـف أيخمان، الذي أرسل بمئات الألوف من اليهود إلى معسكرات الاعتقال والإبادة، كانت تجـري في عروقه دماء يهودية.  

ولكن هل يمكن وصف ما قاله سوروس بأنه تعبير عن كره اليهودي لنفسـه، أم أنـه محاولة جادة لتفسير بعض جذور ظاهرة معاداة اليهودية؟ فبدلاً من القول الصهيوني الأبله بأن سبب تفشي ظاهرة معاداة اليهود هو كره الأغيار الأزلي لليهود، يحاول سـورس أن يحـدد الجذور التاريخية والاجتماعية والسياسية الحقيقية لهذه الظاهرة، ويشير بأصابع الاتهـام إلـى إسرائيل والولايات المتحدة، أي أنه يخرج بظاهرة معـاداة اليهـود مـن النطـاق النفسـي والميتافيزيقي ويدخل بها في نطاق التاريخ. وقد تختلف مع سوروس أو تتفق معه، ولكـن لا يمكن اتهامه بالعنصرية أو بكره اليهود أو نفسه، فكل ما قام به هو محاولة لتفسـير ظـاهرة آخذه في التفشي. ومحاولة التفسير بالنسبة للصهاينة - كما بينا في مقال سابق - أمر مرفوض، فالمطلوب هو أن تبقى كل الظواهر اليهودية داخل جيتو مقدس لا يمسه أحد.  

  

صهيونية ضد اليهود واليهودية

  

في إطار سعيهم للحصول على الشرعية والتأييد الجماهيري في أوساط الجماعات اليهودية في أوروبا، حاول رواد الحركة الصهيونية إضفاء صبغةٍ دينية على الأفكار الصـهيونية، بحيـث تبدو وكأنها امتداد لليهودية وليست نقيضاً لها. ومن جهةٍ أخرى، حاول هؤلاء الرواد استغلال مشاعر المعاناة والإحباط لدى الجماهير اليهودية، والتي ساهمت في تفاقمها جملةٍ من العوامل السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية المرتبطة بعملية التحديث والتحول الرأسمالي فـي أوروبا.  

وهكذا، لجأت الصهيونية إلى تبني الرموز والأفكار الدينية المألوفة، فصورَّت مسعاها الاستعماري باعتباره تحقيقاً لوعدٍ إلهي، ومن ثم أضفت عليه صفة القداسة والحتمية، ووظفت المقولات التوراتية عن "الشعب اليهودي المختار" وعن "العودة إلـى صـهيون" كمسـوِّغاتٍ للمشروع الصهيوني المتمثل في اغتصاب فلسطين وإقامة كيانٍ قوميٍ يهودي فيها يكون بمثابة قاعدةٍ لخدمة مصالح القوى الاستعمارية الكبرى. وفي الوقت نفسه، قدمت الصهيونية نفسـها باعتبارها حركةً لإنقاذ اليهود واليهودية من التشويه الذي لحق بهم وبها في الشـتات، ومـن الاضطهاد الذي تكابده الجماعات اليهودية على أيدي غير اليهود .  

ومع ذلك، فمن الواضح أن المنطلقات النظرية للصهيونية والحلول التي اقترحتها لحل ما عُرف باسم "المسألة اليهودية" في أوروبا شكلت نقاط التقاءٍ مع نزعات معاداة اليهود، بـل وتطور هذا التطابق في بعض الأحيان إلى تعاونٍ عملي وثيق، كما هو الحال في ظل الحكـم النازي لألمانيا.  

وتتواتر عبارات العداء لليهود واليهودية في كتابات الرواد الصـهاينة وتصـريحاتهمفعلى سبيل المثال، يرى موسى هس أن العقيدة اليهودية كارثة لا مفر منها، ولذا فعلى اليهودي أن "يتحمل نير مملكة السماء حتى النهاية". ويذهب هس إلى القول باستحالة اندماج الجماعات اليهودية في الشعوب الأوروبية لأنهم يشكلون "شعباً منبوذاً ومُحتقراً ومُشتتاً، شعباً هبط إلـى مرتبة الطفيليات التي تعتمد في غذائها على الغير، شعباً ً ميتا لا حياة له"

وكان هرتزل يؤكد على أن رؤيته الصهيونية ليست لها أية مرجعيةٍ دينية، ويجـاهر قائلاً "إنني لا أخضع لأي وازع ديني". وقد تعمَّد هرتزل انتهاك الشعائر الدينية اليهودية حين زار مدينة القدس، لكي يؤكد أن حركته لا تنبع من أية منطلقاتٍ دينيـة تقليديـة. ولا يخفـي هرتزل الترابط الحتمي بين الصهيونية ومعاداة اليهود في العصر الحديث، فهـو يشـير فـي مذكراته إلى أنه كان متفقاً مع صديقه ماكس نوردو على أن "معاداة السامية" هي وحدها التـي جعلت منهما يهوداً. وفي موضعٍ آخر يؤكد أن وجود هذا العداء أمـر ضـروري للمشـروع الصهيوني، باعتباره "البخار المحرك" لانطلاقه.  

ولم يتورع ماكس نوردو، الذي خلف هرتزل في زعامة "المنظمة الصهيونية "، عـن إعلان إلحاده والتعبير عن شعوره بالاشمئزاز من المبادئ الأخلاقية والفلسفية التـي سـاقتها التوراة، فكان يرى أن "التوراة طفولية بوصفها فلسفة، ومقززة بوصفها نظاماً أخلاقياً". كمـا تنبأ نوردو بأنه سيأتي يوم يحل فيه كتاب هرتزل دولة اليهود محل التوراة، باعتبـاره كتابـاً مقدساً. وهو يتفق مع هرتزل في أن معاداة اليهود ظاهرة طبيعية وعادلة.  

أما دافيد بن جوريون، فكان يرى أن التوراة ليست سوى كتابٍ للحكايات والمأثورات الشعبية، وأن "الجيش هو خير مفسر للتوراة". بل ومضى إلى أبعد من ذلك مؤكداً أن "الحيـاة لو تُركت للحاخامات لظل اليهود حتى الآن كلاباً ضالة في كل مكان يضربهم الناس بالأقدام".  

ولم يقف بن جوريون عند طرح هذه الأفكار بل عمل على تحويلها إلى واقـعٍ ملمـوس فـي أوساط المستوطنين الأوائل، كما أصر على "عقد قرانه في حفلٍ مدني في نيويـورك، وظـل لفترةٍ طويلة يرفض من حيث المبدأ إتمام الزواج وفقاً للشعائر الدينية"

ويشير الكاتب الصهيوني ريتشارد كروسمان، في كتابه أمة تُبعث من جديد: إسرائيل في رؤية وايزمان وبيفن وبن جوريون (١٩٦٩ ،(إلى أن صداقته مع حـاييم وايزمـان، أول رئيس لدولة "إسرائيل"، لم تبدأ إلا عندما اعترف له بأنه "معادٍ للسامية بـالطبع "، وقـد علـق وايزمان على ذلك مؤكداً أنه لو قال كروسمان غير ذلك لكان إما يكذب على نفسـه أو علـى الآخرين. أما وايزمان نفسه فكان "يتلذذ" بمضايقة الحاخامات بإصراره على تناول الطعام غير المباح شرعاً، حسبما روى كروسمان في كتابه.  

وكان الكاتب الصهيوني جوزيف برينر أكثر وضوحاً في عداءه لما أسماه "الشخصـية اليهودية المريضة"، وتبدو الأوصاف التي يطلقها على اليهود متطابقةً إلى حدٍ بعيـدٍ مـع مـا يردده أشد المعادين لليهود. فهو يقول، مثلاً، "إن مهمتنا الآن أن نعترف بوضاعتنا منـذ بـدء التاريخ حتى يومنا هذا، وبكل نقائص شخصيتنا". واليهود في نظره يودون الحيـاة "كالنمـل والكلاب" أو "كالكلاب والمرابين "، فهم "شعب لا يعرف سوى الأنين والاختفـاء حتـى تهـدأ العاصفة، يدير ظهره لإخوانه الفقراء، ويكدس دراهمه، ويتجول بين الأغيار ليؤمن معيشـته بينهم، ثم يقضي نهاره يشكو من سوء معاملتهم له"

والملاحظ أن الرؤية الصهيونية، التي تعكسها تلك الكتابات والأقوال، تستند إلى نفـس الأسس التي تقوم عليها نزعات معاداة اليهود واليهودية. فنقطـة الانطـلاق الأساسـية عنـد الطرفين هي أن ثمة "طبيعة يهودية" تميز اليهود عن غيرهم من البشر، وهي طبيعة ثابتة لـم يطرأ عليها أي تغيير على مر التاريخ، ولا تختلف باختلاف السياق الحضاري والثقافي الـذي يتواجد فيه "اليهودي"، أو الوضع الاقتصادي أو الاجتماعي الذي يتبوأه. ومن ثم فلا فرق بـين يهود اليمن في القرن الثامن عشر، مثلاً، ويهود الولايات المتحدة الأمريكية في أواخر القـرن العشرين، أو بين عنصري إرهابي مثل مناحم بيجين ومفكر مناهض للصهيونية مثل نـاعوم تشومسكي. ويؤدي ذلك بدوره إلى الحديث عن "وحدة يهودية" تشمل كل الجماعات اليهوديـة في كل زمانٍ ومكانٍ. وبالمثل، فإن ثمة "تاريخاً يهودياً" مستقلاً عن تاريخ البشرية، وهو تاريخ متصل يسير على وتيرةٍ واحدةٍ ولا يعرف الانقطاع، وجوهره هو "تفرد اليهود"، مـن جهـةٍ، و"العداء الأزلي الذي يكنه الأغيار لهم"، من جهةٍ أخرى. وأمام وضعٍ كهذا، يصـبح انـدماج هؤلاء اليهود في مجتمعاتهم مستحيلاً، ويصبح من الضروري التخلص منهم إما بعزلهم خلف أسوار الأحياء المغلقة (الجيتو)، وإما بتهجيرهم إلى أرضٍ ما خـارج أوطـانهم، حتـى وإن استدعى ذلك اقتلاع أصحاب هذه الأرض الأصليين، وإما بالقضاء عليهم فعلياً كما هو الحـال في التجربة النازية.  

وهكذا، فإن كلاً من الرؤية الصهيونية والنزعة المعادية لليهود تبدأ من نفي التـاريخ وإلغاء الزمان والمكان، وتنتهي إلى نفي اليهود وإلغاء وجودهم.  

  • الخميس PM 03:54
    2022-08-18
  • 652
Powered by: GateGold