ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ
شٌبهات وردود
المكتبة المرئية
خَــيْـرُ جَــلـيـسٌ
المتواجدون الآن
حرس الحدود
مجتمع المبدعين
البحث
المواد
عثمان بن خالد الطويل وكنيته ابو عمرو (( 1 )) ، وهو استاذ ابي الهذيل وهو الذي بعثه واصل الى ارمينيّة كما قدّمنا، وله في الفضل والعلم منزلة لا تخفى
فقد قلنا: هم يسمّون المعتزلة لما سيأتي والعدلية لقولهم بعدل اللّه وحكمته والموحّدة لقولهم: لا قديم مع اللّه، ويحتجّون للاعتزال اي لفضله بقوله تعالى: وَأَعْتَزِلُكُمْ (19 مريم: 48) وليس الّا بالاعتزال عنهم، واحتجّوا من السنّة بقوله صلى اللّه عليه وآله وسلم: من اعتزل من الشرّ سقط في الخير
نُفرد هذا الفصل لتتبع و رصد آثار جناية المعتزلة على العقل و الشرع في مختلف الجوانب الفكرية التي خاضوا فيها أولا ؛ ثم البحث عن الأسباب العميقة التي أوصلتهم إلى ارتكاب جنايات كثيرة في حق العقل و الوحي ثانيا .
تبنى المعتزلة منهجا تميزوا به في مجال الفهم و البحث و الاستدلال ، أقاموا عليه مذهبهم الذي ظهر في الثلث الأول من القرن الثاني الهجري استجابة و كرد فعل لما كان يحدث في مجتمعهم من نزاعات مذهبية و سياسية بين طوائفه المتصارعة زمن دولة بني أمية.
اتخذ المعتزلة مواقف تتعلق بالقضاء و القدر، و أفعال العباد، و الهداية و الضلال بنوها على مذهبيتهم الاعتزالية انطلاقا من تقديمهم لآرائهم و أهوائهم على الشرع و العقل،و ممارستهم للتأويل التحريفي في فهمهم للنصوص الشرعية . فما تفاصيل ذلك ؟
تبنى المعتزلة موقفا واحدا من صفات الله تعالى، فقالوا بنفيها بعبارات تلبيسية من جهة ، و تظاهروا بإثبات بعضها ، و نفوا بها عنهم اتهام غيرهم لهم بنفيها من جهة ثانية . و تأوّلوا الصفات الخبرية تأويلا تحريفيا من جهة ثالثة . فما تفاصيل ذلك ؟، و وما هي مظاهر جناية المعتزلة على العقل و الشرع في موقفهم من الصفات الإلهية ؟ .
قال تعالى:(وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ) سورة البقرة:48.
إن الآية الكريمة نزلت في اليهود بدلالة الآية التي سبقتها وهي قوله تعالى:(وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلا أَيَّامًا مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ) البقرة:80. فالآية إخبار عن اليهود فيما نقلوه وادعوه لأنفسهم، من أنهم لن تمسهم النار إلا أياماً معدودة
الشفاعة لغة مأخوذة من الشفغ الذي هو ضد الوتر. وهو جعل الفرد زوجاً يقال كان وتراَ فَشَفَعهُ من باب قطع، وتسمى الركعتين شفعاً؛ والشفاعة الدُّعاءُ والشَّفاعةُ كلام الشَّفِيعِ لِلْمَلِكِ في حاجة يسأَلُها لغيره، وشَفَعَ إِليه في معنى طَلَبَ إِليه
بدأ حديثه عنهم بقوله (و قد تدبرت رحمة الله و مقالة أهل الكلام فوجدتهم يقولون على الله ما لا يعلمون و يفتنون الناس بما لا يأتون و يبعدون القذى في عيون الناس و عيونهم تطرف على الأجذاع و يتهمونه غيرهم في النقل ولا يتهمون آراءهم في التأويل الخ
أتفق أهل التراجم واصحاب التاريخ على صحة نسبة كتاب وتأويل مختلف الحديث \"لابن قتية الدينورى\" ذكر ذلاك ابن النديم (1) وابن خلكان (2) وابن العماد الحنبلى (3) والسمعانى (4) والوزير جمال الدين القفطى (5) وغيرهم
قال الدكتور عمر محمد سعيد عبد العزيز \"و ما أظن إلا أن في هذا الرقم الأخير قدرا كبيرا من المبالغة، و لعل مردها إلى الخلط بين أسماء الكتب نفسها، و بين أسماء الأبواب التي تحتويها الكتب الكبيرة، و كان يطلق عليها أحيانا اسم\" الكتاب \"كما في\" معاني الشعر الكبير \"فهو يحتوي على اثنى عشر كتابا، أي بابا.
قد كان المعتزلة من ابرز تلك الفرق، و أكثرها نشاطا، وإسهاما في الصراعات الفكرية التي عرفتها الساحة الثقافية العربية الإسلامية و كانت لهم مذاهب في تفسير القرآن و السنة استقلوا بها و لم يجاريهم فيها أحد؛ فقد كان مذهبهم يبني على توجيه النص الشرعي وجهة تجعله في خدمة أصولهم و مبادئ ارتضوها لأنفسهم.
يؤتى بي يوم القيامة, فأقام بين يدي الله فيقول لي: لم قلت إن القاتل في النار, فأقول: أنت قلته. ثم تلا هذه الآية:(ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاءه جهنم) حتى فرغ من الآية, فقلت له: وما في البيت أصغر مني: أرأيت إن قال لك فإني قد قلت: (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) من أين علمت أني لا أغفر لهذا ؟ فما رد علي شيئا.
إن الأمة الإسلامية مُنيت في عهودها الأولى -ولا زالت- إلى اليوم بحركات ومذاهب وفرق كانت معول هدم تجتث الأصول والثوابت، فتخوض في ذات الله وفي أسمائه وصفاته بغير علم، وتشكك الأمة في قرآنها وسنة نبيها، وتهون من قدسية النصوص وتجعل العقل حاكماً عليها دون اعتبار للقواعد الشرعية والأصولية
ولما سارت الأمة على هذا المنهج عزّت وسادت، ولما تخلت عنه دبّ إليها الضعف والخلاف، وذلك بسبب نشأة ما يسمى بالتيار العقلي في حياة المسلمين على يد المعتزلة. ولخطورة هذا التيار وقف السلف الصالح والأئمة موقفاً حازماً ضد هذا الاتجاه وأصحابه، كاشفين آثاره وأضراره
قد اهتم المستشرقون بالمعتزلة اهتماماً بالغاً، ظهر في تمجيدهم لرجال هذه الفرقة، ونشر مؤلفاتهم، والمبالغة في الثناء عليهم وعلى أفكارهم، وبيان أنهم أكثر المنتسبين إلى الإسلام فهماً للإسلام. كما وصفهم المستشرق (شتيز) بأنهم المفكّرون الأحرار في الإسلام، وألّف كتاباً بهذا الاسم.
الزيدية فرقةٌ من فرق المسلمين ، تنتمي إلى أهل البيت عليهم السلام عموماً ، وإلى الإمام زيد بن علي زين العابدين بن الحسين السبط عليه وعلى آبائه السلام خصوصاً ، حيثُ أنّ الزيدية تنظرُ إلى الإمام زيد بن علي (ع) على أنّه فاتِحُ باب الجهاد والإجتهاد بعد جدّه أبي الأحرار الحسين السبط (ع)
قوله تعالى: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4) وأما أنه منزه عن الضد والند والشبه والمثل لقوله تعالى: { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } [الشورى: 11] .ولقوله: (وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ) أي مثل.
أشهر ما قيل في سبب تسميتهم بالمعتزلة، أن رجلاً دخل على الحسن البصري وسأل عن مرتكب الكبيرة هل هو مؤمن أو كافر ؟ فتكلم واصل بن عطاء فقال: ( أنا لا أقول أن صاحب الكبيرة مؤمن مطلقاً ولا كافر مطلقاً؛ بل هو في منزلة بين المنزلتين .