المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 415888
يتصفح الموقع حاليا : 221

البحث

البحث

عرض المادة

أول من ابتدع اللاهوت والناسوت في شأن المسيح هو بولس

ظهر ماني الكذاب وزعم أنه نبي وكان كثير الحيل والمخاريق ، فأخذه بهرام ملك الفرس فشقه نصفين ، وأخذ من أتباعه مائتي رجل فغرس رؤوسهم في الطين منكسين حتى ماتوا.
ثم قام من بعده فليبس فآمن بالمسيح فوثب عليه بعض قواده فقتله ، ثم قام بعده دانقيوس ويسمى دقيانوس فلقي النصارى منه بلاءً عظيماً وقتل منهم ما لا يحصى ، وقتل بترك رومية ، وبنى هيكلاً عظيماً وجعل فيه الأصنام ، وأمر أن يسجد لها ويذبح لها ومن لم يفعل قتل ، فقتل خلقاً كثيراً من النصارى وصلبوا على الهيكل ، واتخذ من أولاد عظماء المدينة سبعة غلمان فجعلهم خاصته وقدمهم على جميع من عنده ، وكانوا لا يسجدون للأصنام فأعلم الملك بخبرهم فحبسهم ثم أطلقهم ، وخرج إلى مخرج له فأخذ الفتية كل ما لهم فتصدقوا به ، ثم خرجوا إلى جبل فيه كهف كبير فاختفوا فيه وصب اله عليهم النعاس فناموا كالأموات ، وأمر الملك أن يبنى عليهم باب الكهف ليموتوا ، فأخذ قائد من قواده صفيحة من نحاس فكتب فيها أسماءهم وقصتهم مع دقيانوس وصيرها في صندوق من نحاس ودفنه داخل الكهف وسده.
ثم مات الملك.
 ثم قام بعده قيصر آخر ، وفي زمنه جعل في أنطاكية بتركاً يسمى بولس الشمشاطي وهو أول من ابتدع في شأن المسيح اللاهوت والناسوت وكانت النصارى قبله كلمتهم واحدة أنه عبد رسول مخلوق مصنوع مربوب لا يختلف فيه اثنان منهم فقال : بولسهذا – وهو أول من أفسد دين النصارى – إن سيدنا المسيح خلق من اللاهوت إنساناً كواحد منا في جوهره ، وأن ابتداء الابن من مريم ، وأنه اصطفى ليكون مخلصاً للجوهر الإنسي صحبته النعمة الإلهية فحلت فيه بالمحبة والمشيئة ، ولذلك سمي ابن الله ، وقال إن الله جوهر واحد وأقنوم واحد.
قال سعيد ابن البطريق : وبعد موته اجتمع ثلاثة عشر أسقفاً في مدينة أنطاكية ونظروا في مقالة بولس فأوجبوا عليه العن فلعنوه ولعنوا من يقول بقوله وانصرفوا.
ثم قام قيصر أخر فكانت النصارى في زمنه يصلون في المطامير والبيوت فزعاً من الروم ، ولم يكن بترك الإسكنرية يظهر خوفاً أن يقتل ، فقام (بارون) بتركاً فلم يزل يداري الروم حتى بنى بالاسكندرية كنيسة ، ثم قام قياصرة أخر منهم اثنان تملكا على الرومإحدى وعشرين سنة فأثارا على النصارى بلاءً عظيماً وعذاباً أليماً وشدة تجل عنالوصف من القتل والعذاب واستباحة الحريم والأموال وقتل ألوف مؤلفة من النصارى ، وعذبوا مار جرجس أصناف العذاب ثم قتلوه ، وفي زمنهما ضربت عنق بطرس بترك الاسكندرية ، وكان له تلميذان ، وكان في زمنه آريوس يقول : إن الأب وحده الله الفرد الصمد والابن مخلوق مصنوع وقد كان الأب إذ لم يكن الابن ، فقال بطرس لتلميذيه: إن المسيح لعن آريوس فاحذرا أن تقبلا قوله : فإني رأيت المسيح في النوم مشقوق الثوب ، فقلت يا سيدي! من شق ثوبك ؟ فقال لي: آريوس فاحذروا أن تقبلوه أو يدخل معكم الكنيسة.
وبعد قتل بطرس بخمس سنين صير أحد تلميذيه بتركا على الاسكندرية فاقام ستة أشهر ومات، ولما جرى على آريوس ما جرى أظهر انه قد رجع عن مقالته فقبله هذا البترك وأدخله الكنيسة وجعله قسيساً ، ثم قام قيصر آخر فجعل يتطلب النصارى ويقتلهم حتى ب الله عليه النقمة فهلك شر هلكة.
ثم قام بعده قيصران : (أحدهما) ..ملك الشام وأرض الروم وبعض الشرق ، (والآخر) .. رومية وما جاورها ، وكانا كالسباع الضارية على النصارى فعلاً بهم من القتل والسبي والجلاء ما لم يفعله بهم ملك قبلهما ، وملك معهما قسطنطين أبو قسطنطين ، وكان ديناً يبغض الأصنام محباً للنصارى ، فخرج إلىناحية الجزيرة والرها فنزل في قرية من قرى الرها فرأى امرأة جميلة يقال لها هيلانة وكانت قد تنصرت على يدي أسقف الرها وتعلمت قراءة الكتب فخطبها قسطنطين من أبيها فزوجه إياها ، فحبلت منه وولدت قسطنطين فتربى بالرها ، وتعلم حكمة اليونان ، وكان جميل الوجه قليل الشر محباً للحكمة.
وكان عليانوس ملك الروم حينئذ رجلاً فاجراً شديد البأس مبغضاً للنصارى جداً ، كثير القتل فيهم ، محباً للنساء ، م يترك للنصارى بنتاً جميلة إلا أفسدها وكذلك أصحابه ، وكان النصارى في جهد جهيد معه ، فبلغه خبر قسطنطين وأنه غلام هاد قليل الشر كثير العلم ، وأخبره المنجمون والكهنة أنه سيملك ملكاً عظيماً فهم بقتله فهرب قسطنطين من الرها ، ووصل إلى أبيه فسلم إليه الملك ، ثم مات أبوه ، وصب الله على عليانوس أنواعاً من البلاء حتى تعجب الناس مما ناله ورحمه أعداؤه مما حل به ، فرجع إلى نفسه وقال لعل هذا بسبب ظلم النصارى فكتب إلى جميع عماله أن يطلقوا النصارى من الحبوس ، وأن يكرموهم ويسألوهم أن يدعوا له في صلواتهم ، فوهب الله له العافية ورجع إلى أفضل ما كان عليه من الصحة والقوة.
فلما صح وقوى رجع إلى شر مما كان عليه ، وكتب إلى عماله أن يقتلوا النصارى ولا يدعوا في مملكته نصرايناً ولا يسكنوا له في مدينة ولا قرية ، فكان القتتلى يحملون على العجل ويرمى بهم في البحر والصحارى .
وأما قيصر الآخر الذي كان معه فكان شديداً علىالنصارى ، واستعبد من كان برومية من النصارى ، ونهب أموالهم ، وقتل رجالهم ونساءهم وصبيانهم.
فلما سمع أهل رومية بقسطنطين وأنه مبغض للشر محب للخير وأن أهل مملكته معه في هدوء وسلامة كتب رؤساؤهم إليه يسألونه أن يخلصهم من عبودية ملكهم ، فلما قرأ كتبهم اغتم غماً شديداً وبقي متحيراً لا يدري كيف يصنع.
قال سعيد ابن البطريق : فظهر له على ما يزعم النصارى نصف النهار في السماء صليب من كوكب مكتوباً حله : بهذا تغلب.
فقال لأصحابه رأيتم ما رأيت؟ قالوا : نعم ، فآمن حينئذ بالنصرانية ، فتجهز لمحاربة قيصر المذكور ، وصنع صليباً كبيراً من ذهب وصيره على رأس البند ، وخرج بأصحابه فأعطى النص على قيصر فقتل من أصحابه مقتلة عظيمة هربا لملك ومن بقي من أصحابه ، فخرج أهل رومية إلى قسطنطين بالإكليل الذهب وبكل أنواع اللهو واللعب فتلقوه وفرحوا به فرحاً عظيماً ، فلما دخل المدينة أكرم النصارى وردهم إلى بلادهم بعد النفي التشريد ، وأقام أهل رومية سبعة ايام يعيدون للملك والصليب.
فلما سمع عليانوس جمع جموعه وتجهز للقتال مع قسطنطين ، فلما وقعت العين في العين انهزموا وأخذتهم السيوف ، وأفلت عليانوس فلم يزل من قرية إلى قرية حتى وصل إلى بلده ، فجمع السحرة والكهنة والعرافين الذين كان يحبهم ويقبل منهم فضرب أعناقهم لئلا يقعوا في يد قسطنطين ، وأمر ببناء الكنائس ، وأقام في كل بلد ن بيت المال الخراج فيما تعمل به أبنية الكنائس ، وقام بدين النصرانية حتى ضرب بجرانه في زمانه.
فلما تم له خمس عشر سنة من ملكه حاج النصارى في امر المسيح واضطربوا ، فأمر بالمجمع في مدينة (نيقية) وهي التي رتبت فيها المانة بعد هذا المجمع – كما سيأتي – فأراد آريوس أن يدخل معهم فمنعه بترك الإسكندرية ، وقال بطرساً قال لهم إن الله لعن آريوس فلا تقبلوه ولا تدخله الكنيسة ، وكان على مدينة أسيوط من عمل مصر أسقف يقول بقول آريوس فلعنه أيضاً وكان بالإسكندرية هيكل عظيم على اسم زحل وكان فيه صنم من نحاس يسمى (ميكائيل) ، وكان أهل مصر والإسكندرية في اثني عشر يوماً من شهر هتور وهو تشرين الثاني يعيدون لذلك الصنم عيداً عظيماً ويذبحون له الذبائح الكثيرة.

  • الاربعاء PM 05:28
    2015-06-10
  • 4261
Powered by: GateGold