المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 409170
يتصفح الموقع حاليا : 367

البحث

البحث

عرض المادة

الزعم أن أبا هريرة - رضي الله عنه - شخصية وهمية لا وجود لها في الحقيقة

الزعم أن أبا هريرة - رضي الله عنه - شخصية وهمية لا وجود لها في الحقيقة(*)

مضمون الشبهة:

يزعم بعض المغرضين أن أبا هريرة الذي ينسب المسلمون له رواية جانب كبير من الحديث الشريف لم يكن له وجود في الحقيقة، بل كان مختلفا في مجرد تحديد اسمه، فهو شخصية وهمية دست في تاريخ السنة النبوية. رامين من وراء ذلك إلى تغييب شخصية راوي خمسة آلاف وثلاثمائة وأربعة وسبعين حديثا في العقائد والأحكام؛ طعنا في عدالته بإثبات وهميته.

وجوه إبطال الشبهة:

1) الاختلاف في اسم أبي هريرة لا يقدح في عدالته، ولا يثبت وهميته، وإنما المعول عليه في ذلك تعيين الشخص باسم أو لقب، وهما في ذلك سواء، وكم من الصحابة اشتهروا بكناهم دون أسمائهم ولم يقل أحد بوهميتهم؛ كأبي عبيدة وأبي دجانة وأبي الدرداء وغيرهم!!

2) "أبو هريرة" كنية على الصحابي الجليل المشهور برواية الحديث، كناه بها النبي صلى الله عليه وسلم، وتواتر ذكرها في الأحاديث الصحيحة وسير الصحابة والتابعين، وتراجم العلماء والمعدلين، وذلك من خلال وقائع ثابتة شارك فيها أبو هريرة النبي - صلى الله عليه وسلم - والصحابة.

3) يبقى السجل التاريخي لحياة أبي هريرة - بما فيه من أحداث ووقائع بارزة - شاهد صدق على حقيقة وجوده مهما حاول المنكرون تجاهلها وإثبات ضدها؛ ذاك أن أحدا لا يستطيع أن يجيبنا عن سؤال مؤداه: من ذا الذي فعل كذا (مما قام به أبو هريرة من ولاية وسفر وجمع جزية وغيرها من أحداث)؟! إلا أن يقر بالصدق ويصدع بالحق ويعترف بأنه أبو هريرة رضي الله عنه.

التفصيل:

أولا. الاختلاف في اسم أبي هريرة لا يعني وهميته ولا يقدح في عدالته:

القاعدة الأصولية المنطقية تقرر أن اليقين مقدم على الشك، واليقين المحكم الذي تتابع عليه الناس جيلا بعد جيل مسلمهم وكافرهم أن الرجل المكنى بأبي هريرة صحابي معروف، وحياته مدونة في التواريخ، وجل أموره معروفة.

وليس من شك في أن المرء يعرف باسمه، وقد تتعدد أسماء الرجل ولا يعرف بكنيته أو بلقبه، ولا غرو في ذلك؛ لأن المقصد الأساسي من الاسم أو الكنية أو اللقب إنما هو معرفة الشخص ذاته وتعيينه.

 وقد عرف أبو هريرة بكنيته لا باسمه حتى كاد معظم الناس أن ينسى اسمه، ولعل ذيوع كنيته هو سبب الاختلاف في اسمه([1])، وأصح ما قيل في اسمه أنه: "عبد الله أو عبد الرحمن، وهو على ما نسبه ابن الكلبي وغيره: عمير بن عامر بن عبد ذي الشري بن طريف بن عيان بن أبي صعب بن هنية بن سعد بن ثعلبة بن سليم بن فهم بن غنم بن دوس بن عدثان بن عبد الله بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد([2]).

وأبو هريرة - رضي الله عنه - علم أشهر من أن يشكك في حقيقته فهو من الصحابة البارزين، بل إن كنيته هذه من الكنى اللامعة في سماء الحضارة الإسلامية، وتاريخ الإسلام ولا يقل شهرة عن الذين سبقوه في الإسلام؛ لحمله العلم والحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل قد يجهل كثير ممن سبقه إلى الإسلام لدى العامة والخاصة ولا يجهل أبو هريرة، فإن ذكر الرواة من الصحابة كان في مقدمتهم، وإن ذكر الفقهاء كان معهم، وإن ذكر الزهاد والعباد كان من أوائلهم، وإن ذكر القراء كان من بينهم، فكيف يجهل علم هذا حاله وذاك مقامه؟!

ومن الوضوح بمكان أن نشير لحقيقة مؤداها أن من تشدق بالاختلاف في اسم أبي هريرة إنما أراد أول ما أراد "أن يغض من قدره، ويغمز نسبه؛ لأنه لم يكن معروفا في الجاهلية، ولاختلاف الناس في اسمه، ومتى كان الاختلاف في اسم إنسان يشينه أو يسقط عدالته؟! ويكفي أن نعرفه بكنيته كما عرفنا أبا عبيدة وأبا دجانة الأنصاري وأبا الدرادء وغيرهم، الذين اشتهروا بكناهم وغابت أسماؤهم عن كثير من الناس... ولم نسمع في يوم من الأيام أن الحسب والنسب يقدم صاحبه في المفاضلة العلمية أو يؤخره.

ثم إنه - رضي الله عنه - اشتهر بكنيته من صغره وعرفه الناس جميعا بذلك، فما يضيره أن يشتهر بكنيته ويختلف في اسمه؟! ومعلوم أن الاختلاف في الاسم طبيعي وبدهي لا في أبي هريرة وحده، بل في كل إنسان عرف بكنيته منذ نعومة أظفاره، ولنا أن نتساءل لـم هذه الحملة على أبي هريرة دون غيره وما الداعي لإيهام القارئ بأن اسمه لا يحاط ولا يضبط؟ ومرد الخلاف فيه ثلاثة أسماء (عمير وعبد الله وعبد الرحمن) كما قال ابن حجر، وقد اختلف في اسم غيره على أكثر من ذلك ولم ير فيهم عيبا أو مطعنا بسبب ذلك!!"([3]).

ثانيا. "أبو هريرة" كنية على الصحابي الجليل المشهور برواية الحديث، وقد تواتر ذكرها في سنة النبي - صلى الله عليه وسلم - وأقوال الصحابة وتراجم العلماء:

لقد كان أبو هريرة يرعى غنم أهله وهو صغير، ويداعب هرته في النهار، فإذا جن الليل وضعها في شجرة، حتى إذا كان النهار أخذها ولعب بها، يقول رضي الله عنه: "إنما كنيت بأبي هريرة لأني وجدت هرة فحملتها في كمي، فقيل لي: أنت أبو هريرة" ([4]). وفي صحيح البخاري أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له: «يا أبا هر»([5])، فكان يقول رضي الله عنه: "لا تكنوني أبا هريرة، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - كناني أبا هر والذكر خير من الأنثى"([6]).

وسيرة أبي هريرة وتاريخه المشرف في كتب التراجم والسير والتاريخ وكتب الأحاديث والسنن وشروحها ملء السمع والبصر، لا يغفلها إلا جاهل بين الجهل، وللقارئ - غير مأمور - أن يطالع طرفا من مواقفه تلك وشهادات أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - له، بل ودعاء النبي - نفسه - له ولأمه، وترجمته في مصنفات الثقات من علمائنا الأثبات، كل ذلك يبين حقيقة هذه الشخصية، ويثبت هذه الكنية العظيمة، وإليكم بعضا من تلك النماذج:

1)  دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - لأبي هريرة، وإخباره عن حفظ حديثه:

إن دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - لأبي هريرة ثابت مقرر في سنته صلى الله عليه وسلم، وما كان النبي ليدعو لأبي هريرة وهو غير موجود أصلا؛ فقد دعا النبي - صلى الله عليه وسلم - لأبي هريرة أن يحببه الله وأمه إلى كل مؤمن ومؤمنة.

والحديث في صحيح مسلم عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: «كنت أدعو أمي إلى الإسلام وهي مشركة، فدعوتها يوما فأسمعتني في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما أكره، فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا أبكي، قلت: يارسول الله، إني كنت أدعو أمي إلى الإسلام فتأبى علي، فدعوتها اليوم فأسمعتني فيك ما أكره، فادع الله أن يهدي أم أبي هريرة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم اهد أم أبي هريرة، فخرجت مستبشرا بدعوة نبي الله صلى الله عليه وسلم، فلما جئت فصرت إلى الباب فإذا هو مجاف، فسمعت أمي خشف قدمي، فقالت مكانك يا أبا هريرة، وسمعت خضخضة الماء، قال: فاغتسلت ولبست درعها وعجلت عن خمارها، ففتحت الباب، ثم قالت: يا أبا هريرة أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، قال: فرجعت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأتيته وأنا أبكي من الفرح، قال: قلت: يا رسول الله أبشر قد استجاب الله دعوتك وهدى أم أبي هريرة، فحمد الله وأثنى عليه وقال خيرا، قال: قلت يا رسول الله ادع الله أن يحببني أنا وأمي إلى عباده المؤمنين ويحببهم إلينا، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللهم حبب عبيدك هذا - يعني أبا هريرة - وأمه إلى عبادك المؤمنين وحبب إليهم المؤمنين، فما خلق مؤمن يسمع بي ولا يراني إلا أحبني» ([7]).

ومن هذا الحديث يتبين خطورة موقف الطاعنين في أبي هريرة أو غيره من صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على المسلمين، إذ إنهم على حالة من النفاق عظيمة؛ لأن حب أبي هريرة وباقي صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دين وإيمان، وكرههم نفاق وعصيان، فما أحبهم إلا مؤمن وما أبغضهم إلا منافق معلوم النفاق، فانظر كيف يكون خطر النفاق والمنافقين على المجتمع المسلم والمسلمين - وكيف يهدم المجتمع وينخر في جذوره؟!

وقد أخبر النبيـ صلى الله عليه وسلم - أن أبا هريرة لن ينسى شيئا سمعه منه، فعن عبد الرحمن الأعرج، قال: سمعت أبا هريرة يقول: «... إني كنت امرأ مسكينا، ألزم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ملء بطني، وكان المهاجرون يشغلهم الصفق بالأسواق، وكانت الأنصار يشغلهم القيام على أموالهم، فحضرت من النبي - صلى الله عليه وسلم - مجلسا، فقال: من يبسط رداءه حتى أقضي مقالتي ثم يقبضه إليه، فلن ينسى شيئا سمعه مني؟ وبسطت بردة علي، حتى قضى حديثه، ثم قبضتها إلي، فوالذي نفسي بيده، ما نسيت شيئا بعد أن سمعته منه»([8]).

2)  شهادة الصحابة بفضل أبي هريرة:

ومما يؤكد منزلة الصحابي الجليل أبي هريرة، ومكانته العالية، فضلا عن كونه شخصية بارزة لها دور مؤثر وفعال في التاريخ الإسلامي وعلوم الفقه والسنن خاصة؛ تلك الشهادات المتعددة التي جاءت على ألسنة الصحابة ذاكرة إياه وشاهدة له بقوة حفظه.

«فقد روي أن أبا هريرة حدث بحديث فاستثبته ابن عمر، فاستشهد أبو هريرة عائشة - رضي الله عنها - فشهدت، فقال أبو هريرة: إنه لم يشغلنا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غرس ولا صفق بالأسواق، إنما كنت أطلب من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كلمة يعلمنيها أو أكلة يطعمنيها، فقال له ابن عمر: يا أبا هريرة كنت ألزمنا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأعلمنا بحديثه» ([9])، وفي رواية «... وأحفظنا لحديثه» ([10]).

وقال طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه: «والله ما نشك أنه - أبو هريرة - سمع من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما لم نسمع وعلم ما لم نعلم»([11]).

وقال أبي بن كعب: "إن أبا هريرة كان جريئا على أن يسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن أشياء لا يسأل عنها غيره"([12]).

إذن: أي منطق يقبل أن يثني الصحابي على رجل غير موجود؟!

وهل يعقل أن يثني أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - العدول على شخصية وهمية لا وجود لها؟! وهل يعقل أن يدعو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالخير والبركة وقوة الحفظ لشخصية وهمية لا وجود لها؟! وهل يعقل أن كل الرواة الذين أخذوا الحديث عن أبي هريرة ونقلوه لمن بعدهم تواطئوا على صنع شخصية وهمية وخلقها من خيالهم، ثم نسبوا إليها الأحاديث التي رووها عنه؟! أي شيء يصح في العقل إذا كان هذا هو منطق الطاعنين المفترين؟! بل إن هذه الدعاوى المتهافتة تؤكد خطورة مدعيها على الإسلام وحضارته القائمة على القرآن والسنة؛ إذ يصير على منطقهم الفاسد هذا أن كل شيء لا حقيقة له وليس أبو هريرة وحده، فيصبح - أيضا - لا حقيقة لمحمد - صلى الله عليه وسلم - ولا لنبوته، بل تصبح شخصية خيالية موهومة صنعها خيال المؤرخين، وكذا القرآن والسنة وهكذا... هذه هي النتيجة التي يريد أن يتوصل إليها الطابور الخامس - صف المنافقين - بيننا.

3)                          استفاضة شهرة أبي هريرة في كتب التراجم وتاريخ الصحابة والمحدثين عموما:

لا شك أن علماء الحديث لم يتركوا شاردة ولا واردة تتعلق بعلم الحديث إلا دونوها وعلقوا عليها، وقد كثرت كتبهم في الحديث ووضعوا علم الرجال وتعرضوا فيه لجميع رجال الحديث وعليه صنفوا الرجال ما بين ثقات وضعفاء أوعدول ومجروحين، أو أمناء صادقين وكذابين وضاعين وغير ذلك، ورغم أن أبا هريرة لا يحتاج إلى تعديل بعد تعديل الله ورسوله له، إلا أننا نذكر إجماع الأمة على ذلك ليتأكد فضله ومنزلته ناهيك عن حقيقة وجوده فهو أشهر من أن يجهل.

قال سعيد بن أبي الحسن "أخو الحسن البصري": "لم يكن أحد من الصحابة أكثر حديثا من أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم "([13])، وقال الحاكم: "كان من أحفظ أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وألزمهم له؛ صحبه على شبع بطنه، فكانت يده مع يده، يدور معه حيث دار إلى أن مات النبي صلى الله عليه وسلم "([14])، ولذلك كثر حديثه، وقال ابن حجر: "أجمع أهل الحديث على أنه أكثر الصحابة حديثا"([15])، وقال بعد أن ساق قصة الثوب: "والحديث المذكور من علامات النبوة؛ فإن أبا هريرة كان أحفظ الناس للأحاديث النبوية في عصره"([16]). وقال الطفاوي([17]): "نزلت على أبي هريرة بالمدينة ستة أشهر، فلم أر رجلا من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أشد تشميرا منه"([18]).

وقد ذكره ابو نعيم في "حلية الأولياء"، وابن كثير في "البداية والنهاية"، وابن عبد البر في "الاستيعاب"، وابن حجر العسقلاني في "فتح الباري بشرح صحيح البخاري"، و"تقريب التهذيب"، و"تهذيب التهذيب"، و"الإصابة في تمييز الصحابة"، وذكره ابن سعد في "الطبقات"، والحاكم في "المستدرك"، وابن الأثير في "أسد الغابة في معرفة الصحابة"، والإمام المزي في "تهذيب الكمال"، وابن قتيبة في "تأويل مختلف الحديث"، وغير ذلك كثير ممن ترجم لأبي هريرة.

أما الإمام شمس الدين الذهبي - رحمه الله - فقد أفرد له أكثر من خمسين صفحة ذكر فيها نسبه ومن روى عنهم، ومن رووا عنه، وقال عنه رضي الله عنه: "وكان حفظ أبي هريرة الخارق من معجزات النبوة"، وقال الذهبي أيضا: "وكان أبو هريرة وثيق الحفظ، ما علمنا أنه أخطأ في حديث"([19])، وقال أيضا: "وكان من أوعية العلم مع الجلالة والعبادة والتواضع"([20]).

فقد كان أبو هريرة "من الصدق والحفظ والديانة والعبادة والزهادة والعمل الصالح على جانب عظيم"([21]).

قال الإمام أحمد بن حنبل: "ستة من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - أكثروا الرواية عنه وعمروا: أبو هريرة، وابن عمر، وعائشة، وجابر بن عبد الله، وابن عباس، وأنس، وأبو هريرة أكثرهم حديثا وحمل عنه الثقات"([22]).

قال الحاكم أبو عبد الله بن عبد الله النيسابوري - رحمه الله: "قد تحريت الابتداء من فضائل أبي هريرة - رضي الله عنه - لحفظه لحديث المصطفى - صلى الله عليه وسلم - وشهادة الصحابة والتابعين له بذلك، فإن كل من طلب حفظ الحديث من أول الإسلام وإلى عصرنا هذا فإنهم من أتباعه وشيعته، إنه أولهم وأحقهم باسم الحفظ... وقد أخبرني عبد الله بن محمد بن زياد العدل، قال: سمعت أبا بكر محمد بن إسحاق الإمام، يقول: وذكر أبا هريرة فقال: كان من أكثر أصحابه عنه رواية، فيما انتشر من روايته ورواية غيره من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع مخارج صحاح، قال أبو بكر: وقد روى عنه أبو أيوب الأنصاري مع جلالة قدره، ونزول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عنده"([23]).

وقال ابن عبد البر: "وكان من أحفظ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان يحضر ما لا يحضره سائر المهاجرين والأنصار؛ لانشغال المهاجرين بالتجارة، والأنصار بحوائجهم، وقد شهد له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأنه حريص على العلم والحديث"([24]).

ولا ندري بعد هذا كيف يكون أبو هريرة شخصية وهمية لا وجود لها، وقد ترجم له هذا الجمع الغفير من العلماء؟! إن هذا الادعاء يقتضي أن يكون هؤلاء جميعا على خطأ ومجمعين على ضلالة حين وهموا وترجموا لشخصية لا وجود لها، وهو فرض مناف لمسلمات العقول، مناقض لشواهد الوقائع.

ثالثا. حياة أبي هريرة سجل تاريخي مليء بالأحداث والوقائع:

يبقى السجل التاريخي لحياة أبي هريرة بما فيه من أحداث ووقائع شاهدا على دور هذا العلم في تاريخ السنة النبوية وروايتها، ولعل من الأوقع أن نوقف هؤلاء - في هذا المقام - على نبذة من تاريخ حياة هذا الصحابي الجليل وصفاته الخلقية والخلقية؛ فهو "ليس شخصية مغمورة، ليس لها دور فعال فضلا عن أن يكون شخصية وهمية كما زعم الأفاكون؛ فقد كان أبو هريرة - رضي الله عنه - رجلا آدم بعيد ما بين المنكبين، ذا ضفيرتين، أفرق الثنيتين"، يخضب شيبه بالحمرة، وكان أبيض لينا، لحيته حمراء، ورآه خباب بن عروة وعليه عمامة سوداء([25]).

هذا عن سمته وصفته، أما عن مولده ونشأته فها هو أبو هريرة نفسه ينبئنا بها - ولاينبئك مثل خبير - يقول - رضي الله عنه - فيما يرويه عن نفسه وملخصه أنه ولد في اليمن، ونشأ فيها، يرعى غنم أهله، ويخدمهم، كما نشأ أترابه نشأة القبيلة والبادية تلك النشأة العربية الخالصة.

وقد توفي والده وهو صغير، فنشأ يتيما، وقاسى شظف العيش، حتى من الله عليه بالإسلام فكان له فيه الخير كله، أما عن قصة إسلامه فقد كان للطفيل بن عمرو الدوسي فيها سبب، والطفيل هذا شاعر شريف كثير الضيافة، وكانت قريش تعرف منزلته في قومه، فلما عرفوا بنزوله مكة حاولوا صده عن الإسلام فاقتنع بما أرادوا له، لكنه حين سمع النبي أعجب بكلامه وأبى الله إلا أن يفتح قلبه للإيمان، وذهب مع الرسول الكريم إلى داره فعرض عليه الإسلام، وتلا عليه القرآن، فشعر بحلاوة الإيمان، وجعل الله له آية، نورا بين عينيه.

وعلى كل فإن الطفيل عاد إلى قومه فدعا أبويه إلى الإسلام فأسلم أبوه ولم تسلم أمه، ودعا قومه فأجابه أبو هريرة وحده، وأبطأ عليه قومه، فعاد إلى رسول الله وأخبره بإبطاء قومه، وقال للنبي صلى الله عليه وسلم: ادع عليهم، فقال صلى الله عليه وسلم: «اللهم اهد دوسا وائت بهم»([26])، ونصحه - صلى الله عليه وسلم - أن يرفق بهم، فلم يزل الطفيل بقومه يدعوهم حتى هاجر النبي - صلى الله عليه وسلم - ومضت غزوة بدر وأحد والخندق، ثم قدم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمن أسلم من قومه، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - بخيبر، حتى نزل المدينة بسبعين أو ثمانين بيتا من دوس، ثم لحقوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بخيبر.

وقد كان أبو هريرة أحد هؤلاء المهاجرين من اليمن للمدينة في ليالي فتح خيبر، وكان قد أسلم قبل هجرة النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو ما يزال بأرض قومه.

وقد لازم أبو هريرة النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى آخر حياته، وقصر نفسه على خدمته، وتلقي العلم الشريف منه - صلى الله عليه وسلم - فكان يدور معه ويدخل بيته، ويحج ويغزو معه، يده في يده، يرافقه في حله وترحاله، في ليله ونهاره، حتى حمل عنه العلم الغزير الطيب([27]).

وكانت أم أبي هريرة ما تزال باقية على الشرك، وكان يدعوها إلى الإسلام فلا تستجيب، فيصيبه لذاك من الهم ما يصيبه، حتى شاء الله لها الهداية فكان أن طلب ابنها أبو هريرة من النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يدعو لها ففعل فكان إسلامها كما وضحنا سابقا.

ومما هو ثابت مقرر أن أبا هريرة - رضي الله عنه - صحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما يزيد على ثلاث سنوات من يوم هجرته في ليالي فتح خيبر حتى توفي النبي - صلى الله عليه وسلم - ولحق بالرفيق الأعلى؛ فقد صحبه في حله وترحاله، يدخل بيته، ويحضر مجالسه، وقد اتخذ الصفة مقاما له.

وكان "رجلا مسكينا يخدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ملء بطنه، يتنقل بين الصحابة يقرئونه القرآن، وجعله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عريف أهل الصفة، فإذا أراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يجمعهم لطعام حضر؛ تقدم إلى أبي هريرة ليدعوهم ويجمعهم لمعرفته بهم وبمنازلهم ومراتبهم"([28]).

هذا "ولم يفارق أبو هريرة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا حين بعثه مع العلاء الحضرمي إلى البحرين، ووصاه به، فجعله العلاء مؤذنا بين يديه"([29])، كما أرسله - صلى الله عليه وسلم - مع قدامة لأخذ جزية البحرين؛ فقد وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كتابا إلى المنذر بن ساوي أمير البحرين فقال: "أما بعد.. فإني بعثت إليك قدامة وأبا هريرة، فادفع إليهما ما اجتمع عندك من جزية أرضك والسلام"([30]).

فمن بعد ذلك يستطيع أن ينكر هذا التاريخ وذاك السجل الحافل بالوقائع والأحداث وإلا فليخبرونا من هذا الذي أرسله النبي - صلى الله عليه وسلم - لأخذ جزية البحرين مع قدامة؟ بل من هذا الذي أوصى النبي - صلى الله عليه وسلم - العلاء الحضرمي به فجعله مؤذنا بين يديه في البحرين؟! ليس أمام هؤلاء إلا أن يجيبوا عن هذين السؤالين، فإما أن يقولوا: إنه "أبو هريرة"، وإما أن يخبرونا عن صاحب هذه المواقف إن لم يكن أبا هريرة.

ثم لما كان عهد عمر - رضي الله عنه - استعمل أبا هريرة على البحرين فقدم بعشرة آلاف، فقال عمر: "استأثرت بهذه الأقوال يا عدو الله، وعدو كتابه؟ فقال أبو هريرة: فقلت: لست بعدو الله وعدو كتابه، ولكني عدو من عاداهما، قال: فمن أين هي لك؟ قلت: خيل نتجت، وغلة رقيق لي، وأعطية تتابعت علي، فنظروا فوجدوا كما قال"([31]).

وهنا نكرر السؤال - أيضا: من هذا الذي ولي لعمر البحرين في هذه الحقبة الزمنية؟!

ثم إنه على عهد عثمان كان له دور بارز يوم حصار عثمان، وكان في الدار مع بعض الصحابة وأبنائهم، وأقبل يومها والناس محجمون، وقال: "هذا يوم طاب فيه الضرب، ونادى: يا قوم مالي أدعوكم إلى النجاة وتدعونني إلى النار"([32]).

فقد كان أبو هريرة إذن يدافع عن أمير المؤمنين في أشد ساعات الفتنة، بل بقي عنده حتى الرمق الأخير.. وقد أجمعت كل الروايات على وجود أبي هريرة بين الذين دافعوا عن عثمان - رضي الله عنه - ومعه أعيان الصحابة وبعض أولادهم إلا أن عثمان أبى أن يقاتلوا.

ولقد لوحظ من أثر هذه المواقف بعد ذلك مع أبي هريرة، ما كان من حمل ولد عثمان - رضي الله عنه - سريره لما مات حتى بلغوا البقيع حفظا بما كان من رأيه في عثمان، كما أن معاوية - رضي الله عنه - أمر واليه على المدينة أن يحسن جوار ورثة أبي هريرة؛ لأنه كان ممن ينصر عثمان وكان معه في الدار.

أما عن موقف أبي هريرة في عهد علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - فالراجح القوي أنه - رضي الله عنه - اعتزل الفتن وحث الناس على اعتزالها، على ما عرف عنه من حب لأهل البيت، وقد روي عن مساور مولى بني سعد بن بكر، قال: "رأيت أبا هريرة قائما في المسجد يوم مات الحسن يبكي وينادي بأعلى صوته: يا أيها الناس... مات اليوم حب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فابكوا"([33]).

وأنكر أبو هريرة - رضي الله عنه - على مروان بن الحكم منع دفن الحسن في حجرة السيدة عائشة - رضي الله عنه - جانب جده صلى الله عليه وسلم، وأصغى الحسين - رضي الله عنه - إليه وكاد ينزل عند رأيه"([34]).

وبعد "استشهاد أمير المؤمنين علي - رضي الله عنه - بايع الحسن بن علي - رضي الله عنهما - معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنه - فاجتمعت كلمة المسلمين، وأرسل معاوية ولاته إلى الأمصار والمدن، وكان مروان بن الحكم واليه على المدينة، فإذا ما غضب معاوية عليه استعمل أبا هريرة عليها، وإذا غضب على أبي هريرة، بعث مروان وعزله"([35]).

وكان "مروان يستخلف أبا هريرة على المدينة حين يتوجه إلى الحج في ولايته لمعاوية"([36])، وقد كانت "ولاية مروان من سنة (42هـ) إلى أن عزله معاوية سنة (57هـ) أو سنة ثمان وخمسين، وقد حج مروان بالناس في ولايته هذه مرتين؛ سنة أربع وخمسين وخمس وخمسين" ([37])، فيكون "استخلافه أبا هريرة على المدينة إما في إحدى هاتين السنتين أو كليهما"([38]).

وبعد هذه اللمحات البارزات من حياة راوية الإسلام نتساءل: من هذا الذي قام مقامه في كل هاتيك المواقف لو كان شخصية وهمية كما يزعم هؤلاء؟! ومن ذا الذي ولي المدينة عامي 54هـ و 55هـ أو أحدهما؟!

وإذا أحطنا هؤلاء علما بأن خمسة آلاف وثلاثمائة وأربعة وسبعين حديثا (5374) رواها أبو هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مباشرة وعن كثير من الصحابة منهم: أبو بكر، وعمر، والفضل بن العباس، وأبي بن كعب، وأسامة بن زيد، وعائشة رضي الله عنهم.

كما روى عنه ثمانمائة من أهل العلم والفقه؛ منهم: ابن عمر وجابر وأنس وواثلة بن الأسقع من الصحابة، ومن التابعين سعيد بن المسيب، وعبد الله بن الزبير، وقبيصة بن ذؤيب، وسلمان الأغر، وسليمان بن يسار، وعراك بن مالك، وسالم بن عبد الله بن عمر، وأبو سلمة وحميد ابنا عبد الرحمن بن عوف، ومحمد بن سيرين، وعطاء بن رباح، وعطاء بن يسار وكثيرون غيرهم بلغوا - كما أسلفنا من قول الإمام البخاري - ثمانمائة([39])، وإن في أخذ هؤلاء الثمانمائة من كبار الصحابة والتابعين عنه ونقلهم لحديثه وثقتهم به لثمانمائة برهان على أن شخصية أبي هريرة حقيقية، وفيه ثمانمائة تكذيب لمن أكل الحسد والتعصب قلبه فراح يفتري كذبا أن شخصية أبي هريرة - رضي الله عنه - شخصية وهمية، ومن يفتري هذا، ليس له غرض إلا أن يبقي خمسة آلاف وثلاثمائة وأربعة وسبعين حديثا في الأحكام والعقائد دونما نسبة، وأنى لهم ما أرادوا وقد أبى الله إلا أن يتم نوره!

الخلاصة:

  • ليسالاختلاففيالاسمقدحافيعدالةرجلما،فالمقصدالأساسيمنالاسمأوالكنيةأواللقبمعرفةالشخصوتعيينذاته،وقدعرفأبوهريرةبكنيتهالتيكناهبهاالرسولصلىاللهعليهوسلم،ولعلغلبةكنية أبي هريرة على اسمه كانت سببا في اختلاف العلماء حول اسمه.
  • لقداشتهركثيرمنأصحابالنبي - صلىاللهعليهوسلم - بكناهم،وغابتأسماؤهمعنكثيرمنالناسمثلأبيعبيدة،وأبيالدرداءوأبيدجانةالأنصاريوغيرهم،ولميكنذلكسبباللطعنفيعدالتهم! فلايضير - إذن - الصحابي الجليل أبا هريرة ذيوع كنيته والاختلاف في اسمه إن كانت حياته وأصله ونشأته معلومة منا فيما رواه هو عن نفسه وأثبته العلماء في مصنفاتهم، هذا فضلا عن أن الناس قاطبة - قديمهم وحديثهم، مسلمهم وكافرهم - أجمعوا على تعيين هذا الصحابي الجليل بتلك الكنية وأن المكنى بأبي هريرة صحابي من أكثر صحابة الرسول رواية للحديث.
  • لقدشهدالنبي - صلىاللهعليهوسلم - لأبيهريرةبالعلمودعالهومنالمستحيلعقلاأنيدعوالنبي - صلىاللهعليهوسلم - ويشهدلشخصيةوهميةأورجللاوجودله.
  • إذاعلمناماكانمناعترافالصحابة - رضي الله عنه - لأبي هريرة بقوة حفظه وأنه أكثر أصحاب الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلماما بالحديث - جاز لنا أن نتساءل: هل يعقل أن يعترف الصحابة لرجل بقوة حفظه بل ويجعلوه أكثرهم حديثا وهو غير موجود بينهم أصلا؟!
  • عجتكتبالتراجمبذكرأبيهريرةوالترجمة له، وقد أثنى عليه أئمة الحديث وصيارفته كالشافعي، والذهبي، والبخاري وغيرهم، وهذا مما يجعلنا نتساءل السؤال نفسه، ومحال أن يجمع هؤلاء العلماء على عدالة رجل ليس له وجود؛ فذاك إجماع على ضلالة ولا تجتمع الأمة - كما قال النبي صلى الله عليه وسلم - على ضلالة.
  • منأكثرالأدلةوضوحاعلىوجودأبيهريرةهوكثرةمروياته،فقدبلغت (5374) حديثا،كماروىعنهقرابةالثمانمائةمنأهلالعلموالفقهكماذكرالبخاري - رحمهالله - فيصحيحه.

 

 

(*) رياض الجنة في الرد على المدرسة العقلية ومنكري السنة، د. سيد حسين العفاني، دار العفاني، القاهرة، ط1، 1416هـ/ 2006م. شبهات وأباطيل منكري السنة، أبو إسلام أحمد عبد الله، مركز التنوير الإسلامي، القاهرة، ط2، 1426هـ/ 2006م. أبو هريرة راوية الإسلام، د. محمد عجاج الخطيب، مكتبة وهبة، القاهرة، ط3، 1402هـ/ 1982م.

[1]. الأنوار الكاشفة لما في كتاب أضواء على السنة من الزلل والتضليل والمجازفة، عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني، المكتب الإسلامي، دمشق، ط2، 1405هـ/ 1985م، ص143.

[2]. تهذيب الكمال في أسماء الرجال، الحافظ المزي، تحقيق: بشار عواد معروف، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط1، 1413هـ/ 1992م، (34/366).

[3]. أبو هريرة راوية الإسلام، د. محمد عجاج الخطيب، مكتبة وهبة، القاهرة، ط3، 1402هـ/ 1982م، ص167، 168.

[4]. أسد الغابة في معرفة الصحابة، ابن الأثير، دار الفكر، بيروت، د. ت، (5/319).

[5]. صحيح البخاري (بشرح فتح الباري)، كتاب: الأدب، باب: من دعا صاحبه فنقص من اسمه حرفا، (10/597) معلقا.

[6]. الإصابة في تمييز الصحابة، ابن حجر العسقلاني، تحقيق: علي محمد البجاوي، دار نهضة مصر، القاهرة، 1383هـ/ 1970م، (7/434).

[7]. صحيح مسلم (بشرح النووي)، كتاب: فضائل الصحابة، باب: فضائل أبي هريرة رضي الله عنه، ( 8/3629، 3630)، رقم (6279).

[8]. صحيح: أخرجه أحمد في مسنده، مسند المكثرين من الصحابة، مسند أبي هريرة، (12/ 268، 269)، رقم (7273). وصححه أحمد شاكر في تعليقه على المسند.

[9]. صحيح: أخرجه الحاكم في المستدرك، كتاب: معرفة الصحابة رضي الله عنهم، باب: ذكر أبي هريرة الدوسي، (3/584)، رقم (6167). وقال الذهبي في التلخيص: صحيح.

[10]. صحيح: أخرجه الترمذي في سننه (بشرح تحفة الأحوذي)، كتاب: المناقب، باب: مناقب أبي هريرة، (10/226)، رقم (4089). وصححه الألباني في صحيح وضعيف سنن الترمذي برقم (3836).

[11]. رجاله ثقات: أخرجه أبو يعلى في مسنده، مسند طلحة بن عبيد الله، (2/ 10)، رقم (636). وقال حسين سليم أسد في تعليقه على المسند: رجاله ثقات.

[12]. المستدرك على الصحيحين، الحاكم النيسابوري، تحقيق: مصطفى عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1411هـ/ 1990م، (3/584).

[13]. سير أعلام النبلاء، الذهبي، تحقيق: شعيب الأرنؤوط وآخرين، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط7، 1410هـ/ 1990م، (2/589). الإصابة في تمييز الصحابة، ابن حجر العسقلاني، تحقيق: علي محمد البجاوي، دار نهضة مصر، القاهرة، 1383هـ/ 1970م، (7/433). تاريخ دمشق، ابن عساكر، تحقيق: علي شيري، دار الفكر، بيروت، ط1، 1419هـ/1998م، (67/340).

[14]. الاستيعاب، ابن عبد البر، تحقيق: علي محمد البجاوي، نهضة مصر، القاهرة، د. ت، (4/ 1770، 1771).

[15]. الإصابة في تمييز الصحابة، ابن حجر العسقلاني، تحقيق: علي محمد البجاوي، دار نهضة مصر، القاهرة، 1383هـ/ 1970م، (7/431).

[16]. الإصابة في تمييز الصحابة، ابن حجر العسقلاني، تحقيق: علي محمد البجاوي، دار نهضة مصر، القاهرة، 1383هـ/ 1970م، (7/438).

[17]. الطفاوي: صحابي من أهل الصفة.

[18]. تذكرة الحفاظ، الذهبي، دار الكتب العلمية، بيروت، 1317هـ، (1/35). سير أعلام النبلاء، الذهبي، تحقيق: شعيب الأرنؤوط وآخرين، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط7، 1410هـ/ 1990م، (2/593).

[19]. سير أعلام النبلاء، الذهبي، تحقيق: شعيب الأرنؤوط وآخرين، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط7، 1410هـ/ 1990م، (2/ 594، 621)..

[20]. تذكرة الحفاظ، الذهبي، دار الكتب العلمية، بيروت، 1317هـ، (1/ 34).

[21]. انظر: البداية والنهاية، ابن كثير، دار التقوى، القاهرة، 2004م، (4/ 587).

[22]. تهذيب الأسماء واللغات، النووي، تحقيق: مصطفى عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية، بيروت، د. ت، (1/387).

[23]. المستدرك على الصحيحين، الحاكم النيسابوري، تحقيق: مصطفى عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1411هـ/ 1990م، (3/586).

[24]. الاستيعاب، ابن عبد البر، تحقيق: علي محمد البجاوي، نهضة مصر، القاهرة، د. ت، (4/208).

[25]. الإصابة في تمييز الصحابة، ابن حجر العسقلاني، تحقيق: علي محمد البجاوي، دار نهضة مصر، القاهرة، 1383هـ/ 1970م، (7/ 434).

[26]. صحيح البخاري (بشرح فتح الباري)، كتاب: الجهاد والسير، باب: الدعاء للمشركين بالهدى ليتألفهم، (6/126)، رقم (2937). صحيح مسلم (بشرح النووي)، كتاب: فضائل الصحابة، باب: من فضائل غفار وأسلم وجهينة...، (9/3652)، رقم (6332).

[27]. الاستيعاب، ابن عبد البر، تحقيق: علي محمد البجاوي، نهضة مصر، القاهرة، د. ت، (4/1771). الإصابة في تمييز الصحابة، ابن حجر العسقلاني، تحقيق: علي محمد البجاوي، دار نهضة مصر، القاهرة، 1383هـ/ 1970م، (7/433).

[28]. حلية الأولياء، أبو نعيم الأصفهاني، دار الكتب العلمية، بيروت، ط4، 1405هـ، (1/377).

[29]. البداية والنهاية، ابن كثير، دار التقوى، القاهرة، 2004م، (4/ 598).

[30]. الطبقات الكبير، ابن سعد، تحقيق: علي محمد عمر، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 2002م، (1/ 276).

[31]. تاريخ دمشق، ابن عساكر، تحقيق: علي شيري، دار الفكر، بيروت، ط1، 1419هـ/1998م، (67/370).

[32]. الكامل في التاريخ، ابن الأثير، دار الكتاب العربي، بيروت، ط6، 1406هـ/ 1986م، (3/88، 89).

[33]. تاريخ دمشق، ابن عساكر، تحقيق: علي شيري، دار الفكر، بيروت، ط1، 1419هـ/1998م، (13/295).

[34]. الكامل في التاريخ، ابن الأثير، دار الكتاب العربي، بيروت، ط6، 1406هـ/ 1986م، (3/90).

[35]. سير أعلام النبلاء، الذهبي، تحقيق: شعيب الأرنؤوط وآخرين، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط7، 1410هـ/ 1990م، (2/613).

[36]. المسند، أحمد بن حنبل، تحقيق: أحمد شاكر، دار المعارف، القاهرة، ط2، 1395هـ/ 1975م، (12/458).

[37]. تاريخ الرسل والملوك، الطبري، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1407هـ، (3/ 252).

[38]. أبو هريرة راوية الإسلام، د. محمد عجاج الخطيب، مكتبة وهبة، القاهرة، ط3، 1402هـ/ 1982م، ص68: 92 بتصرف.

[39]. التاريخ الكبير، البخاري، مؤسسة الكتب الثقافية، بيروت، 1407هـ/ 1986م، (6/133). وانظر: السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي، د. مصطفى السباعي، دار السلام، القاهرة، ط3، 1427هـ/ 2006م، ص274.

  • الجمعة AM 01:41
    2020-10-23
  • 1736
Powered by: GateGold