المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 409106
يتصفح الموقع حاليا : 254

البحث

البحث

عرض المادة

upload/upload1627303068242.jpg

أهل السنة .. والثقلان

لنسلم جدلاً أن الحديث صحيح لا إشكال فيه فلننظر من عمل بالحديث أهل السنة والجماعة أم الشيعة الاثني عشرية ؟!

والجواب عن هذا السؤال :

أ- نقلت القرآن الكريم هم أهل السنة والجماعة:

نبدأ بما بدأ به رسول الله ص وهو كتاب الله،إن من المعروف الثابت أن كتاب الله Q وصل إلينا بالتواتر من طرق أهل السنة والجماعة، وليس فيها راوٍ شيعيّ إمامي اثني عشري، وهو المصحف المتداول حالياً بين المسلمين، فأين نقلة الشيعة لهذا المصحف عن أئمة أهل البيت ي؟!

من المعلوم أن زرارة وجابر الجعفي وهشام بن الحكم من الذين رووا الأخبار الكثيرة عن الإمام جعفر الصادق ا وغيره، فلماذا لم يرووا القرآن عن الأئمة ؟!

والذي أخذ القرآن عن جعفر الصادق ا هو حمزة الزيات وبسند متصل عن آل البيت ي إلى النبي ص([1])،وكان / من أهل السنة والجماعة ([2])، فأين رواة الشيعة الاثني عشرية ؟!

وهنا مثال للتقريب :

قال تعالى: * $yJoY÷ƒr& (#qçRqä3s? ãNœ3.͑ô‰ãƒ ÝVöqyJø9$# öqs9ur ÷LäêZä. ’Îû 8lrãç/ ;oy‰§‹t±•B & [النساء:78].

والسؤال: هل يقرأ الشيعة الاثني عشرية كلمة: *ãNœ3.͑ô‰ãƒ& في هذه الآية بكافٍ واحدة أم بكافين ؟

فإذا كان الشيعة الاثني عشرية يقرءونها بكافٍ واحدة، فالسؤال الذي يطرح هنا : من هو الراوي الذي أخذوا عنه هذه القراءة ، وإذا كانوا يقرءونها بكافين فمن هو الذي أخذوا عنه أيضاً هذه القراءة ؟

إذن: الشيعة ليس عندهم سند وإنما يقرءون القرآن سماعاً من أهل السنة.

وبما أن أهل السنة أعرف من الشيعة الاثني عشرية بالثقل الأكبر (القرآن) فهم أولى أن يكونوا أعرف منهم بالثقل الأصغر (العترة)‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍.

وهذه أسانيد من نقلوا إلينا القرآن بطرق متواترة، وهم القرّاء العشرة، فهم أئمة القراءات عند أهل السنة والجماعة، وقد روى عنهم عشرون راوياً، هم رواة القرآن الكريم، فلكل إمام راويان :

1- قارئ المدينة الإمام نافع، روى عنه: ورش وقالون.

وهذه القراءة عن ستة من الصحابة هم : عمر بن الخطاب، وزيد بن ثابت، وأبي بن كعب، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن عياش، وأبي هريرة ي.

2- قارئ مكة المكرمة الإمام ابن كثير، روى عنه: البزّي وقنبل.

وهذه القراءة عن خمسة من الصحابة هم : عمر بن الخطاب، وزيد بن ثابت، وأبي بن كعب، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن السائب ي.

3- قارئ البصرة الإمام أبو عمرو البصري، روى عنه: الدوري والسوسي.

وهذه القراءة عن أحد عشر صحابياً هم : عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، وعبد الله بن مسعود، وأبي موسى الأشعري، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن عياش، وعبد الله بن السائب، وأبي بن كعب، وزيد بن ثابت، وأبي هريرة ي.

4- قارئ الشام الإمام ابن عامر، روى عنه: هشام وابن ذكوان.

وهذه القراءة عن عثمان بن عفان، وأبي الدرداء ي.

5- قارئ الكوفة الإمام عاصم بن أبي النجود ، روى عنه: شعبة وحفص (وأغلب المسلمين اليوم يقرءون القرآن برواية الراوي حفص عن إمامه عاصم).

وهذه القراءة عن ستة من الصحابة هم : عن عثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، وعبد الله بن مسعود، وزيد بن ثابت، وأبي بن كعب ي.

6- الإمام حمزة الزيات ، روى عنه: خلف وخلاد.

وهذه القراءة عن ستة من الصحابة هم : عثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، وأبي بن كعب، وزيد بن ثابت، وعبد الله بن مسعود، والحسين بن علي بن أبي طالب ي.

7- الإمام علي بن حمزة الكسائي، روى عنه: أبو الحارث وحفص الدوري.

وهذه القراءة عن عشرة من الصحابة هم : عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، وأبي بن كعب، وزيد بن ثابت، وعبد الله بن مسعود وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن عياش، وأبي هريرة، والحسين بن علي بن أبي طالب ي .

8- الإمام يعقوب الحضرمي، روى عنه: رويس وروح.

وهذه القراءة عن أحد عشر صحابياً هم : عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، وأبي بن كعب، وزيد بن ثابت، وعبد الله بن مسعود، وأبي موسى الأشعري، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن عياش، وعبد الله بن السائب، وأبي هريرة ي.

9- الإمام خلف البزار، روى عنه: إدريس وإسحاق.

وهذه القراءة عن ستة من الصحابة هم : عثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، وعبد الله بن مسعود، وزيد بن ثابت، وأبي بن كعب، والحسين بن علي بن أبي طالب ي.

10- الإمام أبو جعفر المدني، روى عنه: ابن وردان وابن جماز .

وهذه القراءة عن خمسة من الصحابة هم  : زيد بن ثابت، وأبي بن كعب، وابن عباس، وعبد الله بن عياش، وأبي هريرة ي([3]).

فهؤلاء هم نقلة القرآن الكريم عن رسول الله ص ، لم نجد بينهم شيعياً اثني عشري، وهذا من أوجه إعجاز القرآن الكريم، حيث لم يجعل الله I في نقلته رجلا يطعن في صحابة نبيِّه ص الذين تلقوا القرآن وجمعوه وحفظوه ونقلوه، فهل يستطيع الشيعة الاثني عشرية - هدانا الله وإياهم - إثبات غير ذلك ؟!

يدعي الشيعة الاثني عشرية أن ممن نقل القرآن عاصم وحفص وهما شيعيان، لا كما يقوله أهل السنة بأن جميع نقلة القرآن وحملته هم من أهل السنة فقط.

والجواب على هذا الأمر:

أولاً: جاء هذا الادعاء بعد أن عجز الشيعة الاثني عشرية عن إثبات سند شيعي واحد للقرآن عن أئمة أهل البيت ي إلى  النبي ص.

ثانياً: القول بأن رجال إسناد قراءة عاصم كلهم كوفيون شيعة، يحتاج إلى كلام موثق والبينة على المدعي!

ثالثاً: إذا كان رجال إسناد قراءة عاصم من الشيعة ، فهم مطالبون بأمرين :

أولهما: النقل من كتب الجرح والتعديل وتراجم الرجال والطبقات،الخاصة بأهل السنة والجماعة بأن عاصماً أو حفصاً كانا من الشيعة.

ثانيهما: إذا لم يستطيعوا إثبات ذلك من كتبنا فهم مطالبون أن يثبتوا ذلك ويبينوا لنا توثيقهم من كتب الرجال الخاصة بالاثني عشرية، كرجال الكشي أو الطوسي أو غيرها من كتب الرجال عندهم لنرى إن كانوا يعدونهم من رجالهم أم لا؟

رابعاً: أن حفص بن سليمان لم يترجم له الكشي ولا النجاشي ولا ابن داود الحلي ولا الخاقاني ولا البرقي في «رجالهم» وهذه من أوثق الكتب المعتمدة في الرجال للشيعة الاثني عشرية.

وغاية ما في الأمر أن الطوسي ذكر حفص بن سليمان في رجاله([4]) في أصحاب الصادق، وتابعه القهبائي في مجمع الرجال ([5])، والحائري في منتهى المقال ([6]) وهما ينقلان عن الطوسي، وجميعهم لم يذكروا فيه جرحاً أو تعديلاً، ولم يذكروا أيضاً أنه كان من الشيعة الاثني عشرية.

وقد ترجم لحفص آية الله التستري في كتابه قاموس الرجال([7])ولم يشر فيه إلى تشيع حفص، ثم قال: «وقد قلنا: إن عنوان رجال الشيخ أعم» أي: رجال الطوسي، فنفى التستري أن يكون حفص من الشيعة الاثني عشرية، وليس كل من ذكره الطوسي في رجاله يكون اثنا عشريا، بل هو أعم، فقد ذكر النواصب في رجاله.

خامساً: هل قول الشيعة الاثني عشرية: إن فلاناً من أصحاب الصادق([8]) توثيق للرجل ودليل على إماميته؟

قال آية الله التستري وهو من علماء الشيعة: (إن هذا لا يعتبر توثيقًا للرجل، ولا حتى كونه من الشيعة الإمامية) ([9]).

فقد عُدّ: «أحمد بن الخصيب» في أصحاب الهادي مع أنه ناصبي([10]) .

ب- هل يأخذ أهل السنة تراثهم من آل البيت ي ؟

إمام أهل البيت، الذي نال أهل البيت ي، الفضل بقرابتهم منه، هو سيد ولد آدم رسول الهدى ص، وهو الحجة عند أهل السنة في أقواله، وأفعاله، وتقريراته، وهو والمصدر الثاني بعد القرآن، وإطلاق لفظ السنة يراد به سنة رسول الله ص.

إن القول بأنه لا يجوز الأخذ عن أحدٍ غير  علي والحسن والحسين والبقية ي من أئمة الشيعة الاثني عشرية، مخالفٌ مخالفة صريحة لما أنزل على إمامنا محمد ص ، حيث قال الله تعالى : *  ﭑ  ﭒ  ﭓ  ﭔ  ﭕ  ﭖ   ﭗ  ﭘ  ﭙ  ﭚ  ﭛ  ﭜ  ﭝ  ﭞ    ﭟ  ﭠ  ﭡ  ﭢ  ﭣ  ﭤ  ﭥ  ﭦﭧ   ﭨ  ﭩ  ﭪ&  [التوبة:100].

وبالاتفاق بين السنة والشيعة انه لا يوجد أحد من الأنصار من أهل البيت ي، والله تبارك وتعالى قَبِلَ ممن تَبِعَ الأنصار الذين جاؤوا  من بعدهم كما في الآية الكريمة.

فلو كان لا يجوز اتباع  غير علي والحسن والحسين والبقية ي من أئمة الشيعة الاثني عشرية، لما جاز للذين جاؤوا من بعدهم أن يتبعوا  الأنصار، إضافة أنه لا دليل على الاقتصار  على إتباع  علي والحسن والحسين والبقية ي من أئمة الشيعة الاثني عشرية.

لقد كتب المحدثون من أهل السنة كتباً في فضائل ومناقب آل البيت ككتاب فضائل علي أو الخصائص الكبرى للنسائي، بل في البخاري ومسلم أبواب كثيرة في فضل آل البيت ي، وكذا في غيرهما من كتب أهل السنة.

والمتأمل لأحاديث النبي ص في كتب السنة المعتبرة، يرى بأن إمام أهل البيت عند الشيعة علي ا أكثر الخلفاء الأربعة رواية([11])!!

فهل يقول عاقل: أن أهل السنة أعداء لأبي بكر وعمر وعثمان ي، أو لا يأخذون بفقههم، لأن مروياتهم أقل من روايات علي ا، فقد روى عنه أهل السنة في كتبهم المعتبرة، خصوصاً البخاري ومسلم أكثر مما رواه الشيعة في أعظم وأصح كتاب عندهم وهو الكافي.

فقد روى البخاري ومسلم عنه ا (163) رواية([12]) ، وفي الكافي (66) رواية لعلي ا مرفوعة إلى النبي ص، مع العلم أن ما روي في البخاري ومسلم عن علي ا صحيح ثابت، بخلاف الروايات الموجودة في الكافي، فقد اعترف علمائهم أن ليس كل ما فيه صحيح.

وكذلك روى أهل السنة عن الإمام جعفر الصادق عن أبيه الباقر ب، في صحيح مسلم صفة حج النبي ص ، وهو الركن الخامس من أركان الإسلام، وهو الحديث الوحيد الذي فصَّل مسائل الحج، الذي يعتمد عليه فقهاء أهل السنة، مع اختلاف مذاهبهم إلى يومنا هذا، ويتعبدون الله في حجهم على هذا الحديث كل عام، الذي يرويه الإمام الصادق عن أبيه الباقر بعن جابر بن عبدالله الأنصاري ا عن رسول الله ص.

وهنا سؤال لكل شيعي - هداني الله وإياه إلى الحق- : ما هو موقفك إذا تعارضت الروايات المروية عن الأئمة ي - وهي كثيرة جداً - مع أقوال الرسول ص وأفعاله ؟!

أما أنا فبعد أن هداني الله لمذهب أهل السنة، فآخذ بحديث  رسول الله ص.

وسابقاً عندما كنت شيعياً  كنت أخذ بما يقوله صاحب العمامة، من دون مناقشته.

قال محمد رضا المظفر : ( عقيدتنا في المجتهد الجامع للشرائط ، أنه نائب للإمام × في حال غيبته ، وهو الحاكم والرئيس المطلق ، له ما للإمام في الفصل في القضايا والحكومة بين الناس ، والراد عليه راد على الإمام ، والراد على الإمام راد على الله تعالى، وهو على حد الشرك بالله !!) ([13]).

فأهل السنة إذا صح الحديث عن الرسول ص ، تركوا أقوال غيره مهما كان، والرسول ص هو إمام أهل البيت ي، فهل يستطيع أحد أن يقول بعد هذا : أن أهل السنة تركوا فقه أهل البيت ي؟!

------------------------------------------------------

(1) انظر: النشر في القراءات العشر لابن الجزري (1/133).

(2) انظر: ترجمته في سير أعلام النبلاء للذهبي (7/90).

(1) انظر: كتاب النشر في القراءات العشر لابن الجزري (1/82 – 153).

(1) رجال الطوسي (ص:189) .

(2) مجمع الرجال (2/211) .

(3) منتهى المقال (3/92).

(4) قاموس الرجال (3/582).

(2) من المسائل المهمة التي تخفى على كثير من عوام الشيعة الاثني عشرية بل ومثقفيهم،مسألة النص على الأئمة،فهم يظنون أن قائمة (الاثنا عشر) منصوصٌ عليها من زمن الرسول ص أو قبله !! لكن المتأمل يجد أنها لم تكن واضحة منذ خروجها، ومن الأمثلة على ذلك أن معرفة الإمام بعد الصادق ا كان أمراً خافياً على أصحاب الإمام الصادق /! فقد كان المشتهر في حياة الإمام الصادق أن الإمام بعده إسماعيل /، ولكن إسماعيل توفي في حياة الصادق، قال الطوسي في كتابه الغيبة (ص83): (إن الناس – أي الشيعة - كانوا يظنون في إسماعيل بن جعفر أنه الإمام بعد أبيه ،فلما صارت لغيره علموا بطلان ذلك). ثم أن جل مشايخ الشيعة بعد وفاة الصادق / كانوا فطحية - أي قالوا بإمامة عبدالله بن جعفر - كما قال النوبختي [فرق الشيعة (ص77)] ،وقد انقسم الشيعة بعد وفاة الصادق / إلى خمس فرق ادعت أربعٌ منها الإمامة لغير موسى الكاظم [انظر فرق الشيعة (66-79)] ،وكذلك انقسموا بعد وفاة العسكري إلى خمس عشرة فرقة ادعت كلها إلا واحدة الإمامة لغير محمد بن الحسن العسكري [انظر فرق الشيعة للنوبختي (ص96)] فيدلنا هذا، أن قائمة (الاثنا عشر) لو كانت معلومةٌ منصوصٌ عليها لما حصل هذا الخلاف والافتراق في أهم أركان الدين !! قال أبو القاسم الخوئي: (الروايات المتواترة الواصلة إلينا من طريق العامة والخاصة قد حددت الأئمة عليهم السلام باثني عشر من ناحية العدد ولم تحددهم بأسمائهم واحداً بعد واحد!!) [صراط النجاة في أجوبة الاستفتاءات 2/453].

ثم أن نسبة الرجل إلى أنه من أصحاب الإمام الصادق لا يلزم منها أن يكون اثني عشري وذلك لوقوع ذلك الخلاف. وللاستزادة انظر: كتاب الإمامة والنص لفيصل نور.

(1) قاموس الرجال للتستري (1/29-34، 180).

(2) المصدر السابق (1/180).

(1) بلغ مجموع رواياته ا في الكتب التسعة (1599) انظر : مسند آل البيت ي لمحمد نور سويد (1/57).

(1)انظر: مسند آل البيت ي لمحمد نور سويد (1/57).

(1) عقائد الإمامية (ص34 – 35) .

  • الاثنين PM 03:37
    2021-07-26
  • 1155
Powered by: GateGold