ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ
شٌبهات وردود
المكتبة المرئية
خَــيْـرُ جَــلـيـسٌ
المتواجدون الآن
حرس الحدود
مجتمع المبدعين
البحث
عرض المادة
اعتقاد أهل السنة والجماعة في آل النبي
إن مكانة آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم محفوظة ومحترمة منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام , فقد كان الخلفاء الراشدون يعرفون لهم هذه المكانة , ومن ذلك ما جاء عن الخليفة الراشدي الأول :
فيما رواه البخاري في "صحيحه" عن أبي بكر الصديق t أنه قال: ارقبوا محمداً r في أهل بيته. وقال لعليّ رضي الله عنهما: والله لقرابة رسول الله r أحب إليّ أن أصل من قرابتي([1]).
وقال عمر بن الخطاب t للعباس: والله لإسلامك يوم أسلمت كان أحب إليّ من إسلام الخطاب لو أسلم، لأن إسلامك كان أحب إلى رسول الله r من إسلام الخطاب([2]).
فهم قد حفظوا وصية النبي صلى الله عليه وسلم بهم , ففي "صحيح مسلم" عن زيد بن أرقم t أن رسول الله r خطب فقال: ((إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وأهل بيتي)).
وفي رواية عند الترمذي [3788]: ((كتاب الله وعترتي وإنهما لم يفترقا حتى يردا عليّ الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما)).
ولذلك تقرر لدى أهل السنة والجماعة في اعتقادهم وجوب محبة آل النبي r.
فهذا أحد علماء الحنابلة وهو البربهاري يقول في كتابه الذي ألفه في الاعتقاد "شرح السنة": واعرف لبني هاشم فضلهم لقرابتهم من رسول الله r, واعرف فضل قريش والعرب, وجميع الأفخاذ فاعرف قدرهم وحقوقهم في الإسلام.
وقال شيخ الإسلام في "الواسطية" في بيان معتقد أهل السنة: ويحبون أهل بيت رسول الله r ويتولونهم, ويحفظون فيهم وصية رسول الله r حيث قال يوم غدير خم: أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي.
وقال كذلك رحمه الله: وكذلك آل بيت رسول الله r لهم من الحقوق ما يجب رعايتها؛ فإن الله جعل لهم حقاً في الخمس والفيء, وأمر بالصلاة عليهم مع الصلاة على رسول الله r فقال لنا: ((قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد)).
وآل محمد هم الذين حرمت عليهم الصدقة؛ هكذا قال الشافعي وأحمد بن حنبل, وغيرهما من العلماء رحمهم الله؛ فإن النبي r قال: ((إن الصدقة لا تحل لمحمد ولا لآل محمد)), وقد قال الله تعالى في كتابه: ]إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا[ [الأحزاب:33]، وحرم الله عليهم الصدقة لأنها أوساخ الناس([3]).
وقال ابن كثير: ولا ننكر الوصاة بأهل البيت، والأمر بالإحسان إليهم واحترامهم وإكرامهم ؛ فإنهم من ذرية طاهرة من أشرف بيت وجد على وجه الأرض فخراً وحسباً ونسباً، ولا سيما إذا كانوا متبعين للسنة النبوية الصحيحة الواضحة الجلية كما كان عليه سلفهم كالعباس وبنيه، وعليّ وأهل بيته وذريته رضي الله عنهم أجمعين([4]).
ومن الأمثلة على محبة أهل السنة لآل نبينا محمد r أن الإمام أحمد رحمه الله حين ضرب في محنته وقيد , وبعد أن أقام الحجة على أحمد بن أبي دؤاد- خصمه - أمام الواثق .
قال الواثق : اقطعوا قيد الشيخ , فلما قطع, ضرب بيده إلى القيد ليأخذه فجاذبه الحداد عليه .فقال الواثق: لم أخذته؟ قال : لأني نويت أن أوصي أن يجعل في كفني حتى أخاصم به هذا الظالم غدا وبكى , فبكى الواثق ثم سأله الواثق أن يجعله في حل , فقال : لقد جعلتك في حل وسعة من أول يوم إكراما لرسول الله صلى الله عليه وسلم لكونك من أهله([5]).
بيان أن الشيعة في الحقيقة غير متبعين لآل نبينا محمد r
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: والمقصود أن النبي r قال: ((إني تارك فيكم ثقلين كتاب الله))، فحض على كتاب الله ثم قال: ((وعترتي أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي ثلاثاً)).
فوصى المسلمين بهم ... فانتحلت الخوارج كتاب الله, وانتحلت الشيعة أهل البيت, وكلاهما غير متبع لما انتحله([6]).
فقد نسبت الشيعة لآل البيت كل قبيح من قول أو فعل وانتحلوا على آل البيت مذهبا هم منه براء فمن ذلك:
- أنهم نسبوا إليهم أغلب القبائح كالقول بالتقية، والمتعة، واللواطة بالنساء، وإعارة الفرج , بل نسبوا إليهم ما هو أعظم من ذلك .
- أن أخرجوا زوجات النبي r من مسمى آل البيت من أن هذا مخالف لنص القرآن كما قال تعالى : {قَالُواْ أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ رَحْمَتُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ}، وقال الله عز وجل في قصة موسى عليه الصلاة والسلام: {فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الأجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِن جَانِبِ الطُّورِ نَارًا}، وقال تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}، وهذه اللفظة وردت في سياق قصة أزواج النبي r خاصة: {ولا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}.
- أنهم حصروا أهل بيت النبوة في هؤلاء الأربعة، علي، وفاطمة، ثم الحسن، والحسين رضي الله عنهم، وأخرجوا منهم كل من سواهم، بل أخرجوا أولاد علي غير الحسنين رضي الله عنهم من أهل البيت ولا يعدون بقية أولاده من أهل البيت مثل محمد بن الحنفية، كما أخرجوا فاطمة رضي الله عنها ابنة رسول الله r حيث لا يعدون بناتها زينب وأم كلثوم ولا أولادهما من أهل البيت، ومثل هذا الحسن بن علي، حيث لا يجعلون أولاده داخلاً في أهل البيت , وكذلك أخرجوا من أهل البيت كلاً من أولاد الحسين من لا يهوى هواهم، ولا يسلك مسلكهم، ولا ينهج منهجهم([7]).
- أن الشيعة تخالف أهل البيت في جل العقائد والعبادات بل والمواقف.
قال شيخ الإسلام : لا نسلم أن الإمامية أخذوا مذهبهم عن أهل البيت لا الاثنا عشرية ولا غيرهم؛ بل هم مخالفون لعلي t وأئمة أهل البيت في جميع أصولهم التي فارقوا فيها أهل السنة والجماعة توحيدهم وعدلهم وإمامتهم؛ فإن الثابت عن علي t وأئمة أهل البيت من إثبات الصفات لله وإثبات القدر وإثبات خلافة الخلفاء الثلاثة, وإثبات فضيلة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما, وغير ذلك من المسائل كله يناقض مذهب الرافضة, والنقل بذاك ثابت مستفيض في كتب أهل العلم بحيث أن معرفة المنقول في هذا الباب عن أئمة أهل البيت يوجب علماً ضرورياً بأن الرافضة مخالفون لهم لا موافقون لهم([8]).
وقال أيضاً: من المصائب التي ابتُلي بها ولد الحسين انتساب الرافضة إليهم و تعظيمهم ومدحهم لهم، فإنهم يُمدحون بما ليس بمدح، ويدّعون لهم دعاوى لا حجة لها، ويذكرون من الكلام ما لو لم يُعرف فضلهم من غير كلام الرافضة، لكان ما تذكره الرافضة بالقدح أشبه منه في المدح .. ومن العجب من هؤلاء الرافضة أنهم يدَّعون تعظيم آل محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، وهم سعوا في مجيء التتر الكفّار إلى بغداد دار الخلافة، حتى قتلت الكفار من المسلمين ما لا يحصيه إلا الله تعالى من بني هاشم وغيرهم وقتلوا بجهات بغداد ألف ألف وثمانمئة ألف ونيفاً وسبعين ألفا وقتلوا الخليفة العباسي، وسبوا النساء الهاشميات وصبيان الهاشميين([9]).
تذمر وتألم أهل البيت من شيعتهم والشكوى منهم
نحن في عرضنا هذا ندين القوم من أنفسهم ,ومن كتبهم المعتمدة والروايات التي أوردها آياتهم عن أئمتهم الذين يعتقدون عصمتهم.
قال علي بن أبي طالب t يخاطب شيعته في الكوفة: "يا أشباه الرجال ولا رجال، حلوم الأطفال، وعقول ربات الحِجال، لوددت أني لم أركم ولم أعرفكم معرفة؛ حزت والله ندماً، وأعتبت صدماً ... قاتلكم الله لقد ملأتم قلبي قيحاً، وشحنتم صدري غيظاً، وجَرَّعتموني نغب التهام أنفاسناً، وأفسدتم عليّ رأيي بالعصيان والخذلان، حتى لقد قالت قريش: إن ابن أبي طالب رجل شجاع، ولكن لا علم له بالحرب، ولكن لا رأي لمن لا يُطاع"([10]).
وقال لهم مُوَبِّخا: "مُنِيتُ بكم بثلاث، واثنتين: صُم ذو أسماعِ، وبُكْمٌ ذَو كلام، وعُمْي ذو أبصار، لا أحرارَ صدق عند اللقاء، ولا إِخوانَ ثقةٍ عند البلاء ... قد انفرجتم عن ابن أبي طالب انفَراجَ المرأة عن قُبُلِها"([11]).
وقال أيضاً رضي الله عنه: "أحمد الله على ما قضى من أمر، وقدر من فعل، وعلى ابتلائي بكـم أيتها الفرقة التي إذا أمرت لم تطع، وإذا دعوت لم تجب إن أمهلتـم خضتم، وإن حوربتم خرتم، وإن اجتمع الناس على إمام طعنتم، وإن أجئتم إلـى مشاقة نكصتم([12]).
وقال مرة أخرى مخاطباً إياهم: "أف لكم! لقد سئمت عتابكم! أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة عوضاً؟ وبالذل من العز خلفاً؟ إذا دعوتكم إلى جهاد عدوكم دارت أعينكم، كأنكم من الموت في غمرة، ومن الذهول في سكرة ... وأيم الله! إني لأظن بكم أن لو حمس الوغى، واستحر الموت، قد انفرجتم عن ابن أبي طالب ..."([13]).
وقال الحسن t: "أرى والله معاوية خيراً لي من هؤلاء، يزعمون أنهم لي شيعة، ابتغوا قتلي، وأخذوا مالي، والله لأَنْ آخذ من معاوية ما أحقن به من دمي، وآمن به في أهلي خير من أن يقتلوني، فيضيع أهل بيتي، والله لو قاتلت معاوية لأخذوا بعنقي حتى يدفعوا بي إليه سلماً، والله لأَن أسالمه وأنا عزيز خير من أن يقتلني وأنا أسير"([14]).
وقال رضي الله عنه أيضاً: "عرفت أهل الكوفة وبلوتهم، ولا يصلح لي من كان منهم فاسداً، إنهم لاوفاء لهم ولا ذمة في قول ولا فعل، إنهم مختلفون ويقولون لنا إن قلوبهم معنا، وإن سيوفهم لمشهورة علينا"([15]).
وقال الحر بن يزيد التميمي وهو واقف أمام الحسين في كربلاء يوم مقتله: يا أهل الكوفة! لامكم الهبل والعبر أدعوتم هذا العبد الصالح حتى إذا جاءكم اسلمتموه وزعمتم أنكم قاتلوا أنفسكم دونه، ثم عدوتم عليه لتقتلوه وأمسكتم بنفسه وأخذتم بكظمه وأحطتم به من كل جانب لتمنعوه التوجه في بلاد الله العريضة فصار كالأسير في أيديكم لا يملك لنفسه نفعاً ولا يدفع عنها ضراً... "([16]).
وهؤلاء الذين أخبر عنهم الفرزدق الشاعر: "يا ابن رسول الله! كيف تركن إلى أهل الكوفة وهم الذين قتلوا ابن عمك مسلم بن عقيل"([17]).
ونقل المفيد أنه قال: حججت بأمي سنة ستين فبينا أنا أسوق بعيرها حين دخلت الحرم إذ لقيت الحسين بن علي عليهما السلام خارجاً من مكة مع أسيافه وأتراسه، فقلت : لمن هذا القطار؟ فقيل: للحسين بن علي عليهما السلام فأتيته فسلمت عليه وقلت له: أعطاك الله سؤلك وأملك فيما تحب بأبي أنت وأمي يا ابن رسول الله ما أعجلك عن الحج؟ فقال: لو لم أعجل لأخذت، ثم قال لي: من أنت؟ قلت: امرؤ من العرب، فلا والله مـا فتشني عن أكثر من ذلك، ثم قال لي: أخبرني عن الناس خلفك، فقلت: الخبير سألت قلوب الناس معك وأسيافهم عليك، والقضاء ينزل من السماء والله يفعل ما يشاء"([18]).
وقال أيضاً رضي الله عنه لما رأى وحدته ورزأ أسرته وفقد نصرته تقدم على فرسه إلى القوم حتى واجههم وقال لهم: "يا أهل الكوفة قبحاً لكم وتعساً حين استصرختمونا والهين فأتينا موجفين، فشحذتم علينا سيفاً كان في أيماننا، وحششتم علينا ناراً نحن أضرمناها على أعدائكم وأعدائنا، فأصبحتم ألباً على أولياءكم ويداً لأعدائكم، من غير عدل أفشوه فيكم، ولا ذنب كان منا إليكم، فلكم الويلات هلا إذ كرهتمونا والسيف ما شيم والجأش ما طاش والرأي لم يستحصد ولكنكم أسرعتم إلى بيعتنا إسراع الدنيا، وتهافتّم إليها كتهافت الفراش، ثم نقضتموها سفهاً وضلة وطاعة لطواغيت الأمة وبقية الأحزاب ونبذة الكتاب، ثم أنتم هؤلاء تتخاذلون عنا وتقتلونا، ألا لعنة الله على الظالمين، ثم حرك إليهم فرسه وسيفه مصلت في يده وهو آيس من نفسه"([19]).
قال السيد محسن الأمين: بايع الحسين من أهل العراق عشرون ألفا غدروا به وخرجوا عليه وبيعته في أعناقهم وقتلوه([20]).
وأما علي بن الحسين الملقب بـ "زين العابدين" فأبان عوارهم وأظهر عارهم وكشف من حقيقتهم فقال: "إن اليهود أحبوا عزيراً حتى قالوا فيه ماقالوا، فلا عزير منهم ولا هم من عزير، وإن النصارى أحبوا عيسى حتى قالوا فيه ما قالوا فلا عيسى منهم ولا هم من عيسى, وإن قوماً من شيعتنا سيحبونا حتى يقولوا فينا ما قالت اليهود في عزير وما قالت النصارى في عيسى، فلا هم منا ولا نحن منهم"([21]).
وقال أيضا لأهل الكوفة: "هل تعلمون أنكم كتبتم إلى أبي وخَدَعْتُموه وأعطيتموه من أنفسكم العهد والميثاق، ثم قاتلتموه وخَذَلْتموه؟ بأي عين تنظرون إلى رسول الله صلى الله عليه وآله، يقول لكم: قاتلتُم عِتْرَتي، وانتهكتُم حُرْمَتي، فلستم من أمتي".
وقال أيضاً عنهم: "إن هؤلاء يبكون علينا، فَمَنْ قَتَلَنا غيرُهم؟"([22]).
وقال الإمام علي بن الحسين رضي الله عنهما أيضاً مخاطباً أسلافهم: "هيهات أيها الغدرة المكرة حيل بينكم وبين شهوات أنفسكم أتريدون أن تأتوا إليّ كما أتيتم إلى آبائي من قبل"([23]).
وقال محمد الباقر: "لو كان الناس كلهم لنا شيعة لكان ثلث أرباعهم لنا شكاكاً والربع الآخر أحمق"([24]).
وقال الإمام الصادق: "ما أنزل الله سبحانه آية في المنافقين إلا وهي فيمن ينتحل التشيع"([25]). وقال رحمه الله: "لو قام قائمنا بدأ بكذابي شيعتنا فقتلهم"([26]).
وقال أيضا رحمه الله: "أما والله لو أجدُ منكم ثلاثة مؤمنين يكتُمون حديثي ما استحللتُ أن أكتمهم حديثاً"([27]).
وقالت زينب بنت أمير المؤمنين رضي الله عنهما لأهل الكوفة تقريعاً لهم: "أما بعد، يا أهل الكوفة، يا أهل الختل والغدر والخذل ... إنما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً، هل فيكم إلا الصلف والعُجب والشنف والكذب ... أتبكون أخي؟! أجل والله فابكوا كثيراً، واضحكوا قليلاً، فقد أبليتم بعارها ... وأنىَّ تُرْخِصون قَتْلَ سليلِ خاتمِ النبوة ..."([28]).
وقالت فاطمة الصغرى رحمها الله في خطبة لها في أهل الكوفة: "يا أهل الكوفة، يا أهل الغدر والمكر والخيلاء، إِنّا أهلَ البيت ابتلانا الله بكم، وابتلاكم بنا، فجعل بلاءَنا حسنا ... فكفرتمونا، وكذبتمونا، ورأيتم قتالنا حلالاً، وأموالنا نهباً ... كما قتلتم جدنا بالأمس، وسيوفكم تقطر من دمائنا أهل البيت .. تباً لكم، فانتظروا اللعنة والعذاب، فَكأَنْ قد حَلَّ بكم ... ويذيق بعضكم بأس بعض ثم تخلدون في العذاب الأليم يوم القيامة بما ظلمتمونا، ألا لعنة الله على الظالمن. تَباً لكم يا أهلَ الكوفة، كم قرأت لرسول الله صلى الله عليه وآله قبلكم، ثم غدرتم بأخيه علي بن أبي طالب، وجدي، وبنيه وعِتْرَتِهِ الطيبين"([29]).
وروى الكليني في عن الإمام الكاظم رحمه الله تعالى أنه قال: "لو ميزت شيعتي لم أجدهم إلا واصفة ولو امتحنتهم لما وجدتهم إلا مرتدين ولو تمحصتهم لما خلص من الألف واحد"([30]).
وجاءوا إلى أبي عبد الله عليه السلام، فقالوا له: إنَّا قد نُبِزنا نَبزاً أَثْقَلَ ظُهورَنا، وماتت له أفئدَتُنا، واستحلت له الوُلاةُ دماءَنا في حديث رواه لهم فقهاؤهم، فقال أبو عبداللهَ عليه السلام: الرافضة؟ قالوا: نعم، فقال: لا والله ما هم سموكم ... ولكن الله سماكم به([31]).
وعلى هذا يكون انتساب الشيعة لأهل البيت كانتساب النصارى لعيسى وانتساب اليهود لموسى!
- أخرجه البخاري في "صحيحه".
- الطبراني في "الكبير" (8/9).
- "مجموع الفتاوى" (3/407).
- "تفسير القرآن العظيم" (4/142).
- "سير أعلام النبلاء" (11|315)
- "مجموع الفتاوى" (13/210).
- "الشيعة وأهل البيت "ص(11)
- "منهاج السنة" (4/17).
- "منهاج السنة" (4/60).
- "نهج البلاغة" (ص75).
- "نهج البلاغة" (ص142).
- "نهج البلاغة" (258-259).
- "نهج البلاغة" (ص78).
- "الاحتجاج" لأبي منصور الطبرسي (2/15).
- "الاحتجاج" لأبي منصور الطبرسي (ص149).
- "الإرشاد" للمفيد (ص234، 235)، و"إعلام الورى" للطبرسي (ص243).
- "كشف الغمة" (2/38) لأبي الحسن الأربلي.
- "الإرشاد" (ص218).
- "كشف الغمة" (2/18-19).
- "أعيان الشيعة – القسم الأول" ص 34
- "رجال الكشي" (ص107)، وهو كتاب "معرفة أخبـار الرجال" لمحمد للكشي.
- "الاحتجاج" (2/29)، للطبرسي.
- أخرجها الطبرسي في "الاحتجاج" (2/32).
- "رجال الكشي" (ص179).
- "رجال الكشي" (ص254).
- "رجال الكشي" (ص253).
- "أصول الكافي" (1/496).
- "الاحتجاج" (2/29- 35).
- "الاحتجاج" (2/28).
- "الكافي" (8/228).
- "الكافي" (5/34).
-
السبت PM 02:39
2021-07-24 - 1603