المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 416029
يتصفح الموقع حاليا : 274

البحث

البحث

عرض المادة

ماذا حدث في السقيفة

ماذا حدث في السقيفة

قبل ان نقوّم اجتماع الصحابة في السقيفة لا بد أن نذكر أولا كيفية حدوثه، والطرف الذي دعا اليه، و ما جرى فيه من مداولات بين الاطراف المتنازعة، وماذا نتج عنه ، لأن معرفة هذه الامور كفيلة بأن تحل لنا كثيرا من الاشكالات التي سوف نتحدث عنها بالتفصيل عند الحديث عن حيثيات السقيفة ، وساعتمد على مجموعة مصادر اهمها الطبري، واليعقوبي ومسند احمد والبخاري . ولكن قبل ان نناقش الاحداث يجب ان نناقش الروايات لانه ليس من المعقول ان نحلل قولا او موقفا لم يحدث اصلا فيجب اولا اثبات حدوث امر ما او ورود قول ما ثم مناقشته، كما يقول المثل : اثبت العرش ثم انقش عليه.

روايات الطبري ومناقشتها:

        اورد الطبري خمس روايات ، احداها عن طريق الزهري عن ابن عباس توافق رواية البخاري ومسلم واحمد ، واخرى جاءت عن طريق هشام الكلبـي عن ابي مخنف يحيى بن لوط فيها زيادات ليست في رواية الزهري، والخامسة عن طريق سيف بن عمر سنعرضها جميعا ثم نناقشها:

الرواية الاولى:

       حدثنا ابن حميد قال حدثنا جرير عن مغيرة عن أبي معشر زياد بن كليب عن أبي أيوب عن إبراهيم قال لما قبض النبـي صلى الله عليه و سلم كان أبو بكر غائبا فجاء بعد ثلاث ولم يجترىء أحد أن يكشف عن وجهه حتى اربد بطنه فكشف عن وجهه وقبل بين عينيه ثم قال بأبي أنت وأمي طبت حيا وطبت ميتا ثم خرج أبو بكر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال من كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت ومن كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ثم قرأ "وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين "( آل عمران/144 ) وكان عمر يقول لم يمت وكان يتوعد الناس بالقتل في ذلك فاجتمع الأنصار في سقيفة بني ساعدة ليبايعوا سعد بن عبادة فبلغ ذلك أبا بكر فأتاهم ومعه عمر وأبو عبيدة بن الجراح فقال ما هذا فقالوا منا أمير ومنكم أمير فقال أبو بكر منا الأمراء ومنكم الوزراء ثم قال أبو بكر إني قد رضيت لكم أحد هذين الرجلين عمر أو أبا عبيدة إن النبـي صلى الله عليه و سلم جاءه قوم فقالوا ابعث معنا أمينا فقال لأبعثن معكم أمينا حق أمين فبعث معهم أبا عبيدة بن الجراح وأنا أرضى لكم أبا عبيدة فقام عمر فقال أيكم تطيب نفسه أن يخلف قدمين قدمهما النبـي صلى الله عليه و سلم فبايعه عمر وبايعه الناس فقالت الأنصار أو بعض الأنصار لا نبايع إلا عليا.

حدثنا ابن حميد قال حدثنا جرير عن مغيرة عن زياد بن كليب قال أتى عمر بن الخطاب منزل علي وفيه طلحة والزبير ورجال من المهاجرين فقال والله لأحرقن عليكم أو لتخرجن إلى البيعة فخرج عليه الزبير مصلتا السيف فعثر   فسقط السيف من يده فوثبوا عليه فأخذوه .

تعليق: سوف لن اعلق على سند هذه الرواية ولكن اتحدث عن متنها فقد كفانا علماء الجرح مؤونة البحث ولكن اعلق على المتن:

  1. هذه الرواية فيها طعن في الرسول وفي الصحابة في آن واحد وهي مخالفة للعقل والمنطق حيث يقول ان جثمان الرسول بقي ثلاثا ولم يجرؤ احد على كشفه حتى اتى ابو بكر وان الرسول (a ) اربد بطنه ، وهذا كلام لا يصدر عمن يوقر الرسول ! وهي مخالفة ايضا للروايات المتواترة التي تقول ان الصحابة اجتمعوا في المسجد في اليوم الذي توفي فيه رسول الله وانهم باشروا بغسله وتكفينه في  اليوم نفسه الا ان دفنه (a ) تاخر الى ما بعد اختيار الخليفة ، وان انشغال علي بتغسيل رسول الله كان وراء تخلفه عن السقيفة .
  2. قول الراوي ان الانصار او بعض الانصار قالوا لا نبايع الا عليا سنناقشه فيما بعد عندما نتحدث عن حيثيات السقيفة.
  3. مسألة ذهاب عمر الى بيت علي وتهديدهم بحرق الدار منافية للعقل والمنطق والروايات الصحيحة، وهي جدا مضطربة حيث جاءت بأساليب مختلفة و متضاربة ، فتارة تقول ان فاطمة هي التي فتحت الدار وحين سمعت تهديد عمر باحراق الدار دخلت الى البيت واخبرت الرجال بأن عمر جاد في تهديده فترك الرجال الدار من تلقاء انفسهم ولم يخرج اليهم احد متهددا ، ورواية تقول ان الزبير هو الذي توشح سيفه وخرج اليهم فصرعه محمد بن مسلمة وأخذ سيفه ، وفي رواية الطبري ان الزبير تعثر فسقط سيفه ، وفي رواية اليعقوبي ان عليا توشح سيفه وخرج اليهم فصرعه عمر فأخذ السيف منه ، وروايات شيعية تذكر ان عمر حصر فاطمة بين الباب والجدار فكسر ضلعها واسقطها جنينها ثم ساقوا عليا الى المسجد سوقا فبايع مضطرا، واخرى تقول انهم اقتادوه مشدودا بحبل وفاطمة والحسن والحسين يمشون خلفه يبكون ويولولون فربطوه بسارية المسجد حتى بايع ،  الخ من الروايات التي اريد بها الطعن في عمر فإذا هي طعن بعلي ووصف له بالجبن والضعف وفقدان الغيرة والمروءة ..الخ 

الرواية الثانية:

حدثنا زكريا بن يحيى الضرير قال حدثنا أبو عوانة قال حدثنا داود بن عبدالله الأودي عن حميد بن عبدالرحمن الحميري قال توفي رسول الله صلى الله عليه و سلم وأبو بكر في طائفة من المدينة فجاء فكشف الثوب عن وجهه فقبله وقال فداك أبي وأمي ما أطيبك حيا وميتا مات محمد ورب الكعبة قال ثم انطلق إلى المنبر فوجد عمر بن الخطاب قائما يوعد الناس ويقول إن رسول الله صلى الله عليه و سلم حي لم يمت وإنه خارج إلى من أرجف به وقاطع أيديهم وضارب أعناقهم وصالبهم قال فتكلم أبو بكر وقال أنصت قال فأبى عمر أن ينصت فتكلم أبو بكر وقال إن الله قال لنبـيه صلى الله عليه و سلم: إنك ميت وإنهم ميتون ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون ( 2 ) وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ( 3 ) حتى ختم الآية فمن كان يعبد محمدا فقد مات إلهه الذي كان يعبده ومن كان يعبد الله لا شريك له فإن الله حي لا يموت قال فحلف رجال أدركناهم من أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم ما علما أن الآيتين نزلتا حتى قرأهما أبو بكر يومئذ إذ جاء رجل يسعى فقال هاتيك الأنصار قد اجتمعت في ظلة بني ساعدة يبايعون رجلا منهم يقولون منا أمير ومن قريش أمير قال فانطلق أبو بكر وعمر يتقاودان حتى أتياهم فأراد عمر أن يتكلم فنهاه أبو بكر فقال لا أعصي خليفة النبـي صلى الله عليه و سلم في يوم مرتين قال فتكلم أبو بكر فلم يترك شيئا نزل في الأنصار ولا ذكره رسول الله صلى الله عليه و سلم من شأنهم إلا وذكره وقال ولقد علمتم أن رسول الله قال لو سلك الناس واديا وسلكت الأنصار واديا سلكت وادي الأنصار ولقد علمت يا سعد أن رسول الله قال وأنت قاعد قريش ولاة هذا الأمر فبر الناس تبع لبرهم وفاجرهم تبع لفاجرهم قال فقال سعد صدقت فنحن الوزراء وأنتم الأمراء قال فقال عمر ابسط يدك يا أبا بكر فلأبايعك فقال أبو بكر بل أنت يا عمر فأنت أقوى لها مني قال وكان عمر أشد الرجلين قال وكان كل واحد منهما يريد صاحبه يفتح يده يضرب عليها ففتح عمر يد أبي بكر وقال إن لك قوتي مع قوتك قال فبايع الناس واستثبتوا للبيعة وتخلف علي والزبير واخترط الزبير سيفه وقال لا أغمده حتى يبايع علي فبلغ ذلك أبا بكر وعمر فقال عمر خذوا سيف الزبير فاضربوا به الحجر قال فانطلق إليهم عمر فجاء بهما تعبا وقال لتبايعان وأنتما طائعان أو لتبايعان وأنتما كارهان فبايعا.

مناقشة الرواية:

  1. حسب هذه الرواية فان سعد بن عبادة قد اقتنع بمقولة ابي بكر وبايع . وهذا الذي يتماشى مع مكانة سعد بين المسلمين وفي قومه ، فليس مثل سعد من يمتنع عن البيعة ثم لا يوافقه احد من عشيرته ولا من المسلمين . وعلى كل حال سواء بايع سعد ام لم يبايع فان الثابت عنه انه لم يحدث فتنة ولم يؤلب الناس على الخليفة وهذا بحد ذاته فضيلة كبيرة تليق بمثله في سابقته في الاسلام ورجاحة عقله.
  2. بعض الروايات تذكر ان الزبير كان ميالا الى علي وداعيا الى مبايعته ، وهذه الروايات ان افترضنا صحتها فانها من باب ميل الانسان الى مثيله ، فعلي والزبير كانا محاربين جيدين واذا استعرنا المصطلحات الحديثة قلنا انهما كانا ينتميان الى المؤسسة العسكرية بينما ابو بكر وعمر كانا ينتميان الى المؤسسة السياسية حيث كانا من مستشاري الرسول ووزرائه.

وان كنت استبعد ذلك من الزبير لانه لا يعقل ان يجهل مثله مكانة ابي بكر ومنزلته وهو ممن اسلم على يديه وكان زوجا لابنته ، وان موقفه المعارض لم يكن لاعتراضه على شخصية ابي بكر وانما لانه لم يكن يتوقع ان يؤخر عن المشورة ويُبت في الامر في غيابه و هو من السابقين الاولين ومن المبشرين بالجنة . نعم كان الزبير من مؤيدي بيعة علي بعد مقتل عثمان  ولا استبعد  ان يكون الرواة قد خلطوا بين موقف الزبير يوم توفي الرسول a وموقفه يوم قتل عثمان.

الرواية الثالثة:

روى الطبري تحت عنوان حديث السقيفة:

حدثني علي بن مسلم قال حدثنا عباد بن عباد قال حدثنا عباد بن راشد قال حدثنا الزهري عن عبيدالله بن عبدالله بن عتبة عن ابن عباس قال كنت أقرئ عبدالرحمن بن عوف القرآن قال فحج عمر وحججنا معه قال فإني لفي منزل بمنى إذ جاءني عبدالرحمن بن عوف فقال شهدت أمير المؤمنين اليوم وقام إليه رجل فقال إني سمعت فلانا يقول لو قد مات أمير المؤمنين لقد بايعت فلانا قال فقال أمير المؤمنين إني لقائم العشية في الناس فمحذرهم هؤلاء الرهط الذين يريدون أن يغصبوا الناس أمرهم قال قلت يا أمير المؤمنين إن الموسم يجمع رعاع الناس وغوغاءهم وإنهم الذين يغلبون على مجسلك وإني لخائف إن قلت اليوم مقالة ألا يعوها ولا يحفظوها ولا يضعوها على مواضعها وأن يطيروا بها كل مطير ولكن أمهل حتى تقدم المدينة تقدم دار الهجرة والسنة وتخلص بأصحاب رسول الله من المهاجرين والأنصار فتقول ما قلت متمكنا فيعوا مقالتك ويضعوها على مواضعها فقال والله لأقومن بها في أول مقام أقومه بالمدينة قال فلما قدمنا المدينة وجاء يوم الجمعة هجرت للحديث الذي حدثنيه عبدالرحمن فوجدت سعيد بن زيد قد سبقني بالتهجير فجلست إلى جنبه عند المنبر ركبتي إلى ركبته فلما زالت الشمس لم يلبث عمر أن خرج فقلت لسعيد وهو مقبل ليقولن أمير المؤمنين اليوم على هذا المنبر مقالة لم تقل قبله فغضب وقال فأي مقالة يقول لم تقل قبله فلما جلس عمر على المنبر أذن المؤذنون فلما قضى المؤذن أذانه قام عمرفحمد الله وأثنى عليه وقال أما بعد فإني أريد أن أقول مقالة قد قدر أن أقولها من وعاها وعقلها وحفظها فليحدث بها حيث تنتهي به راحلته ومن لم يعها فإني لا أحل لأحد أن يكذب علي إن الله عز و جل بعث محمدا بالحق وأنزل عليه الكتاب وكان فيما أنزل عليه آية الرجم فرجم رسول الله ورجمنا بعده وإني قد خشيت أن يطول بالناس زمان فيقول قائل والله ما نجد الرجم في كتاب الله فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله وقد كنا نقول لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم أن ترغبو عن آبائكم ثم إنه بلغني أن قائلا منكم يقول لو قد مات أمير المؤمنين بايعت فلانا فلا يغرن امرأ أن يقول إن بيعة أبي بكر كانت فلتة فقد كانت كذلك غير أن الله وقى شرها وليس منكم من تقطع إليه الأعناق مثل أبي بكر وإنه كان من خبرنا حين توفى الله نبـيه صلى الله عليه و سلم أن عليا والزبير ومن معهما تخلفوا عنا في بيت فاطمة وتخلفت عنا الأنصار بأسرها واجتمع المهاجرون إلى أبي بكر فقلت لأبي بكر انطلق بنا إلى إخواننا هؤلاء من الأنصار فانطلقنا نؤمهم فلقينا رجلان صالحان قد شهدا بدرا فقالا أين تريدون يا معشر المهاجرين فقلنا نريد إخواننا هؤلاء من الأنصار قالا فارجعوا فاقضوا أمركم بينكم فقلنا والله لنأتينهم قال فأتيناهم وهم مجتمعون في سقيفة بني ساعدة قال وإذا بين أظهرهم رجل مزمل قال قلت من هذا قالوا سعد بن عبادة فقلت ما شأنه قالوا وجع فقام رجل منهم فحمد الله وقال أما بعد فنحن الأنصار وكتيبة الإسلام وأنتم يا معشر قريش رهط نبـينا وقد دفت إلينا من قومكم دافة قال فلما رأيتهم يريدون أن يختزلونا من أصلنا ويغصبونا الأمر وقد كنت زورت في نفسي مقالة أقدمها بين يدي أبي بكر وقد كنت أداري منه بعض الحد وكان هو أوقر مني وأحلم فلما أردت أن أتكلم قال على رسلك فكرهت أن أعصيه فقام فحمد الله وأثنى عليه فما ترك شيئا كنت زورت في نفسي أن أتكلم به لو تكلمت إلا قد جاء به أو بأحسن منه وقال أما بعد يا معشر الأنصار فإنكم لا تذكرون منكم فضلا إلا وأنتم له أهل وإن العرب لا تعرف هذا الأمر إلا لهذا الحي من قريش وهم أوسط العرب دارا ونسبا ولكن قد رضيت لكم أحد هذين الرجلين فبايعوا أيهما شئتم فأخذ بيدي وبيد أبي عبيدة بن الجراح وإني والله ما كرهت من كلامه شيئا غير هذه الكلمة إن كنت لأقدم فتضرب عنقي فيما لا يقربني إلى إثم أحب إلي من أن أؤمر على قوم فيهم أبو بكر فلما قضى أبو بكر كلامه قام منهم رجل فقال أنا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب منا أمير ومنكم أمير يا معشر قريش قال فارتفعت الأصوات وكثر اللغط فلما أشفقت الاختلاف قلت لأبي بكر ابسط يدك أبايعك فبسط يده فبايعته وبايعه المهاجرون وبايعه الأنصار ثم نزونا على سعد حتى قال قائلهم قتلتم سعد بن عبادة فقلت قتل الله سعدا وإنا والله ما وجدنا أمرا هو أقوى من مبايعة أبي بكر خشينا إن فارقنا القوم ولم تكن بيعة أن يحدثوا بعدنا بيعة فإما أن نتابعهم على ما نرضى أو نخالفهم فيكون فساد[1].

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق عن الزهري عن عروة بن الزبير قال إن أحد الرجلين اللذين لقوا من الأنصار حين ذهبوا إلى السقيفة عويم بن ساعدة والآخر معن بن عدي أخو بني العجلان فأما عويم بن ساعدة فهو الذي بلغنا أنه قيل لرسول الله صلى الله عليه و سلم من الذين قال الله لهم فيه: رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين(التوبة/108)  فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم نعم المرء منهم عويم بن ساعدة . وأما معن فبلغنا أن الناس بكوا على رسول الله صلى الله عليه و سلم حين توفاه الله وقالوا والله لوددنا أنا متنا قبله إنا نخشى أن نفتتن بعده فقال معن بن عدي والله ما أحب أني مت قبله حتى أصدقه ميتا كما صدقته حيا فقتل معن يوم اليمامة شهيدا في خلافة أبي بكر يوم مسيلمة الكذاب .

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق عن الزهري قال حدثنا أنس بن مالك قال لما بويع أبو بكر في السقيفة وكان الغد جلس أبو بكر على المنبر فقام عمر فتكلم قبل أبي بكر فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال أيها الناس إني قد كنت قلت لكم بالأمس مقالة ما كانت إلا عن رأيي وما وجدتها في كتاب الله ولا كانت عهدا عهده إلي رسول الله صلى الله عليه و سلم ولكني قد كنت أرى أن رسول الله سيدبر أمرنا حتى يكون آخرنا وإن الله قد أبقى فيكم كتابه الذي هدى به رسول الله فإن اعتصمتم به هداكم الله لما كان هداه له وإن الله قد جمع أمركم على خيركم صاحب رسول الله وثاني اثنين إذ هما في الغار فقوموا فبايعوا فبايع الناس أبا بكر بيعة العامة بعد بيعة السقيفة ثم تكلم أبو بكر فحمد الله وأثنى عليه بالذي هو أهله ثم قال أما بعد أيها الناس فإني قد وليت عليكم ولست بخيركم فإن أحسنت فأعينوني وإن أسأت فقوموني الصدق أمانة والكذب خيانة والضعيف فيكم قوي عندي حتى أريح عليه حقه إن شاء الله والقوي منكم الضعيف عندي حتى آخذ الحق منه إن شاء الله لا يدع أحد منكم الجهاد في سبيل الله فإنه لا يدعه قوم إلا ضربهم الله بالذل ولا تشيع الفاحشة في قوم إلا عمهم الله بالبلاء أطيعوني ما أطعت الله ورسوله فإذا عصبت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم قوموا إلى صلاتكم رحمكم الله.

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق عن حسين بن عبدالله عن عكرمة عن ابن عباس قال والله إني لأمشي مع عمر في خلافته وهو عامد إلى حاجة له وفي يده الدرة وما معه غيري قال وهو يحدث نفسه ويضرب وحشي قدمه بدرته قال إذ التفت علي فقال يابن عباس هل تدري ما حملني على مقالتي هذه التي قلت حين توفى الله رسوله قال قلت لا أدري يا أمير المؤمنين أنت أعلم قال والله إن حملني على ذلك إلا أني كنت أقرأ هذه الاية: "وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا" ( البقرة/143 ) فوالله إني كنت لأظن أن رسول الله سيبقى في أمته حتى يشهد عليها بآخر أعمالها فإنه للذي حملني على أن قلت ما قلت قال أبو جعفر فلما بويع أبو بكر أقبل الناس على جهاز رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال بعضهم كان ذلك من فعلهم يوم الثلاثاء وذلك الغد من وفاته صلى الله عليه و سلم وقال بعضهم إنما دفن بعد وفاته بثلاثة أيام وقد مضى ذكر بعض قائلي ذلك .

الرواية الرابعة:

اوردها الطبري تحت عنوان : ذكر الخبر عما جرى بين المهاجرين والأنصار في أمر الإمارة في سقيفة بني ساعدة:

حدثنا هشام بن محمد عن أبي مخنف قال حدثني عبدالله بن عبدالرحمن بن أبي عمرة الأنصاري أن النبـي صلى الله عليه و سلم لما قبض اجتمعت الأنصار في سقيفة بني ساعدة فقالوا نولي هذا الأمر بعد محمد عليه السلام سعد بن عبادة وأخرجوا سعدا إليهم وهو مريض فلما اجتمعوا قال لابنه أو بعض بني عمه إني لا أقدر لشكواي أن أسمع القوم كلهم كلامي ولكن تلق مني قولي فأسمعهموه فكان يتكلم ويحفظ الرجل قوله فيرفع صوته فيسمع أصحابه فقال بعد أن حمد الله وأثنى عليه يا معشر الأنصار لكم سابقة في الدين وفضيلة في الإسلام ليست لقبيلة من العرب إن محمدا عليه السلام لبث بضع عشرة سنة في قومه يدعوهم إلى عبادة الرحمن وخلع الأنداد والأوثان فما آمن به من قومه إلا رجال قليل وكان ما كانوا يقدرون على أن يمنعوا رسول الله ولا أن يعزوا دينه ولا أن يدفعوا عن أنفسهم ضيما عموا به حتى إذا اراد بكم الفضيلة ساق إليكم الكرامة وخصكم بالنعمة فرزقكم الله الإيمان به وبرسوله والمنع له ولأصحابه والإعزاز له ولدينه والجهاد لأعدائه فكنتم أشد الناس على عدوه منكم وأثقله على عدوه من غيركم حتى استقامت العرب لأمر الله طوعا وكرها وأعطى البعيد المقادة صاغرا داخرا حتى أثخن الله عز و جل لرسوله بكم الأرض ودانت بأسيافكم له العرب وتوفاه الله وهو عنكم راض وبكم قرير عين استبدوا بهذا الأمر فإنه لكم دون الناس فأجابوه بأجمعهم أن قد وفقت في الرأي وأصبت في القول ولن نعدو ما رأيت ونوليك هذا الأمر فإنك فينا مقنع ولصالح المؤمنين رضا ثم إنهم ترادوا الكلام بينهم فقالوا فإن أبت مهاجرة قريش فقالوا نحن المهاجرون وصحابة رسول الله الأولون ونحن عشيرته وأولياؤه فعلام تنازعوننا هذا الأمر بعده فقال طائفة منهم فإنا نقول إذا منا أمير ومنكم أمير ولن نرضى بدون هذا الأمر أبدا فقال سعد بن عبادة حين سمعها هذا أول الوهن وأتى عمر الخبر فأقبل إلى منزل النبـي صلى الله عليه و سلم فأرسل إلى أبي بكر وأبو بكر في الدار وعلي بن أبي طالب عليه السلام دائب في جهاز رسول الله صلى الله عليه و سلم فأرسل إلى أبي بكر أن اخرج إلي فأرسل إليه إني مشتغل فأرسل إليه أنه قد حدث أمر لا بد لك من حضوره فخرج إليه فقال أما علمت أن الأنصار قد اجتمعت في سقيفة بني ساعدة يريدون أن يولوا هذا الأمر سعد بن عبادة وأحسنهم مقالة من يقول منا أمير ومن قريش أمير فمضيا مسرعين نحوهم فلقيا أبا عبيدة بن الجراح فتماشوا إليهم ثلاثتهم فلقيهم عاصم بن عدي وعويم بن ساعدة فقالا لهم ارجعوا فإنه لا يكون ما تريدون فقالوا لا نفعل فجاءوا وهم مجتمعون فقال عمر بن الخطاب أتيناهم وقد كنت زورت كلاما أردت أن أقوم به فيهم فلما أن دفعت إليهم ذهبت لأبتدئ المنطق فقال لي أبو بكر رويدا حتى أتكلم ثم انطق بعد بما أحببت فنطق فقال عمر فما شيء كنت أردت أن أقوله إلا وقد أتى به أو زاد عليه فقال عبدالله بن عبدالرحمن فبدأ أبو بكر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال إن الله بعث محمدا رسولا إلى خلقه وشهيدا على أمته ليعبدوا الله ويوحدوه وهم يعبدون من دونه آلهة شتى ويزعمون أنها لهم عنده شافعة ولهم نافعة وإنما هي من حجر منحوت وخشب منجور ثم قرأ" ويعبدون من دون الله مالا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله" ( يونس/18 ) "وقالوا ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى "( الزمر/3 ) فعظم على العرب أن يتركوا دين آبائهم فخص الله المهاجرين الأولين من قومه بتصديقه والإيمان به والمؤاساة له والصبر معه على شدة أذى قومهم لهم وتكذيبهم إياهم وكل الناس لهم مخالف زار عليهم فلم يستوحشوا لقلة عددهم وشنف الناس لهم وإجماع قومهم عليهم فهم أول من عبد الله في الأرض وآمن بالله وبالرسول وهم أولياؤه وعشيرته وأحق الناس بهذا الأمر من بعده ولا ينازعهم ذلك إلا ظالم وأنتم يا معشر الأنصار من لا ينكر فضلهم في الدين ولا سابقتهم العظيمة في الإسلام رضيكم الله أنصارا لدينه ورسوله وجعل إليكم هجرته وفيكم جلة أزواجه وأصحابه فليس بعد المهاجرين الأولين عندنا أحد بمنزلتكم فنحن الأمراء وأنتم الوزراء لا تفتانون بمشورة ولا نقضي دونكم الأمور قال فقام الحباب بن المنذر بن الجموح فقال يا معشر الأنصار املكوا عليكم أمركم فإن الناس في فيئكم وفي ظلكم ولن يجترئ مجترئ على خلافكم ولن يصدر الناس إلا عن رأيكم أنتم أهل العز والثروة وأولو العدد والمنعة والتجربة ذوو البأس والنجدة وإنما ينظر الناس إلى ما تصنعون ولا تختلفوا فيفسد عليكم رأيكم وينتقض عليكم أمركم فإن أبى هؤلاء إلا ما سمعتم فمنا أمير ومنهم أمير فقال عمر هيهات لا يجتمع اثنان في قرن والله لا ترضى العرب أن يؤمروكم ونبـيها من غيركم ولكن العرب لا تمنع أن تولي أمرها من كانت النبوة فيهم وولي أمورهم منهم ولنا بذلك على من أبى من العرب الحجة الظاهرة والسلطان المبين من ذا ينازعنا سلطان محمد وإمارته ونحن أولياؤه وعشيرته إلا مدل بباطل أو متجانف لإثم ومتورط في هلكة فقام الحباب بن المنذر فقال يامعشر الأنصار املكوا على أيديكم ولا تسمعوا مقالة هذا وأصحابه فيذهبوا بنصيبكم من هذا الأمر فإن أبوا عليكم ما سألتموه فاجلوهم عن هذه البلاد وتولوا عليهم هذه الأمور فأنتم والله أحق بهذا الأمر منهم فإنه بأسيافكم دان لهذا الدين من دان ممن لم يكن يدين أنا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب أما والله لئن شئتم لنعيدنها جذعة فقال عمر إذا يقتلك الله قال بل إياك يقتل فقال أبو عبيدة يا معشر الأنصار إنكم أول من نصر وآزر فلا تكونوا أول من بدل وغير فقام بشير بن سعد أبو النعمان بن بشير فقال يا معشر الأنصار إنا والله لئن كنا أولي فضيلة في جهاد المشركين وسابقة في هذا الدين ما أردنا به إلا رضا ربنا وطاعة نبـينا والكدح لأنفسنا فما ينبغي لنا أن نستطيل على الناس بذلك ولا نبتغي به من الدنيا عرضا فإن الله ولي المنة علينا بذلك ألا إن محمدا r من قريش وقومه أحق به وأولى وايم الله لا يراني الله أنازعهم هذا الأمر أبدا فاتقوا الله ولا تخالفوهم ولا تنازعوهم فقال أبو بكر هذا عمر وهذا ابو عبيدة فأيهما شئتم فبايعوا فقالا لا والله لا نتولى هذا الأمر عليك فإنك أفضل المهاجرين وثاني اثنين إذ هما في الغار وخليفة رسول الله على الصلاة والصلاة أفضل دين المسلمين فمن ذا ينبغي له أن يتقدمك أويتولى هذا الأمر عليك ابسط يدك نبايعك فلما ذهبا ليبايعاه سبقهما إليه بشير بن سعد فبايعه فناداه الحباب بن المنذر يا بشير بن سعد عقتك عقاق ما أحوجك إلى ما صنعت أنفست على ابن عمك الإمارة فقال لا والله ولكني كرهت أن أنازع قوما حقا جعله الله لهم ولما رأت الأوس ما صنع بشير بن سعد وما تدعو إليه قريش وما تطلب الخزرج من تأمير سعد بن عبادة قال بعضهم لبعض وفيهم أسيد بن حضير وكان أحد النقباء والله لئن وليتها الخزرج عليكم مرة لا زالت لهم عليكم بذلك الفضيلة ولا جعلوا لكم معهم فيها نصيبا أبدا فقوموا فبايعوا أبا بكر فقاموا إليه فبايعوه فانكسر على سعد بن عبادة وعلى الخزرج ما كانوا أجمعوا له من أمرهم قال هشام قال أبو مخنف فحدثني أبو بكر بن محمد الخزاعي أن أسلم أقبلت بجماعتها حتى تضايق بهم السكك فبايعوا ابا بكر فكان عمر يقول ما هو إلا أن رأيت أسلم فأيقنت بالنصر .

 قال هشام عن أبي مخنف قال عبدالله بن عبدالرحمن فأقبل الناس من كل جانب يبايعون أبا بكر وكادوا يطؤون سعد بن عبادة فقال ناس من أصحاب سعد اتقوا سعدا لا تطؤوه فقال عمر اقتلوه قتله الله ثم قام على رأسه فقال لقد هممت أن أطأك حتى تندر عضدك فأخذ سعد بلحية عمر فقال والله لو حصصت منه شعرة ما رجعت وفي فيك واضحة فقال أبو بكر مهلا يا عمر الرفق ها هنا أبلغ فأعرض عنه عمر وقال سعد أما والله لو أن بي قوة ما أقوى على النهوض لسمعت مني في أقطارها وسككها زئيرا يجحرك وأصحابك أما والله إذا لألحقنك بقوم كنت فيهم تابعا غير متبوع احملوني من هذا المكان فحملوه فأدخلوه في داره وترك أياما ثم بعث إليه أن أقبل فبايع فقد بايع الناس وبايع قومك فقال أما والله حتى أرميكم بما في كنانتي من نبلي وأخضب سنان رمحي وأضربكم بسيفي ما ملكته يدي وأقاتلكم بأهل بيتي ومن أطاعني من قومي فلا أفعل وايم الله لو أن الجن اجتمعت لكم مع الإنس ما بايعتكم حتى أعرض على ربي وأعلم ما حسابي فلما أتى أبو بكر بذلك قال له عمر لا تدعه حتى يبايع فقال له بشير بن سعد إنه قد لج وأبى وليس بمبايعكم حتى يقتل وليس بمقتول حتى يقتل معه ولده وأهل بيته وطائفة من عشيرته فاتركوه فليس تركه بضاركم إنما هو رجل واحد فتركوه وقبلوا مشورة بشير بن سعد واستنصحوه لما بدا لهم منه فكان سعد لا يصلي بصلاتهم ولا يجمع معهم ويحج ولا يفيض معهم بإفاضتهم فلم يزل كذلك حتى هلك أبو بكر رحمه الله .

مناقشة الرواية:

هذه الرواية وغيرها من روايات ابي مخنف يضعفها العلماء لاتهامهم ابي مخنف بالضعف والرفض ، ولكني سأحملها على الصحة –جدلا- لانها تحتوى على المفاصل الرئيسية لواقعة السقيفة ولن تضر هذه التفاصيل بحثنا بل قد تفيدنا كما سترى اثناء البحث ان شاء الله . في نظري ان ابا مخنف يزيد اشياء الى اصل الامور ويستحدث حوارات من عنده كما يفعل كتاب السيناريوهات في يومنا هذا ، ولو قدر لأبي مخنف ان يعيش في عصرنا لعد من اكبر كتاب السيناريوهات ولنضرب بذلك مثلا واحدا: قصة مقتل الحسينt في كربلاء ، حين تقرأها برواية ابي مخنف يخيل اليك انك امام سجال ادبي بين اديبين لا في معركة حامية بين جيشين ، واني كلما اسمعها استحضر الفلم الكارتونى "كابتن ماجد" الذي يتحاور فيه اللاعبون اكثر مما يلعبون وان احدهم يضرب الكرة فتبقى لدقائق في الهواء وهم يجرون وراءها ويتناقشون فيما بينهم وقد تستغرق اللعبة نصف ساعة وتنتهي ولم تركل الكرة سوى مرات قليلة واكثر اوقات اللاعبين يمضي في الحوارات وهم يجرون وراء الكرة.

الرواية الخامسة:

حدثنا عبيدالله بن سعد قال حدثنا عمي قال أخبرنا سيف بن عمر عن سهل وأبي عثمان عن الضحاك بن خليفة قال لما قام الحباب بن المنذر انتضى سيفه وقال أنا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب أنا أبو شبل في عريسة الأسد يعزى إلى الأسد فحامله عمر فضرب يده فندر السيف فأخذه ثم وثب على سعد ووثبوا على سعد وتتابع القوم على البيعة وبايع سعد وكانت فلتة كفلتات الجاهلية قام أبو بكر دونها وقال قائل حين أوطئ سعد قتلتم سعدا فقال عمر قتله الله إنه منافق واعترض عمر بالسيف صخرة فقطعه.

حدثنا عبيدالله بن سعيد قال حدثني عمي يعقوب قال حدثنا سيف عن مبشر عن جابر قال قال سعد بن عبادة يومئذ لأبي بكر إنكم يا معشر المهاجرين حسدتموني على الإمارة وإنك وقومي أجبرتموني على البيعة فقالوا إنا لو أجبرناك على الفرقة فصرت إلى الجماعة كنت في سعة ولكنا أجبرنا على الجماعة فلا إقالة فيها لئن نزعت يدا من طاعة أو فرقت جماعة لنضربن الذي فيه عيناك.

مناقشة الرواية:

  1. هذه الرواية فيها مبالغات ومغالطات كثيرة منافية للمنطق، منها:

 اولا: ان الحباب انتضى سيفه فضربه عمر على يده واخذ السيف منه ثم وثب على سعد ووثب الناس على سعد !  هل يعقل أن يحصل كل هذا بين عمر والحباب ثم بين عمر وسعد بن عبادة ثم تمر الامور بسلام وتتم البيعة بتلك السرعة وبتلك السهولة ؟  عمر ومعه اثنان من الهاجرين يتجاوز على سيد الخزرج بين قومه و عشيرته ولا يقوم احد للدفاع عنه ؟ اي منطق يقبل هذا ؟ بل واكثر من ذلك عمر يثب على سعد ويثب الناس معه على سعد! من هم هؤلاء الذين وثبوا عليه اليسوا قومه وعشيرته ؟ هل يقتضي المنطق أن يثبوا على سعد مع عمر ام يوقفوا عمر عند حده ؟ ثم ماذا؟ يبايع سعد مع من يبايع!

  1. هل كان عمر يجهل ان سعدا كان من السابقين الى الاسلام ومن اصحاب العقبة ومن النقباء حتى يقول عنه منافق؟
  2. الرواية الاولى لسيف بن عمر تقول ان سعد بن عبادة بايع مع المبايعين يوم السقيفة بينما الرواية الثانية تقول على لسان سعد لابي بكر انكم وقومي اجبرتموني على البيعة ! اي ان البيعة اخذت منه بعد السقيفة لان ابا بكر لم يكن قادرا على اجبار احد على البيعة يوم السقيفة وليس معه سوى عمر وابي عبيدة وهم بين ظهراني الانصار! وهذا مناقض للرواية الاولى من وجهين : الاول في كيفية مبايعة سعد لابي بكر والثاني في وقت البيعة.
  3. نسب الى ابي بكر كلاما لا يتفق وشخصية ابي بكر وطبيعته، حيث نسب اليه قوله لسعد لئن نزعت يدا من طاعة أو فرقت جماعة لنضربن الذي فيه عيناك. وهذا الكلام اضافة الى تعارضه مع طبيعة ابي بكر فانه مناقض لكلامه لعمر بحق سعد على رسلك با عمر الرفق ها هنا ابلغ .                    
  4. وردت عبارة فوثبوا او وثبنا على سعد او نزوا او نزونا على سعد في جميع الروايات رغم ان سعدا لم يتحدث وانه كان مريضا ومزملا مما يدل على انه كان وراء الدعوة الى اجتماع السقيفة ان صحت الروايات.

         يقول الاستاذ خالد كبير علال في كتابه القيم " تناقض الروايات السنية والشيعية حول تاريخ صدر الاسلام" ص 134 بعد سرد الروايات السنية: " و بذلك يتبين- من الرواية السنية عن حادثة السقيفة -  أن الصحابة اختلفوا فيما بينهم حول : من يتولى منهم الخلافة , و لم يختلفوا في موقفهم منها : فهل هي بالتعيين و الوصية و الوراثة ، أم هي بالشورى و الرضا و الاختيار؟ . فالأمر كان عندهم واضحا محسوما ، بأنها شورى بينهم . فكان اختلافهم هذا تطبيقا عمليا لذلك المبدأ ، انتهى في النهاية باختيار أبي بكر الصديق خليفة بالإجماع ، من دون أية معارضة، و لا سب و لا قتال ، و لا تآمر و لا مواجهات  .

 

[1] . روى مثله البخاري في الصحيح ، ج 8 ص: 168 و ما بعدها .

 

  • الخميس PM 12:18
    2021-05-20
  • 1813
Powered by: GateGold