المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 414980
يتصفح الموقع حاليا : 275

البحث

البحث

عرض المادة

كذب الصالحين وتدليس المحدثين

كذب الصالحين وتدليس المحدثين : ـ

      ذكر الدكتور السباعى هنا كلاماً للمستشرق اليهودى ، ثم فنده ، ومما قاله : " أما ما نقله جولد تسيهر من قول وكيع عن زياد بن عبد الله البكائى من أنه كان مع شرفه فى الحديث ـ كذوباً ـ فهذه إحدى تحريفات هذا المستشرق الخبيث ، فأصل العبارة كما وردت فى التاريخ الكبير للإمام البخارى : وقال ابن عقبة السدوسى عن وكيع : هو ( أى زياد بن عبد الله ) أشرف من أن يكذب . فأنت ترى أن وكيعا ينفى عن زياد بن عبد الله الكذب مطلقاً لا فى الحديث فحسب ، وأنه أشرف من أن يكذب ، فحرفها هذا المستشرق اليهودى إلى أنه كان مع شرفه فى الحديث كذوباً . وهكذا تكون أمانة هذا المستشرق .هذا ما قاله الدكتور السباعى رحمه الله ، أما حسين أحمد أمين فيقول :

      تحدث وكيع عن زياد بن عبد الله قائلاً : " إنه كان يكذب فى الحديث مع شرفه " . " وحسين لم ينسب هذا لليهودى حتى يمكن أن يقال مثلاً بأنه لم ينتبه لتحريفه وتضليله ، ولكنه يذكر هذا كحقيقة يعرفها هو . فما أعظم أمانة اليهودى المستشرق وحسين معاً ! وما أنبل هدفهما !!

      وذكر الدكتور السباعى ما نقله المستشرق عن يزيد بن هارون " إن أهل الحديث بالكوفة فى عصره ما عدا واحداً كانوا مدلسين " .

      ثم أخذ الشيخ يبين المراد باصطلاح التدليس عند المحدثين ، والمقبول منه والمرفوض ، والكلام فى التدليس مفصل فى كتب مصطلح الحديث ، والمدلسون معروفون ، والكلام عنهم مفصل فى كتب الجرح والتعديل .

      وهذا المفكر المسلم كان أسوأ وأقبح من اليهودى اللعين ، ويبدو أنه يجهل مفهوم التدليس ، فبنى على ما قرأه لسيده المستشرق اليهودى قولاً يهدم ـ فى زعمه ـ كل صحيح ثابت ثبوت الجبال فى زعمه .

      فقال : " أما الإسناد الذى من شأنه أن يكسب القول وقاراً وينيله التصديق ، فكان أمره هيناً وشكلياً محضاً ، فبوسع أى مختلق أن يدلس حديثاً ويصدره بسلسلة ذهبية من الإسناد ، يراعى فيها الاتصال بين المحدث وكاتب الحديث ، أو حتى دون أن يراعيه " . ( ص 51 )

      فالكاتب يريد أن يهدم الإسناد الذى فاق به المسلمون البشرية جمعاء فيذكر هذا القول الجاهل . فالسلسلة الذهبية هى ما رواه مالك عن نافع عن ابن عمر ، ولا تكون ذهبية إلا إذا كان من سمع من الإمام مالك عدلاً ضابطاً ثقة ، وعادة لا يكون واحداً هو الذى سمع وإنما يكون الإمام أثبته فى الموطأ أو حدث به تلامذته ، أو مجموعة من المسلمين . وإذا جاء مختلق ـ كما يقول الجاهل ( المفكر المسلم !! ) وقال : حدثنى مالك ، فإن الحديث يكون موضوعاً غير مقبول لوجود هذا   المختلق ، فالحديث يحمل على أقل درجة فى رجال الإسناد . فإذا وجدنا حديثاً متصل الإسناد ، وكل رواته فى أعلى مراتب التوثيق والعدالة والضبط ما عدا واحداً ؛ وهذا الواحد مختلق ، فالحديث يحمل على هذه الدرجة السفلى ، فيحكم عليه علماء الحديث بأنه موضوع لا يجوز الاحتجاج به ولا يحل كتابته إلا على سبيل التحذير .

      وإذا كان الإسناد غير متصل وخلا من الوضاعين ، فالحديث مع هذا لا يكون صحيحا ، فما بالك إذا كان فيه مختلق .

      وبعد : فلعل فى هذا ما يكفى لبيان موقف هذا الكاتب من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ، واشتراكه فى المؤامرة الدنيئة التى حاكها المستشرقون ، وأنه قام بدوره بغير هدى ولا علم ولا إسلام .

  • الثلاثاء PM 06:38
    2021-04-27
  • 723
Powered by: GateGold