المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 415307
يتصفح الموقع حاليا : 214

البحث

البحث

عرض المادة

سلسلة الكذب

سلسلة الكذب :

      الفيروز ابادى روى التفسير بإسناده عن محمد بن مروان ، عن الكلبى ، عن أبى صالح ، عن ابن عباس : وإذا نظرنا في هذا السند تبين لنا موضع الكذب على الصحابى الجليل عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما . فمحمد بن مروان هو السدى الأصغر ، كوفى :

قال عبد السلام بن حازم ، عن جرير بن عبد الحميد : كذاب .

وقال الدورى ، عن ابن معين : ليس بثقة .

وقال ابن نمير : ليس بشئ .

وقال يعقوب بن سفيان : ضعيف غير ثقة .

وقال صالح بن محمد : كان ضعيفا ، وكان يضع .

وقال أبو حاتم : ذاهب الحديث ، متروك الحديث ، لا يكتب حديثه ألبتة .

      وقال ابن عدى : الضعف على رواياته بين .

وقال الجوزجانى : ذاهب .

وقال ابن حبان : لا يحل كتب حديثه إلا اعتباراً ، ولا يحتج به بحال .

      وقال أبو جعفر الطبري : لا يحتج بحديثه .

      وقال عبد الله بن نمير : كان السدى كذاباً ، ذكره ابن شاهين في الضعفاء.

      وقال الساجى : لا يكتب حديثه .

      هذا بعض ما جاء في ترجمته ([1][41]) ، ولا خلاف حول جرحه ، ومثل هذا الراوى يكفى لرد ما يروى عن طريقه ، فما بالك إذا روى عن الكلبى ؟

      والكلبى هو محمد بن السائب بن بشر بن عمرو بن عبد الحارث بن عبد العزى ، أبو النضر الكوفى .

      اتفق ثقات أهل النقل على ذمه وترك الرواية عنه في الأحكام والفروع . قال الإمام أحمد : لا يحل النظر في تفسير الكلبى .

      وقال الحاكم أبو عبد الله : روى عن أبى صالح أحاديث موضوعة .

      وقال الجوزجانى : كذاب ساقط .

      وقال ابن حبان : وضوح الكذب فيه اظهر من أن يحتاج إلى الإغراق في وصفه . روى عن أبى صالح التفسير ، وأبو صالح لم يسمع من ابن عباس ؛ لا يحل الاحتجاج به .

      وقال أبو صالح : إني لم أقرأ على الكلبى من التفسير شيئاً ! ويبدو أن الكلبى نفسه في وقت من حياته أحس بفداحة جرمه ، ولذلك قال فيما رواه عنه سفيان الثورى :

      ما حدثت عن أبى صالح عن ابن عباس فهو كذب ، فلا ترووه .

      وقال ليث بن أبى سليم : كان بالكوفة كذابان : أحدهما الكلبى ([2][42]) ، والآخر السدى !

      فسلسلة الكذب ([3][43]) إذن قد اجتمعت في إسناد هذا التفسير الذي طبع مرات وانتشر بين المسلمين !! غير أن الأستاذ الشيخ محمد حسين الذهبى ـ رحمه الله ـ قد نبه من قبل ، وبين هذا الكذب ([4][44]) .

      والكتاب على أي حال لا تصح نسبته إلى ابن عباس ، ولا يمثل التفسير في عصر الصحابة رضي الله عنهم .

 

  ([1][41])  انظر ترجمته في تهذيب 9 / 436 ، ترجمة رقم 719 والسدى نسبة إلى سدة مسجد الكوفة ، ومن الرواة السدى الكبير ، وهو إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبى كريمة : أحسن حالاً من الصغير ، متكلم فيه ؛ وثقه بعضهم وضعفه وآخرون .

  ([2][42])  انظر ترجمة الكلبى في تهذيب التهذيب ، وميزان الاعتدال ووفيات الأعيان             4 / 309 ـ 311 ، وطبقات المفسرين للداودى ـ ترجمة رقم 491 .

     ومما جاء في ترجمته أنه كان من أتباع عبد الله بن سبأ الذين يقولون إن علياً لم يمت ، وإنه راجع إلى الدنيا يملؤها عدلاً كما ملئت جوراً ، وإن رأوا سحابة قالوا : أمير المؤمنين فيها ! *

  * وفيها أنه اعترف بأنه سبئى ، وقال : كان جبرائيل يملى الوحي على النبي r ، فلما دخل النبي r الخلاء جعل يملى على على !!

  ([3][43])  تحدث السيوطي عن جيد الطرق عن ابن عباس ، ثم قال : " وأوهى طرقه طريق الكلبى عن أبى صالح عن ابن عباس ، فإن انضم إلى ذلك رواية محمد بن مروان السدى الصغير فهى سلسلة الكذب " " الإتقان 2 / 189 " .

  ([4][44])  راجع كتابه " التفسير والمفسرون " 1 / 82 .

  • الاثنين AM 12:38
    2021-04-26
  • 1681
Powered by: GateGold