المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 413762
يتصفح الموقع حاليا : 219

البحث

البحث

عرض المادة

هجران أهل البدع

الهجران مصدر هجر

 وهو لغة: الترك.

والمراد بهجران أهل البدع: الابتعاد عنهم، وترك محبتهم، وموالاتهم، والسلام عليهم، وزيارتهم، وعيادتهم، ونحو ذلك.

وهجران أهل البدع واجب

 لقوله تعالى:

 ]لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله[(1).

 ولأن النبي، صلى الله عليه وسلم ، هجر كعب بن مالك وصاحبيه حين تخلفوا عن غزوة تبوك.

لكن إن كان في مجالستهم مصلحة لتبيين الحق لهم وتحذيرهم من البدعة فلا بأس بذلك، وربما يكون ذلك مطلوباً لقوله تعالى:

 ]ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن[(2). وهذا قد يكون بالمجالسة، والمشافهة، وقد يكون بالمراسلة، والمكاتبة، ومن هجر أهل البدع: ترك النظر في كتبهم خوفاً من الفتنة بها، أو ترويجها بين الناس فالابتعاد عن مواطن الضلال واجب.

 لقوله صلى الله عليه وسلم ، في الدجال:

 "من سمع به فلينأ عنه فوالله إن الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمن فيتبعه مما يبعث به من الشبهات".

 رواه أبو داود

 قال الألباني: وإسناده صحيح.

لكن إن كان الغرض من النظر في كتبهم معرفة بدعتهم للرد عليها فلا بأس بذلك لمن كان عنده من العقيدة الصحيحة ما يتحصن به وكان قادراً على الرد عليهم، بل ربما كان واجباً، لأن رد البدعة واجب وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.

 

الجدال والخصام في الدين

الجدال: مصدر جادل، والجدل منازعة الخصم للتغلب عليه، وفي القاموس الجدل: اللدد في الخصومة، والخصام: المجادلة فهما بمعنى واحد.

وينقسم الخصام والجدال في الدين إلى قسمين:

الأول: أن يكون الغرض من ذلك إثبات الحق وإبطال الباطل وهذا مأمور به إما وجوباً، أو استحباباً بحسب الحال لقوله تعالى:

 ]ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن[(3).

الثاني: أن يكون الغرض منه التعنيت، أو الانتصار للنفس، أو للباطل فهذا قبيح منهي عنه لقوله تعالى:

 ]ما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا[(4).

 وقوله:

]وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق فأخذتهم فكيف كان عقاب[(5).

علامة أهل البدع وذكر بعض طوائفهم:

لأهل البدع علامات منها:

  • أنهم يتصفون بغير الإسلام، والسنة بما يحدثونه من البدع القولية، والفعلية، والعقيدية.
  • أنهم يتعصبون لآرائهم، فلا يرجعون إلى الحق وإن تبين لهم.
  • أنهم يكرهون أئمة الإسلام والدين.

 

ومن طوائفهم:

  • الرافضية: وهم الذين يغلون في آل البيت ويكفرون من عداهم من الصحابة، أو يفسقونهم، وهم فرق شتى فمنهم الغلاة الذين ادعوا أن عليّاً إله ومنهم دون ذلك.

 وأول ما ظهرت بدعتهم في خلافة علي بن أبي طالب حين قال له عبدالله بن سبأ :أنت الإله فأمر علي ـ رضي الله عنه ـ بإحراقهم وهرب زعيمهم عبدالله بن سبأ إلى المدائن.

ومذهبهم في الصفات مختلف: فمنهم المشبه، ومنهم المعطل، ومنهم المعتدل.

وسموا رافضة لأنهم رفضوا زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب حين سألوه عن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما فترحم عليهما فرفضوه وأبعدوا عنه.

وسموا أنفسهم شيعة لأنهم يزعمون أنهم يتشيعون لآل البيت وينتصرون لهم ويطالبون بحقهم في الإمامة.

  • الجهمية: نسبة إلى الجهم بن صفوان الذي قتله سالم أو سلم بن أحوز سنة 121هـ.

مذهبهم في الصفات التعطيل، والنفي، وفي القدر القول بالجبر، وفي الإيمان القول بالإرجاء وهو أن الإيمان مجرد الإقرار بالقلب وليس القول والعمل من الإيمان ففاعل الكبيرة عندهم مؤمن كامل الإيمان فهم معطلة، جبرية، مرجئة وهم فرق كثيرة.

  • الخوارج: وهم الذين خرجوا لقتال علي بن أبي طالب بسبب التحكيم.

مذهبهم التبرؤ من عثمان، وعلي، والخروج على الإمام إذا خالف السنة وتكفير فاعل الكبيرة، وتخليده في النار، وهم فرق عديدة.

  • القدرية: وهم الذين يقولون بنفي القدر عن أفعال العبد، وأن للعبد إرادة وقدرة مستقلتين عن إرادة الله وقدرته، وأول من أظهر القول به معبد الجهني في أواخر عصر الصحابة تلقاه عن رجل مجوسي في البصرة.

وهم فرقتان غلاة، وغير غلاة، فالغلاة ينكرون علم الله، وإرادته، وقدرته، وخلقه لأفعال العبد وهؤلاء انقرضوا أو كادوا. وغير الغلاة يؤمنون بأن الله عالم بأفعال العباد، لكن ينكرون وقوعها بإرادة الله، وقدرته، وخلقه، وهو الذي استقر عليه مذهبهم.

  • المرجئة: وهم الذين يقولون بإرجاء العمل عن الإيمان أي تأخيره عنه فليس العمل عندهم من الإيمان، والإيمان مجرد الإقرار بالقلب فالفاسق عندهم مؤمن كامل الإيمان، وإن فعل ما فعل من المعاصي أو ترك ما ترك من الطاعات، وإذا حكمنا بكفر من ترك بعض شرائع الدين فذلك لعدم الإقرار بقلبه لا لترك هذا العمل، وهذا مذهب الجهمية وهو مع مذهب الخوارج على طرفي نقيض.
  • المعتزلة: أتباع واصل بن عطاء الذي اعتزل مجلس الحسن البصري، وقرر أن الفاسق في منزلة بين منزلتين لا مؤمن ولا كافر، وهو مخلد في النار، وتابعه في ذلك عمرو ابن عبيد.

ومذهبهم في الصفات التعطيل كالجهمية، وفي القدر قدرية ينكرون تعلق قضاء الله وقدره بأفعال العبد، وفي فاعل الكبيرة أنه مخلد في النار وخارج من الإيمان في منزلة بين منزلتين الإيمان والكفر، وهم عكس الجهمية في هذين الأصلين.

  • الكرامية: أتباع محمد بن كرام المتوفى سنة 255هـ يميلون إلى التشبيه، والقول بالإرجاء وهم طوائف متعددة.
  • السالمية: أتباع رجل يقال له: ابن سالم يقولون بالتشبيه.

وهذه هي الطوائف التي ذكرها المؤلف ثم قال: ونظائرهم مثل الأشعرية أتباع أبي الحسن علي بن إسماعيل الأشعري كان في أول أمره يميل إلى الاعتزال حتى بلغ الأربعين من عمره، ثم أعلن توبته من ذلك، وبين بطلان مذهب المعتزلة وتمسك بمذهب أهل السنة رحمه الله، أما من ينتسبون إليه فبقوا على مذهب خاص يعرف بمذهب الأشعرية لا يثبتون من الصفات إلا سبعاً زعموا أن العقل دل عيها ويؤولون ما عداها وهي المذكورة في هذا البيت:

حي عليم قدير والكلام له                إرادة وكذاك السمع والبصر

ولهم بدع أخرى في معنى الكلام، والقدر وغير ذلك.


الخلاف في الفروع

الفروع جمع فرع

 وهو لغة: ما بني على غيره.

واصطلاحاً: ما لا يتعلق بالعقائد كمسائل الطهارة، والصلاة ونحوها.

والاختلاف فيها ليس بمذموم حيث كان صادراً عن نية خالصة واجتهاد، لا عن هوى وتعصب، لأنه وقع في عهد النبي، صلى الله عليه وسلم ، ولم ينكره حيث قال في غزوة بني قريظة:

 "لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة".

 فحضرت الصلاة قبل وصولهم فأخر بعضهم الصلاة حتى وصلوا بني قريظة وصلى بعضهم حين خافوا خروج الوقت ولم ينكر النبي، صلى الله عليه وسلم ، على واحد منهم. رواه البخاري. ولأن الاختلاف فيها موجود في الصحابة وهم خير القرون، ولأنه لا يورث عداوة، ولا بغضاء، ولا تفرق كلمة بخلاف الاختلاف في الأصول.

وقول المؤلف: "المختلفون فيه محمودون في اختلافهم" ليس ثناء على الاختلاف فإن الاتفاق خير منه، وإنما المراد به نفي الذم عنه، وأن كل واحد محمود على ما قال، لأنه مجتهد فيه مريد للحق فهو محمود على اجتهاده واتباع ما ظهر له من الحق وإن كان قد لا يصيب الحق، وقوله: "إن الاختلاف في الفروع رحمة وإن اختلافهم رحمة واسعة"، أي داخل في رحمة الله وعفوه حيث لم يكلفهم أكثر مما يستطيعون ولم يلزمهم بأكثر مما ظهر لهم، فليس عليهم حرج في هذا الاختلاف، بل هم فيه داخلون تحت رحمة الله وعفوه، إن أصابوا فلهم أجران، وإن أخطؤوا فلهم أجر واحد.

 

الإجماع وحكمه

الإجماع لغة: العزم والاتفاق.

واصطلاحاً: اتفاق العلماء المجتهدين من أمة محمد، صلى الله عليه وسلم ، على حكم شرعي بعد النبي، صلى الله عليه وسلم.

وهو حجة لقوله تعالى:

 ]فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول[(1).

 وقول النبي، صلى الله عليه وسلم:

 "لا تجتمع أمتي على ضلالة".

 رواه الترمذي.

 

التقليد

التقليد لغة: وضع القلادة في العنق.

واصطلاحاً: اتباع قول الغير بلا حجة.

وهوجائز لمن لا يصل إلى العلم بنفسه لقوله تعالى:

]فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون[(1).

والمذاهب المشهورة أربعة:

المذهب الحنفي: وإمامه أبو حنيفة النعمان بن ثابت إمام أهل العراق، ولد سنة 80هـ وتوفي سنة 150هـ.

المالكي: وإمامه أبو عبدالله مالك بن أنس، إمام دار الهجرة، ولد سنة 93هـ وتوفي سنة 179هـ.

الشافعي: وإمامه أبو عبدالله محمد بن إدريس الشافعي، ولد سنة 150هـ وتوفي سنة 204هـ.

الحنبلي: وإمامه أبو عبدالله أحمد بن محمد بن حنبل، ولد سنة 164هـ وتوفي سنة 241هـ.

وهناك مذاهب أخرى كمذهب الظاهرية، والزيدية، والسفيانية، وغيرهم، وكل يؤخذ من قوله ما كان صواباً، ويترك من قوله ما كان خطأ، ولا عصمة إلا في كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

نسأل الله أن يجعلنا من المتمسكين بكتابه وسنة رسوله، صلى الله عليه وسلم ، ظاهراً وباطناً، وأن يتوفانا على ذلك، وأن يتولانا في الدنيا والآخرة، وأن لا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا، وأن يهب لنا منه رحمة إنه هو الوهاب.

============================

(1) سورة المجادلة، الآية: 22.

(2) سورة النحل، الآية: 125.

(3) سورة النحل، الآية: 125.

(4) سورة غافر، الآية: 4.

(5) سورة غافر، الآية: 5.

(1) سورة النساء، الآية: 59 .

(1) سورة النحل، الآية: 43 .

  • الجمعة PM 04:17
    2022-06-03
  • 896
Powered by: GateGold