ما لكم لا ترجون لله وقارا ؟ - مشروع الحصن ll للدفاع عن الإسلام والحوار مع الأديان والرد على الشبهات المثارة ll lightnews-vII

المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 442576
يتصفح الموقع حاليا : 115

البحث

البحث

عرض المادة

ما لكم لا ترجون لله وقارا ؟

 

ما لكم لا ترجون لله وقارا ؟ 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.

 أما بعد :

 فما لكم لا تعرفون و حقًا  ولا تشكرون له نعمة  وما لكم لا ترجون و ثوابًا  ولا تخافون له عقابًا  ما لكم لا تخافون و عظمة وقُدرة على أحدكم بالعقوبة  وأي عذرٍ لكم في ترك الخوف من الله ما لكم لا توحدون الله ولا تؤدون و طاعة  ولا تعلمون و عظمة  وأنه إلهكم لا إله سواه  وما لكم لا ترجون في عبادة الله وطاعته أن يُثيبكم على توقيركم خيرًا. ( مّا لّكٍمً لا تّرًجٍونّ لٌلَّهٌ وقّارْا <13> ) [نوح: 13]

 كلمة ذكّر بها نبيّ الله نوح   قومه  وقد أعقبها بقوله: ( وقّدً خّلّقّكٍمً أّطًوّارْا <14> ) [نوح: 14]

 أي جعل لكم من أنفسكم آية تدل على توحيده  وقد كان نبيّ الله نوح   أطول الأنبياء عمرًا  وأكثرهم جهادًا  تحمّل الكثير من الأذى  وما ترك سبيلاً من سُبل الدعوة إلاَّ وسلكه  دعا قومه ليلاً ونهارًا  وسرًا وعلانية  حتَّى قيل كان يدخل لهم في بيوتهم لدعوتهم  فما وجد منهم إلاَّ صدودًا وإعراضًا  كانوا يضربونه حتَّى يُغمى عليه  فإذا أفاق قال لهم: (  عًبٍدٍوا اللَّهّ مّا لّكٍم مٌَنً إلّهُ غّيًرٍهٍ ) [المؤمنون: 23].

وقد قام فيهم ألف سنة إلاَّ خمسين عامًا يُذكرهم ويعظهم ويدعوهم إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة  وفي النهاية ما آمن معه إلاَّ قليل. وعن ابن عبّاس   : أنهم كانوا ثمانين نفسًا معهم نساؤهم  وهذا العدد على أكثر تقدير. وإلاَّ فالبعض ذكر أن عدد الذين آمنوا معه كانوا عشرة وهم الذين ركبوا معه في السفينة  منهم أولاده: حام  وسام  ويافث ونساؤهم. وكان بين آدم ونوح عشرة قرون على التوحيد الخالص  ثم طرأ الشرك في قوم نوح ( وقّالٍوا لا تّذّرٍنَّ آلٌهّتّكٍمً ولا تّذّرٍنَّ ودَْا ولا سٍوّاعْا ولا يّغٍوثّ ويّعٍوقّ ونّسًرْا <23> وقّدً أّضّلٍَوا كّثٌيرْا ولا تّزٌدٌ الظَّالٌمٌينّ إلاَّ ضّلالاْ <24> ) [نوح: 23  24].

روى البخاري عن ابن عباس   قال: هذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح  فما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون فيها أنصابًا وسموها بأسمائهم  ففعلوا فلم تُعبد  حتَّى إذا هلك أولئك وتنسّخ العلم (أي تقادم) عُبدت.  قال ابن عباس: وصارت هذه الأوثان التي كانت في قوم نوح في العرب بعد. وقد وردت شريعتنا بتحريم اتخاذ التصاوير والتماثيل  ففي الحديث: «إنَّ أشد الناس عذابًا يوم القيامة المصورون  يُقال لهم : أحيوا ما خلقتم» [رواه البخاري]. وورد أيضًا فيه: «إنَّ الملائكة لا تدخل بيتًا فيه كلب ولا صورة ولا تماثيل ولا جُنُب» . وفي الحديث: «من صوّر صورة  عذَّبه الله بها يوم القيامة  حتَّى ينفخ فيها الروح  وليس بنافخ»  [رواه البخاري]. ولما ذكرتا أم سلمة وأم حبيبة   كنيسة بالحبشة يُقال لها ماريا  وما فيها من حُسنها وتصاويرها  قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «أولئك كانوا إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدًا  ثم صوروا فيه تلك الصور  أولئك شرار الخلق عند الله» [رواه البخاري ومسلم]. فلابد من سد الذرائع وصيانة العقيدة؛ حتَّى لا يقع الناس في الوثنية  كما وقع قوم نوح  ثم انتقل الشر والفساد إلى غيرهم  حتَّى صُرفت العبادة للمقبورين  بزعم محبة الأولياء والصالحين  وهذه آفة منتشرة هنا وهناك  فالذبح والدعاء والاستغاثة والنذر والطواف  صار مصروفًا للسيد البدوي ولأبي العباس المرسي.... وما أشبه فعل هؤلاء بصنيع قوم نوح الذين قال لهم: ( مّا لّكٍمً لا تّرًجٍونّ لٌلَّهٌ وقّارْا ) لقد أمعنوا في إيذاء نبيّ الله نوح  واتهموه بالسفه والضلال  والجنون  والجدل  والافتراء على الله كما هدّدوه بالرجم  وقابلوه بالسخرية والتَّهكم  وأنه ما اتّبعه إلاَّ أراذلهم  بادي الرأي  إلى غير ذلك من الإفتراءات والاتهامات؛ ليوقفوا دعوته  ويقلّوا من عزمه  وهي نفس التهم التي وجهها المشركون لرسول الله صلى الله عليه وسلم  فقد قالوا: ( يّا أّيٍَهّا الذٌي نٍزٌَلّ عّلّيًهٌ الذٌَكًرٍ إنَّكّ لّمّجًنٍونِ (6) ) [الحجر: 6]

 وقالوا: ( إن تّتَّبٌعٍونّ إلاَّ رّجٍلاْ مَّسًحٍورْا (8) ) [الفرقان: 8]

 وقالوا: ( هّذّا سّاحٌرِ كّذَّابِ (4) ) [ص: 4].

 وقد شارك اليهود والمنافقون في إلصاق التهم برسول الله صلى الله عليه وسلم وبصحابته الكرام  ومن ذلك قصة الإفك التي اتهم فيها ابن سلول المنافق  أم المؤمنين عائشة و بهذا الإفك المبين  وهي الصدِّيقة  بنت الصديق  والبريئة المبرأة من فوق سبع سموات  لعلم ابن سلول أن الطعن فيها سينسحب إلى النَّبيّ صلى الله عليه وسلم وإلى أبيها أبي بكر الصديق   - ثاني اثنين - كما ينسحب أيضًا إلى عموم المسلمين  وإلى الجانب الأخلاقي في هذه الدعوة  بحيث لا يستطيع أحد أن يرفع رأسه. وهذا السلاح يستعمله الفجرة إلى يومنا هذا - وفي كل وقت وحين - في وجه الدعاة والمصلحين  حيث يتهمونهم بالرجعية والتخلف والجمود والتطرف  وبأنهم أصحاب حِرف خسيسة... كما اتُهم نبيُّ الله نوح   فكانت كلمة لقومه: ( مّا لّكٍمً لا تّرًجٍونّ لٌلَّهٌ وقّارْا ) وهي كلمة نقولها لكل من تشابه مع قوم نوح في أفعالهم  ولكل من لم يعظم حرمات الله ويرفع رأسه بدين الله تُقال لأشباه فرعون وقارون وهامان  والنمروذ  وبختنصر  وصاحب الجنتين  وطاغية الأخدود  كما تُقال لأشباه أبي جهل  وأبي لهب  والوليد بن المغيرة  وابن سلول المنافق  فكل هؤلا لا يرجون و وقارًا. وكما قيلت لقوم نوح تُقال لقوم هو  وقوم صالح  وقوم لوط  وقوم شعيب.. وكلٌ كذَّب الرسل فحق وعيد. إنَّ الخطاب يعم الأشباه والأمثال  والشرع لا يُفرق بين المتساويين ولا يساوي بين المختلفين. لا توقير ولا تعظيم عند الملاحدة الشيوعيين الذين جحدوا وجود الخالق جلَّ علا  وقالوا: إن هي إلاَّ أرحام تدفع وأرض تبلع  عميت بصيرتهم  وانطمست فطرتهم  وأظلمت عقولهم  فإذا الإبرة تدل على صانعها  فإنَّ الخلق يدل على خالقه  وأرض ذات فجاج  وبحار ذات أمواج  وسماء ذات أبراج  أفلا يدل ذلك على اللطيف الخبير  وقد أدرك الأعرابي البسيط أنَّ البعرة تدل على البعير  وأثر السير يدل على المسير. وفي كل شيء له آيه  تدل على أنه الواحد  ( وفٌي أّنفٍسٌكٍمً أّفّلا تٍبًصٌرٍونّ <21> ) [الذاريات: 21]

 وقال تعالى: ( أّمً خٍلٌقٍوا مٌنً غّيًرٌ شّيًءُ أّمً هٍمٍ الخّالٌقٍونّ <35> )  [الطور: 35].

 هو سبحانه الذي أعطـى كـل شـيء خلقـه ثم هدى  وهو الذي خلق السماء ( رّفّعّ سّمًكّهّا فّسّوَّاهّا <28> وأّغًطّشّ لّيًلّهّا وأّخًرّجّ ضٍحّاهّا <29> والأّرًضّ بّعًدّ ذّلٌكّ دّحّاهّا <30> أّخًرّجّ مٌنًهّا مّاءّهّا ومّّرًعّاهّا <31> والًجٌبّالّ أّرًسّاهّا <32> مّتّاعْا لَّكٍمً ولأّنًعّامٌكٍمً <33> ) [النازعات: 28 - 33].

لم يرجو و وقارًا من قال إنَّ الله ثالث ثلاثة  وجعل و تعالى الصاحبة والولد  وزعم أنَّ الإله يموت  وأنه مكَّن أعداءه من صلبه وإلباسه إكليل الغار  وصفعه على قفاه  بزعم أن يتحمل عن البشر خطيئة آدم  بل أعطوا الرهبان الحق في التشريع مع الله تعالى الله عمَّا يقول الظالمون والجاحدون علوًا كبيرًا . قال تعالى: ( وقّالّتٌ اليّهٍودٍ عٍزّيًرِ  بًنٍ اللَّهٌ وقّالّتٌ النَّصّارّى المّسٌيحٍ  بًنٍ اللَّهٌ ذّلٌكّ قّوًلٍهٍم بٌأّفًوّاهٌهٌمً يٍضّاهٌئٍونّ قّوًلّ الذٌينّ كّفّرٍوا مٌن قّبًلٍ قّاتّلّهٍمٍ اللَّهٍ أّنَّى  يٍؤًفّكٍونّ <30>  تَّخّذٍوا أّحًبّارّهٍمً ورٍهًبّانّهٍمً أّرًبّابْا مٌَن دٍونٌ اللَّهٌ والًمّسٌيحّ  بًنّ مّرًيّمّ ومّا أٍمٌرٍوا إلاَّ لٌيّعًبٍدٍوا إلّهْا واحٌدْا لاَّ إلّهّ إلاَّ هٍوّ سٍبًحّانّهٍ عّمَّا يٍشًرٌكٍونّ <31> )  [التوبة: 30  31].

 وقد وصفت يهود الرب جلَّ وعلا بصفات النقص والعيب  التي ينزه أحدهم نفسه عن الاتصاف بها  ( وقّالّتٌ اليّهٍودٍ يّدٍ اللَّهٌ مّغًلٍولّةِ غٍلَّتً أّيًدٌيهٌمً ولٍعٌنٍوا بٌمّا قّالٍوا بّلً يّدّاهٍ مّبًسٍوطّتّانٌ يٍنفٌقٍ كّيًفّ يّشّاءٍ ) [المائدة: 64].

وهل وقّر ربه من عبد غير الله أو شرع مع الله واستحدث النظم والدساتير والمناهج التي تُخالف كتاب الله وسُنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أّمً لّهٍمً شٍرّكّاءٍ شّرّعٍوا لّهٍم مٌَنّ الدٌَينٌ مّا لّمً يّأًذّنً بٌهٌ اللَّهٍ ) [الشورى: 41]   وقال: ( أّفّحٍكًمّ الجّاهٌلٌيَّةٌ يّبًغٍونّ ومّنً أّحًسّنٍ مٌنّ اللَّهٌ حٍكًمْا لٌَقّوًمُ يٍوقٌنٍونّ <50> ) [المائدة: 50]

  وقال: ( ومّن لَّمً يّحًكٍم بٌمّا أّنزّلّ اللَّهٍ فّأٍوًلّئٌكّ هٍمٍ الكّافٌرٍونّ <44> ) [المائدة: 44]

 وقال: ( فّلا ورّبٌَكّ لا يٍؤًمٌنٍونّ حّتَّى  يٍحّكٌَمٍوكّ فٌيمّا شّجّرّ بّيًنّهٍمً ثٍمَّ لا يّجٌدٍوا فٌي أّنفٍسٌهٌمً حّرّجْا مٌَمَّا قّضّيًتّ ويٍسّلٌَمٍوا تّسًلٌيمْا <65> )  [النساء: 65].

 لم يوقر ربه من أظهر الجميل وستر القبيح  كافرًا بالله واليوم الآخر  قال تعالى عن المنافقين : ( ولّوً نّشّاءٍ لأّرّيًنّاكّهٍمً فّلّعّرّفًتّهٍم بٌسٌيمّاهٍمً ولّتّعًرٌفّنَّهٍمً فٌي لّحًنٌ القّوًلٌ ) [محمد: 30] 

وما أسرّ عبد سريرة إلاَّ أظهرها الله على صفحات وجهه  وفلتات لسانه   فالحذر من مبارزة الله بالحرب  فالظاهر والباطن لديه سواء  والسر والعلانية عنده سواء  وهو المطلع الرقيب سبحانه    اتق الله حيثما كنت  واستحيي من الله استحياؤك من رجل ذي هيبة وهيئة من صالحي عشيرتك.    لم توقر الفرق النارية الضَّالة ربها  عندما خالفت الكتاب والسنَّة  وانحرفت عن منهج أهل السُنَّة والجماعة  ولم تعمل بمثل ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام  فكل من اعتقد بالحلول والاتحاد  أو بسقوط التكاليف أو صرف العبادة للمقبورين  بزعم محبة الأولياء والصالحين  لم يوقر ربه  وكذلك كل من اعتقد بعصمة الأئمة أو التقية  أو الرجعة  أو أنَّ الأولياء أفضل من الأنبياء  أو أنَّ عليًا أفضل من أبي بكر وعمر  فهو ضال في اعتقاده. وكذلك لم يوقر ربه من كَفّر المسلمين بالكبائر  أو قدَّم العقل على نصوص الكتاب والسُّنَّة الثابتة  أو اعتقد أنَّ الكشوفات والمنامات والفتوحات من آلة استنباط الأحكام  فكل هؤلاء جهّال مبتدعة  وما عُصي الله بمعصية أعظم من الجهل بالدين. ولما سُئل الإمام سهل: أتعرف شيئًا أشد من الجهل؟  قال: نعم  الجهل بالجهل؛ إذْ أنه يسد باب العلم بالكلية. لم يوقر ربه من تجاهر بالمعاصي والذنوب  وتمادى في غيّه وظلمه  ومن اعتقد أنَّ الله لا يراه أو جعله أهون الناظرين إليه  ومن مرَّ على مصارع الهلكى ولم يتعظ  ولم يرتدع  كل هذه الأصناف تحتاج لمراجعة نفسها  عسى أن تقوى معاني التعظيم للحرمات في حسّها ( ذّلٌكّ ومّن يٍعّظٌَمً شّعّائٌرّ اللَّهٌ فّإنَّهّا مٌن تّقًوّى القٍلٍوبٌ <32> ) [الحج: 32].

 لابد من متابعة صادقة لركب الإيمان  الذين كانوا يرجون و وقارًا من الأنبياء والمرسلين ( أٍوًلّئٌكّ الذٌينّ هّدّى اللَّهٍ فّبٌهٍدّاهٍمٍ  قًتّدٌهً ) [الأنعام: 90]

 لقد قاموا و بحقه نصحًا وبيانًا  قالوا لقومهم: (  عًبٍدٍوا اللَّهّ مّا لّكٍم مٌَنً إلّهُ غّيًرٍهٍ )   وصبروا على الأذى حتَّى أتاهم اليقين غير مغيّرين ولا مبدّلين  وامتلأت قلوبهم من محبة الله والتوكّل عليه  والخوف منه سبحانه والرجاء فيما عنده  حتَّى طرحوا المخلوقين من حساباتهم  وكان رضى أسمى أمانيهم. ويقف في مقدمة هذا الركب المبارك  سيد الموقّرين لحرمات الله والمعظمين للشعائر والشرائع  سيد الأولين والآخرين  صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ( لّقّدً كّانّ لّكٍمً فٌي رّسٍولٌ اللَّهٌ أٍسًوّةِ حّسّنّةِ لٌَمّن كّانّ يّرًجٍو اللَّهّ والًيّوًمّ الآخٌرّ وذّكّرّ اللَّهّ كّثٌيرْا <21> ) [الأحزاب: 21]

  جاهد في الله حقَّ جهاده  وفتح به أعينًا عميًا  وآذانًا صمًا  وقلوبًا غلفًا  أكمل له سبحانه الدين وأتمّ عليه النعمة  ورضى لنا الإسلام دينًا. فمن أراد أن يكون من هذا الصنف المحمود  وممن يرجون و وقارًا  فعليه أن ينطق بلسان حاله ومقاله إن رضينا بالله ربًا وبالإسلام دينًا  وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيًا  وأن يتشبه بالصالحين في إحسان المسير إلى الله كصاحب يس  ومؤمن آل فرعون  وأصحاب الكهف  وأصحاب الأخدود  وعبد الله الغلام ... ويقتدي بالصحابة الكرام الذين ركبوا سفن الآخرة فكانوا: ( قّلٌيلاْ مٌَنّ اللَّيًلٌ مّا يّهًجّعٍونّ <17> وبٌالأّسًحّارٌ هٍمً يّسًتّغًفٌرٍونّ <18> ) [الذاريات: 17  18]

 جمعوا بين الرغبة والرهبة  كما خلطوا الإلحاف بالمسألة  وكانوا أبرَّ هذه الأمة قلوبًا وأعمقها علمًا وأقلَّها تكلفًا  أثنى عليهم سبحانه من فوق سبع سموات بقوله: ( كٍنتٍمً خّيًرّ أٍمَّةُ أٍخًرٌجّتً لٌلنَّاسٌ ) [آل عمران: 110]

 وأثنى عليهم الصادق المصدوق صلوات الله وسلامه عليه بقوله: «خير الناس قرني  ثم الذين يلونهم  ثم الذين يلونهم»  [متفق عليه]. وكل خير في اتباع من سلف  وكل شر في ابتداع من خلف. وكما قال الإمام مالك - رحمه الله - : وما لم يكن يومئذ دينًا  فليس باليوم دينًا  ولن يصلح آخر هذه الأمة إلاَّ بما صلح به أولها. ولن تبلغ أن تكون ممن يرجون و وقارًا  إلاَّ إذا سلكت مسلكهم  واتَّبعت طريقهم  فاسلك طريق الهدى  ولا يضرك قلَّة السالكين  وإيَّاك وطرق الضلالة  ولا تغتر بكثرة الهالكين  فكل هؤلاء الهلكى ينطبق عليهم قول نوح لقومه: ( مّا لّكٍمً لا تّرًجٍونّ لٌلَّهٌ وقّارْا ) . فاللهم حبّب إلينا الإيمان  وزيّنه في قلوبنا  وكرّهْ إلينا الكفر والفسوق والعصيان  واجعلنا من الراشدين.

وآخر دعوانا أن الحمد و رب العالمين .

  • الاثنين PM 05:29
    2021-03-29
  • 2137
Powered by: GateGold