ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ
شٌبهات وردود
المكتبة المرئية
خَــيْـرُ جَــلـيـسٌ
المتواجدون الآن
حرس الحدود
مجتمع المبدعين
البحث
عرض المادة
إياگم وانتهاك الحرمات
إياگم وانتهاك الحرمات
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فإن من أعظم الواجبات ترك المحرمات وذلك لقول النّبيّ : «إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم وإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه» [رواه البخاري ومسلم].
وقد وضعت الشريعة أسيجة كثيرة لمنع وقوع الحرام فتحريم الزنى يحتف به ولا ينفك عنه تحريم النظر والخلوة بالأجنبية والسفر بدون محرم والتبرج والخضوع بالقول واختلاط الرجال بالنساء ومصافحة الأجنبيات...
وكل ما أدى إلى الحرام فهو حرام واعتبرت الشريعة أن الورع من الدين؛ ففي حديث النعمان بن بشير قال النّبيّ : «الحلال بيّن والحرام بيّن وبينهما أمور مشتبهات فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه» [رواه البخاري ومسلم].
ولذلك ترك الأفاضل بعض الحلال مخافة الوقوع في الحرام ولم تزل التقوى بالمتيقن حتى تركوا ما لا بأس به حذرًا مما به بأس وحتى حاسبوا أنفسهم على مثاقيل الذر قال تعالى:
( ذّلٌكّ وّمّن يٍعّظٌَمً شّعّائٌرّ پلَّهٌ فّإنَّهّا مٌن تّقًوّى پًقٍلٍوبٌ <32> ) [الحج: 32].
فتعظيم الشعائر يوصل إلى تقوى الله وهو علامة على تمكن معاني التقوى من النفوس وقال تعالى: ( ذّلٌكّ وّمّن يٍعّظٌَمً حٍرٍمّاتٌ پلَّهٌ فّهٍوّ خّيًرِ لَّهٍ عٌندّ رّبٌَهٌ ) [الحج: 30] فهذا هو سبيل تحصيل الخيرات والبركات في العاجل والآجل.
وانتهاك الحرمات دليل الشقاوة والتعاسة والطريق الموصل إلى نيران الجحيم قال ابن القيم - رحمه او -: لم يُقدر او حق قدره من هان عليه أمره فعصاه ونهيه فارتكبه وحقه فضيعه وذِكره فأهمله وغفل قلبه عنه وكان هواه آثر عنده من طلب رضاه وطاعة المخلوق أهم من طاعته فلله الفضلة من قلبه وقوله وعمله - هواه المقدم في ذلك كله المهم أنه يستخف بنظر او إليه واطلاعه عليه - وهو في قبضته وناصيته بيده ويُعظم نظر المخلوق إليه واطلاعه عليه بكل قلبه وجوارحه.
يستحي من الناس ولا يستحي من الله ويخشى الناس ولا يخشى الله ويُعامل الخلق بأفضل ما يقدر عليه وإن عامل او عامله بأهون ما عنده وأحقره وإن قام في خدمة من يحبه من البشر قام بالجد والاجتهاد وَبَذْلِ النصيحة وقد أفرغ له قلبَه وجوارحه وقدّمه على كثير من مصالحه حتى إذا قام في حق ربه قام قيامًا لا يرضاه مخلوق من مخلوق مثله وبذل له من ماله ما يستحي أن يواجه به مخلوقًا مثله فهل قدر او حق قدره من هذا وصفه؟ وهل قدره حق قدره من شارك بينه وبين عدوه في محض حقه من الإجلال والتعظيم والطاعة والذل والخضوع والخوف والرجاء؟ . اهـ.
إن انتهاك الحرمات وتعدي الحدود وارتكاب المعاصي في الزمن الشريف كرمضان أو الأشهر الحرم وأيام الأعياد ليس كارتكابها في غيره وفعلها في المكان الشريف كالحرم والمسجد ليس كفعلها في غيرها وإتيانها في حق من عظمت حرمته وعلا قدره وشرفه كالأنبياء والمرسلين والصحابة ليس كإتيانها في حق غيرهم.
وقد وردت الأحاديث في ذمِّ انتهاك الحرمات:
فعن جابر بن عبد او أن رسول او قال: «اتّقوا الظُلمَ؛ فإن الظلم ظُلُمات يوم القيامة واتّقوا الشُّحَّ فإن الشح أهلك من كان قبلكم حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم» [رواه مسلم].
وعن عائشة و أنها قالت: قال رسول او : «ستةٌ لَعَنْتُهُمْ لَعَنَهُمُ اوُ وكُلُّ نبيّ كان: الزَّائد في كتاب الله والمكذب بقَدَرِ الله والمُتسلِّط بالجبروت ليُعزَّ بذلك من أذلَّ الله ويُذلَّ من أعزّ الله والمُستحل لحُرَمِ الله والمستحلُّ من عترتي ما حرّم الله والتاركُ لسُنَّتي» [رواه الترمذي وقال: صحيح الإسناد].
وعن أبي هريرة قال: كيف أنتم إذا لم تجتبوا دينارًا ولا درهمًا؟ فقيل له: وكيف ترى ذلك كائنًا يا أبا هريرة؟ قال: إي والَّذي نفسُ أبي هريرة بيده عن قول الصادق المصدوق. قالوا: عمَّ ذلكَ؟ قال: «تُنتهك ذمة او وذمة رسوله صلى الله عليه وسلم فيشُدُ اوُ عز وجل قلوب أهل الذمة فيمنعون ما في أيديهم» [رواه البخاري].
وعن ثوبان عن النبيّ أنه قال: «لأعلمن أقوامًا من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضًا فيجعلها او عز وجل هباءً منثورًا» قال ثوبان: يا رسول الله صِفهم لنا أن لا نكون منهم ونحن لا نعلم. قال: «أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون ولكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم او انتهكوها» [رواه ابن ماجه وصححه الألباني].
وعن عائشة و قالت: «ما خُيّر رسول صلى الله علية وسلم او بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يأثم فإذا كان الإثم كان أبعدهما منه واو ما انتقم لنفسه في شيء يُؤتى إليه قطُّ حتى تُنتهك حرمات او فينتقم و»
[رواه البخاري ومسلم].
وعن جابر بن عبد او وأبي طلحة ^ قالا: قال رسول صلى الله عليه وسلم : «ما من امرئ يخذُلُ امرأً مسلمًا في موضع تُنتهك فيه حرمته ويُنتقص فيه من عرضه إلا خذله او في موطن يُحِبُّ فيه نُصرته وما من امرئٍ ينصر مسلمًا في موضع يُنتقص فيه من عرضه ويُنتهك من حرمته إلاّ نصره او في موطن يُحبُّ نُصرته»
[رواه أبو داود وأحمد].
الأحاديث الواردة في ذم انتهاك الحرمات معنىً:
عن ابن عبّاس أن النّبيّ قال: «أبغضُ الناس إلى او ثلاثة: مُلحدٌ في الحَرَم ومُبتغٍ في الإسلام سُنّة الجاهلية ومُطّلِبُ ذم امرئٍ بغير حق ليُهريق دمه»
[رواه البخاري].
وعن أبي هريرة أن رسول او قال: «أتدرون ما المفلس؟» قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع فقال: «إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ويأتي وقد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا؛ فيُعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يُقضى ما عليه أُخذ من خطاياهم فطُرحت عليه ثم طُرح في النار» [رواه مسلم].
وعن ابن عباس أن أعمى كان على عهد رسول او وكانت له أمُّ ولد وكان له منها ابنان وكانت تُكثر الوقيعة برسول او وتسبُّهُ فيزجرها فلا تنزجر وينهاها فلا تنتهي. قال: فلمّا كان ذات ليلة ذكرتُ النبيّ صلى الله علية وسلم فوقعتْ فيه فلم أصبر أن قمت إلى المِغْوَل (شبه سيف قصير) فوضعته في بطنها فاتّكأتُ عليه فقتلتها فأصبحَتْ قتيلاً .فذُكر ذلك للنّبيّ صلى الله عليه وسلم فجمع الناس وقال: «أنْشُدُ او رجلاً لي عليه حقٌ فعل ما فعل إلاّ قام» فأقبل الأعمى يتدلدل (يمشي مشية فيها اضطراب) فقال: يا رسول او: أنا صاحبها كانت أم ولدي وكانت بي لطيفة رفيقة ولي منها ابنان مثل اللؤلؤتين ولكنها كانت تُكثر الوقيعة فيك وتشتُمُك فأنهاها فلا تنتهي وأزجُرها فلا تنزجر فلمّا كانت البارحة ذكرتُك فوقعت فيك فقُمتُ إلى المِغْوَلِ فوضعْتُهُ في بطنها فاتّكأتُ عليها حتّى قتلتُها فقال رسول او : «ألا اشهدوا أن دمها هدرٌ»
[رواه أبو داود والنسائي وقال الألباني: صحيح].
وعن عبد او بن مسعود أنه قال: قال رسول او : «إن او لم يُحرم حُرمة إلا وقد علم أنه سيطّلِعُها منكم مُطّلِعٌ ألا وإني آخذٌ بحجزكم أن تهافتوا في النار كتهافت الفراش أو الذباب» [رواه أحمد].
وعن أبي هريرة قال: قال رسول او : «أيها الناس إن او طيبٌ لا يقبل إلا طيبًا وإن او أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال: ( يّا أّيهّا پرٍَسٍلٍ كٍلٍوا مٌنّ پطَّيٌَبّاتٌ وّاعًمّلٍوا صّالٌحْا إنٌَي بٌمّا تّعًمّلٍونّ عّلٌيمِ <51> ) [المؤمنون: 51] وقال: ( يّا أّّيهّا الذٌينّ آمّنٍوا كٍلٍوا مٌن طّيٌَبّاتٌ مّا رّزّقًنّاكٍمً ) [البقرة: 172].
ثم ذكر الرجل يُطيل السفر أشعث أغبر يمدُ يديه إلى السماء يا ربِّ يا ربِّ ومطعَمُهُ حرامٌ ومشربه حرام وملبسه حرام وغُذي بالحرام فأنَّى يُستجابُ لذلك»
[رواه مسلم].
وعن النواس بن سمعان قال: قال رسول او : «ضرب او مثلاً صراطًا مستقيمًا وعلى جنبتي الصراط سوران فيهما أبوابٌ مفتّحة وعلى الأبواب ستورٌ مرخاةٌ وعلى باب الصراط داعٍ يقول: أيها الناسُ ادخُلُوا الصراط جميعًا ولا تتفرجوا وداعٍ يدعو من جوف الصراط فإذا أراد أن يفتح شيئًا من تلك الأبواب قال: ويحك! لا تفتحه فإنّه إن تفتحه تلجه.. الحديث» [رواه أحمد والترمذي والنسائي والحاكم وقال: صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي].
وعن أبي هريرة قال: سمعت رسول او يقول: «كل أمتي معافىً إلاّ المجاهرين وإنّ من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاً ثم يُصبح وقد ستره الله فيقول: يا فلان عملْتُ البارحة كذا وكذا وقد باتَ يستُرُه ربُّه ويُصبحُ يكشف ستر او عنه»
[رواه البخاري ومسلم].
وعن عبد او بن مسعود أنه قال: قال النّبيّ : «ليس من نفسٍ تُقْتلُ ظلمًا إلا كان على ابن آدم الأول كفلٌ منها - ورُبّما قال سفيان: من دمها - لأنه سنّ القتل أوّلاً» [رواه البخاري].
وعن أبي مالك الأشعريّ إنه سمع النّبيّ يقول: «ليكونن من أمتي أقوامٌ يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف ولينزلن أقوام إلى جنب علمٍ يروح عليهم بسارحة لهم يأتيهم - يعني الفقير - لحاجة فيقولون: ارجع علينا غدًا فيُبيتُهُم او ويضعُ العلم ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة»
[رواه البخاري].
وعن عليّ قال: «ما كتبنا عن النّبيّ ِ إلا القرآن وما في هذه الصحيفة. قال النّبيّ : «المدينة حرامٌ ما بين عائرٍ إلى كذا فمن أحدث حدثًا أو آوى مُحدثًا فعليه لعنة او والملائكة والناس أجمعين لا يُقبل منه عدل ولا صرفٌ وذمة المسلمين واحدة يسعى بها أدناهم فمن أخفر مسلمًا فعليه لعنة او والملائكة والناس أجمعين لا يُقبل منه صرف ولا عَدْلٌ من والى قومًا بغير إذن مواليه فعليه لعنة او والملائكة والناس أجمعين لا يُقبل منه صرف ولا عدلٌ» [رواه البخاري].
وعن هشام بن حكيم بن حِزام قال: إنه مرّ بالشام على أناس وقد أُقيموا في الشمس وصُبّ على رُؤوسهم الزيتُ فقال: ما هذا؟ قيل: يُعذبون في الخراج فقال: أما إني سمعت رسول او يقول: «إن او يُعذب الذين يُعذِّبون في الدنيا» [رواه مسلم].
وعن عبد او بن عمرو بن العاص عن النّبيّ قال: «من قتل نفسًا مُعاهدًا لم يُرَحْ رائحة الجنّة وإنّ ريحها ليُوجَدُ من مسيرة أربعين عامًا» [رواه البخاري].
وعن عبيد او بن القبطية قال: دخل الحرثُ بن أبي ربيعة وعبد او بن صفوان وأنا معهما على أم سلمة أم المؤمنين فسألاها عن الجيش الذي يُخسف به وكان ذلك في أيام ابن الزُّبير فقالت: قال رسول او : «يعوذ عائذٌ بالبيت فيُبعث إليه بعثٌ فإذا كانوا ببيداء من الأرض خُسف بهم» فقلت: يا رسول الله فكيف بمن كان كارهًا؟ قال: «يُخسف به معهم ولكنه يبعث يوم القيامة على نيّته» [رواه مسلم].
وقال أبو بكر لسلمان الفارسيّ - وقد طلب منه الوصية - : «يا سلمان اتقِ الله واعلم أنه سيكون فتوحٌ فلأعرفَنَّ ما كان حظّك منها ما جعلتَهُ في بطنك أو ألقَيْتَهُ على ظهرك واعلم أنه من صلى الخمس فإنه يُصبح في ذمة الله فتخفر او في ذمته فيكبك او في النار على وجهك».
قال عمر بن الخطّاب : «يا أهل مكّة اتّقوا او في حَرَمكم هذا أتدرون من كان ساكن حرمِكُم هذا من قبلكم؟ كان فيه بنو فلان فأحلّوا حُرْمته فهلكوا وبنو فلان فأحلُّوا حرمته فهلكوا حتى عدّ ما شاء الله ثم قال: واو لأن أعمل عشر خطايا بغيره أحبُّ إليَّ من أن أعمل واحدةً بمكّةَ».
وقال ابن عباس : «أقبل تُبَّعٌ يُريد الكعبة حتى إذا كان بكُراع الغميم بعث اوُ عليه ريحًا لا يكاد القائم يقوم إلا بمشقّة وذهب القائم يقعُدُ ويُصْرَعُ وقامت عليهم ولَقُوا منها عَنَاءً ودَعَا تُبَّعٌ حَبْرَيه فسألهما: ما هذا الذي بُعث عليَّ؟ قالا: أوَ تُؤمِّنُنا؟ قال: أنتم آمنون. قالا: فإنّك تُريد بيتًا يمنعُهُ او من أراده. قال: فما يُذهِبُ هذا عنّي؟ قالا: تَجَرَّد في ثوبين ثم تقول: لبّيك لبّيك. ثم تدخل فتطوف بذلك البيت ولا تهيج أحدًا من أهله. قال: فإن أجمعت على هذا ذهبت هذه الريح عني؟ قالا: نعم. فتجرد ثم لبّى فأدبرت الريح كقطع الليل المظلم».
وقال ابن مسعود في تفسير قوله تعالى: ( وَمَنْ يُرِدْ فيهِ بِإلْحَادٍ بِظُلْمٍ ) : لو أنّ رجلاً أراد بإلحاد فيه بظلم وهو بعدنِ أبين لأذاقه او من العذاب الأليم».
وعن أُبيّ بن كعب قال: «ما من عبد ترك شيئًا و إلاّ أبدَله او به ما هو خيرٌ منه من حيث لا يحتسب ولا تهاون به عبدٌ فأخذ من حيث لا يصلح إلا أتاه او بما هو أشدُّ عليه».
وعن أنس بن مالك قال: كان منّا رجلٌ من بني النجار قد قرأ البقرة وآل عمران وكان يكتب لرسول او فانطلق هاربًا حتى لحق بأهل الكتاب قال: فرفعوه قالوا: هذا قد كان يكتب لمحمد فأُعجبوا به فما لبث أن قصم او عنقه فيهم فحفروا له فواروه فأصبحت الأرض قد نبذته على وجهها ثم عادوا فحفروا له فواروه فأصبحت الأرض قد نبذته على وجهها ثم عادوا فحفروا له فواروه فأصبحت الأرض قد نبذته على وجهها فتركوه منبوذا».
وقال جُبير بن نُفير : «لما فُتحت قُبرص فُرِّق بين أهلها فبكى بعضهم إلى بعض فرأيت أبا الدرداء جالسًا وحده يبكي فقلتُ: يا أبا الدرداء ما يُبكيك في يوم أعزّ او فيه الإسلام وأهله؟ فقال: ويحك يا جُبيرُ ما أهون الخلق على او عز وجل إذا أضاعوا أمره بينما هي أمة قاهرة ظاهرةٌ لهم الملك تركوا أمر او فصاروا إلى ما ترى».
وقال الأوزاعي - رحمه او تعالى - : «أُنبِئتُ أنه كان يُقال: ويلٌ للمتفقّهين بغير العبادة والمستحلين للحرمات بالشبهات».
وقال سليمان التّيميُّ - رحمه او تعالى - : «إنّ الرجل ليُصيب الذّنب في السَّحر فيُصبح وعليه مذَلَّته».
وقال يحيى بن معاذ الرازيُّ - رحمه او تعالى - : «عجبت من ذي عقل يقول في دُعائه: اللهم لا تُشمتْ بي الأعداء ثم هو يُشْمِتُ بنفسه كل عدو له». قيل: وكيف ذلك؟ قال: «يعصي او ويُشْمِتُ به في القيامة كل عدو».
وقال القاضي أبو يعلى - رحمه او تعالى - : «إن بغَى البغاة على أهل العدل قاتلهم على بغيهم إذا لم يُمكِن رَدُّهم عن البغي من حقوق او التي لا يجوز أن تُضاع فكونها محفوظةً في حرمة او أولى من أن تكون مُضاعة فيه».
وقال ابن الجوزي - رحمه او تعالى - : «بقدر إجلال العبد و يُجله - عز وجل - وبقدر تعظيمه قدره واحترامه يعظُمُ قدرُ العبد وحرمته وكم من رجل أنفق عمره في العلم حتى كبرت سِنُّه ثم تعدَّى الحدود فهان عند الخلق ولم يلتفتوا إليه مع غزارة علمه وقوة مجاهدته.
وأما من راقب او - عز وجل - في صبوته فقد يكون قاصر الباع بالنسبة للصنف الأول ومع ذلك عظَّم او قدره في القلوب حتى علِقَتْهُ النفوس ووصفته بما يزيد على ما فيه من الخير».
وقال ذو النون المصري - رحمه او تعالى -: «من خان او في السر هتك او ستره في العلانية».
وقال بعض السلف: «ما انتهك المرء من أخيه حرمة أعظم من أن يُساعده على معصية ثم يُهونها عليه».
ومن هذا العرض يتضح أن انتهاك الحرمات دليل على ضعف الإيمان وذهاب الحياء وفيه التعرض لغضب او وأليم عذابه وإشاعة الفاحشة بين المسلمين وإضاعة أمن البلاد والعباد.فعظّم الشعائر والحرمات وخف من او على قدر قربه منك وقدرته عليك فلست تخرج من سلطانه إلى سلطان غيره ولا من ملكه إلى ملك غيره.
وآخر دعوانا أن الحمد و رب العالمين
-
الاثنين PM 05:22
2021-03-29 - 2895