المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 436057
يتصفح الموقع حاليا : 272

البحث

البحث

عرض المادة

الواقعيـة

 

الواقعيـة

 بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.

 أما بعد :

 فالواقعية كلمة تتردد على ألسنتنا وألسنة الناس  فالبعض يُعبر عن نفسه بأنه ممن يحبون الواقعية  وينصح الآخرين بقوله  كونوا واقعيين  ويكثر الاحتجاج بالواقع  فالواقع عنده يأمرنا بكذا  ويقول لنا كذا  ويعتبر ذلك من جملة المسلمات  حتَّى صارت كلمة الأمر الواقع أشبه بالصخرة التي نحطم عليها رءوسنا  ويُطلب منّا أن نتنازل له عن كل شرع ودين  بل مجرد المحاولة والسعي لتغيير الأمر الواقع قد يصير جنونًا ونوعًا من الخيال والوهم عند الواقعيين  وخصوصًا إذا شبَّ عليه الصغير  وشاب عليه الكبير  فإسرائيل أمر واقع  والتعامل الربوي لإنعاش اقتصاديات الفرد والدولة أمر واقع  والتبرج في بعض البقاع  ومشاهدة الفيلم والتمثيلية والمسرحية والرقصة وسماع الأغاني والموسيقى أمور واقعة   لا تتصور السعادة ولا حتَّى الحياة بدونها... والبعض في احتجاجه بالأمور الواقعة يُعبر بأنَّ الواحد زائد واحد تساوي اثنين  ولا تعدم أن يتزلزل البعض ويتردد آخرون  أمام هذه التعبيرات  فيحل الحرام  ويُحرم الحلال  ويضيع عنده مفهوم الولاء والبراء  ويهمل الفرائض والواجبات الشرعية  بسبب كثرة الواقعيين. ولرواج الكلمة وشدة الانبهار بها  والناس في تشخيص الواقع يتفاوتون ويختلفون  وشأنهم في ذلك كشأن الأطباء  كثيرًا ما يختلفون في تشخيص المرض  وفي وصف الدواء تبعًا لذلك  ومنهم المصيب ومنهم المخطئ  والناس قديمًا وحديثا  في هذا وغيره  بين غلوّ وجفو  وإفراط وتفريط  وإسراف وتقصير  وقلّة من البشر هي التي تعدل وتعتدل. ولا نُغالي لو قلنا  إنَّ أعداء الإسلام والمسلمين قد غرسوا فينا نعرات كثيرة وسهامًا عديدة  ثم عادوا واستثمروها لمصلحتهم  ومن بين هذه النعرات  وهذه السهام «الواقعية» التي يتشدق البعض بها  فاليهود على السبيل المثال لا الحصر  كانوا دومًا ينقلوننا من واقع سيّئ إلى واقع أسوأ  فنطالب بالخروج من الواقع الأسوء وننسى الواقع السيئ  وننسى هنا وهناك العودة لدين الله والأخذ بأسباب القوة الحقيقية  حتَّى يزول عنَّا الواقع السيء والأسوأ  وبحيث يصطلح كل فريق على حقه  فكل أرض علاها حكم او لابد من استردادها لحوزة الإسلام والمسلمين مرة ثانية  ولكن الذي حدث بعد هدنة سنة 1948م  وقبلها نسيان للنفس وللدين  ودارت الحروب المتتالية ( 1956م)   (1967م)  (1973م). وفي كل مرة ننتقل فيها للأسوء  كنا نطالب اليهود بالعودة للحدود السابقة  حتَّى نسينا أنَّ الواجب رد الغاصبين الظالمين  عن كل شبر من أرض فلسطين  وليس فقط المسجد الأقصى  وعندما نقول ذلك اليوم سنوصف بالجنون  فإسرائيل صارت دولة  وغاية المنى أن نعيش بجوارها في سلام ووئام  وهذه هي الواقعية  وهذا هو كلام الواقعيين!!. يقولون: إنَّ إسرائيل تمتلك السلاح النووي  وتحميها أكبر دول العالم  وهذا وإن كان واقعًا إلاَّ أنه يقبل التغيير بفضل الله فلا داعي لليأس وللقنوط من رحمة الله وقد وردت النصوص - والأمور كلها على ما عند او - تُفيد استرداد الأمة لبيت المقدس  وقتال المسلمين لليهود  والانتصار عليهم. روى الشيخان عن أبي هريرة  صلى الله عليه وسلم عن رسول او  صلى الله عليه وسلم قال: «لا تقوم الساعة حتَّى يُقاتل المسلمون اليهود  فيقتلهم المسلمون  حتَّى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر  فيقول الحجر والشجر: يا مسلم  يا عبد الله هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله. إلاَّ الغرقد  فإنه من شجر اليهود» . يتكلمون عن التفرق والتشرذم الذي تعانيه الأمة  وعن حالة الضعف التي نعيشها مما أغرى الأعداء بافتراس البلاد والعباد  حتَّى أصبحنا كاليتيم على موائد اللئام ...وكل لك واقع  ولكنه لا ينفي أنَّ المستقبل للإسلام بغلبته وظهوره على الأديان كلها  وأنَّ الخلافة ستعود على منهاج النبوة بإذن الله وهذا يستلزم أن يعود المسلمون أقوياء في معنوياتهم ومادياتهم وسلاحهم  وما ذلك على او بعزيز.  ستعود جزيرة العرب مروجًا وأنهارًا  وستُفتح القسطنطينية ورومية (وهي روما عاصمة إيطاليا اليوم) وسيعم الإسلام كل بيت مدر ووبر بعزّ عزيز أو بذل ذليل  عزًا يعز او به الإسلام  وذلاً يذل به الكفر  نقول ذلك تحقيقًا لا تعليقًا  طالما وردت به النصوص الصحيحة  ومسيرة آلاف الأميال تبدأ بخطوة واحدة  قال تعالى: ( هٍوّ الذٌي أّرًسّلّ رّسٍولّهٍ بٌالًهٍدّى  ودٌينٌ الحّقٌَ لٌيظًهٌرّهٍ عّلّى الدٌَينٌ كٍلٌَهٌ ولّوً كّرٌهّ المٍشًرٌكٍونّ (9)  ) [الصف: 9].

 لقد ظنَّ البعض أنَّ هذا الانحطاط الذي يعيشه المسلمون اليوم يستحيل تصحيحه  وأنَّ أمره غير قابل للتغيير والإصلاح  وما عليهم إلاَّ أن يجلسوا غرباء ينتظرون نزول المسيح ا  في آخر الزمان  وظهور المهدي الذي صرّحت الأحاديث الصحيحة بمجيئه  وأنه يملأ الأرض عدلاً بعد أن مُلئت ظلمًا وجورًا  ويصلي بالمسلمين ببيت المقدس  وقد يحتجون على قعودهم ذلك بما ورد من أحاديث عن ظهور الفساد وانتشاره  وأنه لن يأتي على الناس زمان إلاَّ والذي بعده شر منه  حتَّى إنَّ القابض على دينه كالقابض على الجمر  وأنَّ عمل المرء فيها كعمل خمسين من الصحابة إلى غير ذلك من الأحاديث  وقد تناسى هؤلاء أنَّ الجهاد ماضٍ في الأمة  وأنَّ الطائفة الظاهرة تُقاتل على الحق من خالفها إلى قيام الساعة  وأنَّ الخير في هذه الأمة حتَّى يرسل او الريح الطيبة التي تقبض روح كل مؤمن ويبقى شرار الناس يتهارجون تهارج الحمر  عليهم تقوم الساعة  وهذه الطائفة قد تقل هنا وتكثر هناك  ولكن ما خلت الأرض من قائم و بحجة  يقيمون حجج الله وبيّناته على العباد  وبذلك كله وردت أيضًا النصوص الشرعية  فلا داعي أن نضرب النصوص بعضها ببعض   وقد خرجت جميعًا من مشكاة واحدة  وما علينا إلاَّ أن نعمل بطاعة الوقت  ونُعد للأمر عدته لإيصال الحق إلى الخلق  والقيام و بحقه  ليحيى من حيّ عن بيّنة ويهلك من هلك أيضًا عن بيّنة  ولنحذر النكوص على العقب ( وإن تّتّوّلَّوًا يّسًتّبًدٌلً قّوًمْا غّيًرّكٍمً ثٍمَّ لا يّكٍونٍوا أّمًثّالّكٍمً <38> ) [محمد: 38]

  ( ومّا يّعًلّمٍ جٍنٍودّ رّبٌَكّ إلاَّ هٍوّ ) [المدثر: 31]

 فاحرص أن تكون واحدًا من هؤلاء . ينبغي أن نخرج من الواقع السَّيّئ متى وسعنا الأمر  لا أن نتعلل به  وهذا من إيماننا بالقدر  فقد تعلمنا كيف نفر من قدر او إلى قدر الله وكما نستدفع قدر الجوع بقدر الأكل  كذلك نستدفع قدر البلاء بقدر الدعاء  وقد هاجر الصحابة ^ ودخل بعضهم في الجوار استدفاعًا لأذى المشركين  كل ذلك وإيمانهم ويقينهم بوعد او لم يهتز ولم يتزعزع  فقد علموا أنَّ نصر او آت  وأنَّ النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب  وأنَّ مع العسر يسرًا  وكانوا بما في يد او أوثق منهم بما في يد أنفسهم  فوقفوا في الموضع الذي أوقفهم الشرع فيه  ولم يغتروا بواقع زائف مكذوب.  ومما يروى في ذلك قول خالد حين قال له رجل: ما أكثر الروم وأقل المسلمين  فقال: ما أقل الروم وأكثر المسلمين  إنما تكثر الجنود بالنصر وتقل بالخذلان لا بعدد الرجال  واو لوددت أنَّ الأشقر (اسم فرس خالد) براء  وأنهم أضعفوا (أي زادوا) في العدد. وكتاب أبي بكر  صلى الله عليه وسلم إلى عمرو بن العاص  صلى الله عليه وسلم : «أما بعد فقد جاءني كتابك تذكر ما جمعت الروم من الجموع  وإنَّ او لم ينصرنا مع نبيه  صلى الله عليه وسلم بكثرة عدد  ولا بكثرة جنود  وقد كنَّا نغزوا مع رسول او  صلى الله عليه وسلم وما معنا إلاَّ فَرَسان  وإن نحن إلاَّ نتعاقب الإبل  وكنا يوم أُحُد مع رسول او  صلى الله عليه وسلم  وما معنا إلاَّ فرس واحد كان رسول او  صلى الله عليه وسلم يركبه  ولقد كان يظهرنا ويعيننا على من خالفنا» . وقد حدث بعد موت رسول او  صلى الله عليه وسلم أن ارتدت العرب  وظهر النفاق  واشرأبت اليهودية والنصرانية  والمسلمون كالغنم الوليدة في الليلة الشاتية  لفقد نبيهم  صلى الله عليه وسلم وقلَّتهم وكثرة عدوهم  فأشاروا على أبي بكر بعدم إنفاذ جيش أسامة  فقال أبو بكر  صلى الله عليه وسلم وكان أحزمهم أمرًا: «أنا أحبس جيشًا بعثه رسول او  صلى الله عليه وسلم؟!! لقد اجترأت على أمر عظيم  والذي نفسي بيده لأن تميل عليَّ العرب أحب إليَّ من أن أحبس جيشًا بعثه رسول او  صلى الله عليه وسلم   امضِ يا أسامة في جيشك للوجه الذي أُمرت به  ثم اغزُ حيث أمرك رسول او من ناحية فلسطين  وعلى أهل مؤتة  فإنَّ او سيكفي ما تركت».  وتقدم في يوم مؤتة عبد او بن رواحة  صلى الله عليه وسلم حين اتجتمع العدو مئتي ألف  فقال: «يا قوم  واو إنَّ التي تكرهون للتي خرجتم تطلبون  الشهادة  وما نُقاتل الناس بعدد ولا قوة ولا كثرة  ما نقاتلهم إلاَّ بهذا الدين الذي أكرمنا او به  فانطلقوا  فإنما هي أحدى الحسنيين: إما ظهور  وإما شهادة» فقال الناس: قد صدق واو ابن رواحة. لقد قالوا بلسان حالهم ومقالهم آمنت باو وكذبت البصر  فكأن الغيب شهادة  وكما قال النَّبيّ  صلى الله عليه وسلم للذي شرب العسل  فاستطلق بطنه (أصابه إسهال) : «صدق الله وكذب بطن أخيك  اذهب فاسقه عسلاً» فذهب فسقاه عسلاً  فبرئ. [رواه الشيخان]. وكذلك اليوم نقول: صدق الله وكذبت يهود وأذناب يهود  فهذا الواقع لابد وأن يتغير بإذن الله وكل ما هو آت فهو قريب  والبعيد ما ليس بآت. أخطأ من ظنَّ أنَّ الواقعية هي ما عليه الكثرة  أو هي ما فتح عليه عينيه من الدنيا  أو هي العرف والعادة والبيئة والنشأة.. قال تعالى: ( ومّا أّكًثّرٍ النَّاسٌ ولّوً حّرّصًتّ بٌمٍؤًمٌنٌينّ <103> ) [يوسف: 103]

  وقال: ( ومّا يؤًمٌنٍٍ أّكًثّرٍهٍم بٌاللَّهٌ إلاَّ وهٍم مٍَشًرٌكٍونّ <106> ) [يوسف: 106]

 وقالوا: اعرف الحق تعرف أهله  واعرف الباطل تعرف من أتاه  واسلك طريق الهدى  ولا يضرك قلة السالكين   وإياك وطرق الضلالة ولا تغتر بكثرة الهالكين. إنَّ الواقع شيء والرضى به شيء آخر  فإذا أصبحت الواقعية منهج حياة قلنا رضينا باو ربًا  وبالإسلام دينًا  وبمحمد  صلى الله عليه وسلم نبيًا ( فّلا ورّبٌَكّ لا يؤًمٌنٍونّ حّتَّى  يحّكٌَمٍوكّ فٌيمّا شّجّرّ بّيًنّهٍمً ثٍمَّ لا يّجٌدٍوا فٌي أّنفٍسٌهٌمً حّرّجْا مٌَمَّا قّضّيًتّ ويسّلٌَمٍوا تّسًلٌيمْا <65> )

[النساء: 65]

 فمن قال إنَّ الربا واقع لا انفكاك عنه  قلنا له: ( يّمًحّقٍ اللَّهٍ الرٌَبّا ويرًبٌي الصَّدّقّاتٌ ) [البقرة: 276]

 فهذا هو الواقع الحقيقي  لا الزائف المدمر الذي تتحدثون عنه  وما جنينا من التعاملات الربوية على مستوى الفرد والدولة إلاَّ الخراب والهلاك. ومن قال: إنَّ النفوس لا تسعد إلاَّ بالرقصة والأغنية والموسيقى والمخدرات.. قلنا له: كذبت  فهذا هو واقع نفسك المريضة  وأنت بحاجة لعلاج حقيقي  قال تعالى: ( فّمّنٌ اتَّبّعّ هٍدّايّ فّلا يّضٌلٍَ ولا يّشًقّى  <123> وّمّنً أّعًرّضّ عّن ذٌكًرٌي فّإنَّ لّهٍ مّعٌيشّةْ ضّنكْا ونّحًشٍرٍهٍ يّوًمّ القٌيّامّةٌ أّعًمّى  <124> )  [طه:123  124]

 . إنَّ الحرام عبارة عن لذة ساعة وألم دهر ( واللَّهٍ يّعًلّمٍ وأّنتٍمً لا تّعًلّمٍونّ <216> ) [البقرة: 216] 

( أّلا يّعًلّمٍ مّنً خّلّقّ وهٍوّ اللَّطٌيفٍ الخّبٌيرٍ <14> ) [الملك : 14].

 وسعادة النفوس المؤمنة تتحقق بذكر او وتلاوة القرآن والصلاة... والترويح عن النفس بالمباحات التي لا معصية فيها  فإن لم يكن هذا هو واقعنا فلنجاهد النفس  حتَّى يصير شرع او في هذا وغيره هو واقعنا  والنفس تقبل التغيير  قال تعالى: ( قّدً أّفلّحّ مّن زّكَّاهّا (9) وقّدً خّابّ مّن دّسَّاهّا <10> ) [الشمس: 9  10].

 لقد فتحنا أعيننا على لوثة مادية في الطب وغيره  فالتداوي لا يتم إلاَّ بالحقن والأدوية المركبة والعملية الجراحية  فإذا سمع الأطباء من يعالج بالعسل أو الحجامة أو حبة البركة أو ألبان الإبل... استخفّوا به وانتقصوه  بزعم أنَّ الدنيا تطورت وتحضّرت!!   وهذا قصور ممن فعله  وإهدار للأمر الواقع  وجهالة بمعاني التطور والتحضر  فلا منافاة بين إجراء العملية وشرب العسل الذي فيه شفاء للناس  كما هو ثابت باليقين والقطع  وكذلك الأمر بالنسبة لماء زمزم  فهو طعام طعم  وشفاء سقم  وماء زمزم لما شُرب له  فمن تعاطاه للشفاء شفاه او تعالى. ولا معارضة بين تعاطي الأدوية المباحة  وبين استخدام الحبة السوداء  والتي هي شفاء من كل داء  والأبحاث في ذلك كثيرة  ويكفينا ما ورد في ذلك من النصوص الشرعية  وقس على ذلك . وهل التطور المادي في الطب وغيره يمنع من الدعوات الصالحات  والأخذ بأسباب الإجابة ( وقّالّ رّبكٍمٍ ادًعٍونٌي أّسًتّجٌبً لّكٍمً ) [غافر: 60].

 كان عمر بن الخطاب  صلى الله عليه وسلم يقول: «إني لا أحمل همَّ الإجابة  ولكن أحمل همَّ الدعاء  وذلك لأنَّ العبد إذا ألهم الدعاء  فإنَّ الإجابة معه». إنَّ المهارة في الطب مطلوبة  وليس معنى ذلك أن نصير ملاحدة وزنادقة  أو أن نفصل بين السُّنن الشرعية والسُّنن الكونية  ونقطع ما بين الأرض والسماء  فالشافي المعافي هو او ( وإذّا مّرٌضًتٍ فّهٍوّ يّشًفٌينٌ <80> ) [الشعراء: 80].

 يقولون: التنمية تضيع بسبب زيادة السكان  ولذلك يشيعون ويروجون لوسائل تحديد النسل في أوساط المسلمين  ويعتبرون أنفسهم واقعيين  وهذه مصادمة للشرع وللواقع في وقت واحد  فالشرع حثّنا على تكثير النسل «تناكحوا تناسلو  فإني مكاثرٌ بكم الأمم يوم القيامة» والواقع الثابت في إنجلترا والصين... يعتبر الفرد من أعظم أسباب الثروة والتنمية  إذا أُحسن استثماره  فبدلاً من تقليل النسل  فلننظر كيف نربي الأمة على كتاب او وعلى سُنَّة رسول او  صلى الله عليه وسلم  فهي أمة دعوة  والمؤمن القوي خير وأحبُّ إلى او من المؤمن الضعيف  فإذا فعلنا أكلنا من فوق رؤوسنا ومن تحت أرجلنا  واستمطرنا الرحمة  واستدفعنا النقمة. لقد وضعت الخلافة لإقامة الدين ولسياسة الدنيا به  ولابد من ضبط الواقع بشرع الله والواقعية الحقة أن يكون عملنا هنا ونظرنا في السماء  وتتطابق فيها السُّنن الشرعيّة مع السُّنن الكونيَّة  وأن ننظر للواقع بمنظار الشريعة  فما وافق الحق قُبل  وما خالف الحق مردود على صاحبه  بل حتّى لو خالف أهل الأرض جميعًا  فلا التفات لهم  ولسان الحال  والمقال ينطق ( إنٌَي أّخّافٍ إنً عّصّيًتٍ رّبٌَي عّذّابّ يّوًمُ عّظٌيمُ <15> ) [يونس: 15].

وآخر دعوانا أن الحمد و رب العالمين.

  • الاثنين PM 05:09
    2021-03-29
  • 1838
Powered by: GateGold