المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 412308
يتصفح الموقع حاليا : 262

البحث

البحث

عرض المادة

الشــــفاعة

 

الشــــفاعة

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد:

فالشفاعة تُرفع بها الدرجات وتُقال العثرات وتُقضى الحاجات  وهي من دلائل كمال الإيمان وحسن الإسلام  ودليل حب الخير للآخرين وحسن الظن بهم  كما أنها تزيد من الألفة والترابط بين الأفراد في المجتمع الإسلامي  ويوم القيامة يحتاج إليها كل الخلق حتى الفضلاء والمقربون.

وقد وردت النصوص توضح أن الشفاعة لا تكون إلاَّ بإذن الله قال تعالى: ( يّعًلّمٍ مّا بّيًنّ أّيًدٌيهٌمً وّمّا خّلًفّهٍمً وّلا يّشًفّعٍونّ إلاَّ لٌمّنٌ ارًتّضّى  وّهٍم مٌَنً خّشًيّتٌهٌ مٍشًفٌقٍونّ <28> ) [الأنبياء: 28]

  وقال: ( يّوًمّئٌذُ لاَّ تّنفّعٍ الشَّفّاعّةٍ إلاَّ مّنً أّذٌنّ لّهٍ الرَّحًمّنٍ وّرّضٌيّ لّهٍ قّوًلاْْ <109> ) [طه: 109]

  وقال: ( وّكّم مٌَن مَّلّكُ فٌي السَّمّوّاتٌ لا تٍغًنٌي شّفّاعّتٍهٍمً شّيًئْا إلاَّ مٌنً بّعًدٌ أّن يّأًذّنّ اللَّهٍ لٌمّن يّشّـاءٍ وّيّرًضّى  <26> ) [النجم: 26].

والشفاعة و عز وجل كما في قوله سبحانه: ( قٍل لٌَلَّهٌ الشَّفّاعّةٍ جّمٌيعْا لَّهٍ مٍلًكٍ السَّمّوّاتٌ وّالأّرًضٌ ثٍمَّ إلّيًهٌ تٍرًجّعٍونّ<44> ) [الزمر: 44].

وهي بمثابة أمنية للكفار لا سبيل إليها حيث يقولون يوم القيامة: ( فّهّل لَّنّا مٌن شٍفّعّاءّ فّيّشًفّعٍوا لّّنّا أّوً نٍرّدٍَ فّنّعًمّلّ غّيًرّ الَّذٌي كٍنَّا نّعًمّلٍ قّدً خّسٌرٍوا أّنفٍسّهٍمً وّضّلَّ عّنًهٍم مَّا كّانٍوا يّفتّرٍونّ <53> ) [الأعراف: 53].

وقد وردت آيات تُثبت عدم قبول الشفاعة مثل: ( وّاتَّقٍوا يّوًمْا لاَّ تّجًزٌي نّفسِ عّن نَّفسُ شّيًئْا وّلا يقًبّلٍ مٌنًهّا شّفّاعّةِ وّلا يؤًخّذٍ مٌنًهّا عّدًلِ وّلا هٍمً ينصّرٍونّ <48> ) [البقرة: 48]

 وقوله تعالى: ( وّأّنذٌرً بٌهٌ الَّذٌينّ يّخّافٍونّ أّن يحًشّرٍوا إلّى  رّبٌَهٌمً لّيًسّ لّهٍم مٌَن دٍونٌهٌ وّلٌيَِ وّلا شّفٌيعِ لَّعّلَّهٍمً يّتَّقٍونّ <51> ) [الأنعام: 51]

  وقال: ( مّا لّكٍم مٌَن دٍونٌهٌ مٌن وّلٌيَُ وّلا شّفٌيعُ أّفّلا تّتّذّكَّرٍونّ (4) ) [السجدة: 4].

ولا معارضة بين نصوص الشريعة  فقد خرجت من مشكاة واحدة  والجمع بينها سهل يسير بإذن الله وهذا يتطلب منا معرفة متى تُقبل الشفاعة ومتى تُرد  والفرق بين الشفاعة الشرعية والشفاعة الشركية كما نحتاج لمعرفة أنواع الشفاعة.

وفي ذلك يقول ابن أبي العز - رحمه االله عليه - في شرحه للعقيدة الطحاويّة: الشفاعة أنواعٌ:

النوع الأول: الشَّفاعة العُظْمى الخاصة بنبيّنا صلى الله عليه وسلم من بين سائر إخوانه من الأنبياء والمُرسلين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.

النوع الثاني: شفاعته صلى الله عليه وسلم في أقوام قد تساوت حسناتهم وسيئاتهم  فيشفع فيهم ليدخلوا الجنة.

النوع الثالث: شفاعته صلى الله عليه وسلم في قوم آخرين قد أُمر بهم إلى النار أن لا يدخلوها.

النوع الرابع: شفاعته صلى الله عليه وسلم في رفْع درجاتِ مَنْ يدخُلُ الجنّة فوق ما كان يقْتضيه ثوابُ أعمالِهِم.

النوع الخامس: الشَّفاعة في أقْوام ليدخُلُوا الجنّة بغير حساب وهُم السّبعون ألفا.

النوع السادس: الشّفاعة في تخفيف العذاب عمّن يستحقُّهُ كشفاعَتِهِ في عمّه أبي طالب أن يُخفّف عنه عذابُهُ.

النوع السابع: شفاعته صلى الله عليه وسلم أن يُؤذن لجميع المؤمنين في دُخُول الجنّة.

النوع الثامن: شفاعته في أهل الكبائر من أمّته ممن دخل النار فيخرجون منها.

وهذه الشفاعة تُشاركه فيها الملائكة والنبيون والمؤمنون.

وفي الفرق بين الشفاعة الشرعية والشركية قال ابن القيم - رحمه الله تعالى - : عند قوله تعالى: ( أّمٌ اتَّخّذٍوا مٌن دٍونٌ اللَّهٌ شٍفّعّاءّ قٍلً أّوّ لّوً كّانٍوا لا يّمًلٌكٍونّ شّيًئْا وّلا يّعًقٌلٍونّ <43> قٍل لٌَلَّهٌ الشَّفّاعّةٍ جّمٌيعْا لَّهٍ مٍلًكٍ السَّمّوّاتٌ وّالأّرًضٌ ) [الزمر: 43  44]

 أخبر الله في كتابه أن الشفاعة لمن له ملك السماوات والأرض  وهو الله وحده  فهو الذي يشفع بنفسه إلى نفسه  ليرحم عبده  فيأذنُ هو لمن يشاء أن يشفع فيه  فصارت الشفاعة في الحقيقة إنّما هي له  والذي يشفع عنده إنما يشفع بإذنه له وأمره له  بعد شفاعته سُبحانه إلى نفسه  وهي إرادته من نفسه أن يرحم عبده  وهذا ضدُّ الشفاعة الشركية التي أثبتها المشركون ومن وافقهم وهي التي أبطلها الله سبحانه في كتابه بقوله: ( وّاتَّقٍوا يّوًمْا لاَّ تّجًزٌي نّفسِ عّن نَّفسُ شّيًئْا وّلا يقًبّلٍ مٌنًهّا عّدًلِ وّلا تّنفّعٍهّا شّفّاعّةِ ) [البقرة: 123] 

وقوله: ( يّا أّيهّا الَّذٌينّ آمّنٍوا أّنفٌقٍوا مٌمَّا رّزّقًنّاكٍمً مٌَن قّبًلٌ أّن يّأًتٌيّ يّوًم لاَّ بّيًعِ فٌيهٌ وّلا خٍلَّةِ وّلا شّفّاعّةِ ) [البقرة: 254] 

وقال تعالى: ( وّأّنذٌرً بٌهٌ الَّذٌينّ يّخّافٍونّ أّن يحًشّرٍوا إلّى  رّبٌَهٌمً لّيًسّ لّهٍم مٌَن دٍونٌهٌ وّلٌيَِ وّلا شّفٌيعِ لَّعّلَّهٍمً يّتَّقٍونّ <51> ) [الأنعام: 51] 

وقال تعالى: ( اللَّهٍ الَّذٌي خّلّقّ السَّمّوّاتٌ وّالأّرًضّ وّمّا بّيًنّهٍمّا فٌي سٌتَّةٌ أّيَّامُ ثٍمَّ اسًتّوّى  عّلّى الًعّرًشٌ مّا لّكٍم مٌَن دٍونٌهٌ مٌن وّلٌيَُ وّلا شّفٌيعُ ) [السجدة: 4].

فأخبر سبحانه أنه ليس للعباد شفيع من دونه  بل إذا أراد الله سبحانه رحمة عبده أذِنَ هو لمن يشفع فيه  كما قال تعالى: ( مّا مٌن شّفٌيعُ إلاَّ مٌنً بّعًدٌ إذنٌهٌ ) [يونس: 3]

 وقال: ( مّن ذّا الَّذٌي يّشًفّعٍ عٌندّهٍ إلاَّ بٌإذنٌهٌ ) [البقرة: 255]

 فالشفاعة بإذنه ليست شفاعة من دونه  ولا الشافع شفيع من دونه  بل شفيع بإذنه.

والفرق بين الشّفيعين  كالفرق بين الشريك والعبد المأمور  فالشفاعة التي أبطلها الله: شفاعة الشريك فإنه لا شريك له  والّتي أثبتها: شفاعة العبد المأمور الّذي لا يشفع  ولا يتقدّم بين يدي مالكه حتى يأذن له  ويقول: اشفع في فُلان  ولهذا كان أسعد الناس بشفاعة سيد الشفعاء يوم القيامة أهل التوحيد  الذين جرّدوا التوحيد وخلّصوه من تعلقات الشرك وشوائبه  وهم الذين ارتضى الله سبحانه  قال تعالى: ( وّلا يّشًفّعٍونّ إلاَّ لٌمّنٌ ارًتّضّى  ) [الأنبياء: 28] 

وقال: ( يّوًمّئٌذُ لاَّ تّنفّعٍ الشَّفّاعّةٍ إلاَّ مّنً أّذٌنّ لّهٍ الرَّحًمّنٍ وّرّضٌيّ لّهٍ قّوًلاْْ <109> ) [طه: 109].

وأعلى الخلق وأفضلهم وأكرمهم عنده: هم الرسل والملائكة المقرّبون  وهم عبيدٌ محضٌ  لا يسبقونه بالقول  ولا يتقدمون بين يديه  ولا يفعلون شيئًا إلاَّ بعد إذنه لهم  وأمرهم  ولاسيما يوم لا تملك نفسٌ لنفس شيئًا  فهم مملوكون مَرْبوبون  أفعالهم مقيدة بأمره وإذنه  فإذا أشرك بهم المشرك واتّخذهم شُفعاء من دونه  ظنًّا منه أنه إذا فعل ذلك تقدّموا وشفعوا له عند الله فهو من أجهل الناس بحق الرّب سبحانه  وما يجب له  ويمتنع عليه  فإنّ هذا مُحال ممتنع  شبيهُ قياس الرَّبّ تعالى على الملوك والكُبراء  حيث يتخذ الرجل من خواصِّهم وأوليائهم من يشفع له عندهم في الحوائج  وبهذا القياس الفاسد عُبدت الأصنام  واتّخذ المشركون من دون الله الشّفيع والوليّ.

فالشفعاء عند المخلوقين: هم شركاؤهم  فإنّ قيام مصالحهم بهم  وهم أعوانهم وأنصارهم  الذين قيام أمر الملوك والكبراء بهم  ولولا هم لما انبسطت أيديهم وألسنتهم في النّاس  فلحاجتهم إليهم يحتاجون إلى قبول شفاعتهم  وإن لم يأذنوا فيها ولم يرضوا عن الشافع  لأنهم يخافون أن يرُدُّوا شفاعتهم فتنتقض طاعتهم لهم  ويذهبون إلى غيرهم  فلا يجدون بُدًّا من قبول شفاعتهم على الكُرْه والرِّضى  فأما الغنيُّ الذي غناه من لوازم ذاته  وكُلُّ ما سِواه فقيرٌ إليه بذاته  وكل من في السماوات والأرض عبيدٌ له  مقهورون بقهره  مصروفون بمشيئته  لو أهلكهم جميعًا لم يُنْقِص من عزِّه وسُلطانه ومُلكه وربوبيته وإلهيته مثقال ذرة  قال سبحانه في سيدة آي القرآن  آية الكرسي: ( لَّهٍ مّا فٌي السَّمّوّاتٌ وّمّا فٌي الأّرًضٌ مّن ذّا الَّذٌي يّشًفّعٍ عٌندّهٍ إلاَّ بٌإذنٌهٌ ) [البقرة: 255] 

وقال: ( قٍل لٌَلَّهٌ الشَّفّاعّةٍ جّمٌيعْا لَّهٍ مٍلًكٍ السَّمّوّاتٌ وّالأّرًضٌ ) [الزمر: 44].

فأخبر أن حال ملكه للسماوات والأرض يُوجب أن تكون الشفاعة كلها له وحده  وأنّ أحدًا لا يشفع عنده إلاَّ بإذنه  فإنه ليس بشريك  بل مملوك محض  بخلاف شفاعة أهل الدُّنيا بعضهم عند بعض.

والأحاديث الواردة في الشفاعة گثيرة منها:

ما ورد عن جابر بن عبد الله رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أُعطيت خمسًا لم يُعطَهنَّ أحدٌ قَبْلي: نُصِرْتُ بالرعب مسيرة شهر  وجُعلت لي الأرضُ مسجدًا وطهورًا فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليُصلِ  وأُحِلّت لي المغانم ولم تحِلُ لأحد قبلي  وأُعطيتُ الشفاعة  وكان النّبيُّ يُبعث إلى قومه خاصّة  وبُعثْتُ إلى النّاس عامة» [رواه البخاري ومسلم].

وعن أبي سعيد  رضى الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أما أهل النار الّذين هم أهلها  فإنّهم لا يموتون فيها ولا يحيون  ولكن ناس أصابتهم النار بذنوبهم (أو قال بخطاياهم) فأماتهم إماتة حتى إذا كانوا فحمًا  أُذن بالشفاعة فجيئ بهم ضبائرَ ضبائرَ  فبُثُّوا على أنهار الجنة  ثُمَّ قيل: يا أهل الجنة أفيضوا عليهم  فينبُتونَ نبات الحِبَّةِ تكون في حميل السّيل» فقال رجلٌ من القوم: كأنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قد كان بالبادية. [رواه مسلم].

وعن أنس بن مالك  رضى الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنا أوّل شفيع في الجنة لم يُصدَّق نبيٌّ من الأنبياء ما صُدِّقتُ  وإنّ من الأنبياء نبيًا ما يُصدِّقه من أمته إلاَّ رجل واحد» [رواه مسلم].

وعن أبي موسى  رضى الله عنه أنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جاءه السائل أو طُلبت إليه حاجةٌ قال: «اشفعوا تؤجروا  ويقضي الله على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم ما شاء» [رواه البخاري ومسلم] وفيه جواز الشفاعة أو (الواسطة) لاستيفاء الحق أو دفع الظلم عن الإنسان  أما لو كانت لأخذ ما لا يحل فلا تجوز حينئذ.

وعن عوف بن مالك الأشجعي  رضى الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أتاني آتٍ من عند ربي فخيّرني بين أن يُدْخل نصف أمتي الجنة وبين الشّفاعة  فاخترت الشفاعة  هي لمن مات لا يُشرك بالله شيئًا» [رواه الترمذي وابن ماجه وصححه الألباني].

وعن أنس   أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنّ الرجل يشفع للرجلين والثلاثة».

وعن أبي سعيد الخُدري   أنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذُكر عنده عمُّه أبو طالب  فقال: «لعلّه تنفعه شفاعتي يوم القيامة  فيُجعل في ضحضاح من نار يبلُغُ كعبيه  يغلي منه دماغُهُ» [رواه البخاري ومسلم].

عن أبي هريرة   قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنّ سورةً من القُرآن ثلاثون آية شفعت لرجلٍ حتّى غُفر له وهي سورة تبارَكَ الّذي بيده الملك» [رواه أبو داود وابن ماجه والترمذي وحسّنه].

وعن سعد بن أبي وقاص   أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إني أُحَرِّم ما بين لابَتَي المدينة  أن يُقْطَعَ عضاهُها  أو يُقتل صيدها» وقال: «المدينة خيرٌ لهم لو كانوا يعلمون  لا يدعها أحدٌ رَغْبة عنها إلاَّ أبدل الله فيها من هو خير منه  ولا يثْبُتُ أحد على لأوائها وجهدها إلاَّ كُنتُ له شفيعًا أو شهيدًا يوم القيامة»

 [رواه مسلم].

 

ومن الآثار الواردة في الشفاعة :

قول ابن عمر رضى الله عنه: «يجيءُ القرآن يشفع لصاحبه  يقول: يا رب لكل عامل عمالةٌ من عمله  وإني كنت أمنعه اللّذة والنّوم فأكرمه  فيُقال: ابسُطْ يمينك فيُملأُ من رضوان الله يُقال: ابسط شمالك فىُملأ من رضوان الله وىُكسى كُسوة الكرامة  ويُحلّى حلية الكرامة ويُلبَسُ تاج الكرامة».

وقال ابن عباس رضى الله عنه: «السابق بالخيرات يدخل الجنة بغير حساب  والمقتصد يدخل الجنة برحمة الله والظالم لنفسه وأصحاب الأعراف يدخلون الجنّة بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم».

وقال عروة بن الزبير: «لقيَ الزُّبير سارقًا فشُفّع فيه  فقيل له حتى يبلغ الإمام  فقال: إذا بلغ الإمام فلعن الله الشافع والمُشَفَّع» .

تجوز الشفاعة فيما يقتضي التعزير  وهي في ذوي الذنوب حسنة جميلة ما لم تبلغ السلطان كما قال ابن عبد البر وغيره.

قال عكرمة - رحمه الله تعالى -: «إنّ عبَّاسًا وعمّارًا والزُّبير أخذوا سارقًا فخلّوا سبيله  فقلتُ لابن عباس: بئسما صنعتم حين خلّيتُم سبيله  فقال: لا أمّ لك! أما لو كُنتَ أنت لَسَرَّك أن يُخلَّى سبيلك» .

وكان أبو المليح - رحمه الله تعالى - يُصلي على جنازة فظنُّوا أنه قد كبَّر  فأقبل عليهم بوجهِهِ وقال: «أقيموا صفوفكم ولتحسُنْ شفاعتُكُم» .

قال الشافعيُّ - رحمه الله - :

أُحبُّ الصالحين ولست منهم        لعلي أن أنـال بهم شـفـاعـة

وأكــره مـن تجارته المعـاصي       ولو كنّـا سـواء في البضاعـة

وهكذا فالشفاعة ثابتة بالكتاب والسنة وعلى ألسنة أهل العلم خلافا للمبتدعة الذين أنكروها قديما وحديثا  والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.

وآخر دعوانا أن الحمد و رب العالمين

 

 

  • الاثنين PM 04:05
    2021-03-29
  • 1767
Powered by: GateGold