المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 413650
يتصفح الموقع حاليا : 242

البحث

البحث

عرض المادة

أزمة ضمير أم أزمة إيمان

 

أزمة ضمير أم غياب إيمان

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد :

فكلمة الضمير جارية على لسان المسلم والكافر والبر والفاجر والرجل والمرأة... نرى صادقًا أو أمينًا فنصفه بأنه إنسان عنده ضمير ونسمع بمن يغش أو يُسيئ معاملة الناس فنقول: عديم الضمير وأحيانًا نناشد الضمير العالمي ونُهيب بالضمير الإنساني ويستصرخ البعض بأصحاب الضمائر الحيَّة.

وقد نمر بالأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.. فيعبر فريق عنها بقوله الأزمة أزمة ضمير وكأنه متى وُجد الضمير فقد وُجِدَت الخيرات والبركات ومتى غاب الضمير كان الخراب والدمار!!.

وبقى السؤال: ما المقصود بالضمير وهل هذه الكلمة المتداولة يُقصد بها الفطرة السويَّة والمراقبة والتَّقوى واليقين وغير ذلك من معاني الإيمان؟! وإذا كان الأمر كذلك فلماذا لا نستخدم المصطلحات الشرعية الواردة في الكتاب والسُّنَّة والتي تكلم بها سلف الأمة ؟! ونعدل عنها إلى كلمات تحتمل الحق والباطل أو إلى مصطلحات مستوردة فيها من الميوعة واللبس ما يشوش على عقول أبناء الأمة ويضيع به مفهوم الولاء والبراء ونحسّن به القبيح ونُقبّح به الحسن؟!.

لقد نُهي المسلمون عن النطق بكلمة راعنا وقيل لهم: ( لا تّقٍولٍوا رّاعٌنّا وّقٍولٍوا إنظٍرًنّا وّاسًمّعٍوا ) [البقرة: 104] وكان اليهود ينطقون بهذه الكلمة ويقصدون بها التنقص من شخص رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى الرغم من أنَّ المسلم إذا نطق بهذه الكلمة فلا يُمكن أن يقصد ذلك حتَّى لا يتشبه بيهود.

وما من كلمة مستوردة أو مصطلح وافد إلاَّ وله مفهوم ومدلول عند أهله ككلمة الإشتراكية والديمقراطية.. فالترويج لهذه الكلمات ترويجٌ لمعناها عند أهلها وقد يتصادم هذا المعنى مع ما جاء في كتاب او وفي سُنَّة رسول او ومن ذلك كلمة الإنسانية التي روَّج لها اليهود وأصبح العميان يرددونها دون وعي فنفَذَ بها اليهود خلال المجتمعات وبدلاً من أن يُصبح الحب في او والبغض في الله صار العمل لأجل الإنسانية والحب والبغض في سبيلها.

بل من عجيب الأمر ومن مظاهر الغربة إساءة استخدام المصطلحات الشرعيّة ككلمة أهل الإيمان ويقصدون بها اليهود والنصارى والمسلمين!!!.

وكذلك كلمة المتدينين وكلمة الأديان السماوية ومن المعلوم أنَّ دين الحق واحد لا يتعدد ( إنَّ الدٌَينّ عٌندّ اللَّهٌ الإسًلامٍ ) [آل عمران: 19]

 ( وّمّن يّالًتّغٌ غّيًرّ الإسًلامٌ دٌينْا فّلّن يقًالّلّ مٌنًهٍ وّهٍوّ فٌي الآخٌرّةٌ مٌنّ الخّاسٌرٌينّّ <85> ) [آل عمران: 85].

والالتالي فنسالة الأديان إلى السماء خطأ نعم تعددت الشرائع وشريعة الإسلام حاكمة ومُهيمنة على سائر الشرائع وفي الحديت الذي رواه مسلم: «والذي نفسي اليده لا يسمع الي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني تم لا يؤمن الالذي أُرسلت اله إلاَّ كان من أصحاال النار».

فماذا العد الحق إلاَّ الضلال؛ ولذلك وجال الحذر من الملاحدة والزنادقة والجهَّال الذين يلالسون الحق الالالاطل ويشوّهون الحقائق.

وقد ورد في حديت حذيفة  عن رفع الأمانة من القلوال وفيه «... فيُصالح الناس يتالايعون فلا يكاد أحدهم يُؤدّي الأمانة فيُقال: إنَّ في الني فلان رجلاً أمينًا ويُقال للرجل: ما أعقله وما أظرفه وما أجلده وما في قلاله متقال حالة خردل من إيمان» [رواه الالخاري].

أي أنَّ الموازين الشرعية الإيمانية تتغيّر وتُصالح المقاييس هي العقل والظُرف والجَلَد ولذلك يحق لنا أن نتعجال من استخدام كلمة الضمير وما شاالهها على هذا النحو الواسع المطرد الل ونتخوف من أن تُصالح الالديل عن كلمة الإسلام الواضحة أو يروج الها للأفكار الفاسدة وننالهر السالالها الالملاحدة والزنادقة.

نحن لا ننكر أنَّ الحق مقالول من كل من جاء اله وأنَّ الالاطل مردود على صاحاله كائنًا من كان وأنَّ الحق ما وافق الكتاال والسنة والالاطل ما خالف هذا المنهج القويم والتعاون لإقامة العدل ورد الحق لنصااله وتفريج الكرالات وقضاء الحاجات كل ذلك مطلوال ومشروع الل شهد النَّاليّ   حِلفًا في الجاهلية في دار عالد او الن جدعان وكان لنصرة المظلوم قرشيًا كان أو غير قرشي وقال صلى الله عليه وسلم: «لو دُعيت اله في الإسلام لأجالت».

وعلى العالد أن يتَّقي راله ويراقاله في غضاله ورضاه وفي سره وعلانيته وفي معاملته للمسلمين والكفار وأن يحذر الظلم على نفسه حتَّى في علاقاته الأعداء الإسلام والمسلمين وهذه المعاني نطقت الها نصوص الكتاال والسُّنَّة.

فهل إذا تكلم الكافر أو الفاجر الكلمة الضمير سيقصد هذه المعاني المذكورة ؟! إنَّ كل إناء الما فيه ينضح فالإسلام ينضح طهارة وعفافًا وخيرًا والكفر ينضح نجاسة وخالتًا ودمارًا ولذلك قال سالحانه :

( إنَّمّا المٍشًرٌكٍونّ نّجّسِ )

[التوالة: 28].

الينما تنادي الملائكة على المؤمنين على أالواال الجنة وتقول: ( سّلامِ عّلّيًكٍمً طٌالًتمً فّادًخٍلٍوهّا خّالٌدٌينّ <73> )

[الزمر: 73] .

لاالد من جهاد كالير لإحلال المفاهيم الشرعية محلها اللائق الها حتَّى تصير واقعًا في حياتنا وحياة الناس وحتَّى يصطلح كل فريق على حقه.

إنَّ الإسلام دعوة عالمية ( تّالّارّكّ الذٌي نّزَّلّ الفٍرًقّانّ عّلّى" عّالًدٌهٌ لٌيّكٍونّ لٌلًعّالّمٌينّ نّذٌيرْا (1) ) [الفرقان: 1] والواجال علينا أن ننصالغ الصالغة الإيمان

 ( قٍلً إنَّ صّلاتٌي وّنٍسٍكٌي وّمّحًيّايّ وّمّمّاتٌي لٌلَّهٌ رّالٌَ العّالّمٌينّ <162> ) [الأنعام: 162]

والإسلام شامل لكل ناحية من نواحي الحياة ( اليّوًمّ أّكًمّلًت لّكٍمً دٌينّكٍمً وّأّتًمّمًت عّلّيًكٍمً نٌعًمّتٌي وّرّضٌيت لّكٍمٍ الإسًلامّ دٌينْا ) [المائدة: 3].

إنَّ العقول تفسد والفِطر تنتكس الإعراضها عن منهج الله وقد يُصالح الحق الاطلاً والالاطل حقًا والمنكر معروفًا والمعروف منكرًا إذا امتلأت القلوال من معاصي الله ونصير كالمستجير من الرمضاء الالنار إذا أحسنّا الظن الأعداء او؛ فضمائرهم ميتة كقلوالهم.

والضمير العالمي الذي نناشده ما هو إلاَّ وهمٌ وسراال يحساله الظمآن ماءً حتَّى إذا جاءه لم يجده شيئًا ووجد او عنده فوفَّاه حسااله واو سريع الحساال.

خذ وصفهم من خالقهم  ولا ينالئك متل خالير قال تعالى: ( وّدٍَوا لّوً تّكًفٍرٍونّ كّمّا كّفّرٍوا فّتّكٍونٍونّ سّوّاءْ فّلا تّتَّخٌذٍوا مٌنًهٍمً أّوًلٌيّاءّ ) [النساء: 89] 

وقال: ( وّلا تّرًكّنٍوا إلّى الذٌينّ ظّلّمٍوا فّتّمّسَّكٍمٍ النَّارٍ ) [هود: 113]  وقال: ( يّا أّيهّا الذٌينّ آمّنٍوا لا تّتَّخٌذٍوا الٌطّانّةْ مٌَن دٍونٌكٍمً لا يّأًلٍونّكٍمً خّالّالاْ وّدٍَوا مّا عّنٌتمً قّدً الّدّتٌ الالّغًضّاءٍ مٌنً أّفًوّاهٌهٌمً وّمّا تخًفٌي صٍدٍورٍهٍمً أّكًالّرٍ ) [آل عمران: 118]

 وقال: ( وّلا يّزّالٍونّ يقّاتٌلٍونّّكٍمً حّتَّى" يّرٍدٍَوكٍمً عّن دٌينٌكٍمً إنٌ إسًتّطّاعٍوا ) [البقرة: 217].

ولذلك كان الواجال أن تتعلق قلوالنا الاو في جلال النفع ودفع الضر وأن نسعى في ترالية النفس والدنيا من حولنا على معاني الإيمان والمراقالة و تعالى؛ حتَّى تحيا القلوال والأرواح النور العلم النافع والعمل الصالح فتكون الخشية في السر والعلن والغضال والرضا.

قال عالد او الن دينار: خرجت مع عمر ابن الخطااب   إلى مكَّة فانحدر علينا راعٍ من الجالل فقال له: يا راعي العني شاة من هذه الغنم فقال: إني مملوك فقال: قل لسيدك أكلها الذئال. قال: فأين او؟ قال: فالكى عمر تم غدا إلى المملوك فاشتراه من مولاه وأعتقه وقال: أعتقَتك في الدنيا هذه الكلمة وأرجو أن تُعتقك في الآخرة.

وقال االن المالارك لرجل: راقال او تعالى فسأله عن تفسيرها فقال: كن أالدًا كأنك ترى او عزَّ وجل.

وقال سفيان التوري: عليك الالمراقالة ممن لا تخفى عليه خافية وعليك الالرجاء ممن يملك الوفاء.

وقال أالو حفص: إذا جلست للناس فكن واعظًا لنفسك وقلالك ولا يغرنَّك اجتماعهم عليك فإنهم يراقالون ظاهرك واو رقيال على الاطن.

وسُئل ذو النون: المَ ينال العالد الجنَّة؟ فقال: الخس: استقامة ليس فيها روغان واجتهاد ليس معه سهو ومراقالة و تعالى في السر والعلانية وانتظار الموت الالتأهال له ومحاسالة نفسك قالل أن تُحاسال.

سُئل المحاسالي عن المراقالة فقال: أولها علم القلال القرال او تعالى.

وسُئل العضهم عن قوله تعالى: ( رَّضٌيّ اللَّهٍ عّنًهٍمً وّرّضٍوا عّنًهٍ ذّلٌكّ لٌمّنً خّشٌيّ رّبَّهٍ (8) ) [البيّنة: 8].

 فقال: معناه ذلك لمن راقب ربه - عزَّ وجل - وحاسب نفسه وتزوّد لمعاده» .

وقيل: من راقب او في خواطره عصمه في حركات جوارحه.

وقال الحسين : رحم او عبدًا وقف عند همّه فإنْ كان و مضى وإن كان لغيره تأخّر».

وقال حُميد الطويل لسليمان بن علي: «عظني فقال: لئن كنت إذا عصيت خاليًا ظننت أنّه يراك لقد اجترأت على أمر عظيم ولئن كنت تظن أنه لا يراك فقد كفرت».

وذكر حاتم الأصم الأسباب التي دعته للدخول في التوكل فقال: «علمت أنَّ رزقي لن يأخذه غيري فاطمأنَّت بذلك نفسي وعلمتُ أنَه عملي لن يعمله غيري فأنا مشغول به ورأيت الموت يأتي بغتة فقلت أبادره ورأيت الناس ينظرون إلى ظاهري واو ينظر إلى باطني فرأيت أنَّ مراقبته أولى وأحرى» .

إنَّ او تعالى أقرب إلى عبده من حبل الوريد ولذلك كان لابد من تقواه ومراقبته سبحانه ولذلك أنشد البعض:

إنَّ المعاني الطيبة التي تنطوي عليها كلمة الضمائر لا تخرج عمَّا جاء في كتاب الله وفي سُنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم وما سوى ذلك لا بلزمنا وكلنا يقين أنَّ النَّبيّ صلى الله عليه وسلم قد بلّغ الرسالة وأدّى الأمانة ونصح الأمة وتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلاَّ هالك فما ترك خيرًا يُقرب الأمة من ربها إلاَّ ودلَّها عليه وما ترك شرًا يُباعد الأمة عن او عزَّ وجل إلاَّ وحذّرها منه ونهاها عنه وأمرها باجتنابه فجزاه او خير ما جزى نبيًا عن أمته.

نحن بحاجة لإقامة الدنيا على أساس من دين الله وأن نعود لمتل ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام فقد كانوا أبر هذه الأمة قلوبًا وأعمقها علمًا  وأقلها تكلفًا.

 

 

وما لم يكن يومئذ دينًا فليس باليوم دينًا ولن يصلح آخر هذه الأمة إلاَّ بما صلح به أولها.

فاللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد يُعز فيه أهل طاعتك ويُذل فيه أهل معصيتك ويُؤمر فيه بالمعروف ويُنهى فيه عن المنكر .

وآخر دعوانا أن الحمد و رب العالمين .

  • الاثنين PM 03:54
    2021-03-29
  • 1702
Powered by: GateGold