المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 413526
يتصفح الموقع حاليا : 267

البحث

البحث

عرض المادة

من البابية إلى البهائية

بعد أن قُتل الباب حاول الروس اختيار شخص آخر من أتباعه ليكون خليفة له، ويقول الجاسوس الروسي كنيازد الكوركي في مذكراته: قلت لميرزا حسين علي - البهاء - ونفر آخرين أن يثيروا الغوغاء بالضجيج والتظاهر ، ففعلوا وأطلقوا الرصاص على الشاه ناصر الدين. فقُبض على كثيرين ، منهم حسين علي المازندراني وبعض آخر من أصحاب السر ، فتوسطت لهم وشهدت ومعي عمال السفارة وموظفوها أن هؤلاء ليسوا بابيين ، فنجيناهم من الموت وسيرناهم إلى بغداد. وقلت لميرزا حسين علي: اجعل أنت أخاك الميرزا يحيى وراء الستر وادعوه (من يظهره الله) ، وأعطيتهم مبلغاً كبيراً فألحقت به في بغداد زوجته وأولاده وأقرباءه. فشكلوا في بغداد تشكيلات وجعلوا له كاتب وحي. وواصلت السفارة الروسية في طهران دعمها لكل من اعتنق البهائية، بل لم يكن لهم البتة مأوى سوانا.

دب الخلاف بين البابيين فتبعت جماعة حسين المازندراني وتبعت أخرى أخاه يحيى ورفضت جماعة أن تنصاع لأحد الرجلين. وبدأ النزاع بين هذه الفرق الثلاث. وتأكد لشاه إيران أن البابية رغم مقامهم في بغداد بعيدا عن حدوده ما زالوا يمثلون خطراً داهما على دولته فطلب من الحكومة العثمانية إخراجهم من العراق، فأصدرت أمرا بنفي حسين المازندراني وأخيه وأتباعهما إلى الآستانة سنة 1281هـ.

وتجمع هؤلاء في حديقة نجيب باشا والي بغداد استعداداً للرحيل فاستغل حسين المازندراني اجتماع هؤلاء وأعلن أنه الموعود الذي جاء الباب ليبشر به وأنه بهاء الله، وان الغاية من ظهور الباب أنها كانت لإعداد الناس لقدوم بهاء الله. وما أن وصل هؤلاء إلى الآستانة حتى طلب السفير الإيراني نقلهم إلى مكان بعيد عن العاصمة فنقلوا إلى أدرنة وفيها احتدم النزاع بين الأخوين فعرف أتباع يحيى بالأزليين؛ إذ صار يحيى يلقب صبح الأزل وعُرف أتباع حسين بالبهائيين إذ أطلق على نفسه لقب بهاء الله.

وحاول حسين القضاء على أخيه بدس السم له كما حاول قتله غيلة مما حدا بالحكومة إلى نفي يحيى إلى قبرص ونفي حسين إلى عكا في فلسطين وقد عمدت الحكومة العثمانية إلى إقامة عيون على كل واحد من الأخوين من أتباع الآخر.

وما أن وصل حسين إلى عكا واستمر في سجنها حوالي أربعة أشهر حتى امتدت الأيدي الماسونية والصهيونية لإمداده بالمال الوفير وتهيئته للدعوة لدينه الجديد، وأطلق سراحه من السجن فاستقبل مع أتباعه استقبالا حافلا من قبل اليهود الذين دعموه بالمال وخالفوا فرمانات الباب العالي القاضية بفرض الإقامة الجبرية عليه وأسكنوه قصرا يعرف باسم "البهجة" وفي عكا ما لبث أن دبّر مؤامرة لأتباع أخيه فأبادهم ليلاً بالحراب والسواطير مما حمل الحكومة على اعتقال البهائيين في أحد معسكرات عكا. كما وضع أتباعه في منزل آخر وأذن لأتباعه ولغيرهم في زيارته والتحدث إليه.

بدأ حسين المازندراني بدعوى أنه وصي الباب ثم زعم أنه المسبح قد نزل ثم ادعى لنفسه النبوة ثم زاد في تبجحه وادعى إنه إله السماوات والأرض زاعماً أن الحقيقة الإلهية لم تنل كمالها الأعظم إلا بتجسدها فيه. وقد أمدته الصهيونية بلقب بهاء الله الموجود في المزامير إذ قد ردد فيها (أن السماوات تحكي عن بهاء الله) فزعم أو زعموا له أنه هو هذا البهاء وأنه مظهر الله الأكمل، وأنه موعود كل الأزمنة ومجيئه الساعة الكبرى وقيامه القيامة والانتماء إليه هو الجنة ومخالفته هي النار، حتى وصل به الحال إلى ادعاء الألوهية ووضع برقعا على وجهه؛ بزعم أنه لا يجوز لأحد أن يطلع على بهاء الله !!

 وأخذ ينسخ من البابية ما لا يوافق هواه ، وألف الإتقان والإشتراقات ومجموعة الألواح والأقدس المطبوع ببغداد لأول مرة عام 1349هـ ، في 52 صفحة وهو أهم كتاب عندهم وهو في نظرهم أقدس من جميع الكتب المقدسة وقد حشاه بالآراء المضطربة والأقوال المتناقضة ، ولم يخرج في جملته عن مثل ضلالات شيخه الباب.

 

- هلاك حسين المازندراني :

استمر حسين المازندراني في نشر افتراءاته بدعم المؤسسات الماسونية والصهيونية، التي اتخذته مطية لتحقيق أهدافها. وفي أواخر حياته أصيب بالجنون فحبسه ابنه عباس حتى لا يراه الناس وتكلم باسمه، إلى أن أنهكته الحمى فهلك في مايو 1892. وقيل أنه قتل على يد بعض البابيين فتولى "عباس أفندي"، أكبر أولاده الذي كان قد سماه (عبد البهاء) زعامة البهائيين. وكان قبل هلاكه قد جمع وصف الألوهية له ولولده هذا؛ إذ كتب له يقول: من الله العزيز الحكيم إلى الله اللطيف الخبير"، كما كان يلقبه بالفرع العظيم المتشعب من الأصل القديم. وقد ترك وراءه من زوجتيه أربعة أبناء وثلاث بنات.

  • الاربعاء AM 04:28
    2021-02-10
  • 1511
Powered by: GateGold