المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 412212
يتصفح الموقع حاليا : 347

البحث

البحث

عرض المادة

نبذة تاريخية عن البهائية

البهائية وليدة البابية وليدة الشيخية وليدة الباطنية كما قدمنا ، بدأت بذور البهائية تبذر فى مجالس الفرقة الشيخية التى أسسها الشيخ(أحمد الإحسائي) وهو أحمد بن زين الدين بن إبراهيم الإحسائي الذي ولد بالمطير قرية من قرى الإحساء في شهر رجب سنة 1166هـ، وتوفي سنة 1241وكان متعمقا فى العقيدة الشيعية الاثنى عشرية و متأثرا بالفلاسفة و الصوفية تأثرا بالغا وكان من غلاة الباطنية وله أفكار خارجة عن الإسلام يظهر فيها الاعتقاد بالحلول وذلك في مثل قوله: إن الله تجلى في علي وأولاده الأحد عشر، ومثل قوله الآخر: إن علياً وأولاده مظاهر الله، وأنهم أصحاب الصفات الإلهية والنعوت الربانية تعالى الله عن قوله وكان ينكر المعاد والبعث و يدعى أنه يسير بتوجيه الأئمة له و قد تعلق كثيرا بعقيدة المهدي و كان يؤمن هو و تلاميذه أن المهدي يعيش فى حالة ( هورقليائية) أى روحية لطيفة و ليس مادة جسدية عادية و ان ظهوره قد اقترب و نسب إليه أنه قال:

" فلينظر الناس حولهم إذ أن المهدي بينهم" و كان يزعم أن المهدي سيحل في أي رجل كان فيكون له صفة الباب وقد لاقت دعوته صدى فى قلوب الكثيرين و كان من أبرز تلاميذه رجل يسمى (كاظم الرشتي).

كاظم الرشتي:

وكاظم الرشتي قال عنه بعض الباحثين أنه قس نصراني ادعى الإسلام و سمى نفسه الرشتي نسبة إلى رشت قرية من قرى إيران بالرغم من أن أهل رشت لا يعرفون عنه شيئا .

تحمل الرشتي عقيدة قرب ظهور المهدي عن شيخه أحمد الإحسائي و أن المهدي يعيش بين الناس فى حالة روحية لطيفة و يتضح هنا التشابه بين عقيدته فى المهدى و بين عقيدة النصارى فى المسيح و هى عقيدة اللاهوت و الناسوت ، برز الرشتي بين تلاميذ الإحسائي حتى صار رئيسا للشيخية بعد وفاة شيخه وظل يعمل على نشر هذه العقيدة و غرسها فى صدور تلاميذه ، وكان من أخبث هؤلاء التلاميذ ثلاثة:

1ـ حسين البرشوئي : من بشرويه إحدى قرى خراسان سماه الرشتي كبير التلاميذ و كان له دورا رئيسيا فى تأسيس البابية.

2ـ فاطمة بنت صالح القزويني ( قرة العين ) : ومن أسمائها ( زرين تاج) كانت فصيحة اللسان خطيبة مؤثرة ولكن كم من ذى وجه صبيح و لسان فصيح غدا فى النار يصيح فلن يغنى عنها جمالها ولا لسانها من الله شيئا إذ كانت إباحية فاجرة  قال الله تعالى ((وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون))1.  كتب خالد القشطيني الكاتب بجريد الشرق الأوسط  أن الباحث العراقي الأستاذ د.علي الوردي التقى ببعض من يتذكرونها من العراقيين وسألهم عنها وعن وعظها، فقالوا: " أوه! هذه قرة العين كانت قـ....ة! مجرد عاهرة ساقطة".

كانت قرة العين قد درست العلوم الشيعية على أبيها ثم مالت إلى الشيخية بواسطة عمها( الملا على الشيخي ) ثم راسلت كاظم الرشتي و تركت زوجها من غير طلاق و قال البعض أنه طلقها و تبرأ منها هو و أولادها و سافرت إلى كربلاء حيث لزمت مجالس الرشتي و صارت بعدها من أجرأ تلاميذه على إعلان الخروج على الإسلام و الدعوة إلى شيوعية النساء و المال و لما بدأت تطبيق هذه المبادئ علنا مع بعض تلاميذ الرشتي لقبوها بالطاهرة !!

 

3 – على محمد الشيرازى :

نسبة الى " شيراز". ولد عام 1819م , مات أبوه و هو صغير فكفله خاله على الشيرازى و لاحظ أنه بدأ يخرج عن مبادىء المذهب الاثنى عشري كان يمارس بعض الرياضات الصوفية حتى أصابه الهزال و قيل كانت تصيبه فى بعض الأحيان لوثة عقلية فأرسله خاله الى كربلاء يطلب له الشفاء و هناك تلقفه الشيخية و لزم مجلسهم و تشبع بفكرة قرب خروج المهدى.

 

و بعد موت كاظم الرشتى سنة1259ھ – 1843م رحل على محمد الشيرازى الى شيراز فلحق به حسين البشروئى كبير التلامذة و أقنعه أن كاظم الرشتى كان يشير الى أن على محمد رضا الشيرازى يمكن أن يكون هو الباب و أن البشروئى هو باب الباب.

 

و كان يساعد البشروئى  فى غرس هذه الفكرة فى ذهن الشيرازى الجاسوس الروسى " كنيازى دلكورچى" الذى تظاهر بالإسلام و واظب على حضور مجالس الرشتى و فيها تعرّف على علىّ محمد رضا الشيرازى , و كان كنيازى دلكورچى أو "عيسى اللنكرانى" كما سمّى نفسه يحرص على إلقاء فكرة أنّ علىّ  رضا هو الباب فى ذهن علىّ رضا و فى ذهن بقية التلاميذ , و هذا ما اعترف به الجاسوس نفسه فى مذكراته التى نشرت فى مجلة الشرق السوفيتية 1924-1925م .

 

و يصف الجاسوس نصائحه إلى السيد علىّ رضا الشيرازى بعدما أوحى إليه أنّه الباب فيقول : " إن الناس يقبلون منك كل ما تقول من رطب و يابس و يتحمّلون عنك كل ما تقول و لو قلت بإباحة الأخت و تحليلها للأخ فكان السيد يصغى و يسمع , و طفق كل من الميرزا حسين علىّ - الذى سُمّى بعد ذلك بالبهاء وكان من تلاميذ الشيرازى كما سيأتي- و أخوه الميرزا يحيى نوري (صبح أزل) و الميرزا علىّ رضا الشيرازىّ ونفرٌ من رفقتهم يأتونني مجدَّداً و لكن مجيئهم كان من باب غير معتاد فى السفارة".

و لفظ الباب أى (الواسطة الموصّلة إلى الحقيقة الإلهية) . وهو مصطلح شيعي شائع عند الشيعة الإمامية التى ظهرت بينها هذه البدعة المهلِكة المأخوذة من أكذوبة على الرسول صلى الله عليه وسلم( أنا مدينة العلم و على بابها) فما توفى على بن أبى طالب رضى الله عنه حتى صنعوا له بدلا من الباب ألف باب وكذاب.

 

و بالفعل وافقت إيحاءات حسين البشروئي و الجاسوس كنيازى دلكورچى ما فى نفس الشيرازىّ من هوى وصدق الله إذ يقول ( و إن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم)و قال سبحانه (شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا) فأعلن الشيرازي أنه الباب و طار بها البشروئي فى الافاق يعلن أنّه رأى الباب و أنّه هو باب الباب.

و اجتمع علىّ الشيرازىّ عند إعلان أنّه الباب مع سبعة عشر رجلاً و امرأة هى قرة العين و كان هؤلاء هم صفوة الطائفة الذين يصلحون لزعامتها فى نظره فكانوا جميعاً به تسع عشرة نفساً , لذلك قدّسوا الرقم 19 فجعلوا السنة 19 شهراً و الشهر 19 يوماً . و ما لبث الميرزا على محمد رضا الشيرازي - بعد أن ادعى أنّه باب المهدي – أن ادعى أنّه هو المهدىّ و سمّى نفسه " قائم الزمان " ثم ادّعى بعدها أنّه رسول  بل أعظم من جميع الرسل و أنّه الممثل الحقيقي لجميع الرسل و الأنبياء فهو نوح يوم بُعث نوح و هو موسى يوم بُعث موسى وهو عيسى يوم بُعث عيسى و هو محمد يوم بُعث محمد عليه الصلاة و السلام , و ألّف كتاب ( البيان ) و ادعى أنّه وحىّ و أنّه ناسخ لما قبله و أنه جاء ليجمع بين اليهودية و المسيحية و الإسلام و أنّه لا فرق بينهم , و ملأ كتابه بالضلالات و الخرافات و السخافات مثل قول(( تبارك الله من شمخ مشمخ شميخ، تبارك الله من بذخ مبذخ بذيخ، تبارك الله من بدء مبتدأ بديء، تبارك الله من فخر مفتخر فخير، تبارك الله من قهر مقهر قهير، تبارك الله من غلب مغتلب غليب. إلى أن يقول: وتبارك الله من وجود موجود جويد)) فلما وجد من يتبعه من أراذل الناس وسقطتهم ادعى أن الله حل فيه أى إتخذ من جسده مكانا يسكنه و يظهر من خلاله لخلقه تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.

حينئذ ثار العلماء فى شيراز على دعاة البابية فقبض على الباب و أحضر من بوشهر إلى مجلس الحاكم فخر على الأرض ترتعد فرائضه فلطمه الحاكم و بصق فى وجهه ثم رمى به فى السجن سنة 1847م ، بعد ذلك أراد الحاكم أن يختبره بنفسه فأحضره من السجن و أظهر له أنه يأسف على ما بدر فأنطلق الإله المغرور يعد الحاكم بأنه سيجعله سلطانا على الدولة العثمانية حينما تدين الدنيا كلها له و لأتباعه ، ثم فوجئ الباب بوجود جمع من العلماء فى القصر ففزع و ارتبك و لكن الحاكم أوهمه أنه إنما جمعهم هنا لنصرته و تأييد دعوته فبدأ الباب يفصح عن مذهبه حتى قال للعلماء " إن نبيكم لم يخلف لكم بعده غير القرآن فهاكم كتاب البيان فاتلوه تجدوه أفصح عبارة من القرآن " و لما أطلع العلماء عليه وجدوه كفرا بواحا و وجدوا به أخطاء فاحشة فى اللغة فلما كلموه فيها ألقى اللوم على الوحى الذى جاء بها هكذا !

وهنا أمر الحاكم بتعليقه من رجليه و ضربه حتى أعلن توبته تخلصا مما هو فيه و فرارا من القتل و رضى أن يطاف به فى الأسواق على دابة شوهاء ثم أعيد إلى السجن بشيراز .

ولكن الروس تدخلوا لإطلاق سراحه فاتصل الجاسوس الروسي دالكورجي بجاسوس روسي أخر هو ( منوجهر خان الأرمني ) الذى كان مقربا للشاه بعدما تظاهر بإعلان إسلامه و تمكن من تخليصه و تهريبه إلى أصفهان فلما مات منوجهر الأرمني عثر على الباب فى قصره فقررت الحكومة نفيه إلى قلعة  (جهريت) بمدينة ماكو الإيرانية.

فى ذلك الوقت اجتمع زعماء البابية بدشت و على رأسهم باب الباب حسين البشروئي و قرة العين و حسين على النوري المازندراني الذى لقب بعد ذلك ببهاء الله ، و جعلوا الدعوة الظاهرة للمؤتمر هو التفكير فى الوسائل الممكنة لإخراج الباب من السجن و كان المقصود الحقيقي من هذا المؤتمر  هو إعلان نسخ الدين الإسلامي و فى هذا المؤتمر خطبت قرة العين خطبتها الإباحية المشهورة التى دعت فيها إلى شيوعية النساء والمال حيث قالت "ومزقـوا هذا الحجاب الحاجز بينكم وبين نسائكم بأن تشاركوهن بالأعمال واصلوهن بعد السلوة وأخرجوهن من الخلوة إلى الجلوة فما هن إلا زهرة الحياة الدنيا وإن الزهرة لا بد مـن قطفها وشمها لأنها خلقت للضم والشم ولا ينبغي أن يعد أو يحد شاموها بالكيف والكـم فالزهرة تجنى وتقطف وللأحباب تهدى وتتحف" وسيأتيك نص هذه الخطبة كاملا عند بيان عقيدة البهائية .

بعد هذا المؤتمر ثارت ثائرة رجال الدين و الدولة فى إيران و حكم على الشيرازى بالإعدام رميا بالرصاص بعد مناقشة اعترف فيها أنه أتى بدين جديد ـ فى زعمه ـ أعدم فى مدينة تبريز أمام حشد كبير من الناس و قبل إعدامه تبرأ منه كاتب وحيه و بصق فى وجهه وأعلن توبته فأفرج عنه .

و كان هلاك عدو الله على محمد رضا الشيرازي مؤسس البابية فى يوم 27 شعبان 1266هـ الموافق 8 يوليو 1850م  لتبدأ بعدها صفحة جديدة مظلمة و هى مولد البهائية .

 

1  المنافقون : 4

  • الاربعاء AM 04:07
    2021-02-10
  • 1514
Powered by: GateGold