المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 409007
يتصفح الموقع حاليا : 239

البحث

البحث

عرض المادة

ادعاء أن أحاديث أبي هريرة كلها "إسرائيليات"

ادعاء أن أحاديث أبي هريرة كلها "إسرائيليات"(*)

مضمون الشبهة:

يدعي بعض المغرضين أن أحاديث أبي هريرة - رضي الله عنه - كلها إسرائيليات([1])، ويستدلون على ذلك بما يأتي:

  • أن أبا هريرة كان يروي الإسرائيليات عن كعب الأحبار وغيره على أنها أحاديث نبوية.
  • أنه كان يعرض الأحاديث على كعب الأحبار ليعرضها على التوارة.
  • أن كعب الأحبار كان يخدعه ويكذب عليه.
  • أن هروى عن عبدالله بن سلام وهوإسرائيلي لم يسلم.

رامين من وراء ذلك إلى الطعن في مرويات أبي هريرة - رضي الله عنه - أكثر الصحابة رواية؛ مما يشكك في السنة النبوية وحجيتها.

وجوه إبطال الشبهة:

1) لم يثبت قط عن أبي هريرة أنه جعل رواية إسرائيلية حديثا نبويا؛ بل كان ينسب كل ما يسمعه إلى قائله، ولا يعقل بحال أن يحذر من الكذب على رسول الله وفي الوقت ذاته يكذب عليه!!

2) إن الصحابة - وعلى رأسهم أبو هريرة - مجمعون على الحذر من روايات أهل الكتاب، فكانوا يردون بعض أخبارهم التي لا تتفق مع ما سمعوه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكيف يدعي المغرضون أن أحدهم كان يعرض الحديث على التوراة؟! والقاعدة في ذلك: تصديق ما صدقه الإسلام، وتكذيب ما كذبه، والتوقف فيما لا يعلم تصديقه أو تكذيبه.

3) إن جمهور المحدثين مجمعون على أن كعب الأحبار - رضي الله عنه - من الرواة الثقات الذين تقبل روايتهم، فلم يعلم عليه كذب قط؛ وهذا ما جعل كبار الصحابة غير أبي هريرة يروون عنه.

4) إن عبد الله بن سلام أحد الصحابة العلماء الثقات الذين بشرهم الرسول - صلى الله عليه وسلم - بالجنة بعد أن أعلن إسلامه وحسنت سيرته، فكيف يكون مخادعا ولا يعلم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بحاله كما علم بحال المنافقين؟!

التفصيل:

 أولا. تفريق أبي هريرة بين الرواية الإسرائيلية والحديث النبوي:

لم يثبت قط عن أبي هريرة الزاهد الورع أنه روى رواية إسرائيلية ونسبها إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - على أنها حديث نبوي، ولقد وجد الصحابة والتابعون في أبي هريرة - رضي الله عنه - صحابيا، حافظا، محققا، مدققا، إذا ناقشه أحد ثبت أنه الحافظ، وإذا روجع في مسألة ثبت أنه الراسخ، ولم يجربوا عليه خطأ ولا كذبا، وإنما وجدوا فيه عكس ذلك، يتحرى ويحتاط، يعظم حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كل الإعظام([2]).

إنه أحد رواة حديث تحريم الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقد أخرج البخاري ومسلم عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «ومن كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار»([3]).

ولا يمكن لإنسان أن يتصور أبا هريرة الذي عرفناه في أمانته وصدقه وإخلاصه يروي هذا الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم يكذب على لسان الرسول - صلى الله عليه وسلم - وينسب ما يقوله كعب أو غيره إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ولا سيما أن كعب الأحبار لم يلق النبي صلى الله عليه وسلم، فإن كان أبو هريرة وابن عباس قد سمعا من كعب ورويا عنه، فإنما رويا أخبار الأمم الماضية وعزواها إليه([4]).

ولقد كان أبو هريرة مستحضرا هذا الحديث عند كل كلمة ينقلها عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يذكر نفسه به، ويذكر غيره به حتى إنه كان يذكره في أول أحاديثه([5])، فدائما ما كان يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبو القاسم الصادق المصدوق: «من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار».

والمشهور عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه كان يعزو كل ما يحدث به عن غير النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى قائله، فبالأحرى أن يبين حديث كعب وينص على أنه من قوله.

يقول ابن حجر العسقلاني عندما تعرض لحديث أبي هريرة عن كعب في ساعة الجمعة: "رواه يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال: «خير يوم طلعت فيه الشمس...» الحديث. وفيه قالها وقلنا: أمن رسول الله سمعت هذا: قال: بل حدثنيه كعب الأحبار"([6]).

فهذا أبو هريرة ينسب كل رواية رواها إلى قائلها، فهل بعد ذلك نصدق من يدعي أنه كان يكذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويروي الإسرائيليات وينسبها إلى الرسول؟!

وربما يخلط بعض السامعين بين ما يرويه أبو هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وما يرويه من القصص عن كعب الأحبار، وفي هذا قال بسر بن سعيد: "اتقوا الله، وتحفظوا من الحديث، فوالله لقد رأيتنا نجالس أبا هريرة، فيحدث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويحدثنا عن كعب، ثم يقوم فأسمع بعض من كان معنا يجعل حديث رسول الله عن كعب، أو يجعل حديث كعب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم "([7]).

فإذا كان بعض السامعين يخطئ في نسبة ما سمع من أبي هريرة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فما ذنب أبي هريرة في ذلك؟!

وليس في تحديث أبي هريرة عن كعب أي حرج أو مانع طالما أنه لم ينسبه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وقد سمح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بذلك فقال: «حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج»([8]).

ولكن ليس لأحد أن يزعم أنه كان ينسب ما يحدث به عن كعب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ([9]).

ومما ينبغي الإشارة إليه أن ذلك الخلط بين الإسرائيليات وبعض الأحاديث من المتلقين عن أبي هريرة - على ندرته لم يكن إلا من واحد أو اثنين ولم يكن في كل ما سمعوه، فربما اختلط عليهم الحديث والحديثان، وكان جمهور السامعين يصححون لمن اختلط عليه حديث أو حديثان ولايتركونه؛ لأنهم كانوا يتذاكرون المرويات فيما بينهم فيخطئ بعضهم بعضا ويصوب بعضهم بعضا، وكان ذلك يحدث مرارا، بل كانوا يراجعون أبا هريرة ويتثبتون منه مرارا؛ حتى لا يظن ظان أن ما اختلط على راو في حديث أو حديثين قد أخذ هكذا وتناقله الرواة دون الانتباه إليه!

وبهذا يتضح أن الطعن في أبي هريرة مقصود لذاته؛ لأنه أكثر الصحابة رواية للسنة، والطعن فيه هو طعن في السنة كلها، وهذا لا يستقيم في منهج البحث، كما يظهر بجلاء براءة أبي هريرة من افتراءات الأفاكين.

ثانيا. موقف الصحابة ومنهم أبو هريرة من روايات أهل الكتاب:

 قبل أن نبدأ في بيان موقف الصحابة مما نسب إليهم كذبا أنهم كانوا يستعينون بأحاديث أهل الكتاب، لابد أن نذكر آراء العلماء في هذه الأحاديث:

يقول ابن حجر في قوله صلى الله عليه وسلم: «وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج»: أي لا ضيق عليكم في الحديث عنهم، وقيل: معنى «لا حرج»، أي: لا تضيق صدوركم بما تسمعونه عنهم من الأعاصيب فإن ذلك وقع لهم كثير، وقيل: لا حرج في أن لا تحدثوا عنهم؛ لأن قوله أولا «حدثوا» صيغة أمر تقتضي الوجوب، فأشار إلى عدم الوجوب، وأن الأمر فيه للإباحة بقوله: «لا حرج» أي في ترك التحديث عنهم، وقيل: المراد رفع الحرج عن حاكي ذلك؛ لما في أخبارهم من الألفاظ الشنيعة، نحو قولهم كما حكى القرآن: )فاذهب أنت وربك فقاتلا( (المائدة: ٢٤)، وقولهم: )اجعل لنا إلها( (الأعراف: ١٣٨(، وقال مالك: المعنى: جواز التحدث عنهم بما كان من أمر حسن، أما ما علم كذبه فلا، وقيل: المعنى: حدثوا عنهم بمثل ما ورد في القرآن والحديث الصحيح.

وقال الشافعي: من المعلوم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يجيز التحدث بالكذب، فالمعنى: حدثوا عن بني إسرائيل بما لا تعلمون كذبه، وأما ما تجوزونه فلا حرج عليكم في التحدث به عنهم"([10]).

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "ولكن هذه الأحاديث الإسرائيلية التي تذكر للاستشهاد هي على ثلاثة أقسام:

أحدها: ما علمنا صحته بما بأيدينا مما يشهد له بالصدق فذاك صحيح.

والثاني: ما علمنا كذبه بما عندنا مما يخالفه.

والثالث: ما هو مسكوت عنه لا من هذا القبيل ولا من هذا القبيل فلا نؤمن به ولا نكذبه وتجوز حكايته لما تقدم"([11]).

وقال ابن كثير الدمشقي: "ولسنا نذكر من الإسرائيليات إلا ما أذن الشارع في نقله مما لا يخالف كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وهو القسم الذي لا يصدق ولا يكذب بما فيه بسط لمختصر عندنا، أو تسمية لمبهم ورد في شرعنا مما لا فائدة في تعيينه لنا، فنذكره على سبيل التحلي به لا على سبيل الاحتياج إليه والاعتماد عليه، وإنما الاعتماد والاستناد على كتاب الله وسنة ورسوله - صلى الله عليه وسلم - مما صح نقله، أو حسن، وما كان فيه ضعف نبينه"([12])، هذه أقوال السلف في بعض الإسرائيليات الموجودة عندنا، أما الصحابة فمما لا شك فيه أن صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كانوا أحرص الناس على امتثال أوامر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتوجيهاته، وبخاصة ما كان يرجع من ذلك إلى أمر دينهم.

ولا شك أن نفرا منهم كانوا يرجعون إلى بعض من أسلم من أهل الكتاب، يأخذون عنهم بعض ما عندهم من جزيئات الحوادث التي عرضت لها كتبهم بتفصيل، وعرض لها القرآن الكريم بإيجاز وإجمال.

غير أن الصحابة - رضي الله عنهم - كانوا في رجوعهم إلى أهل الكتاب يسيرون على المنهج القويم الذي رسمه لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذلك الميزان الشرعي الدقيق الذي استخلصوه من أحاديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في شأن الرجوع إلى أهل الكتاب، فلم يكن سؤالهم لأهل الكتاب عن كل شيء، ولم يكونوا يصدقونهم في كل شيء - كما يقول منكرو السنة ومن جرى في ركابهم - بل كانوا يسألون عن أشياء لا تعدو أن تكون توضيحا لقصة من قصص القرآن، وبيانا لما أجمل منها.

فإن ألقوا إليهم بشيء من ذلك تلقوه في حرص وحذق، وتفرسوه في دقة وروية فما كان منه على وفق شرعنا صدقوه، وما كان على خلافه كذبوه ورفضوه، وما كان مسكوتا عنه في شرعنا ومترددا بين احتمال الصدق والكذب توقفوا فيه فلا يحكمون عليه بصدق ولا بكذب ما دام يحتمل كلا الأمرين؛ امتثالا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم، )وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم( (العنكبوت: ٤٦)» ([13]).

وتعلما من هذا الموقف الذي علم فيه النبي - صلى الله عليه وسلم - عمر بن الخطاب والأمة من بعده والذي رواه جابر بن عبد الله: «أن عمر بن الخطاب أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - بكتاب أصابه من بعض أهل الكتاب فقرأه النبي - صلى الله عليه وسلم - فغضب، فقال: أمتهوكون فيها يا ابن الخطاب؟! والذي نفسي بيده، لقد جئتكم بها بيضاء نقية، لا تسألوهم عن شيء فيخبروكم بحق فتكذبوا به أو بباطل فتصدقوا به، والذي نفسي بيده لو أن موسى - صلى الله عليه وسلم - كان حيا ما وسعه إلا أن يتبعني»([14]).

كذلك لم يسأل الصحابة - رضي الله عنهم - أهل الكتاب عن شيء مما يتعلق بالعقيدة أو يتصل بالأحكام التي لهم، اكتفاء بما عندهم في ذلك، اللهم إلا ما كان من سؤالهم لغرض الاستشهاد والتأكيد لما جاء به القرآن الكريم، وإلزام المعاندين الحجة بشهادة ما في أيديهم من الكتاب.

كذلك كانوا لا يعدلون عما ثبت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من ذلك إلى سؤال أهل الكتاب؛ لأنه إذا ثبت الشيء عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - فليس لهم أن يعدلوا عنه إلى غيره، كما كانوا لا يسألون عن الأشياء التي يشبه أن يكون السؤال عنها نوعا من اللهو والعبث، ولقد بلغ الأمر بالصحابة أنهم كانوا إذا سألوا أهل الكتاب عن شيء فأجابوا عنه خطأ ردوا عليهم خطأهم وبينوا لهم وجه الصواب فيه([15]).

فمن ذلك ما رواه البخاري عن أبي هريرة - رضي الله عنه - «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذكر يوم الجمعة فقال: وفيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله تعالى شيئا إلا أعطاه إياه»([16]).

فنجد أبا هريرة - رضي الله عنه - يسأل كعب الأحبار عن هذه الساعة، فيجيبه كعب بأنها في جمعة واحدة من السنة، فيرد عليه أبو هريرة قوله هذا، ويبين له أنها في كل جمعة، فيرجع كعب إلى التوارة فيرى الصواب مع أبي هريرة - رضي الله عنه - فيرجع إليه([17])، وفي هذا رد على زعم المفترين أن أبا هريرة كان يأخذ الإسرائيليات عن كعب ويرويها على أنها أحاديث، بل هو الذي استدرك على كعب الأحبار وصحح له، ويظهر - أيضا - منه صحة قول أبي هريرة وقوة حفظه.

كما نجد أبا هريرة - أيضا - يسأل عبد الله بن سلام عن تحديد هذه الساعة ويقول له «أخبرني ولا تضن علي، فيجيبه عبد الله بن سلام بأنها آخر ساعة في يوم الجمعة، فيرد عليه أبو هريرة - رضي الله عنه - بقوله: كيف تكون آخر ساعة في يوم الجمعة، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله تعالى شيئا إلا أعطاه إياه" وتلك الساعة لا يصلى فيها؛ فيجيبه عبد الله بن سلام: ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم: من جلس مجلسا ينتظر الصلاة فهو في صلاة حتى يصلي»([18])([19]).

فمثل هذه المراجعة التي كانت بين أبي هريرة وكعب تارة، وبينه وبين ابن سلام تارة أخرى، تدلنا على أن الصحابة عامة، وأبا هريرة خاصة كانوا لا يقبلون كل ما يقال لهم، بل كانوا يتحرون الصواب ما استطاعوا، ويردون على أهل الكتاب أقوالهم إن كانت لا توافق وجه الصواب.

ومهما يكن من شيء فإن الصحابة - رضي الله عنهم - لم يخرجوا عن دائرة الجواز التي حددها لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا عما فهموه من الإباحة في قوله صلى الله عليه وسلم: «بلغوا عني ولو آية، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار»([20]).

وهذا كله يدحض افتراء الطاعنين على أبي هريرة ورميه بغفلة وسذاجة استغلها كعب فيه، فاتخذ منه داعية لأفكار يهودية مسمومة يبثها بين المسلمين.

فمعاذ الله أن يكون أبو هريرة ساذجا حتى يجعل منه معولا هداما للإسلام ومقدساته.

وكيف يكون ساذجا مغفلا من كان يتصدى للفتوى، ويجلس له مشاهير الصحابة يأخذون عنه حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كابن عباس، وابن عمر، وجابر بن عبد الله، وأنس بن مالك؟!

أم كيف يكون ساذجا مغفلا من جعله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حارسا على أموال الزكاة، ومن ولاه عمر - رضي الله عنه - إمارة البحرين مرة وعرضها عليه أخرى فأبى؟ وعمر هو ذاك الرجل العبقري الملهم كما شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم ([21]).

ويكفينا هذا شاهدا على أن أبا هريرة - رضي الله عنه - لم يكن مغفلا ولا ساذجا، ولم يكن يقبل من روايات أهل الكتاب إلا ما يوافق الكتاب والسنة، بل تدل من بعض مراجعاته لكعب الأحبار وعبد الله بن سلام أنها - بحق، أمارة حذقه ودقته، ودليل خبرته وفطنته، إنما السذاجة من المفترين حينما يفترون الكذب على أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويظنون أن ذلك ينطلي على أحد من الناس.

ثالثا. كعب الأحبار من الرواة الثقات:

إذا ما تتبعنا حياة كعب الأحبار في الإسلام، ورجعنا إلى مقالات بعض أعلام الصحابة فيه، وأحصينا من تحمل منهم عنه وروى له، ومن أخرج له من شيوخ الحديث في مصنفاتهم لوجدنا فيه ما يدحض هذه الفرية، ويشهد للرجل بقوة دينه وصدق يقينه، وأنه طوى نفسه على الإسلام المحض والدين الخالص([22]).

يقول عنه الإمام الذهبي في السير: "هو كعب بن مانع الحميري اليماني العلامة الحبر، كان حسن الإسلام متين الديانة، من نبلاء العلماء"([23]).

وروى خالد بن معداء، عن كعب الأحبار، قال: "لأن أبكي من خشيته أحب إلي من أن أتصدق وزني ذهبا"([24]).

وقال عنه ابن حجر في تقريب التهذيب: "كعب بن مانع الحميري، أبو إسحاق المعروف بكعب الأحبار ثقة، مخضرم"([25]).

وعن توضيح قول معاوية بن أبي سفيان عن كعب الأحبار: «إن كان من أصدق هؤلاء المحدثين الذين يحدثون عن أهل الكتاب، وإن كنا - مع ذلك - لنبلو عليه الكذب»([26]) - يقول عياض: "الضمير في "نبلو عليه" يعود على الكتاب، ويصح عوده على كعب وعلى حديثه، وإن لم يقصد الكذب ويتعمده، إذ لا يشترط في مسمى الكذب التعمد، بل هو الإخبار عن الشيء بخلاف ما هو عليه، وليس فيه تجريح لكعب بالكذب، وقال ابن الجوزي: إن بعض الذي يخبر به كعب عن أهل الكتاب يكون كذبا لا أنه يتعمد الكذب، وإلا فقد كان كعب من أخيار الأحبار"([27]).

ولقد أسلم كعب - على المشهور - في خلافة عمر - رضي الله عنه - وسكن المدينة، وصحب عمر، وروى عنه، وشارك في غزو الروم في خلافة عمر رضي الله عنه، وعمر - رضي الله عنه - كان عبقريا ملهما، فلا يعقل أن يساكن كعبا في المدينة، ويصاحبه ويكتبه في جيش المسلمين لغزو الروم وهو مخدوع فيه وفي إسلامه([28]).

ولقد كان كعب على مبلغ عظيم من العلم، وكان له بالثقافة اليهودية والثقافة الإسلامية معرفة واسعة، ولغزارة علمه وكثرة معارفه لهج بعض أعلام الصحابة بالثناء عليه، فهذا أبو الدرداء يقول عنه: "إن عند ابن الحميرية لعلما كثيرا"([29]).

وهذا معاوية بن أبي سفيان يثني عليه فيقول: "ألا إن كعب الأحبار أحد العلماء، إن كان عنده لعلم كالثمار، وإن كنا فيه لمفرطين"([30]).

إن جمهور العلماء على توثيق كعب، ولذا لا نجد له ذكرا في كتب الضعفاء والمتروكين، وما كان لمنصف أن يخدش عدالته أو يشكك في كونه ثقة بعد ما ثبت من رواية أعلام الصحابة عنه كأبي هريرة وعبد الله بن عمر وعبد الله بن الزبير، ولم يكن هؤلاء ولا كل من روى عنه سذاجا ولا مخدوعين فيه، وإنما أيقنوا أنه صدوق فيما يروي فرووا عنه.

وإذا كان مسلم بن الحجاج قد أخرج له في صحيحه، وكذا أخرج أبو داود والترمذي والنسائي، فهذا دليل على أن كعبا كان ثقة غير متهم عند هؤلاء جميعا؛ وتلك شهادة كافية لرد كل تهمة تلصق بهذا الحبر الجليل([31]).

رابعا. عبد الله بن سلام أحد الصحابة العلماء المشهود لهم بالجنة:

إن هذا الصحابي الجليل من أفراد بني إسرائيل الذين أسلموا لما قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة، وله فضائل جمة عقد لها أئمة الحديث أبوابا في مصنفاتهم.

من ذلك ما رواه الإمام مسلم في صحيحه من حديث عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال: «ما سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول لحي يمشي إنه في الجنة إلا لعبد الله بن سلام»([32]).

وروى من حديث قيس بن عباد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال عنه: «يموت عبد الله وهو آخذ بالعروة الوثقى»([33])، وترجمته وفضائله مبسوطة عند علمائنا:

يقول عنه الإمام الذهبي أنه: "ابن الحارث الإمام الحبر، المشهود له بالجنة، أبو الحارث الإسرائيلي حليف الأنصار، من خواص أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم "([34]).

ومعاذ الله أن يكون عبد الله بن سلام دسيسة على المسلمين، وأن يكون قد أسلم خداعا؛ لينفث سمومه بينهم، لأنه لو كان كذلك لكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أول المخدوعين فيه يوم أن جاءه مسلما.

 ثم معاذ الله - لو خدع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أول الأمر - أن يظل مخدوعا، وأن يتخلى الله عن نبيه فلا ينبهه إلى هذه الخديعة وخطرها في الوقت الذي لا يزال القرآن ينزل عليه، ويكشف له أحوال المنافقين وخباياهم، كما قال سبحانه: )يحذر المنافقون أن تنزل عليهم سورة تنبئهم بما في قلوبهم قل استهزئوا إن الله مخرج ما تحذرون (64)( (التوبة).

ومحال أن يكون عبد الله بن سلام قد أسلم ولا يزال به حنين إلى يهوديته وما فيها من أباطيل، فهو لهذا يروجها ويحدث بها؛ ليفسد على المسلمين عقائدهم ويشوش بها على أفكارهم، وهل من هذا شأنه يشهد له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالجنة؟!

روى البخاري في تاريخه بسند جيد عن يزيد بن عميرة الزبيدي، قال: «لما حضر معاذ بن جبل الموت، قيل له: يا أبا عبد الرحمن أوصنا، قال: التمسوا العلم عند أبي الدرداء، وسلمان الفارسي، وعبد الله بن مسعود، وعند عبد الله بن سلام الذي كان يهوديا فأسلم؛ فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: إنه عاشر عشرة في الجنة»([35]).

وكل هذا يدل على مبلغ علمه، وسلامة دينه؛ ولهذا لم نجد بين علماء الحديث الذين نقدوا الرجال، من ناله بتهمة، أو مسه بتجريح، وإنما وجدناهم يعدلونه ويوثقونه؛ ولهذا اعتمده البخاري وغيره من أهل الحديث.

ولا يغض من شأن عبد الله بن سلام ما صح عنه من روايات إسرائيلية فهي على قلتها لا تعدو أن تكون من قبيل ما أذن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في روايته، ولا يمكن أن تخدش عدالته أو تضعف الثقة فيه، وإلا ما اعتمده البخاري وغيره من أهل الحديث كما قلنا([36]).

وروى البخاري في صحيحه قال: حدثنا عبد الله بن محمد، حدثنا أزهر السمان، عن ابن عون عن محمد عن قيس بن عباد، قال: «كنت جالسا في مسجد المدينة، فدخل رجل على وجهه أثر الخشوع، فقالوا: هذا رجل من أهل الجنة، فصلى ركعتين تجوز فيهما، ثم خرج وتبعته، فقلت: إنك حين دخلت المسجد قالوا: هذا رجل من أهل الجنة، قال: والله ما ينبغي لأحد أن يقول ما لا يعلم، وسأحدثك لم ذاك: رأيت رؤيا على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - فقصصتها عليه، ورأيت كأني في روضة - ذكر من سعتها وخضرتها - وسطها عمود من حديد أسفله في الأرض وأعلاه في السماء، في أعلاه عروة، فقيل لي: ارقه، قلت: لا أستطيع، فأتاني منصف([37]) فرفع ثيابي من خلفي، فرقيت حتى كنت في أعلاها، فأخذت في العروة، فقيل له استمسك، فاستقيظت وإنها لفي يدي، فقصصتها على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: تلك الروضة الإسلام، وذلك العمود عمود الإسلام، وتلك العروة عروة الوثقى، فأنت على الإسلام حتى تموت، وذلك الرجل عبد الله بن سلام»([38]).

وقد أخرج الحاكم بسنده عن عوف بن مالك الأشجعي، قال: «انطلق النبي - صلى الله عليه وسلم - وأنا معه حتى دخلنا كنيسة اليهود، فقال: يا معشر اليهود، أروني اثني عشر رجلا يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله يحط الله عن كل يهودي تحت أديم السماء الغضب الذي غضب عليهم، قال: فأسكتوا ما أجابه منهم أحد، ثم رد عليهم فلم يجبه منهم أحد، فقال: أبيتم فوالله لأنا الحاشر، وأنا العاقب، وأنا النبي المصطفى، آمنتم أو كذبتم ثم انصرف وأنا معه حتى كدنا أن نخرج، فإذا رجل من خلفنا يقول: كما أنت يامحمد، فقال ذلك الرجل - لليهود: أي رجل تعلموني فيكم يا معشر اليهود؟ قالوا: والله ما نعلم أنه كان فينا رجل أعلم بكتاب الله منك، ولا أفقه منك، ولا من أبيك قبلك، ولا من جدك قبل أبيك، قال: فإني أشهد له بالله أنه نبي الله الذي تجدونه في التوراة، فقالوا: كذبت، ثم ردوا عليه قوله، وقالوا فيه شرا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كذبتم لن يقبل قولكم، أما آنفا فتثنون عليه من الخير ما أثنيتم، وأما إذا آمن فكذبتموه، وقلتم فيه ما قلتم فلن يقبل قولكم، قال: فخرجنا ونحن ثلاثة: رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا وعبد الله بن سلام، وأنزل الله فيه: )قل أرأيتم إن كان من عند الله وكفرتم به( (الأحقاف: ١٠)»([39]).

وبعد فهذه مكانة عبد الله بن سلام وفضله كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، فكيف يدعون أنه كان ينفث سمومه عن طريق أبي هريرة - رضي الله عنهما - بما كان يحدثه من الإسرائيليات الموجودة في التوارة؟!

وبهذا يتبين لمن كان في غفلة أو جهل من أمره ولم يكن يعلم شيئا عن سيرة هؤلاء الأعلام - أبي هريرة وعبد الله بن سلام ثم كعب الأحبار لم يكن يروي الإسرائيليات على أنها أحاديث، وهو من هو في الصحبة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - والتقوى والورع - فحاشاه أن يكذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو أحد حراس السنة الراوين لها الذابين عنها، وقد كان من علماء الصحابة وفقائهم، ومن المتصدين للفتوى بينهم، وقبل ذلك كله تكفيه تزكية الله ورسول - صلى الله عليه وسلم - له.

وما كان عبد الله بن سلام ليكذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو يدس أفكارا يهودية في الإسلام عن طريق أبي هريرة أو غيره، وهو الذي شهد بنبوة محمد - صلى الله عليه وسلم - في جمع اليهود، وكان جزاؤه أن غضب اليهود عليه، وقالوا فيه شرا بسبب تلك الشهادة بعد أن نعتوه بحبرهم وعالمهم وابن عالمهم، فلو كان يحقد على الإسلام أو يضمر له حقدا ما كان له أن يشهد مثل هذه الشهادة على ملأ وجمع من اليهود.

وما كان لكعب الأحبار أن يمكر شيئا بالإسلام أو يروي ما يخالف عقيدة الإسلام وشرائعه ولا يكشفه الصحابة والتابعون، بل يثنون عليه خيرا ويزكونه ويشهدون له بالعلم والصلاح.

الخلاصة:

  • إنمارواهأبوهريرةعنكعبالأحبارأوغيرهلايطعنفيرواياته،لاسيماوأنهكانيعزوكلمايحدثبهإلىقائله؛فقدكانيبينحديثكعبولايذكرهعلىأنهمنقولرسولالله - صلى الله عليه وسلم - لاسيما وهو من رواة حديث النبي صلى الله عليه وسلم «من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار».
  • لقدكانأبوهريرةعلىدرجةكبيرةمنالحفظوالإتقانوالحرصوالورع،واشتهربالأمانةوالصدق،ولايتصورأيعاقلأنيتصفإنسانبهذهالصفات، ثم يتصف في الوقت نفسه بالكذب والتدليس وعلى من يكذب؟! على النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو الذي رفض ملاذ الدنيا واكتفى منها بما يسد جوعه حتى يفرغ نفسه لملازمة النبي - صلى الله عليه وسلم - لتلقي العلم عنه، ثم جند نفسه لرواية أحاديثه والذب عن سنته صلى الله عليه وسلم.
  • لقدكانالصحابة - رضياللهعنهم - يتعاملونمعرواياتأهلالكتاببحذرشديد،فكانوالايصدقونهمولايكذبونهم،كماأنهمكانواعندمايرونعندهمالخطأيصوبونهإذاكانلايتناسبمعماسمعوهمنرسولاللهصلىاللهعليهوسلم.
  • لقدأباحالنبي - صلى الله عليه وسلم - التحديث عن بني إسرائيل بقوله: «حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج»، ولولا ذلك ما نقل الصحابة عنهم شيئا، وكل ما نقلوه عنهم لم يكن في أبواب العقيدة والشرائع، وإنما كان في أمور هامشية لا فائدة من العلم بها غالبا كبعض الأسماء المبهمة في القرآن أو بعض الأمور المجملة في القصص الذي لا طائل من تفصيله.
  • الموقفمنالأحاديثالإسرائيليةعلىثلاثةأقسام:

الأول: ما علمنا صحته بما عندنا مما يشهد له بالصدق، فذلك صحيح.

الثاني: ما علمنا كذبه بما عندنا مما يخالفه، فذلك باطل.

الثالث: ما هو مسكوت عنه لا من هذا القبيل ولا من هذا القبيل، فلا نؤمن به ولا نكذبه وتجوز حكايته. وهذا هو موقف الصحابة ومنهم: أبو هريرة من رواية الأحاديث الإسرائيلية.

  • إنالإسلاميجبماقبله،ولقدأسلمكعبالأحبار،وحسنإسلامهوأثنىعليهوعلىعلمهأعلامالصحابةممايشهدلهبقوةدينهوصدق يقينه، وأنه طوى نفسه على الإسلام المحض والدين الخالص، وكيف يكون مخادعا ولا يعرف ذلك منه، وقد كانوا في مجتمع افتضح فيه أمر المنافقين جميعا؟! مما يشهد له بالأمانة وقد وثقه علماء الجرح والتعديل وأئمة الحديث.
  • وكذلكالحالمععبداللهبنسلامأحدعلماءالصحابة الذين شهد لهم الرسول - صلى الله عليه وسلم - بالجنة، ولا يمكن بحال أن يكون عبد الله بن سلام دسيسا على المسلمين، وأن يكون قد أسلم خداعا، ولا يعلم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بحاله كما علم بحال المنافقين، فضلا عن أن يشهد له بالجنة، وهو يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، هذا لعمري في القياس بديع!!

 

 

(*) أضواء على السنة المحمدية، محمود أبو رية، مطبعة صور الحديثة، لبنان، ط2، 1383هـ/1964م. الرد على الطاعن في أبي هريرة، الحسن بن علي الكتاني. أبو هريرة راوية الإسلام، د. محمد عجاج الخطيب، مكتبة وهبة، القاهرة، ط3، 1402هـ/ 1982م. الإسرائيليات في التفسير والحديث، محمد حسين الذهبي، مكتبة وهبة، القاهرة، ط 3، 1425هـ/ 2005م. السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي، د. مصطفى السباعي، دار السلام، القاهرة، ط3، 1427هـ/ 2006م.

[1]. الإسرائيليات: جمع إسرائيلية، وهي قصة أو حادثة تروى عن مصدر إسرائيلي، وفي اصطلاح علماء التفسير والحديث تدل على كل ما تطرق إلى التفسير والحديث من أساطير قديمة منسوبة في أصل روايتها إلى مصدر يهودي أو نصراني أو غيرهما. ]انظر: الإسرائيليات في التفسير والحديث، محمد حسين الذهبي، مكتبة وهبة، القاهرة، ط3، 1425هـ/ 2005م، ص13[.

[2]. دفع الشبهات عن السنة النبوية، د. عبد المهدي عبد القادر عبد الهادي، مكتبة الإيمان، القاهرة، ط1، 1421هـ/ 2001م، ص173.

[3]. صحيح البخاري (بشرح فتح الباري)، كتاب: العلم، باب: إثم من كذب على النبي صلى الله عليه وسلم، (1/242)، رقم (107). صحيح مسلم (بشرح النووي)، المقدمة، باب: تغليظ الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، (1/169).

[4]. أبو هريرة راوية الإسلام، د. محمد عجاج الخطيب، مكتبة وهبة، القاهرة، ط3، 1402هـ/ 1982م، ص246، 247بتصرف.

[5]. دفع الشبهات عن السنة النبوية، د. عبد المهدي عبد القادر عبد الهادي، مكتبة الإيمان، القاهرة، ط1، 1421هـ/ 2001م، ص174،173.

[6]. نزهة السامعين في رواية الصحابة عن التابعين، ابن حجر العسقلاني، تحقيق: طارق محمد العمودي، دار الهجرة، السعودية، ط 1، 1415هـ/ 1995م، ص84.

[7]. سير أعلام النبلاء، الذهبي، تحقيق: شعيب الأرنؤوط وآخرين، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط7، 1410هـ/ 1990م، (2/ 606).

[8]. صحيح البخاري (بشرح فتح الباري)، كتاب: أحاديث الأنبياء، باب: ما ذكر عن بني إسرائيل، (6/572)، رقم (3461).

.[9] أبو هريرة راوية الإسلام، د. محمد عجاج الخطيب، مكتبة وهبة، القاهرة، ط3، 1402هـ/ 1982م، ص247.

[10]. فتح الباري بشرح صحيح البخاري، ابن حجر، تحقيق: محب الدين الخطيب وآخرين، دار الريان، القاهرة، ط1، 1407هـ/ 1987م، (6/ 575).

[11]. مجموع الفتاوى، ابن تيمية، تحقيق: أنور الباز وعامر الجزار، دار الوفاء، مصر، ط3، 1426هـ/ 2005م، (13/ 366).

[12]. البداية والنهاية، ابن كثير، دار التقوى، القاهرة، 2004م، (21/ 8).

[13]. صحيح البخاري (بشرح فتح الباري)، كتاب: الاعتصام بالكتاب والسنة، باب: قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء"، (13/ 345)، رقم (7362).

[14]. حسن: أخرجه أحمد في مسنده، مسند المكثرين من الصحابة، مسند جابر بن عبد الله، رقم (15195). وحسنه الألباني في مشكاة المصابيح برقم (177).

[15]. الإسرائيليات في التفسير والحديث، محمد حسين الذهبي، مكتبة وهبة، القاهرة، ط3، 1425هـ/ 2005م، ص56،55 بتصرف.

[16]. صحيح البخاري (بشرح فتح الباري)، كتاب: الجمعة، باب: الساعة التي في يوم الجمعة، (2/482)، رقم (935).

[17]. انظر: فتح الباري بشرح صحيح البخاري، ابن حجر، تحقيق: محب الدين الخطيب وآخرين، دار الريان، القاهرة، ط1، 1407هـ/ 1987م، (2/ 483،482).

[18]. صحيح: أخرجه أبو داود في سننه (بشرح عون المعبود)، كتاب: الصلاة، باب: فضل ليلة الجمعة، (3/258، 259)، رقم (1042). وصححه الألباني في صحيح وضعيف سنن أبي داود برقم (1046).

[19]. انظر: فتح الباري بشرح صحيح البخاري، ابن حجر العسقلاني، تحقيق: محب الدين الخطيب وآخرين، دار الريان، القاهرة، ط1، 1407هـ/ 1987م، (2/ 483)

[20]. صحيح البخاري (بشرح فتح الباري)، كتاب: الأنبياء، باب: ما ذكر عن بني إسرائيل، (6/572)، رقم (3461).

[21]. الإسرائيليات في التفسير والحديث، د. محمد حسين الذهبي، مكتبة وهبة، القاهرة، ط3، 1425هـ/ 2005م، ص57: 59 بتصرف.

[22]. الإسرائيليات في التفسير والحديث، د. محمد حسين الذهبي، مكتبة وهبة، القاهرة، ط3، 1425هـ/ 2005م، ص75 بتصرف.

[23]. سير أعلام النبلاء، الذهبي، تحقيق: شعيب الأرنؤوط وآخرين، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط7، 1410هـ/ 1990م، (3/ 490،489).

[24]. سير أعلام النبلاء، الذهبي، تحقيق: شعيب الأرنؤوط وآخرين، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط7، 1410هـ/ 1990م، (3/ 491،490).

[25]. تقريب التهذيب، ابن حجر العسقلاني، تحقيق: صغير أحمد شاغف، دار العاصمة، السعودية، ط1، 1416هـ، ص812.

[26]. صحيح البخاري (بشرح فتح الباري)، كتاب: الاعتصام بالكتاب والسنة، باب: قول النبي صلى الله عليه وسلم "لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء"، (13/ 345)، (7361).

[27]. فتح الباري بشرح صحيح البخاري، ابن حجر العسقلاني، تحقيق: محب الدين الخطيب وآخرين، دار الريان، القاهرة، ط1، 1407هـ/ 1987م، (13/ 346).

[28]. الإسرائيليات في التفسير والحديث، د. محمد حسين الذهبي، مكتبة وهبة، القاهرة، ط3، 1425هـ/ 2005م، ص75.

[29]. تهذيب الكمال في أسماء الرجال، الحافظ المزي، تحقيق: د. بشار عواد معروف، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط1، 1413هـ/ 1992م، (24/ 191).

[30]. تهذيب الكمال في أسماء الرجال، الحافظ المزي، تحقيق: د. بشار عواد معروف، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط1، 1413هـ/ 1992م، (24/ 192).

[31]. الإسرائيليات في التفسير والحديث، د. محمد حسين الذهبي، مكتبة وهبة، القاهرة، ط3، 1425هـ/ 2005م، ص76،75.

[32]. صحيح مسلم (بشرح النووي)، كتاب: فضائل الصحابة، باب: من فضائل عبد الله بن سلام، (8/3620)، رقم (6263).

[33]. صحيح مسلم (بشرح النووي)، كتاب: فضائل الصحابة، باب: من فضائل عبد الله بن سلام، (8/3621)، رقم (6265).

[34]. سير أعلام النبلاء، الذهبي، تحقيق: شعيب الأرنؤوط وآخرين، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط7، 1410هـ/ 1990م،(2/ 413).

[35]. صحيح: أخرجه البخاري في التاريخ الصغير، ص98. وأخرجه أحمد في مسنده، مسند الأنصار، مسند معاذ بن جبل رضي الله عنه، رقم (22157). وصححه الأرنؤوط وقال: إسناده صحيح.

[36]. الإسرائيليات في التفسير والحديث، الذهبي، مكتبة وهبة، القاهرة، ط3، 1425هـ/ 2005م، ص70،69.

[37]. المنصف: الخادم.

[38]. صحيح البخاري (بشرح فتح الباري)، كتاب: مناقب الأنصار، باب: مناقب عبد الله بن سلام رضي الله عنه، (7/ 160)، رقم (3813).

[39]. صحيح: أخرجه الحاكم في المستدرك، كتاب: معرفة الصحابة، باب: مناقب عبد الله بن سلام، (3/ 469)، رقم (5756). وقال الذهبي في تعليقه على التلخيص: على شرط البخاري ومسلم.

  • الجمعة AM 02:19
    2020-10-23
  • 1547
Powered by: GateGold