المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 412320
يتصفح الموقع حاليا : 279

البحث

البحث

عرض المادة

التوكل كما شرحته سورة يونس


التوكل على الله سبحانه هو الاعتماد عليه وتفويض الأمور إليه
1- تعلمنا السورة أولا أن النفع والضر بيد الله وحده لا بيد أحد غيره
يقول تعالى
(قُل لَّا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلَا نَفْعًا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ)الآية 49
فإذا علمت ذلك تعلق قلبك بالله وحده ولم تخش إلا الله
2-تعلمنا السورة ثانيا أن الله مطلع على كل أحوالك ويراك ولا يخفى عليه شئ يقول تعالى( وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِن قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ ۚ وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِن ذَٰلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ ) الآية 61
3-فإذا علمت ذلك اطمأن قلبك بأنك تحت سمع الله وبصره فتوكلت عليه وفوضت أمرك إليه واعتمدت عليه في جلب كل نفع وفي دفع كل ضر في الدنيا والآخرة.
*ثم ذكر لنا الله توكل سيدنا نوح عليه السلام وتوكل سيدنا موسى عليه السلام ومن آمن معه فقال تعالى:
( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُم مَّقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلَا تُنظِرُونِ. فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ ۖ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ. فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ فِي الْفُلْكِ وَجَعَلْنَاهُمْ خَلَائِفَ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ۖ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنذَرِينَ)
ثم ذكر لنا الله توكل سيدنا موسى ونصيحته لمن آمن معه بالتوكل على الله فقال تعالى:(فَمَا آمَنَ لِمُوسَىٰ إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِّن قَوْمِهِ عَلَىٰ خَوْفٍ مِّن فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَن يَفْتِنَهُمْ ۚ وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ. وَقَالَ مُوسَىٰ يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ. فَقَالُوا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ. وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)الآيات 83-86
4-ثم ذكر لنا الله تبارك وتعالى أنه كان حقا عليه أن ينجي من آمن به وتوكل عليه فقال تعالى(ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا ۚ كَذَٰلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنجِ الْمُؤْمِنِينَ)الآية 103
5-أن تؤمن أنه لا أحد غير الله يملك أن ينفعك أو ينصرك،فإن أراد الله أن يمسك بضر فلن يكشفه أحد عنك إلا هو وإن أرادك بخير أي خير كان، فلن يستطيع أحد أن يحجبه عنك فإن آمنت بذلك فلا تدع إلا إياه ولا تتوكل إلا عليه يقول تعالى
(وَلَا تَدْعُ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ ۖ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِّنَ الظَّالِمِينَ. وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ ۖ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ ۚ يُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۚ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)الآيات 106-107
6-ثم ذكر لنا الله تبارك وتعالى الحال التي عندها ينقطع الرجاء من كل أحد إلا من الله ويتوجه الإنسان فيها بكل قلبه إليه ويدعوه بكل إخلاص ألا وهي حالة الغرق ومقاربة الموت والإحساس الشديد بالهلاك والعجز عن النجاة وانعدام المغيث إلا إياه سبحانه فيقول تعالي(هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ ۙ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَٰهذه لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ. فَلَمَّا أَنجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ ۗ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَىٰ أَنفُسِكُم ۖ مَّتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)
7- ثم ذكر لنا الله عز وجل مثالين عن ذلك عن حالتين ونموذجين ماتوا غرقى:أول مثل:
قوم نوح قال تعالى (فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ فِي الْفُلْكِ وَجَعَلْنَاهُمْ خَلَائِفَ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ۖ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنذَرِينَ)الآية 73
والثاني غرق فرعون وقومه فقال تعالي(وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ. آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ. فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً ۚ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ)
الآيات 90- 92
وقد يسأل سائل ما الحكمة في تكرار ذكر قصة سيدنا موسى مع فرعون في القرآن ؟فنقول بأنه ليس هناك تكرار فكل سورة تشرح القصة من وجه يخدم معنى السورة كما شاهدنا في هذه السورة فمشهد الغرق وحالة فرعون عند الغرق ومعاينة الموت لم تتكرر في أي سورة أخرى من سور القرآن الكريم.
ثانياً:تتحدث السورة عن عدم نفع الإيمان والتوبة عند معالجة الموت كما بينا في مشهد غرق فرعون وعدم قبول الإيمان منه .
وهناك حالة استثنائية وحيدة هي التي نفعها الإيمان عند معاينة العذاب ورؤية أسبابه فقال تعالي( فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ) فإنهم لـمَّا أيقنوا أن العذاب نازل بهم تابوا إلى الله تعالى توبة نصوحا، فلمَّا تبيَّن منهم الصدق في توبتهم كشف الله عنهم عذاب الخزي بعد أن اقترب منهم، وتركهم في الدنيا يستمتعون إلى وقت إنهاء آجالهم.
تمت بحمد الله بعض خواطر وتدبر في سورة يونس.

  • الاحد AM 07:57
    2019-01-13
  • 3676
Powered by: GateGold