المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 409158
يتصفح الموقع حاليا : 340

البحث

البحث

عرض المادة

دليل الداعية لدعوة أهل القارة السمراء ومتابعتهم (حول أفريقيا وسمات أهلها)

للكاتبة: فاطمة محب

-مقدمة:

في العمل الدعوي -محاورةً ومتابعةً وتعليمًا- تتعامل مع صنوف مختلفة من الشعوب بثقافات متعددة، وقابلية متباينة لثقافة الإسلام، وسمات شخصية تختلف من شرق الكرة الأرضية لغربها ومن شمالها لجنوبها، لذلك فمن المهم أن يكون المتصدر للعمل الدعوي على دراية بسمات من يدعو ليسهل عليه اختيار المسلك الملائم له الذي يمكنه من خلاله تمرير الأفكار والقناعات الجديدة بسلاسة بغير أن ينفّره أو يمثل مصدر ضغط عليه، كذلك ليحسن الداعية فهم سلوكيات المهتدي الجديد معه ويعرف كيف يتعامل معها.

سنتعرض بإذن الله في مقالنا هذا لسمات شعب أفريقيا، ونبذة عن ثقافته، وتراثه، وحال الإسلام بين أهله، وطبيعة العمل الدعوي مع هذا الشعب وفرصه وتحدياته.. بسم الله نبدأ جولتنا في القارة السمراء.

-حول القارة

-أفريقيا قارة غنية بالموارد الطبيعية مما يعطي للمستثمرين فرصة لإقامة المشروعات الناجحة فيها

-تفتح القارة ذراعيها لكل من يأتيها سائحا أو مستثمرا أو داعيا

-معظم أصحاب البشرة السمراء من سكان أفريقيا لهم ثقافة مشتركة وسمات متقاربة جدا باختلاف بلادهم

-الثقافة والتراث

-أهم العائلات العرقية: العرب، الأمازيغ، الأورومو، الماسايا، البانتو، الزولو، النوبيين، المهاجرون من الهند وباكستان، وغيرهم.

بالتالي هناك العديد من اللغات المحلية.

-من العوامل الثقافية المشتركة لكثير من الشعوب الأفريقية التقليدية:

*احترام الأسلاف لدرجة عبادتهم وطلب المعونة منهم عند بعض القبائل، وبعض ممن يدخلون الإسلام لا ينقطعون عن هذه الممارسات.

*انتشار العلاج بالسحر وطرد الأرواح الشريرة، والقائم بهذا يكون مقدسا كالطبيب وأكثر.

* نمط الملابس مميز بالذات في المناطق التقليدية غير الحضرية مثل: جلود الحيوانات، وبعض الملابس المزركشة، وغيرها، ولكل قبيلة ملابسها المميزة.

وفي المدن والمناطق الحضرية نمط الملابس أقرب إلى النمط الغربي.

*نمط المساكن يتميز بالبساطة، وفي المناطق التقليدية يشبه الأكواخ الدائرية ذات الرؤوس المخروطية

*الخمور منتشرة جدا في ثقافتهم وهي أرخص وأكثر توافرا من الماء

*في القبائل الأفريقية الزواج عائلي أي أن المرأة تتزوج حسب نسبها ومكانة عائلتها في القبيلة، ويتم تقديم الهدايا للزوجة من الثروة الحيوانية غالبا، ويمكن الزواج من أفراد نفس القبيلة أو بين القبائل غير المتصارعة. هناك بعض العادات الغريبة في الزواج مثل أن التي لم تنجب يتزوج زوجها من أختها ثم من نساء عائلتها واحدة تلو الأخرى حتى ينجب.

وفي كثير من البلاد الأفريقية أن يكون للرجل صديقة girlfriend  أيسر كثيرا من أن يتزوجها، فمثلا في (ليسوتو) تكلفة الزواج ما يعادل حوالي ستّ أبقار وهذه تكلفة كبيرة لا يقدر عليها كثير.

*العلاقات غير الشرعية منتشرة جدا، وكذلك الاغتصاب، لذلك تجد اليوم معظم الأطفال في البلاد الأفريقية لا يعرفون تحديدًا آباءهم أو على أفضل تقدير تعرف الأم من هو الأب لكنه لا يرى أبناءه ولا يتحمل أي مسئولية تجاههم وتعولهم الأم.

 

-الممارسات الدينية

هناك إشكالية في الخلط بين الدين العقدي، والدين الاجتماعي الشعبي (الممارسات التقليدية) في أفريقيا.

-ممارساتهم الدينية لها جذور اجتماعية وثقافية وثنية، لذلك من غير السهل تركها حتى بعد دخول الإسلام، فعلى سبيل المثال قد تقابل أحد المهتدين الجدد من القبائل الأفريقية التقليدية وهو يقدّس أجداده ويمارس بعض الممارسات الوثنية في حضرتهم، وإذا تحدّثت إليه بأن هذا مخالف لعقيدة الإسلام قال لك أن غير المسلمين يفعلون هذا تعبّدا لكنه هو مسلم فيفعل هذا احتراما للكبار فقط.

كذلك لا يستهجنون استخدام السحر، ويرونها عادة ووسيلة علاجية لا علاقة لها بعقيدتهم.

هذه الأمور تحتاج إلى معايشة مع المهتدين الجدد، لذلك يقع العبء الأكبر لمساعدتهم على هجر تلك الممارسات التقليدية الاجتماعية المحرّمة على المقيمين معهم من الدعاة والمسلمين، أما الداعية عبر الإنترنت فيستطيع أولا ترسيخ التوحيد ومعرفة الإله الواحد،ثم توجيههم وتذكرتهم والسعي لإحاطة الجدد منهم بمجتمعات مسلمة سليمة الاعتقاد.

-في المدن والمناطق الأكثر تحضرا نجد هذه الممارسات على نطاق أضيق لكنها لا تختفي بالكلية.

-الإسلام في أفريقيا 

-الإسلام أصيل في أفريقيا منذ القرن الأول الهجري

-شرق أفريقيا: منطقة نفوذ استراتيجي للمسلمين بسبب التجارة -خاصة البحرية منها- للعرب والمسلمين، مثل تنزانيا وبالقرب من موزمبيق

-غرب أفريقيا(تسمى بمنطقة السودان الغربي) : من المناطق التي استقر الإسلام فيها بسبب التجارة والمرابطين، وذلك بعد فتح شمال أفريقيا مثل مدينة تمبوكتو التي تتبع دولة مالي حاليا، ومناطق في النيجر وموريتانيا، وسلطنة تكرور في مالي أيضا وغيرها

وكانت تقام المجالس العلمية في دول غرب أفريقيا باستمرار وتنظم رحلات الحج فيها.

حتى بداية القرن الخامس عشر الميلادي لم يكن سوى المسلمين تقريبا في دول غرب أفريقيا، حتى أتت الحملات التنصيرية بالتزامن مع اكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح. حينها قاوم أهل غرب أفريقيا تلك الحملات وتمسكوا بدينهم لكن مع الزمن والمحاولات والاستعباد والتعذيب والترهيب والترغيب والإغراء وعبر قرون طويلة تغيرت الخارطة العقدية لتلك المنطقة وتنصّر عدد كبير من الوثنيين وعدد من المسلمين.
وفي دول مثل توجو وغانا وبنين: شمال الدولة نسبة الإسلام أكثر من جنوبها، وكذلك في أفريقيا بشكل عام كلما اتجهنا إلى الشمال نجد الإسلام أكثر.

وفي نيجيريا نسبة الإسلام الآن من 55 إلى 60% بعد أن كان الإسلام فيها يصل إلى 90%

 

-جنوب أفريقيا: كانت بعيدة عن الامتداد الإسلامي، والآن حوالي نصفهم يعتنقون الاعتقادات الوثنية التقليدية، وحوالي الربع مسلمون وحوالي الربع مسيحيون.

 

بالتالي المناطق التي لم يبلغها الإسلام قديما في أفريقيا كانت إجمالا في جنوب القارة وبعض المناطق في الوسط والجنوب الغربي، فهي مناطق حديثة عهد بالإسلام.

-الإنسان الأفريقي

-الإنسان الأفريقي من أكثر ممن تعرّضوا للإهانة والاستعباد ونهب الثروات والعنصرية والتمييز من قبل الدول الاستعمارية وتجار العبيد

-بعض الأفارقة يُبعَدون عنوةً عن الروافد الإسلامية، كما حدث في الاحتلال البرتغالي لموزمبيق ونتج عن هذا تبدد الإسلام بين أهل موزمبيق

 

-أهم سمات الأفريقي:

* هو إنسان الفطرة والحياة البسيطة الخالية من التعقيدات والفلسفات

*الأفريقي أكثر قبولا للإسلام لأنه طيب متواضع يقبل الحق إذا اقتنع به

* لديه صبر وتحمل إذا كلِّف بعمل دعوي منظم واضح الرؤية

*هناك فرق بين قبول الإسلام والالتزام بتعاليمه وآدابه والاستقامة، فمعظمهم يحترم الإسلام كفكرة إذ تُعرَض عليه، وكثير من هؤلاء يقبلونه، لكن القليل ممن يقبلونه يلتزمون به ويجاهدون أنفسهم وعاداتهم وثقافتهم التي تخالف الإسلام، فلا تتوقع الاستقامة من كل من يقبل الإسلام منهم، لكن إن رأيت من أحدهم همة فاستثمره ولا تهمله.

*الأفريقي معطاء بقدر استطاعته

*إذا كلّفت أفريقيا بمهمة فعليك أن توضّح أدق تفاصيلها ولا تعتمد على أن بعض التفاصيل بدهية، للتباين الواسع بين الثقافات

*معظمهم شعوب عاطفية ويقدّرون صدق الاهتمام والاعتناء بهم

*تعامل معهم كأنك تعامل طفلًا تكتشف مواطن قوته وضعفه ومهاراته وتفخر بتطوره وتشجعه وتوجهه بلطف

*يخجلون من التصريح بعدم فهمهم لما تقول أو لمقصدك من بعض الكلمات، ويخجلون أيضا من مقاطعة حديثك حتى لو لأمر مهم، لذلك على من يتعامل معهم أن يحرص على التوضيح والمبادرة بسؤالهم إذا كان هناك أمر يحتاج مزيدا من التوضيح

*ينتشر الكذب بينهم جدا، فلا تصدّق تماما كل ما يقال لك إلا بعد التحقّق

*لا يحبون من يعدهم ثم يخلف وعده، بالذات لو كان وعدا بالمساعدة

*يحبون الضحك وإلقاء النكات وسماعها ومن السهل أن تضحكهم وهي من مفاتيح إقامة علاقة جيدة معهم

*الأفارقة –رجالا ونساء- منشغلون بالعمل لكسب الرزق الذي بالكاد يكفيهم خاصة في الدول شديدة الفقر وفي مناطق الريف

*الأفريقي لا يميل للقراءة لكنه يتأثر بالإعلام والإذاعة جدا

*نادرا ما تجد بينهم خريجي جامعات أو مَن أتمّوا دراستهم

 

-من أهم ما يجذب الأفريقي للإسلام:

*يشعر الأفريقي بالعزة والكرامة عندما يعلم تعاليم الإسلام حول التآخي وضرورة التكافل ومعنى البنيان المرصوص والتواصي بالفقراء وتشريع الزكاة والصدقة

*كذلك فإن التوصية بالدعم عند المرض أو الموت والمشاركة والعزاء وبساطة تكاليف الدفن يُشعِر الأفريقي بالأمان والدفء وعدم العزلة.

* زِيّ المسلمين النظيف المتواضع المحتشم يجذب الأفريقي للإسلام.

* تعزيز قيم الاستعاذة بالله والتحصن بالقرآن والذِّكر ومعنى "لا إله إلا الله" وأن الله وحده هو النافع الضار، كل هذا يطمئنهم في مقابل سيادة الأفكار عن الشياطين والسحر والأرواح الشريرة في مجتمعاتهم

*قدرة الإسلام على استيعاب الثقافة الأفريقية فمثلا يلتفون حول إمام المسجد بدلا من التفافهم حول الزعيم الروحي، ففي أمور كثيرة عندما ينهاهم الإسلام عن أمر ما، يأتي إليهم ببديل يستشعرون جماله وصدقه ويحقق لهم التوازن والأمان.

*الودّ، فلا تصدّ أفريقيا بجفاء حتى لو دعاك لما يخالف عقيدتك كشرب خمر أو كذا، إذا أردت دعوته فكن حريصا على المعاملة بلطف معه مع الحفاظ على دينك.

*إقامة علاقة فردية بينه وبين المسلم الذي يدعوه وعدم البدء فورا في تعريفه بتكليفات الإسلام وإنما ترغيبه في الإسلام والتأكيد على معانيه الرئيسية لمدة أسبوع أو أسبوعين أولا.

-الدعوة (العمل الدعوي) في أفريقيا 

- يمكننا فهم خارطة العمل الدعوي في أفريقيا بتقسيمه إلى ثلاثة محاور:
المحور الأول: المؤسسات المحلية العاملة
هي مؤسسات قائمة على العمل الدعوي بعضها مختص بإدارة المساجد و التعليم والثقافة والمساعدات الطبية وبعضها يجمع بين أكثر من نشاط
وهي أعلم الناس بالعمل الدعوي في أفريقيا ونقاط القوة والضعف وما يؤثر في أهلهم لأنهم من أهل هذه البلاد، كذلك يعرفون ما يغضبهم وما ينفّرهم وكذا.

لذلك يقول الشيخ (وحيد بالي) حفظه الله أن النهوض بالمؤسسات المحلية العاملة هو أولى الأولويات إذا أردنا النهوض دعويا بأفريقيا.

لكن هذه المؤسسات ينقصها حاليا الكثير من النواحي التنظيمية والمهارت الإدارية وكذلك الإمكانات  المادية.
لاحظ كذلك أن المسئولين عن بعض تلك المؤسسات غير مهتمين بالعمل الدعوي، ربما ورث أحدهم المنصب من أبيه أو نحو هذا، فلا نعوّل تماما على إحالة المهتدي الجديد إلى أحد هذه المراكز لأننا لا نعلم مدى إجادتهم للعمل الدعوي.


المحور الثاني: المؤسسات الإسلامية الخارجية

هي التي تقوم بالعمل الإنساني والدعوي في هذه البلاد من منطلق واجب المسلم القادر في مساعدة المحتاجين ماديا وعلميا.


المحور الثالث: جهود الأفراد من داخل هذه البلاد أو خارجها.

 

-عقبات في طريق الدعوة والتعليم في أفريقيا، ومفاتح حلولها

أولا: الجهل بكثير من أمور الدين لدى كثير من المسلمين هناك، فهناك من المسلمين من يصلون بغير طهارة كاملة أو أنهم يجهلون مفطرات الصيام

<الحل: تكثيف التعليم للمسلمين أنفسهم

ثانيا: ضعف إمكانات المؤسسات الاسلامية العاملة في تعليم المسلمين ودعوة غير المسلمين

<الحل: التعاون بين المسلمين ورجال الأعمال والمستثمرين وتلك المؤسسات

ثالثا: كثرة اللغات المحلية في المنطقة الواحدة التي تجعل المعلم لا يستطيع أن يدعو أهل منطقة أخرى إذا أراد التوسّع

<الحل: تأهيل بعض الدعاة من كل قبيلة بتعليمهم الدين الصحيح والدعوة الصحيحة فيقوموا هم بتعليم أبناء قبيلتهم بلغتهم

رابعا: قلة الكتب الإسلامية المترجمة للغات المحلية

<الحل: طباعة الكتب الإسلامية بهذه اللغات وإرسالها إلى بلاد أفريقيا

خامسا: كثرة الإمكانات لدى المؤسسات التنصيرية العاملة في هذه البلاد حيث يُعرَض على أهل هذه الدول خدمات علاجية وغيرها في مقابل اعتناق دينهم

<الحل: وجود مؤسسات إسلامية عاملة في الخدمة العامة والعلاج بكفاءة كبيرة

سادسا: شدة الفقر في كثير من المجتمعات الذي قد يؤدي بالداعية المسلم المتخصص أن يترك الدعوة أو يعطي لها فضل وقته ليعمل عملا يقتات منه هو وأسرته بالذات إذا تزوج وأنجب.

<الحل: كفالة هؤلاء الدعاة وهي يسيرة لأن الحياة هناك بسيطة والراتب القليل يكفي

سابعا: ضيق الأفق عند بعض المؤسسات العاملة في الحقل الدعوي هناك، حيث تختلف مع بعضها في بعض الخيارات الفقهية فتقطع التعامل معها مما يؤثر سلبًا على من يتلقون الخدمة الدعوية

<الحل: سعة الأفق في الاجتهادات الفقهية وإعطاء الأولوية لنجاح العمل الدعوي

ثامنا: إهمال وقلة إمكانات المؤسسات الإعلامية الإسلامية عامة ومحطات الإذاعة خاصة رغم تأثر أهل أفريقيا بها

<الحل: الاهتمام بها وتطوير مهارات العاملين بها وتحسين آدائهم، وإمداد الإذاعات بأفكار برامج إسلامية وإعداد جيد لها تيسيرا عليهم ودعما لهم وهذا يمكن تقديمه لهم من خارج بلادهم لكن بتنسيق جيد

تاسعا: عدم وجود تعاون بين المؤسسات الدعوية المعنية بالدعوة في أفريقيا من خارجها، فالفردية سيدة الموقف في العمل الدعوي، مما لا ينتج عنه تطور وإنماء كافيين للعمل الدعوي ولا يصب في صالح الدعوة عموما

<الحل: العمل على إنتاج مشروع دعوي موحد ضخم متعدد البنود يضم عدد من الكيانات الدعوية الفاعلة، بمنهج علمي سليم، وتقسيمه إلى مراحل، والبدء في تنفيذه والجميع منصهر في بوتقة الدعوة لا يرجو ظهور اسم مؤسسته ولا يهمه أن يكون العمل تحت لوائها.

عاشرا: الانتقال داخل بعض البلاد في أفريقيا يستغرق زمنا طويلا لاعتمادهم على السير على الأقدام، فكيف لمهتدٍ جديد أن يزور المركز الإسلامي لبلدته أو المسجد الكبير فيها الذي قد يستغرق طريقه سيرا على الأقدام لمدة ساعة أو ساعتين ذهابا وإيابا؟ وكيف أيضا للعاملين بالدعوة أن يتجولوا ويمروا على أكبر عدد من المناطق لدعوة أهلها وتعليمهم؟

<الحل: توفير وسيلة مواصلات مناسبة غير باهظة الثمن تكون وقفًا للمراكز الإسلامية والمساجد يستخدمها الدعاة والعاملون، وتوفير وسائل نقل جماعية مناسبة تقلّ المسلمين من نقاط تجمّع أقرب لمنازلهم إلى المركز الإسلامي أو المسجد بشكل دوري على الأقل مرة أسبوعيا يوم الجمعة للصلاة وحضور الدروس وتعاهدهم والاطمئنان على أحوالهم واجتماعهم مع بعضهم البعض ليتعارفوا هم وأبناؤهم.

-اقتراحات لتطوير العمل الدعوي في أفريقيا

1-زيارة الأغنياء ورجال الأعمال وإطلاعهم على أحوال المسلمين في أفريقيا وترغيبهم في النهوض بهذه البلاد وأهلها ماديا ودينيا

2-العمل على تأهيل دعاة محليين ليقوموا بدعوة أهلهم للإسلام عن طريق: إقامة معاهد إعداد دعاة في هذه البلاد + كفالة الدعاة

3-اللقاء بالوافدين من بلاد أفريقيا (مثلا الدارسين منهم بالأزهر في مصر، وبالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية بالسعودية) والاهتمام بالنابهين منهم وعمل دورات تدريبية لهم وتكليفهم بالعودة إلى بلادهم بعد نهاية دراستهم ودعوة أهلهم مع تبنيهم وكفالتهم عند عودتهم للدعوة ليتفرغوا لها

4-تفعيل دور وسائل التواصل الاجتماعي في دعوة غير المسلمين في أفريقيا وتعليم المهتدين الجدد منهم، ويمكن أن نخصص أماكن هناك بالتعاون مع المراكز الإسلامية وتوضع بها شاشات عرض يُبَث من خلالها محاضرات دعوية عبر الإنترنت

5-تقوية الإذاعات الإسلامية في الدول الموجود بها إذاعات بالفعل مثل رواندا

6- إنشاء إذاعات محلية إسلامية في الدول التي لا يوجد بها إذاعة

7-عمل محاضرات لتعليم القائمين على هذه الإذاعات مهارات الدعوة إلى الله

8-العمل على إنشاء مدارس إسلامية في هذه البلاد بالذات في المناطق التي لا توجد بها مدارس حكومية

-الإنترنت والدعوة الإلكترونية في أفريقيا 

-الإنترنت في أفريقيا محدود، لكن معدل اختراقه فيها أقل مقارنة ببقية العالم

-سوق الإنترنت والاتصالات في أفريقيا ينمو بسرعة كبيرة وهذه نقطة قوة ونقطة ضعف بالنسبة للدعوة: نقطة قوة تمكنّنا من الوصول لأكبر عدد ممكن من المناطق ودعوتهم لدين الله ومتابعتهم وتعليمهم عبر الإنترنت، ونقطة ضعف لأنها تمكّن غيرنا أيضا من الوصول لهم وإضلالهم وفتنتهم.

-الدعوة الإلكترونية لها أهمية كبيرة في أفريقيا ومن خلالها نستطيع الوصول إلى قرى كثيرة قد يصعب الوصول إليها على الأرض، مع مراعاة توفير دعاة يتحدثون لغاتهم المحلية إلى جانب الإنجليزية. 

-في الدعوة الإلكترونية: علينا مراعاة المناطق التي يضعف فيها الإنترنت فنرسل المواد المكتوبة أكثر من المقاطع المرئية ليتمكنوا من متابعتها ولا يصعب عليهم هذا فيتركوه

-إذا دعوت أحد أهل أفريقيا عبر الإنترنت فعليك التأكد من قناعته بالإسلام بالحديث إليه مرة واثنتين وثلاث مرات ولا تكتفي بمرة واحدة إذا كانت تلك المرة الأولى التي يعرف فيها عن الإسلام، فالبعض يتحدث معك لمجرد قضاء وقت في دردشة إلكترونية، والبعض يكون مخمورًا، والبعض غير جاد.

ومن وسائل التأكد من جديتهم: التحدث إليهم أكثر من مرة واستجابتهم كل مرة، وتكليفهم بمهمة بسيطة قصيرة مثل الاستماع لمقطع صغير وإرسال رأيه أو شعوره تجاهه، وسؤاله إن كان تعامل مع مسلمين من قبل أو أحد جيرانه من المسلمين.

-معظم الدول الأفريقية ينظرون إلى مصر تحديدا على أنها أحد أهم الدول الإسلامية الرائدة، وهذا يدفعهم إلى متابعة أخبارها أكثر مما نتصور، ساعد في هذا الانفتاح الإلكتروني بالطبع. لذلك، من المهم أن تتعرف على أهم معلومات وأخبار الدولة الأفريقية التي تتواصل مع أهلها للدعوة الإلكترونية، فهذا يترك انطباعا جيدا لدى من تدعو عندما يجدك تعرف آخر القرارات السياسية المهمة في بلده أو موعد الانتخابات أو نحو هذا.

-إذا كان تواصلك عبر الإنترنت عن طريق الكتابة، فتأكد أنك تختار كلمات إنجليزية بسيطة لأن معظم تلك البلاد لغتها الأولى ليست الإنجليزية، وكذلك إذا كنت تتواصل عبر الرسائل الصوتية فكن حريصًا على التحدث ببطء نوعًا ما مع توضيح الكلمات.

-إذا تواصلت إلكترونيا مع أحد الأفارقة وكان اسمه يدل على أنه مسلم مثل "محمد " أو "أحمد" أو "حسين" لا تسلّم بالظاهر، ولكن اسأله عن دينه بشكل مباشر، فهناك من يحملون أسماء إسلامية وليسوا مسلمين.

-عندما تعرّف أحد الأفارقة بالإسلام برسالة إلكترونية، كن مختصرًا محدّدا. عرّفه بصلب الإسلام بدون الخوض في تفاصيل، حتى يستطيع أن يقرأ ولا يتكاسل.

-استخدم مع الأفريقي أثناء دعوته كلمة GOD  وليس ALLAH  في البداية لأن بعضهم يتصور أن ALLAH  اسم صنم يعبده المسلمون.

-أهم وأخطر طائفة في العالم هي الأحمدية وهي طائفة تدعي وجود رسول بعد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم اسمه أحمد وحرّفوا في مصادر التشريع، فإذا سألك أحدهم: هل أنت أحمديّ؟ قل له: لا، وإن كنت في بداية دعوتك له وضّح له باختصار أن الأحمدية ليست الإسلام الحق وأنها تدّعي الأكاذيب وكفّرها أهل العلم ولا تُطِل الحديث في هذا بل استمع منه أكثر مما تتحدث إليه لعلّ عنده قناعة راسخة بصحة الأحمدية فعليك أن تعلم هذا للتعامل معه.

-إذا سألك أحدهم: هل أنت إمام Imam ؟ قل له نعم، فالإمام عندهم هو المسلم والمعلّم للإسلام والداعية والذي يصلّي بالمسلمين…إلخ

-أهم الشبهات لدى الأفارقة ومفاتح الرد عليها:

((تلك الشبهات غارقة بها شوارع الأفارقة في لافتات وفي ملصقات على وسائل المواصلات وغيرها وهذا جزء من عمل المبشرين))

((بشكل رئيس تهم المحاور، لكن على المتابع والمعلم أن يكون على دراية عامة بها بغير تفاصيل حيث قد يطرحها أحد المهتدين الجدد عليه إن كان متشككا أو في حالة حيرة ويريد التأكد من مسلم آخر بعد المسلم الذي حاوره))

-شبهة الطريق: "أنا هوالطريق والحق والحياة" (يوحنا 14-6)

الرد: الطريق إلى الشيء لا يساوي الشيء نفسه، فإن سألتني أين البنك؟ وأرشدتك للطريق، فهل هذا يعني أنني أنا البنك وسأعطيك مالًا أو أودع في حسابك؟ بالطبع لا.

كما أن عيسى عليه السلام يذكر في نفس الإصحاح، عدد 2 أن "في بيت أبي منازل كثيرة"  ، هذا يعني أنه وإن كان طريقا إلى الله فلم يقل أنه هو الله ولا حتى أنه الطريق الوحيد إليه.

وإن كان عيسى هو الطريق الوحيد، فمن كان الطريق للناس قبل عيسى؟!

للاستزادة يمكن الرجوع إلى عدد 2 و عدد 20 من نفس الإصحاح، وكذلك (يوحنا 5-45) و "لم أرسل إلا لخراف بني إسرائيل الضالة" في إنجيل متى

-شبهة أن الأب بذل ابنه الوحيد من أجل خلاص الناس :

الرد عليها يكون بالنصوص التي جاء فيها البنوة لغير عيسى عليه السلام مثل سفر التكوين، إصحاح 6، أعداد من 1 إلى 4

-الإسلام دين الإرهاب:

أولا: توضيح الإسلام "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين"  وعقوبة القتل في الإسلام.

ثانيا: ذكر النصوص التي فيها القتل بوحشية في الكتاب المقدس مثل يوحنا 10-30 وغيرها

-"أنا والآب واحد"

أولا: هذا ليس تصريحا من عيسى بأنه إله فكان يمكن أن يقول بعبارة واضحة: أنا إلهكم أو أنا الإله، خصوصا أنه أمر عقدي يجب القطع فيه بنص صريح.

ثانيا: هذه عبارة مقتطعة من سياقها (لمراجعة السياق ننظر إلى إنجيل يوحنا إصحاح 10 عدد من 24 إلى 36)

ثالثا: تلاميذ المسيح وهم الأقرب على الإطلاق للفهم الصحيح منه لم يفهموا من هذه العبارة أن المسيح هو الله بدليل: "يسوع الناصريّ رَجُل" في  (أعمال الرسل 2-22)

رابعا: المسيح نفسه في نفس الإنجيل قال إنه إنسان: "وأنا إنسان قد كلمكم بالحق الذي يسمعه من الله" (يوحنا 8-40)

 

---

-خاتمة:

فيما سلف حاولت المرور بإيجاز على أهم ما يدعم عمل الداعية إلى الله حين تكون قارة أفريقيا ميدانه الدعوي، فذكرت نبذة عن القارة وتاريخ الإسلام فيها وأهم سمات شعبها، ونبذة عن العمل الدعوي فيها مع توضيح أهم العقبات التي تعرقله وحلول مقترحة للتعامل معاها. تلا هذا تخصيص الدعوة الإلكترونية بالذكر ثم الختام بأشهر شبهات الأفارقة ومفاتح الرد عليها.

وإن كان لي التوصية، فأوصي خيرا كل داعية بهذه القارة، والله ما رأيت أكثر ودّا وطيبًا من قلوب أهلها ونفوسهم، وكلما نهلت من خيراتها في العمل الدعوي فاجأتني بالمزيد حتى أيقنت أن الخير فيها من خصائصها لا ينفك عنها ولا تنفك عنه. أعاننا الله وجعل كلمته -تعالى- هي العليا في أفريقيا وسائر الأرض بأيدينا وجعل سعينا مشكورًا.

 

المراجع:

- محاضرة  بعنوان "التعريف بالإسلام في أفريقيا بين الواقع والمأمول" - شيخ وحيد بالي

 - محاضرة بعنوان "الدعوة في أفريقيا" – قناة Ahlan Group  على يوتيوب

- محاضرة بعنوان "Importance of understanding African culture in making Dawaa"  - للأخ  - Sfiso Duma قناة Ahlan Group  على يوتيوب

- كتاب "في صحبة السميط.. رحلة في أعماق القارة المنسية" – د فهد بن عبد العزيز السنيدي – دار عالم الكتب للنشر والتوزيع – ط1

-تجربة الكاتبة الذاتية في الاحتكاك بالمهتدين الجدد الأفارقة على مدار نحو ثلاث سنوات

 

  • الاربعاء AM 10:20
    2022-11-16
  • 1008
Powered by: GateGold