المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 413779
يتصفح الموقع حاليا : 237

البحث

البحث

عرض المادة

الدعاء

ما هو فضل الدعاء ؟

أولا : لايرد القضاء إلا الدعاء :

فقال صلى الله عليه وسلم ( لا ينفع الحذر من القدر ولكن الله عز وجل يمحو بالدعاء ما شاء من القدر ) وقال تعالي (يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ) وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يتعوذ بالله من سوء القضاء وكان يقول ( اللهم إني أعوذ بك من جهد البلاء ودرك الشقاء وسوء القضاء ) وكان يقول ( وقنى شر ما قضيت ) .

ثانيا : الدعاء وسيلة للتغيير :

يقول تعالى ( يَسْأَلُهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ ) ومعناها أن كل خلقه محتاجون إليه يسألونه حوائجهم ولا غنى لهم عنه وهو تعالى (كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ ) فيشفى مريضا ويغنى فقيرا ويكسر ظالما ويغيث ملهوفا (كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ ) 

* فكم من مريض ليس بينه وبين العافية إلا أن يدعو الله بإلحاح 

* وكم من فقير ليس بينه وبين الغني إلا أن يلح علي الله في الدعاء 

* وكم من عقيم ليس بينه وبين الله إلا الدعاء 

* وكم من مبتلى ليس بينه وبين العافية إلا أن يدعوا الله

 

ثالثا : الدعاء سبب للعفو :

يقول تعالى ( فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ( 

لما ألتقى القائد المؤمن قتيبة بن مسلم جيش أعداءه هاله ما رآه من قوتهم وكثرة عددهم وعتادهم فسأل سؤالا غريبا فقال : أين محمد بن واسع فقالوا هو ذاك في الميمنة ماسكا قوسه ويبصبص بأصبعه إلى السماء ويدعو فقال هذه الأصبع أحب إلي من مائة ألف سيف شهير .

فيا من تريد النصر على الأعداء والتمكين في الارض اسمع دعاء سيدنا نوح رضى الله عنه وانظر كيف استجاب الله له يقول تعالى ( فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ * فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاء بِمَاء مُّنْهَمِرٍ * وَفَجَّرْنَا الأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاء عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ * وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ * تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاء لِّمَن كَانَ كُفِرَ ) 

ويا من أبتليت بمرض اسمع دعاء نبى الله أيوب يقول تعالي (وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ ) أي جعلناه قدوة لئلا يظن أهل البلاء أنا فعلنا بهم ذلك لهوانهم علينا وليأخذوا منه الأسوة في الصبر علي أقدار الله وابتلاءاته (فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ .... ) 

ويا من ابتليت بالهم والغم عليك بدعاء سيدنا يونس قال تعالي ( وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لّا إِلَهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ ) وهذا وعد من الله وبشارة لكل مؤمن وقع فى شدة وغم أن الله سينجيه منها كما فعل بسيدنا يونس عليه السلام .

ويا من ابتليت بالعقم عليك بدعاء سيدنا زكريا قال تعالى ( وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ ) فكانت عقيما لا تلد فأصلح الله رحمها ، ثم ذكر الله لنا فى هذه الأية من أسباب قبول الدعاء فقال (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ ) 

فأولا : يسارعون في الخيرات : 

يبادرون إلي كل خير فسارع إلى الصلوات الخمس وكن جوادا وكريما في صدقتك ، سارع إلى الحج فور استطاعتك ( تعرف إلي الله في الرخاء يعرفك فى الشدة ، لا تترك فضيلة تقدر عليها إلا وتنتهز تلك الفرصة ) 

( وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا ) رغبا أي راغبا فيما عند الله من مصالح الدنيا والاخرة : راغبا فى الجنة والعافية في الاخرة وراغبا فيما عند الله من مصالح الدنيا كالشفاء والغني وكشف الضر وغيرها .

ورهبا:أي رهبة من عذابه وعقابه (وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ ) أى متواضعين و متذللين (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ) 

وإذا ضعفت قوتك وقلت حيلتك وعجزت عن تدبير أمرك فاذكر دعاء النبي محمد صلى الله عليه وسلم حين كذبته قريش ورفضته الطائف وآذته ورفضوا أن يؤمنوا له فخرج إلى الطائف يعرض نفسه عليهم ويطلب منهم أن يؤوه وينصروه فرجموه صلى الله عليه وسلم بالحجارة حتى أدموا قدميه فقال لهم إن أبيتم فاكتموا عنى أي لا تخبروا قريشا أنى جئتكم فأبوا وأرسلوا من يخبر قريشا أنه أتاهم فجلس صلى الله عليه وسلم تحت ظل شجرة يشتكى إلى الله ويقول ( اللهم إليك أشكو ضعف قوتى وقلة حيلتى وهوانى على الناس أنت رب المستضعفين وأنت ربى إلى من تكلنى إلى بعيد يتجهمني أم إلي عدوا ملكته أمرى إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالى ولكن عافيتك هى أوسع لى ،أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة أن ينزل بى سخطك أو يحل على غضبك لك العتبى حتي ترضى ولا حول ولا قوة إلا بك )

لك العتبى يعنى أرجع إليك وأطلب رضاك حتى ترضى عني

( فلا تعجزوا عن الدعاء فإنه لن يهلك مع الدعاء أحد ) كما قال صلى الله عليه وسلم 

وقال أيضا (يستجاب لأحدكم ما لم يعجل يقول دعوت فلم أر يستجاب لي فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء ) فألح علي الله وأكثر من الدعاء ويقول النبى صلى الله عليه وسلم ( ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة ) يعنى أنك تدعو وفي قلبك يقين جازم بأن الله يستجيب لك فإن النبى صلى الله عليه وسلم قال ( إن الله لحيي كريم يستحى إذا رفع العبد يديه أن يردهما صفرا ) ولكن شرط أن يكون أكلك من حلال لأن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يده إلى السماء يارب يارب ومطعمه حرام ومشربه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب له ؟

نسأل الله تعالى أن يطيب مطعمنا وأن يتقبل دعائنا اللهم أنا نسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمنا منه وما لم نعلم ونعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمنا منه وما لم نعلم وصلى اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم 

  • الاحد AM 07:48
    2019-01-13
  • 2298
Powered by: GateGold