المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 413610
يتصفح الموقع حاليا : 254

البحث

البحث

عرض المادة

شكر نعم الله

الشكر

ما هو الشكر ؟ وما الفرق بين الحمد وبين الشكر ؟

الحمد يكون بالقلب وبالسان أما الشكر يكون كذلك بالجوارح زيادة علي الحمد ولذلك يقول الله تعالي ( أعملوا آل دواد شكرا وقليل من عبادي الشكور ) ولم يقل اعملوا آل داود حمدا لان الشكر هو الذي يكون بالجوارح .

وكان النبي صلي الله علية وسلم  يقوم الليل حتي تتفطر قدماه فقالت له أمنا عائشة هون عليك يا رسول الله ألم يغفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فقال صلي الله علية وسلم يا عائشة افلا أكون عبدا شكورا ، فالشكر يكون بالجوارح عملا لذلك نسمع عن سجدة الشكر ولا نسمع عن سجدة الحمد

فما فائدة الشكر ؟

1- بالشكر تزيد النعم قال تعالي ( وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد )

2- بالشكر يحصل الفلاح في الدنيا والاخرة قال تعالي علي لسان أنبيائه ( فاذكروا آلاء الله لعلكم تفلحون )

3- الشكر يجلب محبة العبد للة فالنفس السوية مفطورة علي حب المنعم عليها وعرفان الجميل وشكر النعمة فإذا عرف الانسان أن الله هو المنعم عليه أحبه وعاش حياته في مرضاته فنال السعادة في الدنيا والاخرة .

4- الشكر يجلب محبة الله للعبد وثناءه عليه :

يقول الله تعالي عن نبيه نوح ( ذرية من حملنا مع نوح إنه كان عبدا شكورا ) ويقول تعالي عن نبيه إبراهيم ( إن ابراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين شاكرا لانعمه اجتباه وهداه إلي صراط مستقيم )

5- الشكر وصية الله لعبادة : يقول تعالي ( يأيها الذين أممنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون )

ويقول تعالي ( ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا علي وهن وفصاله في عامين أن أشكر لي ولوالديك إلي المصير )

* إذا علمنا منزلة الشكر فكيف نشكر الله تعالي ؟

أولا : الاقرار بها ومعرفة أنها من الله سبحانه وتعالي يقول تعالي ( وما بكم من نعمة فمن الله )

ثانيا: الثناء علي الله تعالي بها والتحدث بها يقول تعالي ( أما بنعمة ربك فحدث )

ثالثا : استخدامها وتوظيفها في طاعة الله وعدم استخدامها في معصية فيكون هذا هو كفران النعمة .

- فأما القسم الاول هو الاقرار بالنعمة من الله وهيا لنستعرض ذلك من كتاب الله عز وجل .

* لما صارت ليوسف علية السلام خزائن مصر وجمعه الله باهله وخروا له سجدا قال ( رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السماوات والارض أنت ولي في الدنيا والأخرة وتوفني مسلما وألحقني بالصالحين )

فنسب ملكه لله ونسب علمه لله فهذه هي أخلاق الانبياء

* وقال الله تعالي عن نبيه سليمان عليه السلام ( حتي أتوا علي وادي النمل قالت نملة يأيها النمل ادخوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون  فتبسم ضاحكا من قولها وقال رب أوزعني أن اشكر نعمتك علي وعلي والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأدخني برحمتك في عبادك الصالحين )

أي الهمني شكر نعمتك التي مننت بها علي من تعليمي منطق الطير والحيوان فلم ينسب العلم لنفسه لكن نسبه لمن علمه ذلك وهو الله العليم الخبير .

* وقال تعالي عن خليلة ابراهيم علية السلام (الحمد لله الذي وهب لي علي الكبر إسماعيل وإسحاق وإن ربي لسميع الدعاء )

فالله تعالي هو الذي يمن عليك بنعمة الاولاد ويجعل من يشاء عقيما فقل الحمد لله .

*  ويحدثنا الله عن أهل الجنة حين يرون ما أعده الله لهم من النعيم ( وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله ) فالهداية فضل ونعمة من الله تعالي فإذا رأيت أن الله قد أتـي بك الي بيته وأسمعك كلامه وحرم من ذلك أخرون فقل الحمد لله.

* ولما ذكر الله في كتابه الشاكرين ذكر لنا من أحوال الذين لا يشكرون نعم الله تعالي وينسبون الفضل في ذلك الي أنفسهم

* يقول تعالي ( وإذا أنعمنا علي الانسان أعرض ونأي بجانبه وإذا مسه الشر فذو دعاء عريض ) فإذا أنعم الله علي عبده بالصحة والرزق وغيرها وأعرض عن شكر ربه وطاعته وترفع بجانبه عجبا وتكبرا وإن مسه الشر أي المرض أو الفقر فذو دعاء عريض فهو لا يعرف ربه إلا في الشدائد .

* ويحكي الله لنا عن قارون حينما قال له الصالحون من قومه ( وابتغ فيما آتاك الله الدار الاخرة ولاتنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الارض إن الله لا يحب المفسدين قال أنما أوتيته علي علم عندي ) فلم ينسب فضل ما هو فيه إلي الله مع أن الله هو الذي آتاه ذلك فقال الله (وآتيناه مع الكنوز ) فالمال مال الله يؤتيه من يشاء فاسألوا الله من فضله يقول تعالي ( وآتوهم من مال الله الذي آتاكم ) فماذا كان عاقبة قارون ( فخسفنا به وبداره الارض )

* ذلك وان الله لم يك مغير نعمة أنعمها علي قوم حتي يغيروا ما بأنفسهم فإذا غير الانسان شكر نعمة  الله وأبدلها بكفر النعمة سلبها الله منه .

* وحكي الله لنا عن سبأ فقال تعالي ( لقد كان لسبأ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل وشئ من سدر قليل . ذلك   جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلا الكفور ) فتبدلت هذه الجنات ذات الحدائق والاشجار المثمرة إلي أشجار لا نفع فيها وذات أكل قليل

* ويقول تعالي ( وضرب الله مثلا قرية كانت أمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فاذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون ) وهذا مثل ضربه الله  لاهل مكة لما كفرت بأنعم الله وكذبت رسوله وأخرجوه غير الله نعمته عليهم وأذاقهم الجوع  بعد أن كان يأتيها رزقها رغدا وأذاقهم الخوف بعد أن كانت ءامنة مطمئنة

* والامثلة علي ذلك كثيرةأيضا في كتاب الله لمن تدبر وتأمل

 فالشكر إذا هو أن تعترف وتنسب كل نعمة الي الله ( وما بكم من نعمه فمن الله ) والامر الثاني أن تحمد الله علي النعمة التي بين يدك وتثني عليه بما هو أهله .

والامر الثالث أن تصرف هذه النعمة في طاة الله وتستعملها في طاعته وتؤدي حق الله فيها .

* فإذا أنعم الله عليك بالملك فكن مثل ذي القرنين وكان ملكا عادلا طائعا لله مكن الله له في الارض وآتاه من كل شئ علما فملك المشارق والمغارب من الارض يعلي كلمة الله وينشر دينه ( حتي إذا بلغ بين السدين وفرغ من بناء السد قال ( هذا رحمة من ربي ) فنسب الفضل إلي الله لا إلي قوته وملكه فإن الله هو الذي أعطاه هذا علي الحقيقة واستخدمها في طاعة الله .

* وإذا أنعم الله عليك بالمال فأحسن كما أحسن الله إليك وآت الفقراء والمساكين من مال الله الذي آتاك واعلم أن في مالك حق معلوم للسائل والمحروم ولا تك مثل أصحاب الجنة إذا أقسموا ليصرمنها مصبحين ولا يستثنون وتواصوا بينهم ألا يدخلنها اليوم عليكم مسكين فماذا فعل الله بجنتهم هذه حين تركوا شكر نعمة الله ولم يصرفوها فيما أمرهم الله ( فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون فاصبحت كالصريم ) أي أحترقت فصارت كاليل الاسود .

* وإذا أنعم الله عليك بالابناء فاشكر الله تعالي الذي أعطاك وحرم غيرك وصرف هذه النعمة في طاعة الله بأن تنشأهم علي طاعة الله وتعلمهم من القرآن والسنة والاخلاق والاداب الحسنة وتكون لهم خير قدوة وكن لهم كنبي الله إبراهيم ويعقوب (ووصي بها إبراهيم بنيه ويعقوب يابني إن الله اصطفي لكم الدين فلا تموتن إلا وانتم مسلمون  . أم كنت شهداء إذا حضر يعقوب الموت إذا قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالو نعبد إلهك وإله أبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلها واحداً ونحن له مسلمون )

* واذا أنعم الله عليك بالصحة والعافية فاحمد الله الذي عفاك مما ابتلي به غيرك وصرف هذه النعمة في طاعة الله وتزيد من الطعات وكن كرسول الله محمد صلي الله علية وسلم الذي كان يقوم تتفطر قدماه ويقول ( أفلا أكون عبدا شكورا ) وكن كآل داوود لما قال الله لهم ( اعملو آل داوود شكرا وقليل من عبادي الشكور ) واعمل بوصية النبي صلي الله علية وسلم ( أغتنم خمسا قبل خمس وذكر منها ( صحتك قبل مرضك وفراغك قبل شغلك وحياتك قبل موتك وشبابك قبل هرمك )

* وإذا أنعم الله عليك بزوجة طيبة فاتق الله فيها وأحسن إليها وكن عونا لها علي طاعة الله واحمد الله علي هذه النعمة ( ومن آياتة أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة )

* وانظر حولك الي المشردين في الارض والي خيام اللاجئين واحمد الله أن رزقك سكنا وأمنا ( والله جعل لكم من بيوتكم سكنا ) فاجعل سكنك محل لطاعة الله ولا تجعله محل معصية ولا تجعل من ستر الله عليك سبيل لمعصية الله فتكون من الذين بدلوا نعمة الله كفرا .

* واذا نظرت حولك فرأيت مجاعات ومن يبيت اليل طاويا جائعا فاحمد الله الذي أطعمك من جوع وأمنك من خوف واجعل مطعمك من حلال وأحسن كما أحسن الله إليك .

* وإذا نظرت إلي المستشفيات وما بها من مرضي لا ينامون الليل من الالم فاحمد الله الذي عافاك وخذ من صحتك لمرضك واحمد الله علي النوم المريح ( وجعلنا نومكم سباتا) أي راحة لابدانكم . نسأل الله أن يجعلنا من المتأملين في نعمه الشاكرين لها وأن نستخدمها في ما يرضية اللهم آمين .

  • الاحد PM 12:18
    2018-04-08
  • 2900
Powered by: GateGold