المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 412654
يتصفح الموقع حاليا : 336

البحث

البحث

عرض المادة

لماذا السيدة عائشه تستحي من عمر رضي الله عنه وتخرج لقتال على؟

لماذا ألسيدة عائشه تستحي من عمر رضي الله عنه وتخرج لقتال سيدنا الأمام علي كرم الله وجهه
1274 - عن عائشة قالت كنت أدخل بيتي الذي فيه رسول الله (ص) وأبي فأضع ثوبي فأقول إنما هوزوجي وأبي فلما دفن عمر معهم فوالله ما دخلته إلا وأنا مشدودة علي ثيابي حياء من عمر (رضي ألله عنه)، رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
مسند أحمد - مسند الأنصار .. - باقي المسند .. - رقم الحديث: (2448)
- حدثنا حماد بن أسامة قال أخبرنا هشام عن أبيه عن عائشة قالت كنت أدخل بيتي الذي دفن فيه رسول الله (ص) وأبي فأضع ثوبي فأقول إنما هوزوجي وأبي فلما دفن عمر معهم فوالله ما دخلت إلا وأنا مشدودة علي ثيابي حياء من عمر.
السؤال ألذي يطرح نفسه
لماذا ألسيدة عائشه تستحي منى عمر رضي الله عنه وتخرج لقتال سيدنا ألأمام علي كرم الله وجهه
أليس أطاعه اولي ألأمر افضل وخاصه اذا كان ألأمام علي كرم الله وجهه بدل من قتاله
ثم يستطرد ويقول: ألمشكله تكمن هنا في عموم طائفتي ألسنه وألشيعه فهم مقتنعون أن في يوم من الأيام السيدة عائشة (رضي ألله عنها) سلت ألسيف في وجهه ألأمام علي (كرم ألله وجهه)
وهذا بغض النظر عن الاخطاء الاملائية في الكتابة
سؤالي الان هل هذا صحيح وبما نرد عليه؟
في انتظار جوابكم
دمتم امنين مطمئنين
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين، ولك بمثل ما دعوت.
أولاً: لا يجوز الاستماع إلى الشبهات ولا تجوز قراءتها؛ لأنه يَعلَق بالقلب منها ما يعلق، ولذلك كان السلف ينهون عن سماع أهل الأهواء والبِدع، وكانوا يقولون: الشُّبَه خطّافة.
ثانيا: الرافضة أكذب الناس!
ولا أدلّ على ذلك من قولهم في هذه الشبهة: إن عائشة رضي الله عنها سَلّت السيف في وجه الإمام عليّ رضي الله عنه! فهذا كذب صريح رخيص مفضوح!
وهوباطل مِن وُجوه:
الوجه الأول: إنه يُعلَم يقينا أن عائشة ما كانت تحمل السلاح فضلا عن أن تَسلّه في وَجْه عليّ رضي الله عنه.
الوجه الثاني: أن عليًّا رضي الله عنه كان من أشجع الناس، فهل يُعقل أن تقف في وجهه امرأة لِتسلّ السيف في وجهه؟!
فالرافضة أساءوا إلى عليّ رضي الله عنه قبل أن يُسئوا إلى عائشة رضي الله عنها، وذلك بهذا الكذب المفضوح!!
الوجه الثالث: أن عليًّا رضي الله عنه كان يعرف قَدْر أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وهذا ثابت عنه رضي الله عنه، وكانت عائشة رضي الله عنها تعرف فضل عليّ رضي الله عنه أيضا.
بل قال لها يا أمّه.
ففي كُتب التاريخ أنه لَمَّا كان نهاية وقعة الْجَمَل، وحُمِل هودج عائشة، وإنه لَكَالْقُنْفُذ من السهام، ونادى منادى عليٍّ في الناس: إنه لا يُتبع مُدبر، ولا يُذَفَّف على جريح، ولا يَدخُلوا الدُّور، وأمَرَ عليّ نفراً أن يحملوا الهودج من بين القتلى، وأمَر محمد بن أبي بكر وعماراً أن يَضْرِبا عليها قُبة، وجاء إليها أخوها محمد فسألها: هل وصل إليك شيء من الجراح؟ فقالت: لا، وما أنت ذاك يا ابن الخثعمية؟ وسلّم عليها عمار، فقال: كيف أنت يا أم؟ فقالت: لست لك بأم؟ قال: بلى وإن كرهتِ! وجاء إليها علي بن أبي طالب أمير المؤمنين مُسَلِّما، فقال: كيف أنت يا أمّه؟ قالت: بخير، فقال: يغفر الله لك. وجاء وجوه الناس من الأمراء والأعيان يُسَلِّمُون على أم المؤمنين رضي الله عنها.
فهل كانت عائشة رضي الله عنها لِتسلّ السيف في وجه عليّ رضي الله عنه، وهذا موقفه معها وموقفها معه؟!
وفي كُتُب التاريخ: ثم جاء عليّ إلى الدار التي فيها أم المؤمنين عائشة، فاستأذن ودخل فَسَلَّم عليها وَرَحَّبَتْ به.
بل أمَرَ عليّ رضي الله عنه بِجَلْدِ من نال من أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، ففي كُتب التاريخ أن علياً رضي الله عنه لما سلّم على عائشة ورحّبت به، ثم خَرَج من الدار، فقال له رجل: يا أمير المؤمنين إن على الباب رجلين ينالان من عائشة! فأمَرَ عليٌّ القعقاع بن عمروأن يَجْلِد كل واحد منهما مائة، وأن يُخرجهما من ثيابهما.
ولَكَز عمّارُ رضي الله عنه الذي سبّ عائشة رضي الله عنها
روى الإمام أحمد في فضائل الصحابة من طريق عريب بن حميد قال: رأى عمار يوم الجمل جماعة، فقال: ما هذا؟ فقالوا: رجل يسب عائشة، ويقع فيها. قال: فمشى إليه عمار فقال: اسكت مقبوحا منبوحا! اتقع في حبيبة رسول الله؟ إنها لزوجته في الجنة.
وفي رواية أنه قال له ذلك بعد ما لَكَزَهَ لَكزَات.
وفي دواوين التاريخ: أن أم المؤمنين عائشة لَمَّا أرادت الخروج من البصرة بَعَثَ إليها عليّ رضي الله عنه بكل ما ينبغي من مركب وزاد ومتاع وغير ذلك، وأذن لمن نجا ممن جاء في الجيش معها أن يَرجع إلا أن يحب المقام، واختار لها أربعين امرأه من نساء أهل البصرة المعروفات، وسَيَّر معها أخاها محمد بن أبي بكر، فلما كان اليوم الذي ارتحلت فيه جاء عليٌّ فوقف على الباب وحضر الناس معه، وخَرَجَتْ من الدار في الهودج فَوَدَّعَتِ الناس، وَدَعَتْ لهم، وقالت: يا بَنِيَّ لا يعتب بعضنا على بعض، إنه والله ما كان بيني وبين عليّ في القِدَم إلا ما يكون بين المرأة وأحمائها، وإنه على مَعتبتي لمن الأخيار. فقال عليٌّ: صَدَقْتِ، والله ما كان بيني وبينها إلا ذاك، وإنها لزوجة نبيكم صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة. وسار علي معها مُوَدِّعا ومُشيِّعاً أميالا، وسَرَّحَ بَنِيهِ معها بقية ذلك اليوم.
وهذا يدل على أن علياً رضي الله عنه لم يُرِد أن يَقتُل أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وأنها سار معها وودّعها، ولم يُنقل عنه كلمة واحدة في الطّعن في عائشة رضي الله عنها.
ولذلك لَمَّا سأل بعض أصحاب عليّ علياً أن يَقْسِم فيهم أموال أصحاب طلحة والزبير، فأَبَى عليه، فطعن فيه السبئية! وقالوا: كيف يحل لنا دماؤهم ولا تحل لنا أموالهم؟ فبلغ ذلك علياً، فقال: أيكم يحب أن تصير أم المؤمنين في سهمه؟ فسكت القوم.
وهذا إقرار من عليّ رضي الله عنه بأن عائشة أم المؤمنين.
وهذا ما فهمه أصحابه رضي الله عنهم، فقد قام عمار رضي الله عنه على منبر الكوفة فذكر عائشة، ذكر مسيرها، وقال: إنها زوجة نبيكم صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة، ولكنها مما ابتليتم. رواه البخاري.
الوجه الرابع: أن عائشة رضي الله عنها لم تخرج اصلا لِقتال عليّ رضي الله عنه، بل خرجت بِنيّة الإصلاح بين الفريقين.
روى ابن أبي شيبة في المصنف والإمام أحمد في المسند من طريق قيس قال: لَمَّا بلغت عائشة رضي الله عنها بعض مياه بني عامر ليلاً نَبَحَت الكلاب عليها. فقالت: أي ماء هذا؟ قالوا: ماء الحوأب. فوقفت، فقالت: ما أظنني إلا راجعة. فقال لها طلحة والزبير: مهلا رحمك الله. بل تقدمين فيراك المسلمون فيُصلح الله ذات بينهم. قالت: ما أظنني إلا راجعة. إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنا ذات يوم: كيف بإحداكن تنبح عليها كلاب الحوأب.
ورواه الإمام أحمد وغيره.
وصححه غير واحد من أهل العلم.
فقد صححه الهيثمي وابن حجر.
وقال الأرنؤوط: إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين
وعُدّ هذا الحديث من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم، إذ قد أخبر عن شيء لم يكن ثم كان. وهذا يدلّ على حسن قصد الصحابة رضي الله عنهم، فقد أشار عليها الزبير وطلحة بالمضيّ لعله إذا رآها المسلمون أصلح الله ذات بينهم.
وهذا يعني أيضا أن عائشة رضي الله عنها لم تخرج أصلا بقصد القتال. وإنما أوقع الفتنة أصحاب الفتنة وأهل البدعة والضلالة قتلة عثمان رضي الله عنه. لا كما يزعم من قلّ حظه من العلم وعُدِم نصيبه من الإيمان ممن يطعن في عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الوجه الخامس: أن حياء عائشة رضي الله عنها منعها من نزع ثيابها في بيتها لَمَّا دُفِن عمر رضي الله عنه في حُجرة عائشة رضي الله عنها، فكيف يُتصوّر أن تقف أمام عليّ رضي الله عنه لتسلّ السيف في وجهه؟
بل إن وقائع وقعة الْجَمَل لتثبت حياء عائشة رضي الله عنها، إذ ثبتت في هودجها، ولم تخرج منه لِقتال، وهذا يُؤكِّد على أمور:
الأول: كذب الرافضة الذين ادّعوا أن عائشة رضي الله عنها قاتلت عليًّا رضي الله عنه، فهي لم تخرج اصلا من الهودج.
الثاني: أنها لم تأتِ أصلا للقتال.
الثالث: أن حياءها المعهود هوهو، فهي لم تُغادر الهودج حتى مع كثرة ما أصابه من سِهام - كما تقدّم -.
الوجه السادس: بُطلان ادّعاء خروج عائشة رضي الله عنها على عليّ رضي الله عنه، فهي لم تخرج أصلا للقتال، وإنما خََرجَت من أجل الإصلاح، كما تقدّم.
ويُقال للرافضي من باب التَّنَزّل معه:
لوافترضنا أن عائشة رضي الله عنها خرجت للقتال فهي مُتّأوِّلة في قتالها، ولم تخرج على الحاكم ولا تُزمِع الخروج عليه وخَلعه.
وخروج الحسين رضي الله عنه كان من أجل الخلافة، فكُلّ طعن في عائشة رضي الله عنها في هذا الأمر فهوطعن في الحسين رضي الله عنه.
ومع ذلك فأهل السنة يترضّون على الحسين رضي الله عنه، ولا يَرونه خارجا على إمامه؛ لأنه كان مُجتهدا مُتأوّلا رضي الله عنه.
في حين أن الرافضة يَرونه خارجا ثائرا!
فمن أوْلى الناس بالحسين رضي الله عنه؟
فائدة:
لا يجوز تخصيص علي رضي الله عنه بِقول: " عليه السلام " أوبِقول: " كرّم الله وجهه ".
قال ابن كثير رحمه الله: وقد غلب هذا في عبارة كثير من النساخ للكتب، أن يُفْرِد عليّ رضي الله عنه، بأن يُقال: " عليه السلام "، من دون سائر الصحابة، أو: " كرم الله وجهه "، وهذا وإن كان معناه صحيحا، لكن ينبغي أن يُسَاوى بين الصحابة في ذلك؛ فإن هذا من باب التعظيم والتكريم، فالشيخان وأمير المؤمنين عثمان بن عفان أولى بذلك منه، رضي الله عنهم أجمعين.
والله تعالى أعلم.
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضومكتب الدعوة والإرشاد

  • الجمعة PM 04:15
    2015-10-09
  • 4674
Powered by: GateGold