المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 413789
يتصفح الموقع حاليا : 319

البحث

البحث

عرض المادة

عدم ثبوت لعن ام المؤمنين عائشة لعمرو بن العاص

قال الحاكم : " 6744 - أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ، قَالَا: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ، ثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: قَالَتْ لِي عَائِشَةُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: «إِنِّي رَأَيْتُنِي عَلَى تَلٍّ وَحَوْلِي بَقَرٌ تُنْحَرُ» فَقُلْتُ لَهَا: لَئِنْ صَدَقَتْ رُؤْيَاكِ لَتَكُونَنَّ حَوْلَكَ مَلْحَمَةٌ، قَالَتْ: «أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّكَ، بِئْسَ مَا قُلْتَ» ، فَقُلْتُ لَهَا: فَلَعَلَّهُ إِنْ كَانَ أَمْرًا سَيَسُوءُكِ، فَقَالَتْ: «وَاللَّهِ لَأَنْ أَخِرَّ مِنَ السَّمَاءِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَفْعَلَ ذَلِكَ» ، فَلَمَّا كَانَ بَعْدُ ذُكِرَ عِنْدَهَا أَنَّ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَتَلَ ذَا الثُّدَيَّةِ، فَقَالَتْ لِي: «إِذَا أَنْتَ قَدِمْتَ الْكُوفَةَ فَاكْتُبْ لِي نَاسًا مِمَّنْ شَهِدَ ذَلِكَ مِمَّنْ تَعْرِفُ مِنْ أَهْلِ الْبَلَدِ» ، فَلَمَّا قَدِمْتُ وَجَدْتُ النَّاسَ أَشْيَاعًا فَكَتَبْتُ لَهَا مِنْ كُلِّ شِيَعٍ عَشَرَةً مِمَّنْ شَهِدَ ذَلِكَ قَالَ: فَأَتَيْتُهَا بِشَهَادَتِهِمْ فَقَالَتْ: «لَعَنَ اللَّهُ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ، فَإِنَّهُ زَعَمَ لِي أَنَّهُ قَتَلَهُ بِمِصْرَ» هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ "
[التعليق - من تلخيص الذهبي] 6744 - على شرط البخاري ومسلم " اهـ .[1]
ولقد وردت هذه الرواية عند ابن ابي شيبة , من رواية ابي معاوية الضرير عن الاعمش , ولا يوجد فيها اللعن , قال ابن ابي شيبة : "  30513 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «رَأَيْتنِي عَلَى تَلٍّ كَأَنَّ حَوْلِي بَقَرًا يُنْحَرْنَ»، فَقَالَ مَسْرُوقٌ: إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ لَا تَكُونِي أَنْتَ هِيَ فَافْعَلِي، قَالَ: «فَابْتُلِيتُ بِذَلِكَ رَحِمَهَا اللَّهُ» " اهـ .[2]
ورواية ابو معاوية الضرير مقدمة على رواية جرير عند الامامين احمد بن حنبل , ويحيى بن معين , قال الامام ابو بكر الخطيب : " أخبرنا هبة الله بن الحسن الطبري أخبرنا أحمد بن عبيد حدثنا محمد بن الحسين حدثنا أحمد بن زهير قال قيل ليحيى بن معين أيما أحب إليك في الأعمش عيسى بن يونس أو حفص بن غياث أو أبو معاوية قال أبو معاوية أخبرنا إبراهيم بن محمد بن سليمان المؤدب بأصبهان أخبرنا أبو بكر بن المقرئ حدثنا سلامة بن محمود القيسي بعسقلان حدثنا أيوب بن إسحاق بن سافري قال سألت أحمد ويحيى عن أبي معاوية وجرير قالا أبو معاوية أحب إلينا يعنيان في الأعمش" اهـ .[3]
وقال الامام الذهبي : " قال جرير: كنا نخرج من عند الأعمش فلا يكون أحفظ منا لحديثه من أبي معاوية " اهـ .[4]
وقال الامام ابن حجر : " لِأَنَّ أَبَا مُعَاوِيَةَ هُوَ الْمِيزَانُ فِي حَدِيثِ الْأَعْمَشِ " اهـ .[5]
فتكون رواية جرير بن عبد الحميد التي فيها اللعن شاذة , وذلك لانها مخالفة لرواية ابو معاوية الضرير عن الاعمش التي لا يوجد فيها اللعن والله اعلم .
وهناك علة ثانية في اصل الرواية الا وهي عنعنة الاعمش وعنده تدليس كما قال الائمة , قال الامام الخطيب : " أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَلَّانَ الْوَرَّاقُ , قَالَ: قَالَ لَنَا أَبُو الْفَتْحِ الْأَزْدِيُّ الْحَافِظُ: " قَدْ كَرِهَ أَهْلُ الْعِلْمِ بِالْحَدِيثِ مِثْلُ شُعْبَةَ وَغَيْرِهِ التَّدْلِيسَ فِي الْحَدِيثِ , وَهُوَ قَبِيحٌ وَمَهَانَةٌ , وَالتَّدْلِيسُ عَلَى ضَرْبَيْنِ , فَإِنْ كَانَ تَدْلِيسًا عَنْ ثِقَةٍ لَمْ يَحْتَجْ أَنْ يُوقَفَ عَلَى شَيْءٍ وَقُبِلَ مِنْهُ , وَمَنْ كَانَ يُدَلِّسُ عَنْ غَيْرِ ثِقَةٍ لَمْ يُقْبَلْ مِنْهُ الْحَدِيثُ إِذَا أَرْسَلَهُ حَتَّى يَقُولَ: حَدَّثَنِي فُلَانٌ , أَوْ سَمِعْتُ , فَنَحْنُ نَقْبَلُ تَدْلِيسَ ابْنِ عُيَيْنَةَ وَنُظَرَائِهِ لِأَنَّهُ يُحِيلُ عَلَى مَلِيءٍ ثِقَةٍ , وَلَا نَقْبَلُ مِنَ الْأَعْمَشِ تَدْلِيسَهُ لِأَنَّهُ يُحِيلُ عَلَى غَيْرِ مَلِيءٍ , وَالْأَعْمَشُ إِذَا سَأَلْتَهُ: عَمَّنْ هَذَا؟ قَالَ: عَنْ مُوسَى بْنِ طَرِيفٍ , وَعَبَايَةَ بْنِ رِبْعِيٍّ , وَابْنُ عُيَيْنَةَ , إِذَا وَقَّفْتَهُ , قَالَ: عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ , وَمَعْمَرٍ , وَنُظَرَائِهِمَا , فَهَذَا الْفَرْقُ بَيْنَ التَّدْلِيسَيْنِ " اهـ .[6]
وقال الامام ابن حبان : " وأما المدلسون الذين هم ثقات وعدول، فإنا لا نحتج بأخبارهم إلا ما بينوا السماع فيما رووا مثل الثوري، والاعمش .... " اهـ .[7]
وقال الامام ابن حجر : " الثالثة: من أكثروا من التدليس وعرفوا به وهم: ..............................
37- وسليمان الاعمش " اهـ .[8]
واما اذا احتج شخص بكلام الذهبي حول تدليس الاعمش , وان عنعنته عن ابي وائل محمولة على السماع , حيث قال  : " ((قلت: وهو يدلس، وربما دلس عن ضعيف، ولا يدرى به، فمتى قال حدثنا فلا كلام، ومتى قال " عن " تطرق إلى احتمال التدليس إلا في شيوخ له أكثر عنهم: كإبراهيم، وابن أبى وائل، وأبى صالح السمان، فإن روايته عن هذا الصنف محمولة على الاتصال " اهـ .[9]
فهو مردود من الناحية العلمية , قال الحافظ ابن العراقي : " وروى الْأَعْمَش عَن أبي وَائِل عَن عبد الله كُنَّا لَا نَتَوَضَّأ من موطأ وَقَالَ الإِمَام احْمَد كَانَ الْأَعْمَش يُدَلس هَذَا الحَدِيث لم يسمعهُ من أبي وَائِل قَالَ مهنا فَقلت لَهُ عَمَّن هُوَ قَالَ كَانَ الْأَعْمَش يرويهِ عَن الْحسن بن عَمْرو الْفُقيْمِي عَن أبي وَائِل فَطرح الْحسن بن عَمْرو وَجعله عَن أبي وَائِل وَلم يسمع مِنْهُ " اهـ .[10]
وقال ايضا : " قَالَ العلائي ........
قَالَ احْمَد لم يسمع هشيم من هِشَام وَقَالَ أَيْضا فِي حَدِيثه عَن الْأَعْمَش عَن أبي وَائِل كُنَّا لَا نَتَوَضَّأ من الْمُوَطَّأ لم يسمعهُ هشيم من الْأَعْمَش وَالْأَعْمَش لم يسمعهُ من أبي وَائِل وَذكر لَهُ أَحَادِيث آخر كَثِيرَة مِمَّا دلسها يطول بهَا الْكَلَام انْتهى " اهـ .[11]
واما الذي يحتج بان بعض روايات الاعمش جاءت معنعنة في صحيح البخاري فالرد عليه يكون ان في مواضع اخرى من الصحيح جاءت صريحة بالتحديث , وارجو ان ينتبه القراء الكرام الا انني لم اعترض على الاعمش في هذا الموضع الا لورود الشذوذ بروايته , ولم اذكر الا كلام اهل العلم المعتبرين بالنسبة للامام سليمان بن مهران الاعمش .
ولقد جاءت رواية اخرى عند البيهقي ضعيفة ايضا , ولم يرد فيها التصريح بلعن عمرو بن العاص رضي الله عنه , قال الامام البيهقي : " أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَامِرٍ الْكِنْدِيُّ بِالْكُوفَةِ مِنْ أَصْلِ سَمَاعِهِ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَدَقَةَ الْكَاتِبُ قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبَانَ بْنِ صَالِحٍ قَالَ: هَذَا كِتَابُ جَدِّي: مُحَمَّدَ بْنَ أَبَانَ فَقَرَأْتُ فِيهِ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْحُرِّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ وَعَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي السَّفَرِ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: عِنْدَكَ عِلْمٌ مِنْ ذِي الثُّدَيَّةِ الَّذِي أَصَابَهُ عَلِيٌّ- رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- فِي الْحَرُورِيَّةِ؟ قُلْتُ: لَا. قَالَتْ: فَاكْتُبْ لِي. بِشَهَادَةِ مَنْ شَهِدَهُمْ فَرَجَعْتُ إِلَى الْكُوفَةِ وَبِهَا يَوْمَئِذٍ أَسْبَاعٌ فَكَتَبْتُ شَهَادَةَ عَشَرَةٍ مِنْ كُلِّ سَبْعٍ ثُمَّ أَتَيْتُهَا بِشَهَادَتِهِمْ فَقَرَأْتُهَا عَلَيْهَا.
قَالَتْ: أَكُلُّ هَؤُلَاءِ عَايَنُوهُ؟ قُلْتُ: لَقَدْ سَأَلْتَهُمْ فَأَخْبَرُونِي أَنَّ كُلَّهُمْ قَدْ عَايَنَهُ.
قَالَتْ: لَعَنَ اللهُ فُلَانًا فَإِنَّهُ كَتَبَ إِلَيَّ أَنَّهُ أَصَابَهُمْ بِنِيلِ مِصْرَ ثُمَّ أَرْخَتْ عَيْنَيْهَا فَبَكَتْ فَلَمَّا سَكَتَتْ عَبْرَتُهَا. قَالَتْ: رَحِمَ اللهُ عَلِيًّا لَقَدْ كَانَ عَلَى الْحَقِّ وَمَا كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ إِلَّا كَمَا يَكُونُ بَيْنَ الْمَرْأَةِ وَأَحْمَائِهَا " اهـ .[12]
وهذه الرواية لا تصح , وان اغمضنا عن مشكدانة , وتشيعه , وان هذه الرواية رواها بالوجادة من كتاب جده , فإن جده محمد بن ابان الذي نقل من كتابه الرواية ضعيف , قال الامام البخاري : " 326- محمد بن أبان بن صالح بن عمير الجعفي: عن أبي إسحاق، وحماد بن أبي سليمان، وليس بالقوي " اهـ .[13]
وقال الامام النسائي : " (512) محمد بن أبان بن صالح ضعيف كوفي " اهـ .[14]
وقال الامام ابن الجوزي : " 2862 محمد بن أبان بن صالح بن عمير أبو عمرو الجعفي الكوفي يروي عن أبي إسحاق وحماد بن أبي سليمان قال أحمد كان يقول بالإرجاء فترك الناس حديثه وقال يحيى ضعيف لا يكتب حديثه وقال مرة ليس بشيء وقال البخاري ليس بالقوي وقال النسائي ضعيف قال المصنف قلت وفي الحديث ( محمد بن أبان ) عشرة لا يعلم قدح في غير هذين " اهـ .[15]
وقال الامام الذهبي : " 5226 - محمد بن أبان بن صالح القرشي ويقال له الجعفي الكوفي عن زيد بن أسلم ضعفه أبو داود وابن معين " اهـ .[16]
فخلاصة الامر ان اللعن لم يثبت لا تصريحا , ولا تلميحا والله الموفق .

286 - المستدرك على الصحيحين مع تعليقات الامام الذهبي – محمد بن عبد الله الحاكم - ج 4 ص 14 .
287 - المصنف – ابو بكر عبد الله بن محمد بن ابي شيبة -   ج 6 ص 181 .
288 - تاريخ بغداد – ابو بكر احمد بن علي بن ثابت البغدادي - ج 5 ص 248 .
289 - تذكرة الحفاظ – محمد بن احمد الذهبي - ج 1 ص 215 .
290 - فتح الباري – احمد بن علي بن حجر – ج 12 ص 286 .
291 - الكفاية – ابو بكر احمد بن علي بن ثابت البغدادي – ج 1 ص 362 .
292 - صحيح ابن حبان – محمد بن حبان البستي - ج 1 ص 161 .
293 - النكت على كتاب ابن الصلاح – احمد بن علي بن حجر  – ج 2 ص 640 .
294 - ميزان الاعتدال – محمد بن احمد الذهبي -  ج 2 ص 224 .
295 - تحفة التحصيل  - ابو زرعة أحمد بن عبد الرحيم بن الحسين بن العراقي– ج 1 ص 136 .
296 - تحفة التحصيل  - ابو زرعة أحمد بن عبد الرحيم بن الحسين بن العراقي– ج 1 ص 333 .
297 - دلائل النبوة – ابو بكر احمد بن الحسين البيهقي – ج 6 ص 435 .
298 - الضعفاء – محمد بن اسماعيل البخاري – 119 .
299 - الضعفاء والمتروكون – احمد بن علي بن شعيب النسائي – ص 230 .
300 - الضعفاء والمتروكون – عبد الرحمن بن علي بن الجوزي – ج 3 ص 37 .
301 - المغني في الضعفاء – محمد بن احمد الذهبي – ج 2 ص 547 .

  • الجمعة AM 04:04
    2015-10-09
  • 3980
Powered by: GateGold