المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 413275
يتصفح الموقع حاليا : 331

البحث

البحث

عرض المادة

الكذبة 592: إساءته الكبيرة إلى الله حيث نسب إليه أنه يأمر بقتل الرضَّع والأطفال حتى بعد أسْرِهِم

يقول:

"تجاوزت التوراة حد التركيز على القسوة والانتقام، واقتُرحت تلك القسوة بحق المطيع والعاصي والصديق والعدو بحيث يبدو أنّ تعليم التوراة واجه اضطرارا نظرا لشعب معين في زمن محدد بحيث لم تكن لتفيد تلك الشعوب أحكام التوراة الموافقة للقانون العام البسيط في الطبيعة.

فمن هذا المنطلق قد مارست التوراة القسوة تجاه أمتها داخليا... كما كانت الأوامر الخارجية للتوراة أيضا شديدة جدا، فبموجبها دُمِّرت قرى المعارضين والعصاة المتمردين ومدنهم وقتل مئات الألوف من الأولاد كما قُتل الشيوخ والعميان والعُرج والنساء الضعيفات أيضا". (كرامات الصادقين الأردو)

قلتُ: كذبَ المرزا وأساء إلى الله تعالى الذي ما كان ليأمر بقتل الرُّضَّع، ولو قبل مائة ألف سنة.. فيستحيل أن يكون قد طرأت حالة استوجبتْ قَتْل الرضَّع في زمن ما. لذا فإنّ نصوص التوراة التالية وأمثالها لا يمكن أن تكون من عند الله تعالى:

1: {اعْبُرُوا فِي الْمَدِينَةِ وَرَاءَهُ وَاضْرِبُوا. لاَ تُشْفُقْ أَعْيُنُكُمْ وَلاَ تَعْفُوا. 6اَلشَّيْخَ وَالشَّابَّ وَالْعَذْرَاءَ وَالطِّفْلَ وَالنِّسَاءَ، اقْتُلُوا لِلْهَلاَكِ.} (حِزْقِيَال 9: 5-6)

2: {اذْهَبْ وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ، وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ اقْتُلْ رَجُلاً وَامْرَأَةً، طِفْلاً وَرَضِيعًا، بَقَرًا وَغَنَمًا، جَمَلاً وَحِمَارًا} (صَمُوئِيلَ الأَوَّلُ 15: 3)

3: اقْتُلوا كُلَّ ذَكَرٍ مِنَ الأَطْفالِ. (العدد 11: 17).. هذا بعد أسْرِهِم!!

تنزيه الله عن مثل ذلك أولى من التأكيد على عصمة التوراة. ولا يجهل عاقل أنّ الله منزّه عن الأمر بقتل الرُّضّع، فلا مجالَ للقول بجهل المرزا بهذه الحقيقة حتى نعذره من تعمّد الكذب.

فإنْ قيل: إن المرزا ينقد التوراة التي يراها محرفة ولا يؤمن أن الله هو الذي أمر بذلك، قلتُ:

1: لو كان ذلك كذلك لذكر أنّ التوراة المحرفة تقول بذلك، فعدمُ ذكر التحريف يدلّ على أنّ النصّ عنده غير محرّف.

2: سياق كلامه كان مقارنة بين القرآن والكتب الأخرى من حيث الكمال لا من حيث الحفظ من التحريف، فالقرآن كامل والكتب الأخرى ناقصة.. حيث يقول:

"إنّ تعليم هذا الكتاب [القرآن] يناسب ذلك الكمال نفسه الذي هو ضروري للإنسان من حيث فطرته وقواه. وهذه الصفة لا توجد في تعليم التوراة والإنجيل، فقد تجاوزت التوراة حد التركيز على القسوة والانتقام..... أما في تعليم الإنجيل فقد عُدَّ العطف والرفق الزائد والرحم والعفو كأنها فريضة. فإذا شن الأعداء من الخارج فالمقاومة والدفاع بحسب أوامر الإنجيل محرَّمة....". (كرامات الأردو)

3: هذه الفكرة دندن المرزا حولها مرارا في كتبه، وخلاصتها أنّ التوراة قاسية والإنجيل متسامح أكثر من اللازم. ولم يقُل في أيّ منها أنّ تعليم هذين الكتابين كان كاملا في زمنه، لكنّ الأتباع حرّفوا، بل يرى أنّ طبيعة ذلك الزمن تقتضي هذه التعاليم غير الكاملة وغير الأبدية وإنْ كانت مناسبة لظرفها.

4: ذكر صراحةً في بعض الأماكن أنّ هذه هي تعليمات الله التي عدَّلها في القرآن، فقال مثلا:

"كما لا يصلح الانتقام والعقاب في كل حالة كذلك فإن التغاضي عن العيوب عند كل مرة يتنافى مع روح التربية البشرية. لذلك قد عدّل القرآن الكريم هذين التعليمَين كليهما واقترح التالي: { وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ } .. أي يمكن أن يأخذ الإنسان الثأرَ بقدر السيئة التي تعرّضَ لها، كما تعلّم التوراة، ولكن الذي يريد أن يعفو، كما هي تعاليم الإنجيل، فإن مثل هذا العفو لن يكون حسنا ولا جائزا إلا إذا كان هادفا إلى النتائج الحسنة وإصلاح المعفو عنه. أما إذا لم يكن الأمر كذلك، فإن التعاليم المعتادة تظل كما هي في التوراة". (بيغام صلح، مجلد23 ص 470- 471)

فقوله: " عدّل القرآن الكريم هذين التعليمَين" يدلّ على أنه يراهما من عند الله أصلا.

ويقول المرزا:

ما سبب خلوِّ التوراة والإنجيل كلاهما منه [الكمال] ويأتي القرآنُ الكريم ويحرز الكمال في هذين الأمرين؟

فجوابه أنه ليس من ذنب التوراة والإنجيل بل هذا يعود إلى قصور قدرات الأمم السابقة. (الرد على سراج المسيحي)

فواضح أنه يرى أنّ سبب هذه القسوة والنقص في التعاليم هو قصور قدرات الأمم السابقة، لا تحريف النصّ.

 16 ديسمبر 2020

  • السبت PM 09:05
    2022-10-01
  • 492
Powered by: GateGold