المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 409159
يتصفح الموقع حاليا : 358

البحث

البحث

عرض المادة

الكذبة 632: تزييفه في الإحالة على وحيه بخصوص مير عباس

فيما يلي النبوءة رقم 123 في كتاب نزول المسيح، حيث يقول المرزا:

زمن بيانها: 17 فبراير 1883م ويناير 1884م

زمن تحققها: بعد تسع سنوات من الرسائل تقريبا

تفصيلها: كنتُ أطلعتُ سيد عباس علي اللدهيانوي مسبقا، في رسائلي الابتدائية بناء على كشوفي، أن عاقبته لا تبدو حسنة، بينما كان في تلك الأيام يُظهر أنه فانٍ في هذا السبيل. (نزول المسيح)

يتابع المرزا محيلا  إلى هذا الوحي في 1884 عن مير عباس الذي كان أول المصدّقين له وأوّل المكذّبين:

وفيما يلي نورد بعض الجمل التي وردت في تلك الرسائل: "بنظرة الكشف رأيتُ انقباضا في قلبك"، "لا تضطرب إذا واجهك أمرٌ جديد فإنك لن تجتنب الابتلاء"، "اعتبار الإنسان نفسَه حَسَنَ الظن أمر سهل ولكن العمل به صعب"، "ما أشقى ذلك الإنسان الذي لا تتسم نهايته بحماس مثل البداية".

كان واضحا جليا من هذه الفقرات أن عاقبته ليست محمودة، فارتد بعد بضع سنين. إن رسالتي الموجهة إليه لا تزال موجودة، وقد ظهر سوء عاقبته بعد النبوءة المذكورة فيها بعدة سنين. ووُجدتْ هذه الرسالة في مكتبته بعد وفاته، وسيعلم كل شخص بالاطلاع عليها، كم هي مقام عِبرة هذه الدنيا! حين تأتي على الإنسان أيام الشقاوة لا يبصر مع أنه يرى. والذي أُخبِر مسبقا أنه سوف يرتد ويتعثر، فقد ارتد ولم يستفد من النبوءة.

شهود العيان الأحياء عليها: الشهود على هذه الآيات هم السادة: منشي ظفر أحمد، الحافظ محمد يوسف، محمد يعقوب، منشي محمد خان، وعبد الله السنوري وغيرهم من الإخوة. (نزول المسيح)

أقول: على فرض صحة تلقّي هذا الوحي في عام 1883 فماذا عن وحي: "أصله ثابت وفرعه في السماء" المذكور في عام 1891 وكل عبارات المديح معه؟! ألا ينسخ عام 91 ما كان قبله؟

يقول الميرزا في عام 1891 مادحا مير عباس علي:

"هو صديقي الأول الذي ألقى الله تعالى حبي في قلبه قبل غيره... يكفي لإثبات مرتبته في الإخلاص أنني تلقيت مرة بحقه إلهاما: "أصله ثابت وفرعه في السماء". يعيش في هذه الدنيا الفانية عيش المتوكل... رجل مثقف ومستقيم الأحوال ودقيق الفهم جدا، ومع كل ذلك فهو إنسان بسيط جدا أيضا، ولهذا السبب يحزن قلبُه بسبب وساوس بعض الموسوسين، ولكن قوته الإيمانية تدحضُها بسرعة". (إزالة الأوهام)

بعد نحو شهرين من هذا المدح أعلن مير عباس أن الميرزا أكذب الناس.

بعد أن نسي الناسُ ما كتب الميرزا من مدح لهذا الرجل، وما تلقاه من وحي عنه، زعم بعد 11 سنة –أي في عام 1902- أنه تنبأ بأن عاقبته لن تكون حسنة. لكنه كذبَ في ذلك، وفيما يلي النصوص التي يُحيل الميرزا إليها والتي تبيّن للأعمى تعمّده الكذب.

أولا: سأنقل ما جاء في رسالة 17 فبراير 1883م:

"أما بعد، فلقد تلقيت مساعدة كبيرة بسبب مساعيك، وهذا من فضل الله تعالى أنه وهب عبادَه المخلصين الحماسةَ الإيمانية. إنما الأعمال بخواتيمها، ولا تتم إلا بالصدق والوفاء، ومن الصعب في هذا الزمن الفاسد أن يستمر أحد بالصدق والوفاء حتى النهاية، وألا يتأثر بشبهات أولي البواطن السيئة، لهذا أرجو من الله الكريم أن يهب أصدقاء هذا العاجز -الذين لم يتجاوز عددهم الثلاثة أو الأربعة حتى الآن- السكينة والطمأنينة.

إن هذا الزمن فاسد جداً، وقد أدى انتشار الدسائس والمكائد إلى الإفراط في سوء الظن، ويبدو فيه نور الصدق أمراً جديداً، ولا يقوم به إلا الذين يقوي الله الكريم قلوبهم. وبما أن بشارات الله عز وجل لا تتبدل، فالأمل أن يخلق الله عز وجل من هذه الظلمة قلوباً نورانية كثيرة وسيظهرها للعيان وإنه على كل شيء قدير.

يتبين بعض حال صدقك وشرفك من خلال قراءة كتاباتك، وتبين بعض حالك في كشفي أيضاً، فمن الممكن أن يُظهر الله الكريم أكثر من ذلك في وقت ما، وهو على كل شيء قدير، رحمه الله وإياكم، هو مولانا نعم المولى ونعم النصير. (رسالة في 17 فبراير 1883)

اقرأوا هذه الرسالة عشر مرات، هل تجدون فيها عبارة تتنبأ أنّ عاقبة مير عباس ستكون سيئة؟! وهل فيها العبارات التي زعم الميرزا وجودها فيها، وهي:

1: "اعتبار الإنسان نفسَه حَسَنَ الظن أمر سهل ولكن العمل به صعب".

2: "ما أشقى ذلك الإنسان الذي لا تتسم نهايته بحماس مثل البداية".

الخلاصة: أن الميرزا كذب مرتين؛ مرةً حين زعم أنّه تنبأ بأنّ عاقبة مير عباس سيئة، ومرةً حين زعم أنه قال له هذه العبارات.

ثانيا: سأنقل ما جاء في يناير 1884، ففيما يلي الرسالتان الأولى والثانية:

إن إخلاصك يخجلني كثيراً، جزاك الله خيراً كثيراً... نشأت في نفسك شروط قبول الدعاء، وقلّما وجد هذا العاجز مثل هذه الاستقامة في الآخرين... إن حُسْن الظن سهل ولكن الاستقامة عليه أمر صعب. ووضع الله عز وجلّ فيك حسن الظن والاستقامة عليه كليهما، وهي فضيلة كبيرة يصل بها الإنسان مرادَه. وشقي مَن لا تدفعُه عاقبتُه للبَدء، وسوء الظن يوصله إلى التهلكة، والسعيد من يغلب عليه حسن الظن، فأولئك الذين ينجون من الزلة، ونورهم الفطري ينقذهم من الظلمة الشيطانية. فهؤلاء قلّة، والحمد لله أني أراك في الدرجة الأولى من بين هذه القلّة. (رسالة في 1 يناير 1884)

قد وصل مبلغك، خمسين روبية، عند الحاجة. كنت بأمسِّ الحاجة لخمسين روبية بسبب تقاضي بعض الناس دينهم في غير أوانه. (رسالة في 7 يناير عام 1884)

واضح أنه لا يوجد فيهما أي نبوءة عن عاقبة مير عباس السيئة. بل يتحدّث عموما، ثم يمتدح مير عباس الذي هو من الدرجة الأولى من أفضل الناس.

ومع ذلك سنفترض أنّ الميرزا سها في تاريخ الرسالة التي يشير إليها، وأنّه قصد الرسالة التالية، وهي بلا تاريخ، حيث يقول:

"من الواجب أن أخبرك أنك لما زرتَني وفي إحدى حواراتنا رأيت ضيقاً في صدرك بنظرة كشفية، وأنَّ لديكَ أفكاراً عن بعض الأشخاص غيرَ صحيحة في نظر الحضرة الأحدية، فألهمتُ عنها (قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ)، [هاني: هذا يعني أن الوحي قد حكم بالخطأ على ظنون الميرزا] والحمد لله أنّ لديك جوهرة نقية، ولا يتكدّس في قلبك غبارُ الظلمة، ولم أرَ حينها من المناسب أن أخبرك، ولكن دعوت ساعياً لأن يزيلها الله سبحانه وتعالى، ولا عجب أن تتعرض لضيقٍ في صدرك مستقبلاً، فعندما يدخل الإنسان في بيت جديد، فلا بد أن يجد فيه أموراً ترضيه وأموراً لا ترضيه، وعليه فمن المناسب أن تطلب هذا الحب من الله عز وجلّ، ولا تضطرب إذا تعرضت لأمر جديد، لكي يبلغ هذا الحب أوج الكمال. وقد وهب الله تعالى هذا العاجزَ طبيعةً بعيدةً جداً عن عادات العصر، وما زالت روحي تقول لكل رفيق {إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا - وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا} ، ولديَّ أمل قوي بالله تعالى أنه سيبعد زمن الوحدة والفقر هذا، وأتوقع منك أن تتغلب على كل الضيق، والأمر بيد الله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم. (رسالة إلى مير عباس علي بلا تاريخ، لكنها حسب التسلسل في ابريل 1883، ص 15 من الطبعة القديمة، رسالة رقم 9)

فأين العبارات التي زعمها الميرزا عام 1902 في هذه الرسائل كلها؟ إنّ كذبه يُسْمِعُ الصُّمَّ حتى لو وَلَّوْا مُدْبِرِينَ.

ولنتناول عبارةً عبارةً.. أي العبارة التي كتبها في عام 1902، لنقارنها إن كانت هي نفسها التي يزعم أنه كتبها في عام 1884.

1: عبارة عام 1902: "بنظرة الكشف رأيتُ انقباضا في قلبك".

أما الحقيقة فهي قول الميرزا:

"رأيت ضيقاً في صدرك بنظرة كشفية، وأنَّ لديكَ أفكاراً عن بعض الأشخاص غيرَ صحيحة في نظر الحضرة الأحدية، فألهمتُ عنها (قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ)، والحمد لله لديك جوهرة نقية، ولا يتكدّس في قلبك غبارُ الظلمة".

فما دام الوحيُ قد صحّحَ أوهامه، فلم تُعد أوهامه شيئا. وكان عليه أن يُحيل إلى وحيه لا إلى ظنّه وَوَهْمه. فالعبارة هذه مدح كبير، فالوحي نفسه يتدخّل ليدافع عن مير عباس من أوهام الميرزا الكاذبة.

2: عبارة 1902 الثانية: "لا تضطرب إذا واجهك أمرٌ جديد فإنك لن تجتنب الابتلاء".

أما النّص المشار إليه فهو:

فمن المناسب أن تطلب هذا الحب من الله عز وجل، ولا تضطرب إذا تعرضت لأمر جديد، لكي يبلغ هذا الحبُّ أوج الكمال. (رسالة 1884)

واضح أنّ الميرزا ينصح مير عباس كيف يتقرّب إلى الله وكيف يصل حبّه إلى الله ذروته، ولم يكن يتنبأ أنه سيتعرض لابتلاء أو اضطراب أو كفر.

ثم إنّ ما حصل مع مير عباس علي ليس اضطرابا ولا ابتلاء، بل ثبت له كذِب الميرزا، فإنْ كان الميرزا نبيا فقد كفَرَ مير عباس برسول الله، وهذا ليس اضطرابا ولا ابتلاءً، بل كُفْر. وإنْ كان الميرزا كاذبا، وهو كذلك، فلم يحصل مع مير عباس اضطراب ولا ابتلاء، بل عرف أنّ فلانا كذاب.

فهذا المثال يوضّح إحدى وسائل الميرزا التحايلية.

 14 يناير 2021

  • السبت PM 03:30
    2022-10-01
  • 486
Powered by: GateGold