المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 413968
يتصفح الموقع حاليا : 300

البحث

البحث

عرض المادة

الكذبة 803: فبركة وحي بعد تحقّق شيء ثم نشره تحت تاريخ قديم قبل الحدث (حكاية الآية الجديدة العظيمة)

في أواخر 1906 كتب الميرزا عن دوئي الأمريكي: "أصيب بمرض الفالج حتى تعذر عليه أن يخطو خطوة واحدة، بل أصبح يُحمَل من هنا إلى هناك. وقد قال الأطباء الأميركان إن مرضه عضال لا يُعالَج ولعله يفارق الحياة في غضون بضعة أشهر". (حقيقة الوحي)

ومع ذلك لم يتجرأ الميرزا على التنبؤ بوفاته، ولا بتحديد موعد أقصى لها.

في 9 مارس 1907 مات دوئي، فزعم الميرزا أنه كان قد تنبأ بموته، ونشر في الجرائد نبوءةً عن ذلك، وأحال الوحي إلى ما قُبَيل موت دوئي، ولكن الأخطر أنه بعد أيام قرّر أن يكتب الإعلان التالي:

نبوءة آية جديدة

"يقول الله تعالى بأنه سيُظهر آية جديدة تتضمن فتحا عظيما، وتكون آية للعالم عامّةً وستكون بيد الله ومن السماء، فلتنتظرها كل عين لأن الله تعالى سيُظهرها قريبا ليشهد على أن هذا العبد المتواضع الذي يشتمه كل قوم هو منه سبحانه. فطوبى لمن يستفيد منها. (نحن وآريو قاديان، ص 207)

وقد جعل الميرزا تاريخَ هذا الإعلان 20 فبراير 1907!!!! وهذه هي الحيلة، وذلك ليوهِم أنها نبوءة عظيمة تحققت في 9 مارس.. أي بعد 17 يوما.

ولكن، كيف يمكن أن يحقِّق ذلك؟ وكيف سيُقنع الناس أنه إعلان قديم؟

لقد كتبه على غلاف كتاب: "نحن وآريو قاديان"، وكتب عليه التاريخ المكذوب، وكتبَ على الكتاب نفسه التاريخ المكذوب نفسه، أي 20 فبراير 1907 أيضا.. أي أنّ تاريخ نشر الكتاب هو نفس تاريخ الإعلان!!!

وحين طُبع الكتاب في ابريل 1907، وكان عليه تاريخ 20 فبراير وعلى غلافه كان هذا الإعلان بتاريخ 20 فبراير أيضا، فبدا أنه إعلان حقيقيٌّ صدَر قبل موت دوئي، وبدا أنها نبوءة تحقّقت!! وإلا، من سيسأل عن تاريخ النشر الحقيقي خصوصا بعد مرور زمن؟!

الأدلة على تزييف الميرزا:

1: لو كان الميرزا قد تلقى وحيا عن ذلك لنُشر في جريدتي البدر والحكم في ذلك التاريخ، وحيث إنه لم يُنشر، فهذا يعني أنه فُبرك لاحقا. وقد نظرنا فيهما فوجدنا في ذلك اليوم قد نُشر الوحي التالي:

(1) "إني مع الرسول أقوم، وألوم مَن يلوم."

(2) قد هُزم الجمع.

(3): جاء خبر مؤسف.

(4) من الأفضل أن يتزوج زواجًا آخر. (التذكرة، ص 743، نقلا عن "بدر"، مجلد 6، عدد 8، يوم 21/2/1907، ص 3، و"الحكم"، مجلد 11، عدد 7، يوم 24/2/1907، ص 1)

فمن الأهم؟ الآية الجديدة التي تحقق فتحا عظيما أم وحي: " من الأفضل أن يتزوج زواجًا آخر" والذي لا يُعرف عمّن يتحدث؟

الدليل الثاني:

1: علينا أن نبحث في أقوال الميرزا في يوم موت دوئي، فإنْ لم نعثر على أي إشارة إلى نبوءة الآية الجديدة، فسنستنتج أنها فُبركت لاحقا. لأنه يفترض به أن يقول فور موت دوئي: ها قد تحققت الآية العظيمة التي أنبأتُ بها في 20 فبراير!!

وقد بحثنا فوجدنا الوحي التالي في أول عدد من مجلة البدر بعد موت دوئي:

هناك في لاهور شخص عديم الحياء. (2) "ويلٌ لك ولإفكك." (3) "إني نعيت." (4) "إني أنا الله لا إله إلا أنا." (5) "إن الله مع الصادقين."

وتابع الميرزا يقول معلقا على هذا الوحي:

لقد تحقق هذا النبأ اليوم، فقد نشرت في جريدة "Civil" خبرًا بأن "دوئي" الذي كنتُ تنبأتُ بعذابه قد هلك. إن "دوئي" هذا هو ذلك الذي دعوتُه للمباهلة. (بدر، 14 مارس 1907)

اضطراره لفبركة هذا الوحي يؤكد على عدم وجود نبوءة عن آية جديدة عظيمة، وإلا لذكرها هنا، ولَذَكَرَ أنها تحققت، ولما اضطر لفبركة وحي "إني نعيت".

ثم إنّ المرزا يقول هنا إنه تنبأ عن عذابه، لا عن موته.

الدليل الثالث: متى نُشر كتاب نحن وآريو قاديان؟

في 10 مارس 1907 لم يكن كتاب "نحن وآريو قاديان" قد طُبع، حيث يقول الميرزا في ذلك اليوم:

لا يمكن إيقاف تأليف الكتاب الآن. عليه أن يحلف من أجل التصديق أو التكذيب بعد طباعة الكتاب. (الملفوظات نقلا عن بدر مجلد6، رقم11، صفحة 6، عدد: 14/3/1907م)

لذا فإن الإمكانية قائمة لإضافة أي نصّ إليه، وليس هنالك أسهل من إضافة نصّ على الغلاف وهذا الذي فعله الميرزا. فالتأخر في نشر الكتاب والزعم أنه منشور في 20 فبراير وكتابة الإعلان على الغلاف.. كل ذلك يبين أنّ المسألة مجرد ألعوبة ميرزائية.

على أنّ موت دوئي ليس شيئا، ودوئي هذا مجرد تافه أو كذاب أو معتوه لا يساوي قرشا. والميرزا لم يتنبأ قط بموته في حياته، بل تنبأ بموت بيغوت الذي ظلّ حيا بعد الميرزا سنوات.

الخلاصة:

مات دوئي في 9 مارس 1907. فبرك الميرزا وحي "إني نعيت" ونشره في الجرائد بعد ذلك، وزعم أنّ هذا الوحي قديم. ثم بعد أيام فبرك إعلانا ونشره على غلاف كتاب وحرَّف في تاريخ نشر الكتاب والإعلان، فجعل ذلك في 20 فبراير 1907.

على هذه الشاكلة كل حياة الميرزا وكل حياة خلفائه، وما قصة مقتل ضياء الحقّ عنا ببعيدة.

  • السبت PM 02:19
    2022-09-03
  • 679
Powered by: GateGold