المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 409005
يتصفح الموقع حاليا : 359

البحث

البحث

عرض المادة

الكذبات 894-896: دليله القطعي الثالث من الإنجيل على عدم موت المسيح على الصليب

يقول:

وإذا قرأتَ الأناجيل بشيء من التدبر اتضح لك أن المسيح عليه السلام لم يبق على الصليب لثلاثة أيام، ولم يذق العطشَ والجوع لثلاثة أيام، ولم تُكسر عظامُه، حيث قدّر الله، برحمة منه وفضل، أن تتم عملية صلبه في أواخر ساعات النهار، وكان ذلك في يوم الجمعة حيث لم يبق من النهار إلا القليل. (المسيح في الهند)

قلتُ: كذب المرزا، 1: فلا يتبيّن من الأناجيل أنّ المسيح بقي ساعتين، بل مكث ستّ ساعات، وهذا هو النصّ:

"وَكَانَتِ السَّاعَةُ الثَّالِثَةُ فَصَلَبُوهُ. 26وَكَانَ عُنْوَانُ عِلَّتِهِ مَكْتُوبًا: «مَلِكُ الْيَهُودِ». 27وَصَلَبُوا مَعَهُ لِصَّيْنِ...... 33وَلَمَّا كَانَتِ السَّاعَةُ السَّادِسَةُ، كَانَتْ ظُلْمَةٌ عَلَى الأَرْضِ كُلِّهَا إِلَى السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ. 34وَفِي السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ صَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلاً.... إِلهِي، إِلهِي، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟ ..... 37فَصَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَأَسْلَمَ الرُّوحَ." (إِنْجِيلُ مَرْقُسَ 15: 25-38)

فالصلب حدث بين الثالثة والتاسعة.. أي استغرق ستّ ساعات.

2: كما كذب المرزا في قوله إنّ عملية الصلب بدأت في أواخر ساعات النهار، بل بدأت في التاسعة صباحا، واستمرت حتى الثالثة عصرا.. فمعنى قول مرقص: وَكَانَتِ السَّاعَةُ الثَّالِثَة، أي الثالثة من النهار الذي يبدأ بطلوع الشمس في السادسة، على ما يبدو، فالثالثة يبدو أنها تعني التاسعة صباحا. وأما التاسعة فتعني التاسعة بعد السادسة صباحا.. أي الساعة الثالثة عصرا. فالتوقيت في ذلك الزمان يختلف عن هذا الزمان، فلم يكونوا يبدأون من الساعة 12 ليلا، بل من وقت قريب لشروق الشمس على ما يبدو. والساعة عندهم لا يبدو أنها تعني 60 دقيقة التي نعرفها اليوم.

إنجيل مَتّى لا يذكر ساعة الصلب، لكنه يذكر ساعات الظلمة الثلاث.. أي أنه يتّفق مع مرقص وإنْ تجاهل الساعات الثلاث التي سبقت الظلمة، فقال:

ومن السَّاعَةُ السَّادِسَةُ كَانَتْ ظُلْمَةٌ عَلَى كلّ الأَرْضِ إِلَى السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ. (مَتّى 27: 46)

ومثله لوقا الذي قال:

{كَانَ نَحْوُ السَّاعَةِ السَّادِسَةِ، فَكَانَتْ ظُلْمَةٌ عَلَى الأَرْضِ كُلِّهَا إِلَى السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ} (إِنْجِيلُ لُوقَا 23: 44)

والمسيح معلّق منذ ثلاث ساعات قبل أن تبدأ الظُّلمة، فصارت المدة كلها 6 ساعات عند الجميع.

3: أما المرزا فيقول: "وعند هبوط هذه الظلمة الدامسة خاف اليهود... فسارَعوا بإنزال المسيح".

وهذا كذب واضح، فليس في الأناجيل مثل ذلك، بل ظلّ المسيح على الصليب ساعات الظلمة كلها.. وفيما يلي النصوص مرة أخرى للتمعّن:

{وَكَانَتِ السَّاعَةُ الثَّالِثَةُ فَصَلَبُوهُ. ..... [وظلّ على الصليب حتى..]   33وَلَمَّا كَانَتِ السَّاعَةُ السَّادِسَةُ، كَانَتْ ظُلْمَةٌ عَلَى الأَرْضِ كُلِّهَا إِلَى السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ. 34وَفِي السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ صَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلاً:... إِلهِي، إِلهِي، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟ 35فَقَالَ قَوْمٌ مِنَ الْحَاضِرِينَ لَمَّا سَمِعُوا:«هُوَذَا يُنَادِي إِيلِيَّا». 36فَرَكَضَ وَاحِدٌ وَمَلأَ إِسْفِنْجَةً خَّلاً وَجَعَلَهَا عَلَى قَصَبَةٍ وَسَقَاهُ قَائِلاً:«اتْرُكُوا. لِنَرَ هَلْ يَأْتِي إِيلِيَّا لِيُنْزِلَهُ!» (مرقص 15)

فالمسيح ما زال على الصليب رغم مرور ثلاث ساعات حتى بدأ الظلام، ورغم مرور ثلاث ساعات أخرى حتى صارت الساعة التاسعة. وبعد مرور هذه الساعات الستّ ركض أحدهم إلى المسيح وهو على الصليب ليسقيه خلاًّ. ولا يذكر النصّ عندها أنّهم أنزلوا المسيح فور ذلك.. فيمكن أن يكون قد بقي فترة أخرى بعد الساعات الستّ. فالنصّ هنا لا يتحدّث عن ساعة الإنزال عن الصليب. لكن يمكن أن نعثر على شيء من ذلك في إنجيل لوقا والذي يبدو منه أنّ هناك فترة غير محدّدة بين إسلام الروح وبين الإنزال، حيث يأتي يوسف الرامي ويطلب الجسد ويُنزله.. فالزمن اللازم لمجيء يوسف وتقديمه الطلب وموافقة الحاكم على طلبه ثم إنزال الجسد عن الصليب لا بدّ أن تستغرق بعض الوقت. يقول لوقا:

50وَإِذَا رَجُلٌ اسْمُهُ يُوسُفُ، وَكَانَ مُشِيرًا وَرَجُلاً صَالِحًا بَارًّا .51هذَا لَمْ يَكُنْ مُوافِقًا لِرَأْيِهِمْ وَعَمَلِهِمْ، وَهُوَ مِنَ الرَّامَةِ مَدِينَةٍ لِلْيَهُودِ. وَكَانَ هُوَ أَيْضًا يَنْتَظِرُ مَلَكُوتَ اللهِ. 52هذَا تَقَدَّمَ إِلَى بِيلاَطُسَ وَطَلَبَ جَسَدَ يَسُوعَ، 53وَأَنْزَلَهُ، وَلَفَّهُ بِكَتَّانٍ} (إِنْجِيلُ لُوقَا 23: 50-54)

هل مات هذا الشخص المعلّق على الصليب أم لم يمت؟

الجواب أنّ هذا لا يعنينا هنا، بل يعنينا أنْ نجعل من الكذاب عبرة.

 28 سبتمبر 2021

  • الخميس AM 11:44
    2022-09-01
  • 480
Powered by: GateGold