المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 409064
يتصفح الموقع حاليا : 224

البحث

البحث

عرض المادة

أليس هناك العديد من المشكلات في الإسلام

هذا ما يدعيه المسلمون، ولكن أليس هنالك العديد من المشكلات في الإسلام؟

 

أعنى كيف يمكن لأحد في العالم المتحضر الحر أو في أي مكان، أن يُتوقع منه اتباع دين عمره 1400 عام؟ إنهم يعاملون النساء كمواطنات من الدرجة الثانية، (مع أنه في العالم المتحضر الحر فالنساء ما زلن يتقاضين أجوراً أقل من الرجال في الوظائف نفسها، ويعرضن كأنهن بضائع جنسية، ويعانين من كم مرعب من الاستغلال الجنسي والجسدي، ويواجهن صعوبة في أن يلقين احتراماً كأمهات وزوجات، ولكن على الأقل فالعالم المتحضر يدعي أن النساء لهن حقوق متساوية!). كما أن القرآن يقول بضرب الزوجات في بعض الحالات، ويمكن للرجال أن يكون لديهم أربع زوجات وعدد غير محدد من ملك اليمين، هذا جيد للرجال! وهم يحصلون على ضعف الميراث وشهادة المرأة تعدل نصف شهادة الرجل!

وهناك أيضاً أمر الجهاد وكل هذا الإرهاب "وقتل الكفار حيث وجدوا".

 

وماذا عن كل تلك القوانين التي تبدوا بربرية من قطع ليد السارق، وقتل للمرتدين والزناة (وكيف أن النساء دائماً هن اللواتي يقتلن فقط)، والموت للمثليين، وجلد شاربي الخمر، وحتى صلب قطاع الطرق!

أليس القرآن مثله كمثل أي كتاب ديني آخر؟ مليئاً بالتناقضات والعبارات الغامضة، ومفتوحاً لتفسيرات متعددة؟

إن القرآن مختلف عن باقي الكتب السماوية الأخرى، على الأقل من ناحية واحدة، وهي حقيقة حفظه غير المتنازع بأمرها. ثم مجدداً كم من القضايا التي لدى الناس ضد الإسلام والمتعلقة بتعاليم القرآن والنبي مقارنة بسلوك المسلمين.

فلننظر إلى هذا الأمر من ناحية عقلية بعيداً عن العاطفة.

هل حقيقة أن القرآن يقول بتعاليم تخالف العادات و الأعراف التي اعتدنا عليها، تعني أنه ليس من عند الخالق؟

في الحقيقة ليس هناك أي سبب منطقي ينفي أن أيَّــاً من الأمور المذكورة آنفاً من المنشأ إلهي. فما المشكلة إذا لم تكن تلك التعاليم متوافقة مع الحياة الحديثة؟ لعل الخالق لا يحب هذه العصرية أو أي فكر صنعه البشر. أنا لا أقول إن هذا هو الحال فعلاً، ولكني فقط أثبت أن هذا ليس سبباً منطقياً لرفض القرآن ككتاب من الخالق، وفي هذا الصدد فإن كل الديانات تقريباً تشترك مع الإسلام في التشكيك بجدوى نظام الحياة المبني على المادية البحتة والمتعة، والتي تتسم بها هذه الحياة العصرية.

 

 القرآن و العصر الحديث

 

المشكلة في الحكم على أي كتاب أو تنزيل بناء على الأخلاق والقوانين فقط، أن هذه الأخلاق والقوانين هي أصلا غير متفق عليها عالمياً. فعلى سبيل المثال: هناك أشياء قد تبدو كعقوبات قاسية جداً في ثقافة ما ولكنها تبدو غير ذلك في ثقافات أخرى. تحديد عدد الزوجات قد يبدو تحديداً غير منطقي في مجتمعات تعتمد على الزواج لتوفير الأمن الاجتماعي للنساء ويمسارون تعدد الزوجات غير المحدود. فبالنسبة لهم فإن قانون الزواج من زوجة واحدة قد يبدو جنوناً، بالذات في نظر النساء اللاتي يعتمدن على التعدد لأمنهن، هذا النظام الذي أنشأ نفسه تحت شعار"العالم الحر المتحضر"هو نفسه يغير القوانين والأخلاق باستمرار بناءً على العديد من الأشياء، الأشياء التي كانت سيئة قبل عشر سنوات تعتبر اليوم مقبولة، والعكس صحيح، ومع هذا فبعض المتحدثين عن القيم لـ "العالم الحر" يتحدثون عما يعتبرونه أخلاقهم وقيمهم وكأنها مقدسة ومنزلة، وهي ليست كذلك بالطبع، بل العكس هو الصحيح.

النقطة هنا هي أن المشكلة الكبرى لدى بعض الناس مع الإسلام هي في الواقع ليست حقاً معياراً صحيحاً يمكن من خلالها الحكم عليه، بل منطقياً يجب على الإنسان أن يقول: إذا كان لدينا أسباب وأدلة مقنعة أن هذا الكتاب منزل من الخالق، فعلى الإنسان أن يرضى بأن الخالق يعلم ما هو أفضل لنا. في الحقيقة إن الإنسان يميل إلى أن يختار أخلاقاً ومبادئ وقوانين تشعره بالراحة بدلاً من أن يختار ما يكون حقاً ذا منفعة حقيقية له، أو أن بعض الناس(كأصحاب السلطة) يخترعون نظاماً وقوانين وقيماً أخلاقية لتبقيهم في السلطة! فالحقيقة هي أن هناك الكثير من الأشياء النافعة لنا ولا نحبها، ونحب أشياء هي في الحقيقة ضارة لنا، لذلك فعلينا أن نضع مسألة ما يسمى بعدم توافق الإسلام مع الحياة المعاصرة جانباً ونعتبرها تعمية عن القضية الجوهرية(أو أنها يمكن أن تكون رجلاً آخر بسروال أحمر). 

 

 

 

 القرآن هو الهداية من الخالق

 

ربما حان الوقت الآن لتناول الحبة الأكثر مرارة حتى الآن، حان الوقت لتقبل ما قد يكون للبعض أصعب حقيقة، وهي أن القرآن هو الهداية من الخالق، وأن محمداً صلى الله عليه وسلم هو رسول الله، ويجب علينا على الأقل أن نضع افتراضاتنا السابقة جانباً، ونلقي نظرة بعقل مفتوح على الحجج المنطقية التي قدمت لصالح أن القرآن هو الهدي من الخالق، ففي النهاية يوجد لدي القرآن نقاط تثبت هذا الزعم، فلنعرضها مرة أخرى. أولاً: ما يقول القرآن عن الخالق يطابق ما قد يفهمه منطقياً أي شخص عن الخالق في أي مكان، أي أن هناك خالق فرد ليس كالخلق، ويوجد العديد من الآيات في القرآن تشرح هذه الفكرة، مثل: "قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ *اللَّهُ الصَّمَدُ *لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ *وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ" (الإخلاص:1-4).

 

 

 

 

 

بعض الناس يتساءل عن استخدام لفظ "هو" في القرآن، هل هذا يعني أن الخالق رجل؟ الخالق وفقاً لهذه الآيات لا يشبهه شيئاً. النقطة أن العربية كغيرها من اللغات وهي اللغة الأصلية للقرآن، تحتوي فقط على توصيف للذكر والأنثى، ولا يوجد جنس محايد، وحتى في اللغة الإنجليزية، لفظ It (اسم الإشارة لغير العاقل) لا يبدو مناسباً للتكلم عن الله، فيستخدم he الذي هو الجنس المستخدم لوصف الله في القرآن، لكن هذا لا يفيد أن الله هو رجل أو ذكر.

 

 

ثانياً: مما يصب في مصلحة الإسلام أن التنزيل محفوظ بطريقة استثنائية، فتاريخ هذا الحفظ وحده جدير بالدراسة، ولكن للاختصار سأنقل بعض التعليقات من مختلف العلماء في هذا المجال، فعلى سبيل المثال:

المستشرق ريتشارد بيرتون يكتب عن القرآن الموجود اليوم أنه:" النص الذي نزل لنا في الشكل الذي نظمه وأقره النبي … ما لدينا اليوم بين أيدينا هو مصحف محمد "

 

ويصف كينيث كريج نقل القرآن منذ نزول الوحي إلى اليوم:" كتسلسل غير منقطع من الإخلاص".

 

شوالي كتب في (تاريخ القرآن):"بالنسبة لما يتعلق بقطع التنزيل، فنحن واثقون أن نصَّهم قد نٌقل عموماً تماماً كما وجد في إرث النبي".

 

هؤلاء الخبراء يبدون مقتنعين تماماً بصحة القرآن.

ثالث الأسباب الذي يجب أن ننتبه له: هو أن رسالة الإسلام عالمية، أي أنها لكل الناس، بغض النظر عن العرق و المكانة الاجتماعية، وهذا واضح في التعاليم التي تقول إن الله لا ينظر إلى لون الشخص وعرقه وقبيلته ومستواه المادي ومكانته، ولكن ينظر إلى قلب الشخص و خيريته وعمله.

 

 

 

القرآن نفسه يعطي اختبارًا للصحة

 

القرآن ليس للقراءة العارضة، فقد يكون صعباً على الشخص أن يفهمه، بما أنه لا يتبع ترتيباً معيناً للأحداث أو الموضوعات، وهو يكرر نفسه في مواضيع كثيرة، وحتى في أفضل ترجمة إنجليزية له فإن نظمه يعتبر تحدياً بلاغياً لإيصال المعنى بأقل عدد من الكلمات، ولفهمه فإنك مجبر على التفكير، والتفكر هو ما يطلب منك القرآن فعله في كثير من المواضع.

 

وعلى الرغم من هذا فإن رسالته الأساسية واضحة جداَ: لا يوجد سوى رب واحد رحمن رحيم عطوف بكل خلقه، وبالذات المتواضعين منهم والمؤمنين، وهو أيضاً شديد العقاب للذين يتكبرون ويرفضون الحقيقة. الحياة هي اختبار، وعندما نموت وينتهي هذا الكون الذي نعرفه سيكون هناك يوم يعاد فيه خلقنا جسدياً ونحاسب، فإما نجزى خيراً بالنعيم الأبدي، أو نجزى سوءاً بالعذاب الأبدي.

حسناً، قد أخبرتكم منذ البداية أن هناك أشياء لن تعجبكم، كالموت والنار! ومع ذلك، فإن حقيقة أننا لا نحب شيئاً ما لا يعنى أنه ليس حقيقياً أو صحيحاً.

هل هناك أي شئ آخر يساعدنا لقبول زعم أن القرآن هو من عند خالق السماوات والأرض؟ القرآن نفسه يعطي اختباراً للصحة،

وهذا طبعاً اختبار جيد يمكن تطبيقه على أي كتاب يزعم أنه من عند الخالق.

" أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا " (النساء:82).

النقطة هنا أنه إذا كان الكتاب من عند خالق كل شئ، فمن المنطقي استنتاج أن هذا الخالق الفريد يجب أن يكون ذا حكمة وذكاء عظيم، لمستوى يتخطى الإدراك البشري، ومن المؤكد أن يتوقع الشخص أن الخالق عنده علم عن عمل الطبيعة والكون، وعن الأحداث في تاريخ البشرية.

 

ومن المثير للدهشة أن القرآن ليس فقط خالياً من التناقضات، بل إن له أقواله عن التاريخ، والتوحيد والفلسفة، وعن القانون والعالم الطبيعي، وهذه الأقوال تتحدى التفسير البشري.

وهناك أيضاً ميزة أخرى لافتة للانتباه في القرآن، وهي أنه إلى اليوم لا يزال قائماً كأكثر قطعة أدبية تميزاً في اللغة العربية، بل إن القرآن نفسه تحدى العرب الذين كانوا أسياد الشعر والمهارت اللغوية، ليأتوا بسورة واحدة فقط من مثل القرآن، فأصغر سورة في القرآن هي فقط ثلاث آيات! في وقت كان فيه الشعراء العرب مثل "نجوم البوب" في بلادهم، ومحمد لم يظهر أي قدرة شعرية، لا قبل التنزيل ولا حتى بعده، وفي الحقيقة إن أقواله وأحاديثه مختلفة لغوياً عن القرآن بشكل واضح ويمكن تمييزها عنه بسهوله. وقد أقرَّ العديد من أمهر الشعراء والخطباء في ذلك الوقت أن هذا ليس من كلام محمد، ولا حتى من كلام البشر، والعديد منهم قد اعتنق الإسلام بمجرد سماع القرآن يتلى، فقد كان هذا بالنسبة لهم أكبر دليل على أن القرآن تنزيل إلهي. وبالطبع قد يبدو هذا الشئ صعب علينا إدراكه اليوم، ولكن هذا الأمر يبقى حقيقة تاريخية.

ويبقى السؤال: كيف لشخص لا يملك الموهبة الشعرية القدرة على إنتاج قطعة أدبية تقف إلى اليوم كأعظم ما قدمته اللغة العربية، في الوقت الذي أنتجت فيه أفضل القصائد و القطع الشعرية في التاريخ كله، وإذا أردنا أن نقرب هذا إلى مفهوم اليوم المعاصر، قد نقول إنه استثنائي كشخص غير متعلم وليس له أي تدريب أو خليفة علمية، يقدم نظرية لا تقبل الخطأ في الفيزياء.

  • السبت PM 01:58
    2022-03-12
  • 1212
Powered by: GateGold