المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 413777
يتصفح الموقع حاليا : 227

البحث

البحث

عرض المادة

البهائية

مُقدمة

رفعت عائلة بهائية مصرية قضية لدى محكمة القضاء الإداري اشتكت من إجبار ضباط مصلحة الأحوال الشخصية أفرادها على تسجيل ديانتهم كمسلمين في هوية الأحوال المدنية ورفض تسجيلهم كبهائيين . وقد حكمت المحكمة في جلسة يوم الثلاثاء 4-4-2006 ، برئاسة القاضي فاروق عبد القادر بحق العائلة بتسجيل ديانتها كما تشاء ، وبحق البهائيين في تسجيل ديانتهم في أوراقهم الرسمية ومنع إجبارهم تسجيل أنفسهم مسلمين . والطلب من وزارة الداخلية تثبيت ذلك في أوراقهم الرسمية . ويترتب على هذا إثبات صفة «بهائي» في خانة الديانة بالوثائق الرسمية ، والسماح بعودة المحافل البهائية التي أغلقها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عام  1960م .

وأشادت المنظمة المصرية بالقرار ووصفته بـ" انتصار حقيقي لحرية الدين والمعتقد التي يكفلها الدستور واتفاقيات حقوق الإنسان ". وكانت لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة ومنظمات حقوقية قد طالبت الحكومة المصرية مرات عديدة بإلغاء التمييز ضد البهائيين ، باعتباره انتهاكاً للعهود الدولية لحقوق الإنسان.

وقد رفض علماء أزهريون القرارَ ، وأكدوا أنه يمثل انتكاسةً قضائيةً يجب التراجع عنها فورًا ؛ لأن الإسلام لا يعترف بالبهائية ، وهي ديانةٌ وضعيةٌ أَلصقت نفسها بالإسلام . كما أن الحكم يخالف الدستور المصري ، الذي ينص على أن الدين الرسمي للدولة المصرية هو الإسلام . كما انتقد الدكتور عبد المعطي بيومي- عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر- هذا الحكم أيضًا ، وقال: إن ما أقدمت عليه محكمة القضاء الإداري يخالف قواعد الدين الإسلامي ومبادئ الشريعة ، وأضاف أنه رغم أن الإسلام أتاحَ الحريةَ في اعتناق الديانات ، فمن شاء أن يؤمن فليؤمن ، ومن شاء أن يكفر فليكفر... إلا أن هذا لا يُبيح لمحكمة أن تُصدر قرارًا يَعترف بديانةٍ ليست موجودةً من الأصل ولم تنزل بها رسالةٌ من السماء .

تعريف البهائية:

ديانة منحرفة أسستها طائفة خرجت في إيران ، جعلت لها كتاباً بدل القرآن سموه: البيان , وكتابا آخر اسمه: الأقدس , وهم يعتقدون أن البيان والأقدس أفضل من القرآن، وإنهما ناسخان له , وأن قول الله: {خَلَقَ الأِنْسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ}  [الرحمن:3-4]، أي: علَّمه كتاب الميرزا البهائي الذي ألفه, ومقرهم في عكا ، ولهم انتشار في الولايات المتحدة وغرب أوروبا.

وقد اتفق علماء المسلمين على تكفيرهم, وكذلك كفرهم علماء الروافض في عصرهم.

:: وقد انشقت البهائية عن البابيةِ الضَّالة المنحرفة لتصبح ديناً مستقلا ::

تعريف بالبابية:  

تأسست البابية في إيران على يد الميرزا "علي بن محمد رضا الشيرازي"، الذي ظهر حوالي سنة 1817م بكربلاء في العراق. وهو رجل مجهول الأصل والمولد والمنشأ. ويذكر بعض الباحثين أن الذي أظهر البابية هو قسيس نصراني - ادعى أن اسمه كاظم الرشتي - ورشت قرية من قرى إيران بالرغم من أن أهل رشت لا يعرفون عنه شيئًا. وقد استغل من مبادئ الشيعة الإثني عشرية فكرة الغائب بالسرداب المنتظر فعمل على إيجاد شخص يضفي عليه هذا اللقب؛ ليصل بواسطة هذا الباب إلى كل ما يريد. وقد ادّعى أن الشخص الجديد هو باب الله، وروّج له الروس على أنه هو المهدي المنتظر، ثم وصل به الحال إلى ادعاء النبوة والرسالة مستغلا هو وأصدقاؤه من الروس جهل الناس بأحكام الإسلام.

واتخذ الرشتي لنفسه مجلسًا، واستطاع أن يستميل إليه بعض ذوي النفوس المنحرفة والقلوب المريضة وجعلهم تلاميذ له. وكان من أخبث هؤلاء رجل يقال له : حسين البشروئي - من بشرويه إحدى قرى خراسان أضفى عليه المدعو كاظم الرشتي لقب كبير التلاميذ واختاره ليكون المنفذ الحقيقي لهذه المؤامرة البشعة ولقبه باب الباب.

ومن أخطر هؤلاء التلاميذ امرأة أصلها من الشيعة الإثني عشرية كانت تسمى فاطمة بنت صالح القزويني ، كانت بارعة الجمال فلقبها أبوها بلقب زرين تاج ؛ لأنها كانت ذات شعر ذهبي . زوجها أبوها وهي صغيرة من ابن عم لها، فنفرت منه وانفصلت عنه واتصلت بكاظم الرشتي بالمراسلة ، ونشط هو في مكاتبتها ؛ إذ وجد فيها ضالة منشودة له. ولقبها في رسائله لها بأنها : قرة العين: ودعاها إلى ترك قزوين والحضور إلى كربلاء غير أنه هلك قبل وصولها إليه. وما أن وصلت إلى كربلاء حتى تلقفها حسين البشروئي وبقية تلاميذ الرشتي. وقد صارت أجرأ هؤلاء التلاميذ على إعلان الخروج على الإسلام والدعوة إلى الشيوعية في النساء ، ولما أخذت تطبق هذا الأمر علنًا مع بعض تلاميذ الرشتي أطلقوا عليها لقب الطاهرة. وكان من بين تلاميذ الرشتي شاب يقال له علي محمد الشيرازي ، المولود بشيراز عام 1819م، وقد توفي والده وهو صغير فكفله خاله علي الشيرازي ، ثم رحل به خاله إلى ثغر (بو شهر) على ساحل الخليج في مقابلة الكويت وافتتح له متجرًا هناك وقد لاحظ خاله أنه بدأ ينحرف عن مذهب الإثني عشرية وقد أصابته لوثة عقلية كانت تعتريه في بعض الأحيان فرأى خاله أن يبعثه إلى كربلاء وسنه إذ ذاك عشرون عامًا فبصر به بعض تلامذة الرشتي وحملوه إلى أستاذهم الذي أخذ يوصي إليه بقرب ظهور المهدي ويدس له من يملأ نفسه بأنه الباب.

ولما مات الرشتي توجه إلى شيراز فأقام حسين البشروئي (قرة العين) مقام الرشتي في التدريس لتلاميذ الرشتي بكربلاء وكانت قد اصطفت لنفسها من بينهم رجلاً قوياً يقال له محمد علي البارفروشي ولقبوه القدوس .

وقد توجه البشروئي إلى شيراز ولحق بعلي محمد الشيرازي وأخذ يستغل سذاجة هذا الشاب وغروره فواصل الاجتماع به وأوهمه أنه يوشك أن يكون له شأن وأنه علم من شيخه الرشتي الإشارة إلى أن علي محمد الشيرازي يمكن أن يكون هو الباب وأن البشروئي هو باب الباب ولم يزل به حتى أعلن هذا الشاب المغرور في شيراز أنه باب المهدي. وسارع حسين البشروئي ؛ ليبشر بقية التلاميذ بظهور الباب وأعلن أنه هو باب الباب .

 وقد ظهر أن وراء هذه العصابة الجاسوس الروسي " كنياز دالكوركي" ، الذي كانت وظيفته الظاهرة مترجماً بالسفارة الروسية في طهران، تظاهر أنه اعتنق الإسلام وأخذ يلازم مجلس كاظم "الرشتي " ويغرس هذه الشجرة الملعونة في أرض الأمة الإسلامية وقد لعب دورًا خطيرًا في ضم مجموعة من الرجال إلى هذه العصابة ؛ إذ جلب لها رجلاً يقال له: حسين علي المازندراني والمولود بطهران عام 1233هـ ، وقد أوصى إليه هذا الجاسوس بعد ذلك بدعوى الألوهية والتلقب بالبهاء. واستعمله مخلب القط لكل ما يريد. كما ضم إلى هذه العصابة يحيى المازندراني الأخ غير الشقيق لحسين علي ولقبه بعد ذلك بصبح الأزل .

رغم انضمام "حسين علي" لدعوة "الباب الشيرازي". فإن الأخير لم يعتبره من "حروف حي" وهم الأشخاص الذين يشكلون صفوة الزعامة لدعوة البابية الضالة ؛ ما دفع "حسين علي" إلى الحقد على "الباب" وتحين الفرص للانشقاق وهو ما حدث بالفعل.

ويقول هذا الجاسوس الروسي في مذكراته التي نشرت في مجلة الشرق "السوفيتية" سنة 1925م: "والخلاصة أني خرجت حسب الأمر في أواخر سبتمبر إلى العتبات العاليات وفي لباس الروحانية باسم "الشيخ عيسى اللنكراني". ووردت كربلاء المقدسة.

ويقول: وكان بقرب منزلي طالب علم يسمى السيد علي محمد من أهل شيراز صادقته بحرارة ، وكان يضيفني وكنا نشرب الحشيش. ثم يستمر هذا الجاسوس في مذكراته فيقول: سأل طالب تبريزي يوماً السيد كاظم الرشتي في مجلس تدريسه فقال : أيها السيد: أين صاحب الأمر الآن؟ فقال السند: أنا ما أدري ولعله هنا ولكني لا أعرفه.

ثم يشرح الجاسوس كيف حاول باستمرار الإيحاء إلى علي محمد رضا هذا أنه هو المنتظر إلى أن أقنعه بذلك بواسطة حسين البشروئي فأعلن أنه الباب.

ويصف الجاسوس نصائحه إلى هذا الباب فيقول له: إن الناس يقبلون منك كل ما تقول من رطب ويابس ويتحملون عنك كل شيء حتى ولو قلت بإباحة الأخت وتحليلها للأخ فكان السيد يصغي ويستمع ، فطفق كل من الميرزا حسين علي- البهاء- وأخوه الميرزا يحيى - صبح الأزل - والميرزا رضا علي - الباب - ونفر من رفقتهم يأتونني مجدداً ولكن مجيئهم كان من باب غير معتاد للسفارة.

أعلن علي محمد الشيرازي بتشجيع حسين البشروئي وتدبير الجاسوس الروسي أنه الباب إلى الغائب الذي بالسرداب، ثم توجه من شيراز إلى بو شهر مختفياً. وأخذ البشروئي يذيع أنه رأى الباب بعينه وأخذ يدعو الناس إلى متابعته وأطلق على من تبعه اسم (البابية) ثم لم يلبث البشروئي أن حوله من باب المهدي إلى المهدي نفسه وأطلق عليه "قائم الزمان" وانضم إليه في ذلك رجل يقال له محمد علي البارفروشي وآخرون بلغ عددهم سبعة عشر رجلا ًوامرأة وهي الملقبة لديهم بقرة العين وتوجهوا إلى بو شهر واجتمعوا بزعيمهم الجديد ( الباب ) وصاروا معه تسعة عشر شخصاً. فلذلك قرر أن يجعل عدة الشهور تسعة عشر شهراً والشهر تسعة عشر يوماً واعتبر اليوم الذي أعلن فيه دعوته يوم 5 من جمادى الأولى سنة 1260 هـ هو بدء التاريخ ثم جمع جملاً متناقضة مملوءة بالسفسطات والأكاذيب وجعلها أساس دينه الجديد وسماها البيان.

ثم أدعى أنه الممثل الحقيقي لجميع الأنبياء والمرسلين فهو نوح يوم بعث نوح وهو موسى يوم بعث موسى وهو عيسى يوم بعث عيسى وهو محمد يوم بعث محمد عليهم الصلاة والسلام. ثم زعم أنه يجمع بين اليهودية والنصرانية والإسلام وأنه لا فرق بينها. ثم أنكر أن يكون محمد -صلى الله عليه وسلم- خاتم النبيين وحرّم قراءة القرآن ثم زعم أن الله تعالى حلّ فيه وادعى أنه أكمل هيكل بشرى ظهرت فيه الحقيقة الإلهية. وأنه هو الذي خلق كل شيء بكلمته. وألغى الصلوات  الخمس وصلاة الجمعة وصلاة الجماعة إلا في الجنازة وقرر أن الطهر من الجنابة غير واجب، وأن القبلة هي البيت الذي ولد به في شيراز أو البيوت التي يعيش فيها هو وأتباعه، وجعل الحج هو زيارة هذه البيوت. أما الصوم فيكون من شروق الشمس إلى غروبها لمدة شهر بابي أي تسعة عشر يوماً وينتهي بعيد النيروز المجوسي. وأباح لأتباعه خمسة أيام قبل الصيام يرتكبون فيها ما شاءوا من الشهوات وأوجب أن يؤخذ في الزكاة خمس المال، وأوجب الزواج على من بلغ الحادية عشرة من الذكور والإناث ولا يحتاج الزواج لأكثر من رضا الذكر والأنثى ويجوز إيقاع الطلاق تسع عشرة مرة وعدة المطلقة تسعة عشر يوماً ، ولا يجوز الزواج بأرملة إلا بعد دفع دية وبعد انقضاء عدتها ومقداره خمسة وتسعون يوماً، وحرم على المرأة الحجاب ، وقرر أنه لا وجود للنجاسة ، وأوجب دفن الميت في قبر من البلور أو المرمر المصقول ، مع وضع خاتم في يمناه منقوش عليه فقرة من كتابه البيان. وأوجب استقبال قرص الشمس ساعة عند شروقها .

وقد ثار علماء شيراز على دعاة البابية فقبض واليها حسين خان عليهم ،  ثم أمر بإحضار الباب من بو شهر فأحضر وأحيل إلى مجلس الحاكم فخر على الأرض ترتعد فرائصه فلطمه الحاكم وبصق في وجهه ثم رمي به في السجن سنة 1847م. ثم رأى الحاكم أن يختبره بنفسه فأرسل إليه وأحضره من السجن ، وأظهر له أنه تأسف على ما بدر منه فانطلق الباب المغرور يمنيه بأنه سيجعل منه سلطاناً فيما بعد على الدولة العثمانية حينما تدين الدنيا كلها له ولأتباعه . ثم فوجئ الباب بحشد من العلماء في قصر الحاكم ففزع فأوهمه الحاكم بأنه جمعهم للتمكين لدعوته وإعلانها فاغتر الباب وحضر مجلس العلماء ثابت الجنان ثم بدأ يخاطب العلماء بقوله إن نبيكم لم يخلف لكم بعده غير القرآن فهاكم كتاب البيان فاتلوه تجدوه أفصح عبارة من القرآن ، ولما اطلع العلماء عليه وجدوه كفراً بواحاً وأخطاء فاحشة في اللغة فلما نبهوه إلى هذه الأخطاء ألقى اللوم على الوحي الذي جاء بها هكذا .

 وهنا أمر الحاكم رجاله فعلقوه من رجليه ثم انهالوا عليه ضرباً فأعلن أنه كفر بدعوته ورضي أن يطاف به في الأسواقِ على دابةٍ شوهاء ثم أعيد إلى سجن شيراز.

بيد أن الجاسوس الروسي بواسطة جاسوس روسي آخر هو منوجهر خان الأرمني الذي دفعته الحكومة الروسية لإعلان إسلامه فغمره الشاه بالفضل وأولاه ثقته وعينه معتمداً للدولة في أصفهان استطاع ر هذا أن يخلص الباب من السجن ويهربه إلى أصفهان. ولما مات منوجهر عثر بالباب يمرح في قصره فقررت الحكومة نفيه إلى قلعة ماكو بأذربيجان.

  • مؤتمر بدشت سنة 1264هـ

اجتمع الدعاة المرتدون الثمانية عشر وقرروا أن يحضروا معهم كل الذين استمالوهم وأن يعقدوا منهم مؤتمراً في صحراء بدشت بين خراسان ومازندران وعلى رأسهم باب الباب (حسين البشروئي) وقرة العين وحسين علي المازندراني الذي تلقب فيما بعد بالبهاء وجعلوا الدعوة الظاهرة لهذا المؤتمر هي التفكير في الوسائل الممكنة لإخراج الباب من السجن، أما المقصود لهذا المؤتمر فهو إعلان نسخ دين الإسلام. وما أن انعقد المؤتمر حتى اندفعت  قرة العين تلهب حماسهم وتقرر حقيقة نحلتهم الجديدة فقالت:

 اسمعوا أيها الأحباب والأغيار إن أحكام الشريعة المحمدية قد نسخت الآن بظهور الباب وأن أحكام الشريعة الجديدة البابية لم تصل إلينا، وإن اشتغالكم الآن بالصوم والصلاة والزكاة وسائر ما أتى به محمد كله عمل لغو وفعل باطل، ولا يعمل بها بعد الآن إلا كل غافل وجاهل. إن مولانا الباب سيفتح البلاد ويسخر العباد وستخضع له الأقاليم المسكونة وسيوحد الأديان الموجودة على وجه البسيطة حتى لا يبقى إلا دين واحد وذلك الدين الحق هو دينه الجديد. وبناء على ذلك أقول لكم وقولي  هو الحق: لا أمر اليوم ولا تكليف ، ولا نهي ولا تعنيف فاخرجوا من الوحدة إلى الكثرة ومزقوا هذا الحجاب الحاجز بينكم وبين نسائكم بأن تشاركوهن بالأعمال ، وأصلوهن بعد السلوة وأخرجوهن من الخلوة إلى الجلوة فما هن إلا زهرة الحياة الدنيا وأن الزهرة لا بد من قطفها وشمها ؛ لأنها خلقت للضم والشم ولا ينبغي أن يعد أو يحد شاموها بالكيف والكم ، فالزهرة تجني وتقطف ، وللأحباب تهدي وتتحف. وأما ادخار المال عند أحدكم وحرمان غيركم من التمتع به فهو أصل كل وزر وأساس كل وبال ، لا تحجبوا حلائلكم عن أحبابكم إذ لا ردع الآن ولا حد ، ولا منع ولا تكليف ولا صد ، فخذوا حظكم من هذه الحياة فلا شيء بعد الممات.

وبعد انفضاض المؤتمر وتسرب أنبائه ثارت ثائرة رجال الدين والدولة في إيران فطلب الشاه من ولي عهده ناصر الدين وهو في تبريز أن يحضر الباب من سجنه فأقر الباب أمام العلماء بأنه جاء بدين جديد فوجه إليه العلماء هذا السؤال : ما النقص الذي رأيته في دين الإسلام وما الذي كملت به هذا النقص لو كان؟ فارتج الدعي ولم يجد شيئاً، فاستقر الرأي على وجوب قتله مرتداً بعد أن أطبق العلماء على كفره وردته .

ولما جاء وقت التنفيذ حمل الباب من سجنه ومعه أحد أتباعه لإعدامهما في أحد ميادين تبريز الذي كان مكتظاً بفئات كثيرة من الناس حضروا ليشاهدوا مصرع هذا الضال بيد أن القنصل الروسي استطاع أن يتصل بقائد الفرقة المكلفة بتنفيذ حكم الإعدام وأن يغريه برشوة كبرى ليحاول إنقاذ الباب. وشد هذا الباب إلى عمود طويل ومعه تابعه والناس يلعنونه ويستعجلون الفتك به، وأطلق الجنود ثمانمائة رصاصة استقرت كلها في جسد تابعه المغرور غير واحدة من هذه الرصاصات فقد قطعت الحبل الذي ربط به الباب وحينما إنجاب الدخان الكثيف رأى الناس جسد التابع ممزقاً تحت العمود ، أما الباب فقد فر، غير أن بعض الجند الذين كانوا يعرفونه ويجهلون قصد قائدهم مزقوا جسده بالرصاص فانهار قنصل الروس وبكى من هول ما أصيب به. وقد تركت جثته في خندق طعاماً للوحوش بعد أن صور قنصل الروس الجثة وبعث بالصورة إلى حكومته ثم نكلت الحكومة بأتباعه وأعدمت الكثير منهم ومن بينهم قرة العين.

  • من البابية إلى البهائية :-

بعد أن قُتل الباب حاول الروس اختيار شخص آخر من أتباعه ليكون خليفة له، ويقول الجاسوس الروسي كنيازد الكوركي في مذكراته: قلت لميرزا حسين علي - البهاء - ونفر آخرين أن يثيروا الغوغاء بالضجيج والتظاهر ، ففعلوا وأطلقوا الرصاص على الشاه ناصر الدين. فقُبض على كثيرين ، منهم حسين علي المازندراني وبعض آخر من أصحاب السر ، فتوسطت لهم وشهدت ومعي عمال السفارة وموظفوها أن هؤلاء ليسوا بابيين ، فنجيناهم من الموت وسيرناهم إلى بغداد. وقلت لميرزا حسين علي: اجعل أنت أخاك الميرزا يحيى وراء الستر وادعوه (من يظهره الله) ، وأعطيتهم مبلغاً كبيراً فألحقت به في بغداد زوجته وأولاده وأقرباءه. فشكلوا في بغداد تشكيلات وجعلوا له كاتب وحي. وواصلت السفارة الروسية في طهران دعمها لكل من اعتنق البهائية، بل لم يكن لهم البتة مأوى سوانا.

دب الخلاف بين البابيين فتبعت جماعة حسين المازندراني وتبعت أخرى أخاه يحيى ورفضت جماعة أن تنصاع لأحد الرجلين. وبدأ النزاع بين هذه الفرق الثلاث. وتأكد لشاه إيران أن البابية رغم مقامهم في بغداد بعيدا عن حدوده ما زالوا يمثلون خطراً داهما على دولته فطلب من الحكومة العثمانية إخراجهم من العراق، فأصدرت أمرا بنفي حسين المازندراني وأخيه وأتباعهما إلى الآستانة سنة 1281هـ.

وتجمع هؤلاء في حديقة نجيب باشا والي بغداد استعداداً للرحيل فاستغل حسين المازندراني اجتماع هؤلاء وأعلن أنه الموعود الذي جاء الباب ليبشر به وأنه بهاء الله، وان الغاية من ظهور الباب أنها كانت لإعداد الناس لقدوم بهاء الله. وما أن وصل هؤلاء إلى الآستانة حتى طلب السفير الإيراني نقلهم إلى مكان بعيد عن العاصمة فنقلوا إلى أدرنة وفيها احتدم النزاع بين الأخوين فعرف أتباع يحيى بالأزليين؛ إذ صار يحيى يلقب صبح الأزل وعُرف أتباع حسين بالبهائيين إذ أطلق على نفسه لقب بهاء الله.

وحاول حسين القضاء على أخيه بدس السم له كما حاول قتله غيلة مما حدا بالحكومة إلى نفي يحيى إلى قبرص ونفي حسين إلى عكا في فلسطين وقد عمدت الحكومة العثمانية إلى إقامة عيون على كل واحد من الأخوين من أتباع الآخر.

وما أن وصل حسين إلى عكا واستمر في سجنها حوالي أربعة أشهر حتى امتدت الأيدي الماسونية والصهيونية لإمداده بالمال الوفير وتهيئته للدعوة لدينه الجديد، وأطلق سراحه من السجن فاستقبل مع أتباعه استقبالا حافلا من قبل اليهود الذين دعموه بالمال وخالفوا فرمانات الباب العالي القاضية بفرض الإقامة الجبرية عليه وأسكنوه قصرا يعرف باسم "البهجة" وفي عكا ما لبث أن دبّر مؤامرة لأتباع أخيه فأبادهم ليلاً بالحراب والسواطير مما حمل الحكومة على اعتقال البهائيين في أحد معسكرات عكا. كما وضع أتباعه في منزل آخر وأذن لأتباعه ولغيرهم في زيارته والتحدث إليه.

بدأ حسين المازندراني بدعوى أنه وصي الباب ثم زعم أنه المسبح قد نزل ثم ادعى لنفسه النبوة ثم زاد في تبجحه وادعى إنه إله السماوات والأرض زاعماً أن الحقيقة الإلهية لم تنل كمالها الأعظم إلا بتجسدها فيه. وقد أمدته الصهيونية بلقب بهاء الله الموجود في المزامير إذ قد ردد فيها (أن السماوات تحكي عن بهاء الله) فزعم أو زعموا له أنه هو هذا البهاء وأنه مظهر الله الأكمل، وأنه موعود كل الأزمنة ومجيئه الساعة الكبرى وقيامه القيامة والانتماء إليه هو الجنة ومخالفته هي النار، حتى وصل به الحال إلى ادعاء الألوهية ووضع برقعا على وجهه؛ بزعم أنه لا يجوز لأحد أن يطلع على بهاء الله !!

 وأخذ ينسخ من البابية ما لا يوافق هواه ، وألف الإتقان والإشتراقات ومجموعة الألواح والأقدس المطبوع ببغداد لأول مرة عام 1349هـ ، في 52 صفحة وهو أهم كتاب عندهم وهو في نظرهم أقدس من جميع الكتب المقدسة وقد حشاه بالآراء المضطربة والأقوال المتناقضة ، ولم يخرج في جملته عن مثل ضلالات شيخه الباب.

 

- هلاك حسين المازندراني :

استمر حسين المازندراني في نشر افتراءاته بدعم المؤسسات الماسونية والصهيونية، التي اتخذته مطية لتحقيق أهدافها. وفي أواخر حياته أصيب بالجنون فحبسه ابنه عباس حتى لا يراه الناس وتكلم باسمه، إلى أن أنهكته الحمى فهلك في مايو 1892. وقيل أنه قتل على يد بعض البابيين فتولى "عباس أفندي"، أكبر أولاده الذي كان قد سماه (عبد البهاء) زعامة البهائيين. وكان قبل هلاكه قد جمع وصف الألوهية له ولولده هذا؛ إذ كتب له يقول: من الله العزيز الحكيم إلى الله اللطيف الخبير"، كما كان يلقبه بالفرع العظيم المتشعب من الأصل القديم. وقد ترك وراءه من زوجتيه أربعة أبناء وثلاث بنات.

  • تنازع الإخوة على الرئاسة :-

عندما أعلن عباس (عبد البهاء) أنه وصي أبيه نازعه أخوه محمد علي وانضم إليه بقية إخوانه غير أنه استطاع أن يستأثر بالأمر دونهم. وقد كان عباس هذا أشد مكراً من أبيه وأعرق في الخبث والدهاء. انتقل إلى حيفا حيث أخذ يضم إلى ضلالات أبيه ضلالات أخرى وأخذ يتزلف إلى كل أعداء الإسلام في الأرض، فحضر الصلوات في المساجد والكنائس، وأعلن أن عيسى عليه السلام هو ابن الله، وأعلن إيمانه بألوهية المسيح وصلبه، فقال: ولما أشرقت كلمة الله من أوج الجلال بحكمة  الحق المتعال وقعت في أيدي اليهود أسيرة لكل ظلوم وجهول وانتهى الأمر بالصلب.

وادعى أن البهائي يجمع بين جميع الديانات فهو يقول في " خطابات عبد البهاء ص99: اعلم أن الملكوت ليس خاصاً بجمعية مخصوصة فإنك يمكن أن تكون بهائياً مسيحياً وبهائياً ماسونياً وبهائياً يهودياً وبهائياً مسلماً. ودعا إلى التجمع الصهيوني والعمل على إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين بقوله: وفي هذا الزمان وفي تلك الدورة سيجتمع بنو إسرائيل في الأرض المقدسة وتتجمع أمة اليهود التي تفرقت في الشرق والغرب والجنوب والشمال، فالآن تأتي طوائف اليهود إلى الأرض المقدسة ويمتلكون الأراضي والقرى ويسكنون فيها ويزدادون تدريجياً إلى أن تصير فلسطين كلها وطناً لهم.

استمر هذا الأفاك في نشر ضلالاته وضلالات أبيه حتى أهلكه الله في يوم الاثنين السادس من ربيع الأول سنة 1340 هـ عن ثمان وسبعين سنة بعد أن عهد إلى المدعو شوقي ابن بنته ضيائية نكاية في أخيه محمد علي الذي استمر مناوئاً له إلى آخر رمق.

  • عقيدتهم وعباداتهم :-

استمر البهائيون حتى يومنا هذا بإظهار عقيدة وسلوكيات غير ما يبطنون فلهم من المعتقدات ما لا يظهر حتى في كتبهم المتداولة عملا بمبدأ "التقية". واخترع هؤلاء المجرمون لأنفسهم تاريخاً جعلوا مبدأه يوم إعلان دعوة الباب وهو 5 من جمادى الأول سنة 1260هـ وجعلوا أشهر السنة تسعة عشر شهراً واخترعوا لهذه الشهور أسماء من وحي خيالهم وهي:

البهاء - الجمال - العظمة - النور - الرحمة - الكلمات - الأسماء - الكمال - العزة - المشيئة - العلم - القدر - القول - المسائل - الشرف - السلطان - الملك - العلا.

- الإيمان بحلول الله في بعض خلقه، وأن الله قد حلَّ في "الباب" و"البهاء".

- جحدوا كل أسماء الله الحسنى وصفاته العلا، ويعتبرون كل ما يضاف إلى الله عز وجل إنما هم رموز لأشخاص امتازوا من بين البشر، فهم مظاهر أمر الله ومهابط وحيه

- الإيمان بتناسخ الكائنات ، وأن الثواب والعقاب يقع على الأرواح فقط.

- الاعتقاد بأن جميع الأديان صحيحة ، وأن التوراة والإنجيل غير محرَّفين ، ويرون ضرورة توحيد جميع الأديان في دين واحد هو البهائية .

- يقولون بنبوة بوذا وكنفوشيوس وبراهما وزرادشت وأمثالهم من حكماء الهند والصين والفرس.

- ينكرون معجزات الأنبياء .

- يحرمون الحجاب على المرأة ، ويحللون المتعة ، ويدعون إلى شيوعية النساء والأموال.

- يقولون إن دين الباب ناسخ لشريعة محمد -صلى الله عليه وسلم-.

- كتاب " الأقدس " الذي وضعه البهاء حسين وعن الكتب المقدسة لدى البهائيين فإنها تربو على مئة كتاب ، أبرزها » الكتاب الأقدس « الذي يتضمن كل أفكار » بهاء الله « ،  ويعتقدون أنه ناسخ لجميع الكتب السماوية بما فيها القرآن الكريم . بالإضافة إلى كتاب » الاشراقات « و» البشارات « و» الإيقان « .

- يعتقدون بألوهية الفرد وبوحدة الوجود والحلول وأن لا انفصال بين اللاهوت والناسوت للبهاء ولهذا وضع برقعا على وجهه. وجاء في كتاب " الأقدس": "من عرفني فقد عرف المقصود ، ومن توجه إلي فقد توجه إلى المعبود‍".

  • يقولون إن الوحي لا يزال مستمرا وإن المقصود بكون محمد خاتم النبيين هو أنه زينة.
  • يصفون المسلمين بأوصاف قبيحة، جاء في كتاب " الإيقان ":"وجميع هؤلاء الهمج والرعاع يتلون الفرقان( القرآن الكريم ) في كل صباح ، وما فازوا للآن بحرف من المقصود".
  • يحرمون ذكر الله في الأماكن العامة ولو بصوت خافت ، جاء في كتاب "الأقدس": "ليس لأحد أن يحرك لسانه ويلهج بذكر الله أمام الناس ، حين يمشي في الطرقات والشوارع".
  • يعتقدون بقدسية العدد 19 فالسنة 19شهرا والشهر 19 يوم. والتركيز على رقم 19 يعود إلى أن البهائيين يؤمنون - فيما يؤمنون به من خرافات - بالقيمة العددية للحروف والتي تفتح الباب على مصراعيه للتأويلات والتفسيرات الأهوائية. والقاعدة في هذا المجال تقوم على أن عدد حروف البسملة هو 19، وكلمة (واحد) تساوي وفق القيمة العددية للحروف - 19 ؛ حيث و = 6؛ والألف = 1؛ وال ح = 8؛ وال  د = 4) !!.
  • يعتقدون أن القيامة مجيء البهاء في مظهر الله تعالى.
  • لا يؤمنون بالجنة أو النار.

................................

  • جرأت البهائية على التلاعب بالنصوص وأولتها على طريقتها الباطنية الملحدة ، ومن ذلك:-
  1. القيامة في القرآن المقصود بها قيامة البهاء بدعوته وانتهاء الرسالة المحمدية.
  2. النفخ في الصور دعوة الناس إلى إتباع البهاء.
  3. البرزخ هي المدة بين الرسولين محمد صلى الله عليه وسلم والباب الشيرازي.
  4. إذا الشمس كورت: أي انتهت الشريعة المحمدية وجاءت الشريعة البهائية.
  5. إذا العشار عطلت: أي تركت الإبل واستبدل عنها بالقاطرات والسيارات والطائرات.
  6. إذا الوحوش حشرت: أي جمعت في حدائق الحيوانات في المدن الكبيرة.
  7. إذا البحار سجرت: أي اشتعلت فيها نيران البواخر التجارية.
  8. إذا النفوس زوجت: أي اجتمعت اليهود والنصارى والمجوس على دين البهاء.
  9. إذا الموءودة سئلت: أي أسقطت الأجنة من بطون الأمهات فيسأل عن ذاك من سن القوانين التي تمنع الإجهاض.
  10. إذا الصحف نشرت: أي انتشرت الجرائد والمجلات وكثرت.
  11. إذا السماء كشطت: أي انقشعت، أي أن الشريعة الإسلامية لم يعد يستظل بها أحد.
  12. وإذا البحار فجرت: أي وصل بعضها ببعض عن طريق القنوات.
  13. إذا الجحيم سعرت: لمن عارض البهاء

 وإذا الجنة أزلفت الأولى: لأتباعه المؤمنين به.

  1. إذا القبور بعثرت:أي استخرجت الأشياء والتحف ذات القيمة.
  2. إذا الجبال سيرت: الجبال هنا هم الملوك والوزراء دونوا لهم دساتير يسيرون بموجبها، وهي الدساتير الحديثة.
  3. هل ينظرون إلا تأويله: إلى آخر الآية الكريمة أي مجيء البهاء.
  4. يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة:الحياة الدنيا هي الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم، والآخرة هي الإيمان بالبهاء.
  5. فريقاً هدى: أي الذين آمنوا بالبهاء، وفريقاً حق عليهم الضلالة: الذين أبوا الإيمان به.
  6. ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة كذلك كانوا يؤفكون. وقال الذين أوتوا العلم: أي علم دين البهاء والإيمان به، لقد لبثتم في كتاب الله –الخطاب لأمة محمد صلى الله عليه وسلم – أي لبثتم في إقامة كتاب الله وهو القرآن الكريم والعمل بشريعته إلى يوم البعث ؛ أي إلى قيام بهاء الله وظهوره، فهو المراد بالبعث، أي خروج الناس من دين محمد صلى الله عليه وسلم إلى دين البهاء.
  7. إذا السماء انفطرت: أي سماء الأديان انشقت.
  8. إذا الكواكب انتثرت: هم رجال الدين لم يبق لهم أثر على الناس.
  9. وإذا القبور بعثرت:أي فتحت قبور الآشوريين والفراعنة والكلدانيين لأجل الدراسة.
  10. والسموات مطويات بيمينه: الأديان السبعة البرهمية البوذية ، والكونفوشستية ، الزرادشتية ، واليهودية ، والنصرانية ، والإسلام ، مطويات جميعاً بيمين البهاء.
  • لا يؤمنون بالملائكة والجن.
  • لا يؤمنون بالحياة البرزخية بعد الموت بل يقولون أنها المدة بين محمد والباب الشيرازي.
  • يحرمون الجهاد والحرب تحريما قطعيا ومطلقا وهذا أحد أسرار علاقتهم بالقوى الاستعمارية. كما أنهم يحرمون الخوض بالسياسة ، كما أن كتب البهاء تدعو للتجمع الصهيوني في فلسطين !! .
  • يبيحون المتعة الحرام للنساء ، والزنا بالإكراه له عقوبة مالية فقط.
  • لا يعتقدون بالانتماء للوطن تحت دعوى وحدة الأوطان وكذلك يدعون إلى إلغاء اللغات والاجتماع على اللغة التي يقررها زعيمهم !
  • يتبعون التقية في عقيدتهم فيظهرون خلاف ما يبطنون ولقد بين الشيخ محمد متولي الشعراوي -رحمه الله- ذلك وقال إن شعارهم:"احفظ مذهبك وذهبك وذهابك".
  • أما عباداتهم فهي كعقيدتهم ضالة وغريبة عجيبة:-
  1. الصلاة: لا يبيحون الصلاة في جماعة إلا على الميت والصلاة عندهم ثلاث مرات هي الصبح والظهر والمساء في كل مرة ثلاث ركعات دون تحديد لكيفية معينة.
  2. أما قبلتهم فهي نحو قصر البهجة في عكا. والوضوء فقط للوجه واليدين بماء الورد وان لم يوجد فيقولون باسم الله الأطهر الأطهر ... خمس مرات !
  3. لا يعتقدون بالنجاسة من الجنابة أو سواها لأن من اعتقد بالبهائية فقد طهر!
  4. الصوم: تسعة عشر يوما في السنة وهي من 2-21 مارس الذي يعرف عندهم باسم شهر "العلاء" وهو آخر الشهور البهائية. وهو من سن 11-42 ويعفى منه الكسالى ومن يعملون أعمالا مرهقة وغيرهم! ، وفيه يجب الامتناع عن تناول الطعام من الشروق إلى الغروب، ويعقب شهر صومهم عيد النيروز.
  5. الزكاة: 19% من رأس المال تدفع مرة واحدة!
  6. الحج: لقبر البهاء بقصر البهجة في عكا! وهو للرجال دون النساء
  7. العقوبات: ألغوها جميعا عدا الدية.
  8. الزواج: لواحدة أو اثنتين على الأكثر، مع إباحة زواج الشاذين، كما يحرم زواج الأرامل إلا بعد دفع دية معينة والأرمل يتزوج بعد 90 يوما والأرملة بعد 95 يوما. وجعلوا المهر تسعة عشر مثقالاً.

.................................

 

 

- علاقتهم بالصهيونية :-

رأينا كيف اتصل البهاء باليهود في تركيا وكيف احتفى به اليهود في عكا وأعدوا له قصر البهجة. أما ابنه عباس أفندي "عبد البهاء" فقد استقبل الجنرال اللنبي بحرارة، عقب سقوط فلسطين، وحصل على لقب"سير"، ومنح عددا من الأوسمة الرفيعة، وحضر المؤتمرات الصهيونية ! وبعد عباس أفندي تولى زعامتهم صهيوني أمريكي يدعى "ميسون" ولقد عقدوا مؤتمرا لهم سنة 1968 في فلسطين المحتلة وجاءت قرارات ذلك المؤتمر موائمة للأفكار والرؤى الصهيونية.

* وللعلم فإن أبرز مكونات العقيدة اليهودية واضحة جدا في نظيرتها البهائية.

فمبدأ حلول الإله في مخلوقاته يشكل دعامة العقيدة اليهودية وأساس تفسيرها للوجود والإنسان والحياة. وأساسها فكرة توحد »شعب الله المختار في « جوهر الخالق »يهوه« ومفهوم النبوة في اليهودية هو نفسه في البهائية مع فارق سطحي هو أن الحاخامات هم الموحى إليهم كأنبياء ومبشرين«.

وعن فكرة المعاد، فإن اليهودية لا تؤمن بوجود عقاب وجزاء أخرويين، بل تذهب إلى أن محاسبة الروح يتم على الأرض، وأن روح اليهودي وحدها التي تنجو من العقاب »لماهيتها الإلهية«، أما أرواح الآخرين فمصيرها الشقاء الدائم. والبهائية تقتفي أثر اليهودية في نظرتها إلى علامات يوم الخلاص، حيث تعتبر أن قضية الخلاص مرتبطة بعودة اليهود إلى »أرض الأجداد« فلسطين.

وبهذا الخصوص كتبت لجنة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة تقريراً أشارت إلى أن علاقة البهائيين باليهود في فلسطين هي أعمق من علاقة المسلمين بفلسطين، وأن البهائيين يدعمون تشكيل دولة صهيونية.

ويرى عباس أفندي أيضاً »إن النجاح الذي بدأ اليهود يحققونه في عهده دليل على عظمة بهاء الله وعلى عظمة دورته الإلهية«!!.

وفي 30 يونيه 1948 بعث الزعيم البهائي وقتذاك أشوجي أفندي رباني برسالة إلى بن جوريون »يعبر له عن أطيب تمنياته من أجل رفاهية الدولة الجديدة مشيراً إلى أهمية تجمع اليهود في مهد عقيدتهم. كما أن زيارات البهائيين إلى الكيان اليهودي الغاصب لم تعرف الانقطاع طيلة المراحل السابقة، وهي تأخذ بعداً دينياً عميقاً، يتمثل في كون أهم مركز ديني بهائي في العالم مُقام في مدينة حيفا على جبل الكرمل. وقد تم منذ حوالي عقدين إنشاء قصر ضخم في نفس المدينة ليستوعب عدد الزائرين سنوياً من بهائيي العالم.

  • عددهم وأماكن وجودهم:-

أما عن عدد البهائيين في العالم فإنه طي الغموض، والمؤشرات المتوفرة تذهب إلى أن عددهم يفوق بأضعاف الرقم المعلن وهو مليونا بهائي. وهم يوجدون في أكثر من 230 بلداً وفقاً لمصادرهم الخاصة على شبكة الانترنت. وأكثر ما يتركز نشاطهم في أفريقيا والهند وفيتنام، وفي مناطق واسعة من أميركا اللاتينية، وعلى سبيل المثال، يوجد في البيرو وبوليفيا قرى تنتمي بكاملها إلى البهائية.

وفيما يختص الهيئة الإدارية للحركة البهائية، فإنها تنقسم إلى هيئتين حاكمتين: »إحداها إدارية والأخرى تعليمية، أما الهيئة الإدارية، فهي تتكون من المجالس الروحية القومية، وأما المجالس المحلية فهي تتكون من تسعة أشخاص )والتي يمكن تأسيسها أينما وُجد تسعة بهائيين(وبيت العدل العمومي) وهو الهيئة العليا ولها سلطة تغيير كافة القوانين حينما تدعو إلى ذلك التغيرات الدنيوية. ثم هناك الهيئة التعليمية وهي مكونة من بناء هرمي من المجالس والقادة.

انحسر وجودهم في مصر التي كانوا قد افتتحوا بها محافل خاصة بهم وصدر قرار جمهوري سنة 1960 برقم 263 بإغلاق تلك المحافل والمراكز، ولم يعد لهم في مصر وجود يذكر، وفي العراق انحسر وجودهم وحتى الدار التي أقام بها البهاء حسين بعد نفيهم من العراق اشتراها مسلمون. ورغم أن البهائيين حاولوا شراءها بمبالغ مالية ضخمة إلا أن المسلمين رفضوا بيعها لهم. ومن حيث العدد فإن إيران أكبر تجمعاتهم، ولهم وجود بسيط في سوريا وفي فلسطين، إلا أن أهم وجود لهم هو في الولايات المتحدة الأمريكية حيث يبلغ عددهم 2مليون ينتسبون إلى 600 جمعية منها حركة شبابية مقرها نيويورك تسمى " قافلة الشرق والغرب ". وأكبر معبد لهم في العالم موجود في شيكاغو ويدعى "مشرق الأذكار" ، ورغم قلة عددهم إلا أن لهم ممثلا في الأمم المتحدة والهيئات الدولية المختلفة مثل اليونيسيف واليونسكو‍ وغيرها.

 وتتعمد الولايات المتحدة وأوروبا بين الفينة والأخرى إثارة قضيتهم تحت مسمى حقوق الإنسان وحرية المعتقد وهم يقولون إن الحكومة في طهران تضطهدهم

  • نماذج من كلام البهاء:-

يقول البهاء " انتهت قيامة الإسلام بموت علي محمد الباب ، وبدأت قيامة البيان ودين الباب بظهور من يظهره الله – يعني نفسه - فإذا مات انتهت قيامته ، وقامت قيامة الأقدس ودين البهاء ببعثة النبي الجديد "كتاب الإيقان ص 71.

ويقول في كتاب البديع ص 113: " كان المشركون أنفسهم يرون أن يوم القيامة خمسون ألف سنة!! فانقضت في ساعة واحدة !!

ويقول في كتابه الأقدس ص 34 " ليس لأحد أن يحرك لسانه ويلهج بذكر الله أمام الناس حين يمشى في الطرقات والشوارع".

ويقول في ص 41 " كتب عليكم تجديد أثاث البيت في كل تسعة عشر عاماً ". ويقول: " أُحِلُ للرجل لبس الحرير لقد رفع الله حكم التحديد في اللباس واللحى".

ويقول:" قد منعتم من ارتقاء المنابر فمن أراد أن يتلو عليكم آيات ربه فليجلس على الكرسي" .

.................................

خاتمة: رأي علماء المسلمين في البهائية

البهائية دين مستقل وليست فرقة أو مذهبا كما يروج البعض. وقد قررت المحكمة الشرعية العليا في مصر سنة 1925 أن الدين البهائي دين مستقل عن الدين الإسلامي. وأفتى علماء السنة والشيعة بكفرهم وبطلان عقائدهم. فعلماء السنة أمثال د.محمد سعيد رمضان البوطي ، ود.يوسف القرضاوي ، والشيخ محمد متولي شعراوي ، ومشيخة الأزهر الشريف ، وعلماء السعودية ، والعراق ، واليمن ، وفلسطين قرروا: أن البهائيين كفرة لا يزوَّجون ولا يتزوج منهم ولا يحل أكل ذبيحتهم ولا يدفن موتاهم في مقابر المسلمين .

  • نص فتوى دار الإفتاء بالأزهر :

" بسم الله ، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد:...

فالبهائية فرقة مرتدة عن الإسلام ، لا يجوز الإيمان بها ، ولا الاشتراك فيها ، ولا السماح لها بإنشاء جمعيات أو مؤسسات ؛ لأنها تقوم على عقيدة الحلول ، وتشريع غير ما أنزل الله ، وادعاء النبوة ، بل والألوهية ، وهذا ما أفتى به مجمع البحوث الإسلامية في عهد الشيخ جاد الحق ، وأقره المجمع الحالي .

- يقول فضيلة الشيخ جاد الحق علي جاد الحق شيخ الأزهر السابق – رحمه الله - :

.. والبابية أو البهائية فكر خليط من فلسفات وأديان متعددة ، ليس فيها جديد تحتاجه الأمة الإسلامية لإصلاح شأنها وجمع شملها ، بل وضُح أنها تعمل لخدمة الصهيونية والاستعمار ، فهي سليلة أفكار ونحل ابتليت بها الأمة الإسلامية حربا على الإسلام وباسم الدين " ا.هـ .

  • فتوى الشيخ ابن باز مفتي المملكة السعودية - رحمه الله -: الذين اعتنقوا مذهب (بهاء الله) الذي ادعى النبوة ، وادعى أيضا حلول الله فيه ، هل يسوغ للمسلمين دفن هؤلاء الكفرة في مقابر المسلمين ؟

فأجاب: إذا كانت عقيدة البهائية كما ذكرتم فلا شك في كفرهم وأنه لا يجوز دفنهم في مقابر المسلمين ؛ لأن من ادعى النبوة بعد نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- فهو كاذب وكافر بالنص وإجماع المسلمين ؛ لأن ذلك تكذيب لقوله تعالى: {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} (40) سورة الأحزاب ، ولما تواترت به الأحاديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-  أنه خاتم الأنبياء لا نبي بعده ، وهكذا من ادعى أن الله سبحانه حال فيه ، أو في أحد من الخلق فهو كافر بإجماع المسلمين ؛ لأن الله سبحانه لا يحل في أحد من خلقه بل هو أجل وأعظم من ذلك ، ومن قال ذلك فهو كافر بإجماع المسلمين ، مكذب للآيات والأحاديث الدالة على أن الله سبحانه فوق العرش ، قد علا وارتفع فوق جميع خلقه .

 وهذا الذي أوضحه لك ، هو عقيدة أهل السنة والجماعة التي درج عليها الرسل عليهم الصلاة والسلام ، ودرج عليها خاتمهم محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ودرج عليها ...

كما يقول الشيخ محمد السند أحد علماء الشيعة:"هم معدودون من الكفار ؛ لأنهم كفروا بدين الإسلام...ومن كان على دين الإسلام فاعتنق البهائية فهو مرتد ، ومثله من تشهد بالشهادتين ومع ذلك يعتنق البهائية فإنه مرتد أيضا " أهـ .

 

 

 

  • السبت PM 03:30
    2021-08-21
  • 1411
Powered by: GateGold