المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 414003
يتصفح الموقع حاليا : 259

البحث

البحث

عرض المادة

دُعَاءُ الذَّهَابِ إِلَى الْمَسْجِدِ

فإذا خرج المسلم يريد الصلاة، شرع له من الدعاء ما يتواصل به مع ربه بقلبه ولسانه، فكأنه في صلاة منذ خرج إلى الصلاة، ولم توجد مثل هذه المعاني في غير الإسلام، وبجمع روايات الأحاديث التي ورد فيها الدعاء، يدعو المسلم بخمس وعشرين خصلة، ما بين أن يجعله الله في نور، وأن يجعل الله فيه نور، و أن يجعل حوله نور، وأن يجعل له نور، وأن يزيده الله نور، فمن جمال الإسلام، أن جمع له الدعاء بكل هذه الأنوار وأحوالها، وهو ذاهب للقاء الذي الذي وصف نفسه بأنه نور السماوات والأرض، والذي من أسماءه النور، فقد جاء في السنة أن العبد يدعو الله فيقول: ((اللَّهُمَّ اجْعَلْ فِي قَلْبِي نُوراً، وَفِي لِسَانِي نُوراً، وَفِي سَمْعِي نُوراً، وَفِي بَصَرِي نُوراً، وَمِنْ فَوْقِي نُوراً، وَمِنْ تَحْتِي نُوراً، وَعَنْ يَمِينِي نُوراً، وَعَنْ شِمَالِي نُوراً، وَمِنْ أَمَامِي نُوراً، وَمِنْ خَلْفِي نُوراً، وَاجْعَلْ فِي نَفْسِي نُوراً، وَأَعْظِمْ لِي نُوراً، وَعَظِّم لِي نُوراً، وَاجْعَلْ لِي نُوراً، وَاجْعَلْنِي نُوراً، اللَّهُمَّ أَعْطِنِي نُوراً، وَاجْعَلْ فِي عَصَبِي نُوراً، وَفِي لَحْمِي نُوراً، وَفِي دَمِي نُوراً، وَفِي شَعْرِي نُوراً، وَفِي بَشَرِي نُوراً)) (1).

وفي روايات أخرى جاءت الأدعية التالية:


1 - ((اللَّهُمَّ اجْعَلْ لِي نُوراً فِي قَبْرِي ... وَنُوراً فِي عِظَامِي)) (2)
2 - ((وَزِدْنِي نُوراً، وَزِدْنِي نُوراً، وَزِدْنِي نُوراً)) (3)
3 - ((وَهَبْ لِي نُوراً عَلَى نُورٍ)) (4).
وسن له الدعاء بلفظ (اللهم) الذي قال بعض أهل العلم أن الدعاء بلفظ اللهم، كأن الداعي يقول أسألك يا رب باسمك الذي جمع الأسماء الحسنى كلهم، وهو نفس اللفظ الذي دعا به عيسي بن مريم حين سأله الحواريون أن ينزل عليهم الله مائدة من السماء، فدعا الله وقال (قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (114) قَالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ (115)) انظر إلى استجابة الله لهم لما دعاه عيسي بقوله اللهم.
وانظر إلى حسن الدعوات في نفسها، ومناسبتها للصلاة، فالصلاة عبادة تشمل البدن كله، من خشوع للقلب، وذكر باللسان، وحركات بالبدن، وهذه أدعية شملت البدن كله ظاهرا وباطنا، ولما كان الإنسان يسير إلى الصلاة في ظلمات الليل، فقد ناسب أن يشرع الله له ما الدعاء، ما ينير له ظلمة القبر، فالقبر مظلم لا ينيره إلا العمل الصالح، فاللهم أنر قلوبنا وقبورنا بالإيمان، يا كريم يا رحمن.

_________
(1) انظر جميع هذه الألفاظ في البخاري، 11/ 116، برقم 6316، ومسلم، 1/ 526، و 529، و 530، برقم 763.
(2) الترمذي، 5/ 483، برقم 3419.
(3) أخرجه البخاري في الأدب المفرد، برقم 695، ص 258 وصحح إسناده الألباني في صحيح الأدب المفرد، برقم 536.
(4) ذكره ابن حجر في فتح الباري، وعزاه إلى ابن أبي عاصم في كتاب الدعاء، انظر الفتح 11/ 118، وقال: فاجتمع من اختلاف الروايات خمس وعشرون خصلة.

  • الثلاثاء PM 07:02
    2021-08-10
  • 1330
Powered by: GateGold