المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 411886
يتصفح الموقع حاليا : 262

البحث

البحث

عرض المادة

محاسن الذكر عند الخروج من المنزل ودخوله

أولا: الذكر عند الخروج من البيت


إذا أراد المسلم أن يخرج للقاء الله في بيت من بيوته، أو لقضاء حاجاته وأغراضه الدنيوية، شرع له أن يذكر الله تعالى، يقول: ((بِسْمِ اللَّهِ، تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ، وَلَاَ حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ)) (3).
فهو يخرج باسم الله، فأي خروج أحسن من هذا الخروج، أن يخرج باسم الله الملك الحفيظ الرزاق الكريم، الرحمن الرحيم، الذي له الأسماء الحسنة والصفات العلا، واسم الله الله، هو اسم علم على ذات الله، لا يضاف إلى غيره من الأسماء المتعلقة بمصالح العباد، وإنما أسماء الله تضاف إليه، فلا يقال الرحيم الله، ولكن يقال الله الرحيم، فيخرج العبد باسم الله، فإن كان خروجه لغرض الصلاة والعبادة فقد خرج باسم الله، الذي من وصفه الود والرحمة والقبول من المتقين فهو الودود وهو الرحيم، وإن كان خرج يريد الرزق فقد ذكر اسم الله الذي من أسمائه الرزاق ومن وصفه أنه يرزق من يشاء بغير حساب، وإن كان خرج يريد النصر على عدوه، فقد ذكر الله اسم الله الذي من وصفه نصرة أوليائه فهو النصير سبحانه وتعالى، فمن محاسن الخروج مع ذكر اسم الله تعالى ن أنه مهما كان مراد العبد خيرا لقي من أوصاف الله ما يعينه على مراده الذي خرج من أجله.
ثم يوكل أمره إلى الله تعالى، وهو سبحانه نعم الوكيل، الذي ينوب عن العبد في تحقيق مراده، فالعبد يتجرد من حوله وقوته، ليفوض الله ليكون وكيله ينوب عنه سبحانه وتعالى، في تحقيق مراده الذي خرج لأجله، لذا أتبع تكيل أمره لله بإعترافه أنه لا حول ولا قوة إلا بالله.
فإذا قال ذلك، كانت له مكافأة من الله عز وجل، فجاء في نهاية الحديث قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((يُقال له: كُفِيتَ وَوُقِيتَ وهُدِيتَ، وتنحَّى عنه الشيطان، فيقول لشيطان آخر: كيف لك برجلٍ قد هُدي وكفي ووقي؟))،فالله يكفيه ويقيه ويهديه ويصرف عنه الشيطان، حتى إن الشيطان ليفقدون الأمل في النيل منه، حتى أن أحدهم ليثبط الآخر ويخذله عنه، ماذا ينال من رجل صرف الله عنه الشر، وحفظه مما خفي من الأذى والسوء، وهداه إلى طريق الحق والصواب، وصرف عنه الشيطان.
ثم يجزي بجائزة أخرى يوم القيامة، فلقد جاء في السنة أن من قال هذا الذكر: ((كتب في رق ثم طبع بطابع، فلم يكسر إلى يوم القيامة))، حتى يوافي الله يوم القيامة فيثيبه على ذلك من الأجر ما شاء الله.

كما شرع له، أن يستعيذ بالله فيقول: ((اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَضِلَّ، أَوْ أُضَلَّ، أَوْ أَزِلَّ، أَوْ أُزَلَّ، أَوْ أَظْلِمَ، أَوْ أُظْلَمَ، أَوْ أَجْهَلَ، أَوْ يُجْهَلَ عَلَيَّ)) (1)، فهو يلجأ إليه ليصرف عنه كل المعوقات، وأسبابها، من ضلال في نفسه أو إضلال لغيره، قد يعاقب بمثله، إذ الجزاء من جنس العمل ن فكما المسلم يكون حريص على ألا يضل أو يزل أو أن يظلم أو يجهل في حق نفسه أو حق غيره، فيكون حريص على ألا يضل أو يزل غيره، أو أن يجهل غيره عليه، وفي هذا من معاني الإيمان، ما يبين أن خروجه إنما هو خروج خير، لأن المؤمن يحب لأخيه ما يحب لنفسه، فلا يحب الإعتداء عليه ولا يحب أن يعتدي هو على غيره، فإذا كان هذا حال خروج المسلمين من ديارهم، فكيف تكون ثمرات الخير بينهم، وهم جسد واحد، لذا بلغ المسلمون الأوائل المجد وسادوا الأمم ونصروا دينهم، لما كان خروجهم من بيوتهم إلى الحياة ومعاملاتهم مع بعضهم، بهذه القلوب.

ثانيا: عند دخول البيت


فإذا قضى ما شاء الله خارج البيت، وعاد لأهله، ذكر الله عند دخوله فقال: ((بِسْمِ اللهِ وَلَجْنَا، وبِسْمِ اللَّهِ خَرَجْنَا، وعَلَى اللَّهِ رَبِّنا تَوَكَّلْنَا، ثُمَّ لِيُسَلِّمْ عَلَى أهْلِهِ)) (2).
أي بسم الله دخولنا، كما كان خروجنا بسم الله، فكما أن البركة كانت بذكر الله عند الخروج، فالمسلم يلتمس البركة بذكر اسم الله عند الدخول، وكذلك في توكله على الله، فهو متوكل حال خروجه وهو متوكل أيضا حال دخوله، فكما كان الله مع في خروجه ومعاملاته، فالله معه أيضا في بيته وفي معاملاته مع أهله وولده، وتصرفه في ماله، وكل حاله، فلا ينفك تعلقه بالله في كل وقت وحال، ثم يسلم على أهله، بقوله: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فهو يدعو لأهله بالسلام والرحمة والبركة، فأي دخول على الأهل مثل هذا الدخول؟
_________
[1]- أهل السنن [أبو داود برقم (5094)، والترمذي برقم (3427)، والنسائي (8/ 268)، وابن ماجة برقم (3884)]، وانظر صحيح الترمذي (3/ 152)، وصحيح ابن ماجة (2/ 336). (ق).
[2]- أخرجه أبو داود (4/ 325) [برقم (5096)]، وحسن إسناده العلامة ابن باز في ((تحفة الأخيار)) (ص 28)، وفي ((الصحيح)): ((إذا دخل الرجل بيته فذكر الله عند دخوله وعند طعامه، قال الشيطان: لا مبيت لكم ولا عشاء)) مسلم برقم (2018). (ق).
وقال الشيخ الألباني رحمه الله في تعليقه على ((الكلم الطيب))، على هذا الحديث برقم (62): ((إسناده صحيح؛ ثم بدا لي أنه منقطع؛ كنت ذكرته في بعض الأحاديث التي استشهدت بها، ثم بينت ذلك في حديث آخر بهذا السند في الضعيفة (5606)، وذكرت هناك أن الحافظ ابن حجر استغرب هذا الحديث وضعفه لعلة أخرى غير قادحة، وأنه تنبه للانقطاع في حديث آخر!!)) (م).

  • الثلاثاء PM 07:00
    2021-08-10
  • 1419
Powered by: GateGold