من محاسن الأخلاق الإسلامية - مشروع الحصن ll للدفاع عن الإسلام والحوار مع الأديان والرد على الشبهات المثارة ll lightnews-vII

المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 442571
يتصفح الموقع حاليا : 96

البحث

البحث

عرض المادة

upload/upload1628595227613.jpg

من محاسن الأخلاق الإسلامية

1- الشريعة الإسلامية هي الضمان الحقيقي لتحقيق العزة والتمكين في الأرض.

 

2- الشريعة الإسلامية تسع الناس في كل زمان ومكان[1]؛ لأن الله أنزلها تامة كاملة بدون نقصان.

 

3- الشريعة الإسلامية تنظم حياة الناس وتوثق الروابط في المجتمع، فتتنزل البركات من رب الأرض والسموات.

 

4- إن العمل بشرع الله ميسر لكل الناس، وليس في شرع الله ما يُكلف ويُحِّمل الإنسان فوق طاقته.

 

5- إن الخير والبركة والرخاء ورغد العيش في إقامة شرع الله، والفقر والشقاء والعناء في البعد عن شرع الله.

 

6- تطبيق الشريعة الإسلامية وتفعيلها في واقع الناس يحقق للناس السعادة في الدنيا بحيث يطمئن الإنسان على نفسه وماله وأهله. كما قال ابن القيم رحمه الله: « إن الشريعة مبناها وأساسها على الحكم ومصالح العباد في المعاش والمعاد، وهي عدل كلها، ورحمة كلها، ومصالح كلها، ... فالشريعة عدل الله بين عباده، ورحمته بين خلقه، وظله في أرضه) [2].

 

7- الفارق بين المؤمن والمنافق هو قبول شرع الله وعدم وجود الحرج في الصدر مع التسليم والرضى بلا ممانعة ولا مدافعة ولا منازعة.

 

8- تطبيق الشريعة الإسلامية ليست عملية ثانوية ولكنه أصل من أصول الدين، فالعبادة تقتضي الاحتكام إلى شرع الله.

 

9- تحقق تطبيق الشريعة الإسلامية للإنسان إيجابيات وخيرات عديدة ولا يتأتى ذلك كله إلا في ظل تحكيم شرع الله وتطبيق الحدود. وتتجه الشريعة نحو غاية محققة وهي حفظ مصالح العباد ودفع المضار عنهم ليسود بينهم الأمن والاطمئنان ويمنع الظلم والجور، وبذلك تتحقق لهم سعادة الدنيا والآخرة.

 

10- يأمن أهل الكتاب على أموالهم وأنفسهم وأعراضهم وعلى مقدراتهم في ظل تطبيق الشريعة الإسلامية.

 

-------------------------------------

 


[1] من الأقوال المشهورة لفضيلة الشيخ محمد بن إسماعيل المقدم - حفظه الله -: لا ينبغي أن نقول أن الإسلام صالح لكل زمان ومكان، بل يجب أن نقول أن الزمان والمكان لا يصلحان إلا بوجود الإسلام. ومن أقوال الدكتور أحمد بكري - حفظه الله -: لا نريد أن نطبق الواقع على الإسلام بل لابد أن يطبق الإسلام على الواقع.

[2] انظر: "أعلام الموقعين عن رب العالمين" (3/3).

---------------------------------------------------------------------

من محاسن الأخلاق الإسلامية

الحياء: أن يكف الإنسان عما لا يليق من اعتقاد أو قول أو عمل.

 

والحياء صفة إيمانية تدل على ضمير حي.

 

أرأيت ذلك الرجل الذي يحدثك وهو ينتقي ألفاظه تحفظاً أن يقول كلمة عوراء تخدش الحياء، ورأيت كيف حاله هادئ النظرات وهو يدلي بيانه خفيض الصوت؟


وذلك الرجل الجعظري البدين ذا الكرش الصخاب في الأسواق، كيف يحدثك بصوت يزيد عن مدى حاجتك لسماعه؟ فهو قريب منك، وقد أنزلك منزلة البعيد، لا يراعي قرب المسافة بينك وبينه، وهو يحد إليك بصره فعل القردة، كأنما هو حيوان بشري سلبت منه إنسانيته، فهو بحاجة إلى أنسنة عاجلة.

 

وما أكثر صور الخروج عن الحياء في الحياة، وما أكثر قلة الحياء في المجتمعات التي ضعف فيها الالتزام بالتوجيهات الربانية، ولذلك تنبه المربون ووضعوا كتباً في تربية الجيل لينشأ على الفضائل ومكارم الأخلاق ومن ذلك الحياء.

 

(عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الحياء لا يأتي إلا بخير" متفق عليه.

 

وفي رواية لمسلم: "الحياء خير كله" أو، قال: "الحياء كله خير".

 

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبه، فأفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق. والحياء شعبة من الإيمان" متفق عليه[1].

 

(وقد كان محمد صلى الله عليه وسلم يوصف بالحياء، بل بشدة الحياء حتى ضرب به المثل في ذلك، ويخبرنا صلى الله عليه وسلم أن الحياء ليس خاصاً به، بل إنه من سنن المرسلين التي جاء بها رسل الله جميعاُ، عن أبي أيوب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أربعٌ من سنن المرسلين: الحياء والتعطر والسواك والنكاح). ويقول صلى الله عليه وسلم: (إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستح فاصنع ما شئت). أخرجه البخاري)[2]

 

والحياء يمنع صاحبه من أن يكون فحاشاً بذيئا وقحاً فاجراً يتطاول على والديه، أو على أهل الفضل من العلماء أو غيرهم.

 

ورب شبهة تقول: إذا كان الحياء يمنع صاحبه من أن يقول، فإن هذه الصفة سلبية لا إيجابية.

 

نقول في الرد على ذلك: إن الحياء لا يمنع صاحبه أن يقول الحق إذا دعا الأمر إلى ذلك، لأن الساكت عن الحق شيطان أخرس يقول الله تعالى:

﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ * الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴾ [البقرة: 26، 27].

 

فالحياء: (هو الحشمة، انقباض النفس من الشيء وتركه خوفاً من اللوم)[3].

 

والحياء مراد فه الخجل، فهما شيء واحد كما في القواميس.

 

ولكنني أميل إلى أن الحياء:

(هو الكف عن الأمر القبيح) في موقف يستدعي ذلك، كأن يستحيي الإنسان عن أن يرفع صوته أمام والديه، أو أن يكشف ثوبه إلى ما فوق ساقه إذا أراد السباحة مثلاً، أو، كمن استحيا أن ينظر إلى امرأة سافرة، فهو(الكف عن السلب) وهو محمود.

 

أما الخجل: فهو (الكف عن الأمر المفيد) أن يسكت الإنسان في موقف يجب أن يقول فيه كلمة الحق إذا استدعى الموقف ذلك؛ أو كمن طلب منه أن يخطب في زملائه خطبة مدرسية... فلم يفعل. والحياء في المعاجم مرادف الخجل، وهذا فيه نظر، فالحديث الشريف:

(الحياء من الإيمان) ولم يرد: الخجل من الإيمان. والله أعلم.

 

وقال الشيخ الحافظ مصعب الخياط: الحياء: هو الكف عن الشر، والخجل: هو الكف عن الخير.

 

والحياء أنواع ومراتب وهي كما يلي:

1- الحياء من الله تعالى:

وهو أعلى المراتب، ولا سيما عندما يكون الإنسان في خلواته فإن الشيطان ينشط في الوسوسة ليصرف المرء إلى الغفلة وفعل السوء أو التفكير به.

 

ولذلك يقول أحد التابعين: عليكم بالسرائر أي: احذروا حديث النفس الداخلي في نوازعه نحو الشر، فإنه أصل الخواطر، والخواطر أصل التفكير، والتفكير هو الدافع للفعل. قال أبو العتاهية:

إذا ما خلوت الدهر يوماً فلا تقل: 

خلوت ولكن قل علي رقيب 

ولا تحسبن الله يغفل ما مضى 

ولا أن ما يخفى عليه يغيب 

 

2- الحياء من الأقوال:

كأن يقول الإنسان الكلمة الطيبة. لا كالسفيه الذي يرفع صوته في حضرة والديه أو في وجههما، وكالكلمة العوراء القبيحة التي تلقى فيما بين الناس في الخصومات.


وإذا دعا موقف ما، أن يقول الرجل كلمة الحق للرد على شبهة، ومنع الحياء صاحبه أن يقول كلمته، فهذا ليس بحياء، وهو اسم لغير مسمى ولا نسميه حياء مذموماً، إنه الجبن وليس الحياء، فالحياء يدفعه إلى أن يقول كلمة الحق، لأن الرجل يستحيي من الله تعالى أن يذاع الباطل وهو ساكت، والساكت عن الحق شيطان أخرس.

 

3- الحياء من الأفعال:

كأن يتصرف الإنسان حسب الأعراف لا يشذ عنها، لا كمن يلبس ثياباً مغايرة للحشمة، أو أن يخرج في زي يحاكي به الكفار، ومن تشبه بقوم فهو منهم.


قال الشاعر:

إذا لم تخش عاقبة الليالي 

ولم تستحْيِ فاصنع ما تشاء 

 

فالإسلام جاء بالحض على مكارم الأخلاق والبعد عن سفسافها حتى يسعد الإنسان في نفسه وأهله وحتى تسعد الأمة بالأخلاق الإسلامية.

--------------------------

 

[1] رياض الصالحين للإمام النووي ط2.

[2] الموسوعة الميسرة ص 185.

[3] المنجد مادة : حيي.

 

 

  • الثلاثاء PM 02:33
    2021-08-10
  • 1650
Powered by: GateGold