المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 413685
يتصفح الموقع حاليا : 206

البحث

البحث

عرض المادة

بالصدفة

بالصدفة

عبد الله زيدان

 

بالصدفة يكسر الكتكوت البيضة عند أضعف نقطة فيها .. فيخرج

بالصدفة تلتئم الجروح وتخيط شفراتها بنفسها  .. ولكن بدون جرّاح

بالصدفة تصنع أشجار الصحاري لنفسها بذوراً مجنحة لتطير عبر الصحاري إلى حيث ظروف إنبات وري وأمطار أفضل .

بالصدفة إكتشف النبات قنبلته الخضراء ( الكلوروفيل ) واستخدمها في توليد طاقة حياته ..

بالصدفة صنعت البعوضة لبيضها أكياساً للطفو .. لكن دون أن يعلم أرشميدس .

والنحلة التي أقامت مجتمعاً ونظاماً ومارست العمارة وفنون الكيمياء المعقدة التي تحول بها الرحيق إلى عسل وشمع ..

وحشرة الترميت التي اكتشفت القوانين الأولية لتكييف الهواء فأقامت بيوتاً مكيفة وطبقت في مجتمعها نظاماً صارماً للطبقات ..

والحشرات الملونة التي اكتشفت أصول وفن مكياج التنكر والتخفي ..

هل كل هذا جاء بالصدفة ؟؟

إن أجبت بنعم ..

فراجع ضميرك الفطري

وراجع عقلك ..

وإذا سلمنا بصدفة واحدة في البداية ، فكيف يقبل العقل سلسلة متلاحقة من المصادفات والخبطات العشوائية ؟؟

إنها السذاجة بعينها التي لا تحدث إلا في الأفلام الهزلية الرخيصة ..

وقد وجد الفكر المادي نفسه في مأزق أمام هذه السذاجة.. فقال إن كل هذه الحياة المذهلة بألوانها وتصانيفها بدأت من حالة ضرورة ..

الضرورة التي تدفعك إلى الطعام ساعة الجوع ..

ثم تعقدت الضرورة بتعقد الظروف والبيئات والحاجات فنشأت كل هذه الألوان ..

كانت هذه التفسيرات مقبولة في عصور الظلام ..

ولكن الآن ..

البشرية قد بلغت سن الرشد ..

عقول البشر أصبحت لا تقبل مثل هذه الترّاهات ..

إذاً ..

من خلق كل هذا وأبدع وأتقن كل شيء في خلقه ؟؟

لا تفكر طويلاً ..

إنه الله ..

تعرّف عليه الآن ..

  • الاثنين AM 03:28
    2021-03-29
  • 1429
Powered by: GateGold