المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 412196
يتصفح الموقع حاليا : 321

البحث

البحث

عرض المادة

الزعم أن الغاية بررت للنبي - صلى الله عليه وسلم - وسائل غير مشروعة في فتح مكة

             الزعم أن الغاية بررت للنبي - صلى الله عليه وسلم - وسائل غير مشروعة في فتح مكة )*(

مضمون الشبهة:

يزعم بعض المتقولين أن النبي - صلى الله عليه وسلم - عمد في بعض فتوحاته لأساليب غير مشروعة؛ ويمثلون لهذا بما يزعمونه من تآمر النبي - صلى الله عليه وسلم - مع أبي سفيان لفتح مكة وتمهيده لهذا بمصاهرة سياسية اقترن فيها برملة ابنة أبي سفيان توطئة لإقناعه بتسليم مكة للمسلمين دون قتال مقابل ما سيمنحه إياه من خصوصيات وصلاحيات، مستدلين على ذلك بمقولة النبي - صلى الله عليه وسلم - قبيل الفتح: «ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن».[1] ويرمون من وراء ذلك إلى اتهامه - صلى الله عليه وسلم - بما لم يكن منه من استخدام أساليب غير مشروعة لصالح أغراض سياسية من مداهنة وتآمر ومصاهرة سياسية، وغير ذلك مما لم يعرف عنه في حرب ولا سلم.

وجوه إبطال الشبهة:

1)    لم يكن زواجه - صلى الله عليه وسلم - من السيدة أم حبيبة ابنة أبي سفيان مصاهرة سياسية كما يحلو لبعضهم أن يردد؛ بل كان تكريما لها وتعظيما لشأنها، وإرضاء لخاطرها، وحفاظا عليها، وهي التي صبرت وتمسكت بدينها بعد أن مات زوجها على النصرانية.

2)    ليس لأبي سفيان دور في فتح مكة، ولكنه ذهب إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ليجدد الصلح بعد ما نقضته قريش، فرفض النبي - صلى الله عليه وسلم - عرضه، ورجع مكة خائب الرجاء، ولو كان ثمة تآمر ثنائي بينهما لما كانت تلك حاله.

3)    المتأمل الفطن لأحداث الفتح إذا سلط الضوء على أبي سفيان ووقف على تردده في نطق الشهادتين، وتعمد النبي - صلى الله عليه وسلم - إرهابه بعدد المسلمين وعتادهم؛ أدرك يقينا أن ليس اتفاق بينهما ولا تآمر، ولا سيما أن الصلاحية التي منحه النبي - صلى الله عليه وسلم - إياها جاءت عفوا بإيجاز من عمه العباس.

التفصيل:

أولا. زواج النبي - صلى الله عليه وسلم - من أم حبيبة كان إنقاذا وتكريما لها - رضي الله عنها - بعد ما تنصر زوجها:

أم حبيبة: رملة بنت أبي سفيان الذي كان يعادي المسلمين ويناوئهم، وكان على رأس المشركين في مكة، وقد تركت أباها وآثرت الهجرة مع زوجها عبيد الله بن جحش؛ إذ هاجر بها إلى الحبشة، ثم ارتد عن الإسلام متنصرا، ومات هناك، وثبتت هي على الإسلام، "وبقيت في دار الغربة وحيدة لا زوج يحميها ويعولها، ولا أهل يؤنسونها" [2].

ولنا أن نتساءل أولا، لماذا هاجرت السيدة أم حبيبة إلى الحبشة؟! "لقد هاجرت رملة بنت أبي سفيان - أم حبيبة - هي وزوجها عبيد الله بن جحش إلى الحبشة بعدما أسلما؛ هروبا من اضطهاد كفار قريش في الهجرة الثانية إلى الحبشة؛ التي كان قوامها اثنين وثمانين رجلا عدا النساء والأطفال والتي تمت في عام 615م، وكانت بقيادة جعفر بن أبي طالب - خوفا من اضطهاد والدها أبي سفيان زعيم كفار قريش" [3].

وعليه فإن السيدة أم حبيبة أسلمت عن اقتناع واطمئنان قلب؛ فقد تركت وراءها عز أبيها، وغنى أسرتها، ومنزلة أبيها في قومه، وآثرت الإسلام، ولم تخش اضطهاد والدها أو إيذاء من حولها، ثم هاجرت إلى الحبشة بدينها مع زوجها؛ حتى لا تفتن في دينها الذي كابدت من أجله، ثم بقيت على الإسلام راسخة بعد أن تنصر زوجها في الحبشة. " فأم حبيبة - رضي الله عنها - ذلك النموذج الحي الخالد في الإسلام؛ حيث لم تهتز لحظة واحدة أمام انهيار زوجها وردته؛ بل قد رأته في أقبح صورة، فنهته ووعظته فما اتعظ وما انتهى، وبقيت هي ثابتة على إسلامها كالطود صابرة محتسبة، تحتمل جنونه وصرعته في انكبابه على الخمر، وردته عن الإسلام، وبقيت محافظة على العهد، ثابتة على إيمانها، وهي مسلمة أمرها إلى ربها - عز وجل - الذي تعيش بقلبها معه ليل نهار" [4].

ثمة سؤال أيضا نوجهه الآن وهو: ما الدافع الذي حدا بالنبي - صلى الله عليه وسلم - ليتزوج من أم حبيبة؟!

نقول: "لما تنصر زوجها، وحاول أن يؤثر في زوجته حتى تتنصر مثله أبت وتمسكت بدينها، وصبرت على أذاه، وعلى غربتها التي تضاعفت بتخلي عبيد الله عن إسلامه، فما هي بقادرة على العودة إلى مكة؛ حيث يتزعم أبوها العداء لمحمد - صلى الله عليه وسلم - ودينه، خشية أن تفتن في دينها إن عادت... ولا هي قادرة على الرحيل وحدها إلى المدينة، ثم إن عبيد الله مات في الحبشة نصرانيا، وبقيت هي تجتر آلامها،[5] وتحتسب أمرها عند الله" [6].

ولما كان الأمر كذلك رفض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صاحب القلب الكبير أن يدعها لخذلانها الموجع، وخاف أن تفتن في دينها. فكان إقدام النبي - صلى الله عليه وسلم - على الزواج منها، "وكان القدر الإلهي قد هيأ هذا الأمر لرسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقد مات ابن عمته عبيد الله بن جحش زوجها المرتد عن الإسلام، ودخلت في عدة المتوفى عنها زوجها - خلال هذه الفترة - فبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بطله العظيم، رجل الصحراء عمرو بن أمية الضمري بهذه المهمات الثلاث؛ دعوة النجاشي إلى الإسلام، وطلب عودة جعفر وأصحابه إلى المدينة، والزواج من أم حبيبة" [7].

وكانت قصة الزواج كالآتي: عن محمد بن عمر الواقدي قال: أرسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى النجاشي ليزوجه أم حبيبة بنت أبي سفيان، ويبعث بها إليه مع من عنده من المسلمين، فأرسل النجاشي جارية له يقال لها: "أبرهة" إلى أم حبيبة يخبرها بخطبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إياها؛ فأعطتها أوضاحا[8] لها وفتخا[9] سرورا بذلك، وأمرها أن توكل من يزوجها فوكلت خالد بن سعيد بن العاص، فزوجها، فخطب النجاشي على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخطب خالد فأنكح أم حبيبة، ثم دعا النجاشي بأربعمائة دينار صداقها، فدفعها إلى خالد بن سعيد، فلما جاءت أم حبيبة تلك الدنانير جاءت بها أبرهة فأعطتها خمسين مثقالا، وقالت: كنت أعطيتك ذلك وليس بيدي شيء، وقد جاء الله - عز وجل - بهذا، فقالت أبرهة: قد أمرني الملك أن لا آخذ منك شيئا، وأن أرد إليك الذي أخذت منك - فردته - وأنا صاحبة دهن الملك وثيابه، وقد صدقت محمدا رسول الله وآمنت به، وحاجتي إليك أن تقرئيه مني السلام، قالت: نعم، وقد أمر الملك نساءه أن يبعثن إليك بما عندهن من عود وعنبر، فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يراه عليها وعندها فلا ينكره، قالت أم حبيبة: فخرجنا في سفينتين وبعث معنا النواتي [10] حتى قدمنا الحار،[11] ثم ركبنا الظهر[12] إلى المدينة، فوجدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بخيبر، فخرج من خرج إليه، وأقمت بالمدينة حتى قدم رسول الله، فدخلت إليه، فكان يسائلني عن النجاشي، وقرأت عليه من أبرهة السلام فرد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عليها، ولما جاء أبا سفيان خبر تزويج النبي - صلى الله عليه وسلم - أم حبيبة قال: "ذلك الفحل لا يقدع أنفه" [13].

ولا عجب أن يثير هذا العمل الجليل من النبي - صلى الله عليه وسلم - إعجاب أبي سفيان ويرضيه، ويميل قلبه وقلوب عشيرته إلى الإسلام، إن لم يكن عاجلا فآجلا، تقديرا لصاحب هذه الأريحية والنخوة[14].

لكن أن يظن ظان أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قصد لهذا الزواج من البدء بدافع سياسي تمهيدا لفتح مكة بعد استمالة - والد زوجته - أبي سفيان بمصاهرته - فهذا ما لم يكن؛ ذاك أن أبا سفيان نفسه لم يكن له دور في ذاك الفتح وليس من مصلحته، ولو قال قائل: إن الزواج كان لاستمالة قلب أبي سفيان والتخفيف من غلواء حنقه على الإسلام ونبيه وأتباعه وفقط دون أن يجعل هذا ممهدا لفتح مكة لكان لكلامه - على بعده عن شواهد الواقع وقرائن التاريخ - قدر من المعقولية؛ إذ لم يربط بين متباعدين ربطا من شأنه أن يضيف لحدث لم يذكره التاريخ مجافاة للمنطق.

نقول هذا وفي خلدنا أن ليس ثمة ما يعيب النبي - صلى الله عليه وسلم - أو ما يؤخذ عليه لو كان تزوج أم حبيبة بنت أبي سفيان - رضي الله عنها - استمالة لقلب أبيها وتخفيفا من غلواء حنقه على الإسلام والمسلمين؛ فتلك غاية نبيلة سامية شريفة سلك لتحقيقها - لو كان السبب كما ذكروا - وسيلة أنبل وأسمى وأشرف، وإنما يعاب على أصحاب المصالح الذاتية - نبيلة أو غير نبيلة - حين يسلكون في سبيلها وسائل غير مشروعة!

أما النبي صلى الله عليه وسلم - حتى على فرض صحة ما قيل - فمبرأ الساحة، وقد كان هدفه لصالح الأمة المسلمة - هدفا جماعيا - ولم يسلك له إلا خيرا محضا، فأي عيب في ذلك؟ وما الذي تنقمونه على النبي صلى الله عليه وسلم؟

هذا فقط ليعلم القوم أن ليس نفينا تلك الوسيلة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا لإحقاق الحق وإثبات الدوافع كما أثبتها التاريخ على حقيقتها دونما تحريف، وثابت أن زواج النبي - صلى الله عليه وسلم - من أم حبيبة كان مراعاة لها في المقام الأول وحرصا عليها وجبرا لخاطرها.

ولولا زواج الرسول - صلى الله عليه وسلم - من أم حبيبة لهلكت من قسوة الحياة بلا عائل أو معين في بلاد الغربة التي لا تعرف فيها أحدا، وهي تدين بديانة لا يدين بها أهل البلاد في الحبشة، وقد تركها زوجها مع ابنتها، ولكنها كانت امرأة قوية الإيمان بأن الله سوف ينصرها، وكانت نصرة الله لها في أعظم صورة في زواج الرسول - صلى الله عليه وسلم - منها غيابيا، بأسلوب لا يصدقه عقل، وفوق طاقة تخيل أم حبيبة، ولكنها قدرة الله في أن يسمع الرسول - صلى الله عليه وسلم - المأساة التي تعيشها أم حبيبة في الغربة؛ فيداوي جراحها ويطيب قلبها الكسير وبينه وبينها مئات الأميال.

ولمأساة أم حبيبة أصدقها النبي صداقا كبيرا قدره أربعمائة دينار، وقد ورد ذلك في "الطبقات الكبرى"، ومما يدل على إنسانية الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن جميع زوجات الرسول - صلى الله عليه وسلم - اللاتي تزوجهن كان صداقهن أربعمائة درهم، والوحيدة التي كان صداقها هذا المبلغ الكبير - أربعمائة دينار - هي أم حبيبة، نظرا لظروفها القاسية في الغربة وهو لا يعرف متى سوف تعود إلى المدينة؟ ومتى سيدخل بها؟ ولم يرها مرة واحدة في عمره، وما الذي يدفع الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلى أن يدفع هذا الصداق الكبير - أربعمائة دينار - إلا إنسانيته - صلى الله عليه وسلم - عندما علم بالمأساة التي تعيشها بالحبشة، لا نصير لها، ولا عائل، وسندها الوحيد في الحياة هو تمسكها بإسلامها، وهي لا تجد قوت يومها في بلاد تدين بدين غير الإسلام، رغم أنها من بيت يعد من أغنى بيوت قريش؛ إنها ملحمة إنسانية من الرسول - صلى الله عليه وسلم - في زواجه من أم حبيبة، وفي أم حبيبة ذاتها، في تمسكها بالإسلام رغم كل هذه الظروف[15].

هكذا نجد حرص النبي على من ناصروه وأيدوه، وتحملوا الأعباء في سبيل "لا إله إلا الله" وسعيه - صلى الله عليه وسلم - لإكرامهم، وتعظيمهم، وتشريفهم، وإنقاذهم؛ لخوفه عليهم من الفتنة بعد أن ضاق بهم الحال كأم حبيبة.

فكيف يتناسى هؤلاء ذلك الموقف الإنساني، ويطعنون في دوافع زواجه - صلى الله عليه وسلم - من أم حبيبة؟

ثانيا. أبو سفيان والد أم حبيبة لم يكن له أي دور في فتح مكة:

لم يحدث - كما يزعم الطاعنون - أن أبا سفيان قد مهد للنبي - صلى الله عليه وسلم - فتح مكة؛ وذلك لأن أبا سفيان كان مشركا، ومن ألد أعداء الإسلام، ثم إن فتح مكة كان بسبب نقض مشركي قريش للصلح المبرم بينهم وبين الرسول صلى الله عليه وسلم.

جاء في كتب السير عن فتح مكة أنه: لما أبرم صلح الحديبية كان من شروط الصلح أن من أحب أن يدخل في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - فليدخل، ومن أحب أن يدخل في عهد قريش فليفعل، فدخلت خزاعة في عهد رسول الله، ودخلت بنو بكر في عهد قريش، وقد مضى على الصلح قرابة عامين، ولم يحدث من المسلمين ما يخل بالعهد، وقد حدث بعد مؤتة أن خيل إلى قريش أن المسلمين قد ضعفوا وزالت هيبتهم، وخيل إلى بني بكر أن ينالوا من خزاعة أحلاف الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد كان بين بني بكر وخزاعة ثارات في الجاهلية ودماء، فبيت بنو بكر خزاعة، وهم على ماء يسمى "الوتير" وأصابوا منهم، وأعانتهم قريش بالرجال والسلاح تحت جنح الليل، وما زالوا يقاتلونهم حتى ألجؤوهم إلى الحرم، ولجأت خزاعة إلى دار بديل بن ورقاء، ومولى لهم يسمى "أبا رافع".

ركب عمرو بن سالم إلى رسول الله بالمدينة، يخبره بغدر قريش، وإخلافهم العهد، ولما وقف على النبي - صلى الله عليه وسلم - أنشده أبياتا منها:

يا رب إني ناشد محمدا

حلف أبيه وأبينا الأتلدا[16]

فانصر رسول الله نصرا أعتدا

وادع عباد الله يأتوا مددا

في فيلق[17] كالبحر يجري مزبدا[18]

إن قريشا أخلفوك الموعدا

وزعموا أن لست أدعو أحدا

فهم أذل وأقل عددا

هم بيتونا بالوتير[19] هجدا[20]

وقتلونا ركعا وسجدا

فقال رسول الله: "نصرت يا عمرو بن سالم".

ثم خرج - أيضا - بديل بن ورقاء في نفر من خزاعة، حتى قدموا على رسول الله، فأخبروه بما جرى، ثم انصرفوا آيبين إلى مكة، وفي الطريق لقيهم أبو سفيان، وهو ذاهب إلى المدينة، فقال له: لعلك ذهبت إلى محمد بالمدينة، فأنكر بديل، وتعلل بتعلات أخرى، ولكن أبا سفيان جاء إلى مبرك ناقته، فرأى في بعرها نوى يثرب، فأيقن أنه جاء النبي - صلى الله عليه وسلم - مستنصرا.

وأدركت قريش مغبة غدرها، ونقضها للعهد، فأرسلت أبا سفيان إلى المدينة؛ ليؤكد العهد، ويزيد في المدة، فلما وصلها قصد إلى بيت ابنته أم حبيبة زوج الرسول صلى الله عليه وسلم، فلما هم بالجلوس على فراش رسول الله طوته، فعجب وقال: يا بنية أرغبت بي عن الفراش، أم رغبت به عني؟ فقالت: هو فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنت مشرك نجس، فلم أحب أن تجلس عليه!! وكانت صدمة له لم يفق منها حتى قال: يا بنية، والله لقد أصابك بعدي شر، وخرج مغضبا.

ثم كلم رسول الله في العهد وإطالة المدة فلم يحظ منه بطائل، فخرج قاصدا أبا بكر فكلمه أن يكلم رسول الله، فقال: ما أنا بفاعل، ثم أتى عمر بن الخطاب، فكلمه فقال له: أنا أشفع لكم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فوالله لو لم أجد لكم إلا الذر[21] لجاهدتكم به.

وهكذا نجد أن العلاقة بين أبي سفيان وابنته، لم تكن علاقة مودة ومحبة؛ وذلك امتثالا لقول الله عز وجل: )لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم( (المجادلة: ٢٢)، فقد أبت أم المؤمنين أم حبيبة أن يجلس أبوها على فراش النبي - صلى الله عليه وسلم - لأنه نجس بنجاسة شركه.

ثم إنه جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ليجدد الصلح ويؤكده، ولكن النبي - صلى الله عليه وسلم - رفض ولم يطل الحديث معه، وسعى أبو سفيان لإقناع الرسول - صلى الله عليه وسلم - فدخل على علي بن أبي طالب وعنده فاطمة بنت رسول الله، والحسن غلام يدب بين يديه - فقال: يا علي، إنك أمس القوم بي رحما، وأقربهم مني قرابة، وقد جئت في حاجة فلا أرجعن كما جئت خائبا، فاشفع لي إلى رسول الله، فقال له: ويحك يا أبا سفيان، والله لقد عزم رسول الله على أمر ما نستطيع أن نكلمه فيه، فالتفت إلى فاطمة؛ فقال: هل لك أن تأمري بنيك هذا؛ فيجير بين الناس؛ فيكون سيد العرب إلى آخر الدهر.

فقالت: والله ما يبلغ بني ذلك أن يجير بين الناس، وما يجير أحد على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا أبا الحسن إني أرى الأمور قد اشتدت علي؛ فانصحني، فقال علي: والله ما أعلم لك شيئا يغني عنك شيئا، ولكنك سيد بني كنانة، فقم فأجر بين الناس ثم الحق بأرضك، فقال: أوترى ذلك مغنيا عني شيئا؟ فقال: لا والله، ولكن لا أجد لك غير ذلك، فقام أبو سفيان، فقال: إني قد أجرت بين الناس، ثم ركب بعيره، وعاد من حيث أتى، فلما قدم على قريش أخبرهم بما كان، وإجارته بين الناس، فقالوا له: هل أجاز ذلك محمد؟ قال: لا، قالوا: ويحك! ما زاد الرجل على أن لعب بك، فما يغني عنا ما قلت.

ولم يلبث رسول الله أن أخذ في التجهز للخروج إلى مكة، وأذن في الناس بالتجهيز، وأخفى مقصده إلا عن بعض خاصته كالصديق، وكان غرض رسول الله أن يبغت قريشا في عقر دارها، من غير أن تأخذ أهبتها، حرصا على ألا تراق الدماء في بلد الله الحرام، فلما تجمعت الجموع، وتهيأت للمسير - أخبرهم بمقصده، وقال: "اللهم خذ العيون والأخبار عن قريش؛ حتى نبغتها في بلادها" [22].

فالرسول - صلى الله عليه وسلم - لم يخبر أحدا من أصحابه بنية فتح مكة؛ حرصا منه - صلى الله عليه وسلم - على أن يتم الفتح دون إراقة للدماء، ثم إن ذهاب أبي سفيان ليجدد العهد ويؤكده، وعودته خائبا خائفا على نفسه وأهله دليل على بطلان ما زعموه.

ونحن إذ عرضنا هذه الأحداث قبل فتح مكة، فلنا بعض الملاحظات:

  1. كان دور أبي سفيان في هذه الأحداث دور الساعي إلى تجديد الصلح وبذل الجهد الكبير لإرضاء محمد صلى الله عليه وسلم، فكان مندوبا عن المشركين، ولم يكن مسلما، فكيف يستعين به النبي - صلى الله عليه وسلم - ليمهد له فتح مكة، وهو الذي جاء مندوبا عن المشركين وكفار قريش حتى لا يأتي محمد - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه مكة فاتحين؟!
  2. لم يكن من مصلحة أبي سفيان أن يدخل محمد - صلى الله عليه وسلم - مكة؛ فبعد صلح الحديبية - وإن كان أبو سفيان يمثل رمز المقاومة والحرب للإسلام - نراه قد نكس راية الحرب، وألقى السلاح ومضى وراء تجارته البائرة، وراح يحاول إحياء الاقتصاد المنهار في مكة، فمضى في تجارته الأولى بعد الهدنة، غير خائف من غزو خارجي يجتاح مكة، ولم تبق امرأة ولا رجل إلا ساهم معه في تجارته، فهو مشهود له بعبقريته التجارية... وأبو سفيان ليس مجرد تاجر فحسب؛ بل هو رمز الحركة الاقتصادية والعسكرية والقبلية التي تواجه الإسلام[23].

فهل مثل هذا كان في مصلحته دخول محمد - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه مكة فاتحين، أي منطق هذا؟ وأي عقل يقبل مثل هذا؟! وكيف يقبل أبو سفيان وهو سيد مكة أن يصبح فردا عاديا تابعا لمحمدصلى الله عليه وسلم؟!

ثالثا. حال أبي سفيان ساعة الفتح ينفي أن يكون له أي دور في هذا الفتح:

وقصة إسلام أبي سفيان تؤكد أنه لم يكن هناك تفاهم بينه وبين النبي - صلى الله عليه وسلم - لكي يمهد له الطريق، أو ليساعده في فتح مكة، ويتضح ذلك فيما يأتي:

لقد تابع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سيره حتى أتى مر الظهران، فنزل فيه عشاء، فأمر الجيش فأوقدوا النيران، فأوقدت عشرة آلاف نار، وجعل رسول الله على الحرس عمر بن الخطاب.

قال العباس: فقلت: واصباح قريش! والله لئن دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكة عنوة قبل أن يأتوه فيستأمنوه إنه لهلاك قريش إلى آخر الدهر، وركب بغلة رسول الله وخرج يلتمس من يوصل الخبر إلى مكة؛ ليخرجوا إلى رسول الله فيستأمنوه قبل أن يدخلها عنوة، وكان أبو سفيان وحكيم بن حزام وبديل بن ورقاء قد خرجوا يلتمسون الأخبار - وفي هذا دليل على عدم تمهيده للنبي صلى الله عليه وسلم - فلما رأوا النيران قال أبو سفيان: ما رأيت كالليلة نيرانا قط ولا عسكرا، فقال بديل: هذه والله خزاعة حمشتها[24] الحرب، فقال أبو سفيان: خزاعة أذل وأقل من أن تكون هذه نيرانها وعسكرها..

وسمع العباس أصواتهم فعرفهم؛ فقال: يا أبا حنظلة، فقال: أبو الفضل؟ قلت: نعم، قال: ما لك، فداك أبي وأمي؟! قال العباس: قلت: ويحك يا أبا سفيان، هذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الناس، واصباح قريش والله! قال: فما الحيلة فداك أبي وأمي؟! قال: قلت: والله لئن ظفر بك ليضربن عنقك، فاركب في عجز هذه البغلة حتى آتي بك رسول الله فأستأمنه لك، قال: فركب خلفي، ورجع صاحباه، فجئت به، كلما مررت بنار من نيران المسلمين قالوا: من هذا؟ فإذا رأوا بغلة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا عليها قالوا: عم رسول الله على بغلته، حتى مررت بنار عمر بن الخطاب فقال: من هذا؟ وقام إلي فلما رأى أبا سفيان على عجز الدابة قال: أبو سفيان عدو الله، الحمد لله الذي أمكن منك بغير عقد ولا عهد، ثم خرج يشتد نحو رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودخل عليه عمر فقال: يا رسول الله، هذا أبو سفيان قد أمكن الله منه بغير عقد ولا عهد، فدعني فلأضرب عنقه، قال: قلت: يا رسول الله، إني قد أجرته. فلما أكثر عمر في شأنه قلت: مهلا يا عمر، فوالله، أن لو كان من بني عدي ما قلت هذا، ولكنك قد عرفت أنه من رجال بني عبد مناف، فقال: مهلا يا عباس، فوالله، لإسلامك يوم أسلمت كان أحب إلي من إسلام الخطاب لو أسلم، وما بي إلا أني قد عرفت أن إسلامك كان أحب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من إسلام الخطاب لو أسلم، فقال صلى الله عليه وسلم: "اذهب به يا عباس إلى رحلك، فإذا أصبحت فأتني به"، فلما أصبح غدوت به، فلما رآه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "ويحك يا أبا سفيان، ألم يأن لك أن تعلم أنه لا إله إلا الله"؟ قال: بأبي أنت وأمي، ما أحلمك وأكرمك وأوصلك! والله لقد ظننت أن لو كان مع الله إله غيره لقد أغنى عني بعد، قال: "ويحك يا أبا سفيان، ألم يأن لك أن تعلم أني رسول الله"؟ قال: بأبي أنت وأمي، ما أحلمك وأكرمك وأوصلك! أما هذه والله، فإن في النفس منها شيئا، فقال له العباس: ويحك، أسلم قبل أن تضرب عنقك، قال: فشهد شهادة الحق فأسلم.

 قال العباس: قلت: يا رسول الله، إن أبا سفيان رجل يحب الفخر؛ فاجعل له شيئا، قال: "نعم، من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن أغلق بابه فهو آمن، ومن دخل المسجد فهو آمن، فلما ذهب لينصرف قال رسول الله: "يا عباس، احبسه بمضيق الوادي عند خطم الجبل، حتى تمر به جنود الله فيراها"، قال: فخرجت حتى حبسته حيث أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ومرت القبائل على راياتها، كلما مرت قبيلة قال: يا عباس، من هذه؟ فأقول: سليم، فيقول: ما لي ولسليم، ثم تمر به القبيلة فيقول: يا عباس، من هؤلاء؟ فأقول: مزينة، فيقول: ما لي ولمزينة.. حتى مر به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في كتيبته الخضراء، فيها المهاجرون والأنصار، لا يرى منهم إلا الحدق[25] من الحديد، قال: سبحان الله يا عباس، من هؤلاء؟ قال: قلت: هذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المهاجرين والأنصار، قال: ما لأحد بهؤلاء قبل ولا طاقة، ثم قال: والله يا أبا الفضل، لقد أصبح ملك ابن أخيك اليوم عظيما، قال: قلت: يا أبا سفيان، إنها النبوة، قال: فنعم إذن، قال: قلت: النجاء[26] إلى قومك النجاء[27].

إذا كان هذا أبوسفيان وتلك حالته فكيف يستطيع أن يمهد للفتح، ثم تكون حالته هكذا عند الفتح، لا يأمن على نفسه وأهله النجاة؟!

ولعل هذه الحالة هي نفسها التي أراد النبي - صلى الله عليه وسلم - لأبي سفيان أن يعيشها ويلمسها، ومعلوم أنه - صلى الله عليه وسلم - لما أمر العباس أن يحبس أبا سفيان بمضيق الوادي حتى تمر به جنود الله فيراها أراد أن يشن حربا نفسية للتأثير على معنويات قريش في صورة أبي سفيان، حتى يتسنى له القضاء على روح المقاومة عند زعيم مكة، يريه بعيني رأسه مدى قوة ما وصل إليه الجيش الإسلامي من تسليح وتنظيم، وحسن طاعة وانتظام؛ ولذلك تتحطم أي فكرة في نفوس المكيين يمكن أن تحملهم على مقاومة هذا الجيش المبارك، إذا دخل لتحريرها من براثن الشرك والوثنية.

فإذا كان النبي - صلى الله عليه وسلم - قد تآمر مع أبي سفيان لفتح مكة، فلم أراد أن يريه قوة المسلمين؟

ونلاحظ في تخصيص النبي - صلى الله عليه وسلم - بيت أبي سفيان بقوله:«من دخل دار أبي سفيان فهو آمن»شيئا يشبع ما تتطلع إليه نفس أبي سفيان، وفي هذا دعوة له ليسلم، وكان هذا الأسلوب النبوي الكريم عاملا على امتصاص الحقد من قلب أبي سفيان، تأكيدا له من النبي - صلى الله عليه وسلم - بأن المكانة التي كانت له عند قريش لن تنتقص شيئا في الإسلام، إن هو أخلص له وبذل في سبيله، ثم إن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يقصر الأمان على دار أبي سفيان، فقد قال صلى الله عليه وسلم: «من دخل المسجد فهو آمن، ومن أغلق عليه داره فهو آمن». ولا يعقل أبدا أن تكون هذه الكلمة هي جزاء تآمر أبي سفيان مع النبي - صلى الله عليه وسلم - لفتح بلد هو سيدها.

والمتأمل لسياق منح النبي - صلى الله عليه وسلم - أبا سفيان تلك الخصوصية يلحظ أن النبي لم يفعل ذلك إلا حين أوعز له عمه العباس أن أبا سفيان رجل يحب الفخر، فليجعل له شيئا، فأعطاه النبي - صلى الله عليه وسلم - إياها.

إن هذا كله لينفي ما يدعون من تمهيد أبي سفيان لفتح مكة قبل أن يدخلها النبي صلى الله عليه وسلم، ويؤكد أن الفتح قد تم - أولا - بإرادة الله وتوفيقه لرسوله صلى الله عليه وسلم، ثم بنقض قريش لعهدها مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا دخل لزواج أم حبيبة به من قريب ولا من بعيد.

الخلاصة:

  • لقد كان زواج النبي - صلى الله عليه وسلم - من أم حبيبة إرضاء لخاطرها، وإنقاذا لها بعد تنصر زوجها عبيد الله بن جحش، وتركها وحيدة دون معين لها في بلاد الحبشة؛ التي تدين بدين يخالف دينها، فكان ذلك تأليفا لقلبها وتثبيتا لها على الحق المبين.
  • لم يكن لأبي سفيان دور في فتح مكة؛ لأنه ذهب إلى المدينة ليجدد الصلح والعهد مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ولكن النبي رفض هذا العرض؛ فأراد أبو سفيان أن يتشفع بأحد أصحابه الكرام عليه فأبوا جميعا، فأدرك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سيدخل مكة لا محالة؛ نتيجة نقض قريش عهدها معه صلى الله عليه وسلم؛ فعاد خائبا يائسا مما حدث معه.
  • لم تكن علاقة أبي سفيان بابنته زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - حسنة لحد يصلح معه أن تكون هي حلقة الوصل بينهما لصالح أغراض سياسية وهي التي أسمعته ما لا يسره حين أراد أن يجلس على فراش النبي - صلى الله عليه وسلم - وطوته عنه، فخرج من عندها مغضبا قائلا لها: "لقد أصابك بعدي شر".
  • لقد أعلن أبو سفيان إسلامه عندما فتح المسلمون مكة، وذلك حينما أمنه العباس على نفسه من القتل، وذهب به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأصر عمر بن الخطاب على قتله، لولا أن العباس دافع عنه؛ حتى أعلن إسلامه، فكيف يكون أبو سفيان قد مهد الطريق لفتح مكة، وساعد على دخول جيش الإسلام مكة؟! ثم كيف يمهد أبو سفيان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه دخول مكة، وهو الذي ألقى السلاح بعد صلح الحديبية، وحاول إحياء اقتصاد مكة، ومضى في تجارته لا يخشى غزوا خارجيا من النبي أو غيره، حتى أصبح رمزا لحركة التجارة في مكة؟ ثم كيف يمهد للنبي دخول مكة وقد أصبح السيد فيها، ألكي يكون شخصا عاديا وتابعا لمحمد صلى الله عليه وسلم؟هذا ما لا يقبله عقل ولا يؤيده شيء من حقائق التاريخ.
  •  تردد أبي سفيان حين عرض عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - الإسلام ونطق الشهادتين، دليل على أنه لم يكن مسلما قبل أن يعسكر النبي - صلى الله عليه وسلم - على مشارف مكة لفتحها، فلا يعقل أن يتآمر مع النبي - صلى الله عليه وسلم - على قومه وبلده الذي هو سيده، ودينه الذي يعتنقه من أجل لا شيء.
  • لا يجادل عاقل في كون مقولة النبي - صلى الله عليه وسلم - في حق أبي سفيان:«ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن» ليست الثمن الذي يمكن أن يقبضه رجل له مثل ثقل أبي سفيان مقابل مؤامرته ضد بلده وقومه فضلا عن أنها جاءت عفوية هكذا دونما اتفاق مسبق بإيعاز من العباس للنبي صلى الله عليه وسلم.

 

 

 

(*) موجز دائرة المعارف الإسلامية، مجموعة مستشرقين، مركز الشارقة للإبداع الفكري، الإمارات العربية المتحدة، 1418هـ/ 1988م. المستشرقون والإسلام، محمد قطب، مكتبة وهبة، القاهرة، ط1، 1420هـ / 1999م.

[1]. حسن: أخرجه أبو داود في سننه، كتاب الخراج، باب ما جاء في خبر مكة (3024)، وحسنه الألباني في صحيح أبي داود (2611).

[2]. عصمة الأنبياء، د. محمد أبو النور الحديدي، مطبعة الأمانة، مصر، 1319هـ/1979م، ص458.

[3]. زوجات الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ  بين الحقيقة والافتراء، نبيل لوقا بباوي، دار البباوي للنشر، القاهرة، 2004م، ص159 بتصرف.

[4]. التربية القيادية، د. منير الغضبان، دار الوفاء، مصر، ط4، 1426هـ/ 2005م، ج4، ص486.

[5]. تجتر آلامها: تكتمها.

[6]. هدي السيرة النبوية في التغيير الاجتماعي، د. حنان اللحام، دار الفكر، دمشق، ط1، 1422هـ/2001م، ص341.

[7]. التربية القيادية، د. منير الغضبان، دار الوفاء، مصر، ط4، 1426هـ/2005م، ج4، ص486.

[8]. الأوضاح: جمع وضح، وهو نوع من الحلي يصنع من الفضة.

[9]. الفتخ: نوع من الخواتيم الكبيرة.

[10]. النواتي: جمع نوتي، وهو الملاح.

[11]. الحار: اسم موضع.

[12]. الظهر: الدواب كالجمال ونحوها.

[13]. محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، محمد رضا، دار الكتب العلمية، بيروت، 1395هـ/ 1975م، ص274.

[14]. عصمة الأنبياء، د. محمد أبو النور الحديدي، دار الوفاء، مصر، ط4، 1426هـ/2005م، ص459.

[15]. زوجات الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ بين الحقيقة والافتراء، د. نبيل لوقا بباوي، دار البباوي للنشر، القاهرة، 2004م، ص162: 164.

[16]. الأتلد: القديم الأصيل.

[17]. الفيلق: الجيش العظيم.

[18]. المزبد: الهائج.

[19]. الوتير: اسم عين ماء.

[20]. الهجد: النائمين.

[21]. الذر: صغار النمل.

[22]. السيرة النبوية في ضوء القرآن والسنة، د. محمد محمد أبو شهبة، دار القلم، دمشق، ط8، 1408هـ/1998م، ج2، ص435: 437.

[23]. التربية القيادية، د. منير الغضبان، دار الوفاء، مصر، ط4، 1426هـ/2005م، ج4، ص485، 486 بتصرف يسير.

[24]. حمش: أوقد وهيج.

[25]. الحدق: جمع حدقة، وهي السواد المستدير وسط العين.

[26]. النجاء: نوع من المشي السريع.

[27]. السيرة النبوية، ابن هشام، مكتبة الإيمان، مصر، ط1، 1416هـ/1995م، ج4، ص25: 28 بتصرف.

 

  • السبت PM 10:02
    2020-09-19
  • 1792
Powered by: GateGold