ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ
شٌبهات وردود
المكتبة المرئية
خَــيْـرُ جَــلـيـسٌ
المتواجدون الآن
حرس الحدود
مجتمع المبدعين
البحث
عرض المادة
دعوى أن الحجامة عادة قديمة لا جدوى لها في الطب الحديث
دعوى أن الحجامة عادة قديمة لا جدوى لها في الطب الحديث(*)
مضمون الشبهة:
ينفي منكرو الطب البديل- ولا سيما الطب النبوي- أي فائدة للتداوي بالحجامة، والتي ورد الحث على التداوي بها في كثير من الأحاديث النبوية؛ كقوله صلى الله عليه وسلم: «إن أمثل ما تداويتم به الحجامة»، ويرون أنها من الأمور التي عفا عليها الزمن، خاصة في هذا العصر الذي تقدم فيه الطب تقدمًا هائلاً، وأن النبي صلى الله عليه وسلم حينما تحدث عنها تحدث في حدود معارف زمانه، ولا علاقة لهذا بالوحي الإلهي في شيء، بل يضيف آخرون أنه لا يوجد بحث علمي معترف به من قِبل المؤسسات البحثية عن فوائد الحجامة، وليست هناك مجلة علمية تبنَّتْ هذا الدواء.
وجه إبطال الشبهة:
أثبتت الدراسات الحديثة جدوى الحجامة في شفاء الأمراض؛ حيث تعمل على إخراج شوائب الدورة الدموية خارج الجسم حتى تستفيد الأجهزة العضوية من ذلك، وثبتت فاعليتها الأكيدة في علاج مرضى الربو الشعبي والالتهاب الكبدي الفيروسي والروماتويد، وإعادة الضغط إلى حدوده الطبيعية، وارتفاع عدد الكرات البيضاء في الدم، وكذلك أثبتت فاعليتها في علاج الأمراض الجلدية، وأمراض العظام والعمود الفقري، وكذلك الوقاية من السرطان، وغير ذلك من الأمراض من خلال تقويتها الجهاز المناعي لجسم الإنسان.
أما دعواهم بأنه لا يوجد بحث علمي معترف به عن فوائد الحجامة في التداوي فهذا قول باطل؛ إذ كيف ذلك وعندنا أكثر من رسالة ماجستير في العلاج بالحجامة في كليتي الطب جامعتي الأزهر وعين شمس، وكذلك أبحاث العالمين الروسيين كونيايف وساليشيف، وقد نُشر ذلك في الموسوعة الطبية الكبرى في روسيا، وهناك الدراسة السورية التي قام بها خمسة عشر أستاذًا جامعيًّا بجامعة دمشق، بالإضافة إلى الكم الهائل من الأبحاث المنشورة باللغة الإنجليزية عنها في أشهر مواقع الأبحاث الطبية العالمية، وهو موقع (Pubmed)، وهذا الفتح الطبي الكبير في أبحاث الحجامة يبين الإعجاز الطبي في نصائح النبي صلى الله عليه وسلم، وإرشاده أمته إلى التداوي بالحجامة، ونهيه عن بعض الوسائل الأخرى.
التفصيل:
1) الحقائق العلمية:
تتمثل طريقة العلاج بكئوس الهواء- الحجامة- في وضع كأس على جلد المريض وسحب الهواء منه بطرق مختلفة؛ لإحداث ضغط سلبي بداخل الكأس، وبسبب ازدياد الضغط الداخلي عن الخارجي يخرج الدم من الشعيرات الدموية الدقيقة مُحْدثًا ما يشبه الكدمة، وبذلك يخف احتقان المناطق الواقعة تحت موضع الكأس أو يزول، بالإضافة إلى حوادث انعكاسية أخرى تعمل على تسكين الألم وتخفيف الاحتقان، فإذا استُعمل الكأس دون تشريط الجلد بالمِشْرط فهذا ما يُعرف بـ "الحجامة الجافة"، أما إذا استُعمل الكأس بعد تشريط الجلد فهذا ما يُعرف بـ "العلاج بكئوس الهواء مع الإدماء" أو "الحجامة الدامية"([1]).
يقول الدكتور خالد بن عبد الرحمن- أستاذ الطب البديل بالولايات المتحدة الأمريكية- : الحجامة هي الطريقة الطبيعية المثلى لإخراج شوائب الدورة الدموية خارج الجسم حتى تستفيد الأجهزة العضوية من ذلك؛ فهي تزيد من فتح قنوات الطاقة المختلفة بالجسم؛ وبالتالي تؤثر في تحسين انتقال الإشارات الصحيحة بين أجزاء الجسم المختلفة.
والتحسن الناتج بعد الحجامة يرجع إلى خروج شوائب كرات الدم الحمراء من الجسم، وزيادة فاعلية كرات الدم البيضاء؛ وبالتالي تحسن جهاز المناعة الذي يؤثر بدوره على تحسن مقاومة الأمراض المرتبطة بجهاز المناعة؛ مثل الأمراض الروماتيزمية والروماتويد والأمراض الفيروسية.
ويقول الدكتور جبر الواقدي- اختصاصي أمراض الروماتيزم-: الحجامة هي عملية تنظيف وتطهير للجسم من السموم والدماء الزائدة، التي تعتبر من فضلات الدماء بداخل الجسم الذي يسعى للتخلص منها، والحجامة تقوم بتنبيه مراكز الإحساس وتحريك الدورة الدموية، وتنبيه جهاز المناعة، وتنشيط خلايا الكبد، وهي علاج مهم لأمراض القلب والسرطان والضعف الجنسي([2]).
صورة لرجل يحتجم
وقد أثبت العلم الحديث أن الحجامة قد تكون شفاء لبعض أمراض القلب والدم والكبد؛ ففي حالة شدة احتقان الرئتين نتيجة هبوط القلب، وعندما تفشل جميع الوسائل العلاجية من مُدِرّات البول، وربط الأيدي والقدمين؛ لتقليل اندفاع الدم إلى القلب، ففي هذه الحالة قد يكون إخراج الدم بفصده عاملاً جوهريًّا مهمًّا لسرعة شفاء هبوط القلب.
كما أن الارتفاع المفاجئ لضغط الدم المصحوب بشبه غيبوبة، وفقد التمييز للزمان والمكان، أو المصاحب للغيبوبة نتيجة تأثير هذا الارتفاع الشديد المفاجئ لضغط الدم- قد يكون إخراج الدم بفصده علاجًا لمثل هذه الحالة.
كما أن بعض أمراض الكبد- مثل التليف الكبدي- لا يوجد لها علاج ناجع سوى إخراج الدم بفصده، فضلاً عن بعض أمراض الدم التي تتميز بكثرة كرات الدم الحمراء، وزيادة نسبة الهيموجلوبين في الدم، تلك التي تتطلب إخراج الدم بفصده؛ حيث يكون هو العلاج المناسب لمثل هذه الحالات؛ منعًا لحدوث مضاعفات جديدة.
ومما هو جدير بالذكر أن زيادة كرات الدم الحمراء قد تكون نتيجة للحرارة الشديدة؛ بما لها من تأثير واضح في زيادة إفرازات الغدد الدرقية، مما ينتج عنها زيادة عدد كرات الدم الحمراء، وإخراج الدم بفصده هو العلاج المناسب لمثل هذه الحالات([3]).
وقد ثبت بالتجربة أن الحجامة تعيد للجسم حيويته، وتقوي مناعته، وتحفظ توازنه، وقد أُجريت عدة أبحاث حديثة بغرض الكشف عن الآثار العلاجية المتعددة للحجامة- وهي كثيرة جدًّا- نأتي هنا بأهمها فقط، ونركز على الأبحاث المعتمدة من قِبل هيئات علمية عالمية:
أولاً: بحث للبروفيسور الفرنسي كانتيل:
وقد أثبت فيه أثر الحجامة في زيادة مادة الإنترفيرون، والتي تمتاز بمفعولها القوي ضد الفيروسات؛ مما يفيد في علاج الالتهاب الكبدي الفيروسي وغيره.
ثانيًا: دراسة لفريق مكون من خمسة عشر أستاذًا جامعيًّا:
أُجريت في جامعة دمشق أكبر دراسة علمية منهجية على الحجامة، وذلك عام 2001م، اشترك فيها فريق مكون من أربعة أساتذة جامعيين في الصيدلة والتحاليل الطبية، وأحد عشر أستاذًا جامعيًّا في تخصصات الجراحة والقلب والأورام والعيون والأنف والأذن، وقد تم إجراء الدراسة على 300 حالة مرضية لرصد أثر الحجامة في علاجهم، وبتحليل النتائج تبين أن الحجامة أدت إلى:
- إعادة الضغط إلى حدوده الطبيعية؛ أي إنها خفضت الضغط المرتفع، ورفعت الضغط المنخفض.
- انخفاض سرعة تخثر الدم إلى الحدود الطبيعية؛ مما يقي من الجلطات، واعتدال تعداد كرات الدم الحمراء.
- هبوط خضاب الدم إلى الحدود الطبيعية في حالات احمرار الدم، وصعود خضاب الدم إلى الحدود الطبيعية في حالات انخفاضه، مما يدل على نشاط الجسم ونمو قدرته على نقل الأكسجين بواسطة كريات فتية سليمة.
- ارتفاع عدد الكرات البيضاء في 52 % من الحالات إلى الحدود الطبيعية، وارتفاع عدد تكتل الكرات في الأمراض الرئوية في 4٫7 % من الحالات؛ مما يفسر الشفاء السريع لمرض الروماتيزم والالتهابات المزمنة بعد الحجامة.
- علاج العديد من الأمراض الجلدية؛ مثل الثعلبة والبهاق- البرص- والصدفية وغيرها.
- علاج العديد من أمراض العظام والعمود الفقري؛ مثل خشونة الغضاريف والمفاصل الطرفية ومرض النقرس.
- علاج أمراض المخ والأعصاب؛ مثل الشلل النصفي والصداع- وخاصة الصداع الدموي- وضمور المخ والتخلف العقلي والصرع.
- علاج كثير من أمراض ضغط الدم المرتفع والسكر والسرطان والروماتويد والذئبة الحمراء والوقاية منها([4]).
ثالثًا: أول رسالة جامعية عن أثر الحجامة على مرضى الروماتويد:
نُوقشت بكلية الطب جامعة الأزهر أول رسالة جامعية عن "تأثير العلاج بكئوس الهواء مع الإدماء على كل من مستقبلات إنترلوكين والخلايا الطبيعية القاتلة في مرضى الروماتويد"، والمقدمة من الطبيبة صهباء محمد أحمد بندق، والتي حصلت بها على درجة الماجستير في الميكروبيولوجي "علم الأحياء الدقيقة"، وقد ناقشت اللجنة الباحثة في رسالتها وقررت أن مضمونها جيد.
وقد توصلت إلى نتائج جديدة يمكن تطبيقها عمليًّا، واستخدمت عددًا وافيًا من المراجع، وعلى هذا الأساس فإن الرسالة ترقى بالقبول توطئة للحصول على درجة الماجستير في الميكروبيولوجي، وبعد نقاش علمي دقيق أعلنت اللجنة بالإجماع قبول الرسالة بتقدير ممتاز، وأوصت لجنة المناقشة بفتح الباب للمزيد من الأبحاث المتعلقة بالحجامة، ودراسة فكرة إدخال مقررات الطب التكميلي التي وافقت على إدخالها العديد من كليات الطب الغربية التي أقرتها منظمة الصحة العالمية؛ وذلك لتعريف طلبة الطب بوسائل جديدة متممة لمعرفتهم الطبية السابقة بهدف تحقيق المعرفة الطبية الشاملة، وتنمية التثقيف الطبي، وتوفير فرص أكبر للشفاء والتعامل مع الأمراض.
وقد أُجريت هذه الرسالة على خمسين مريضًا من قسم الروماتيزم والطب الطبيعي والتأهيل بمستشفى الحسين الجامعي، وقد تم تشخيصهم كمرضى روماتويد مفصلي طبقًا لمواصفات الجمعية الأمريكية للروماتويد (ARC)، تراوحت أعمارهم بين 25 و 60 سنة، واشتملت الرسالة أيضًا على مجموعة ضابطة من عشرة أشخاص من الأصحاء.
صورة توضح التشوهات المفصلية في مريض الروماتويد
وتوصلت هذه الدراسة المهمة إلى ما يلي:
- تفوق العلاج المزدوج تفوقًا ملحوظًا على العلاج الدوائي بمفرده، شمل جميع المؤشرات الإكلينيكية والمعملية لنشاط المرض.
- العلاج بالحجامة ليس مجرد طريقة فعالة لتسكين الألم فحسب, بل أثبت أيضًا فعاليته في إحداث تأثير تنظيمي على عناصر الجهاز المناعي الخلوية.
- العلاج بالحجامة يدعم تكاثر الخلايا القاتلة الطبيعيةNKcells؛ مما يعني استنفار القدرة المناعية وتحفيزها لتلك الخلايا المحبطة عادة في مرضى الروماتويد، وهو ما يعزز دفاعات الجسم الطبيعية ضد العدوى بأنواعها، والتحولات السرطانية التي يزداد تعرض مرضى الروماتويد لها بسبب تعاطيهم الأدوية المثبطة للمناعة.
- ثبت إحصائيًّا وجود انخفاض كبير في معامل الروماتويد، وهذا قد يكون ذا قيمة إيجابية في تجنب مضاعفات الروماتويد غير المفصلية الخطيرة التي يسببها ارتفاع معامل الروماتويد.
- أظهر العلاج بالحجامة تأثيرًا تنظيميًّا على نشاط الخلايا التائية، ممثَّـلاً في انخفاض معدلات تركيز مستقبِلات إنترلوكين الذائبة (SIL-2R) بفارق إحصائي واضح في مجموعة العلاج المزدوج التي أُضيف إلى علاجها جلسات الحجامة.
وفي الختام أوصت الباحثة بما يلي:
- أن العلاج بالحجامة طريقة فعالة واقتصادية وبسيطة تساعد في السيطرة على نشاط الروماتويد المفصلي.
- أن الحجامة ليست بديلاً عن العلاج الدوائي لمرضى الروماتويد، لكن تُستخدم كعلاج مساند أو مكمل لعلاج الروماتويد الدوائي.
- توصي الدراسة بمزيد من البحث للتعرف على الآثار الفسيولوجية للعلاج بالحجامة، والآليات التي يعمل بها هذا العلاج، وإمكانية الاستفادة من تأثيره على الأمراض المختلفة.
- يمكن استخدام معدل تركيز مستقبِلات إنترلوكين الدائبة كمؤشر لتحديد نشاط مرض الروماتويد، كما يمكن متابعة تطور المرض ومراقبته واستجابة المريض للعلاج بواسطته([5]).
رابعًا: رسالة ماجستير عن أثر الحجامة في علاج الربو الشعبي:
وهذه رسالة ماجستير نوقشت بجامعة عين شمس عن أثر الحجامة في علاج الربو الشعبي، قام بها الدكتور محمد السيد عبد الجواد، وكان الهدف من هذه الدراسة هو تقييم فاعلية العلاج بالحجامة الرطبة في علاج الربو الشعبي.
وقد شملت الدراسة خمسين مريضًا من مرضى الربو الشعبي الذين تم اختيارهم من عيادة الربو الخارجية في مستشفى صدر الجيزة، وتم تشخيص الربو الشعبي لدى هؤلاء طبقًا للقواعد من قِبل المبادرة العالمية للربو الشعبي لعام 2006م.
وقد توصلت الدراسة إلى أن الحجامة الرطبة:
- أسلوب علاجي بسيط وآمن، وغير مكلف ماديًّا.
- لها دور علاجي مساعد بجانب العلاج التقليدي في علاج مرضى الربو الشعبي؛ حيث إنها تحسِّن أعراض الربو الشعبي بصورة ملحوظة، خاصة الليلية منها، وتقلِّل من استخدام الأدوية المعالجة، وتقلِّل من مرات تفاقم المرض، وتحسِّن وظائف التنفس، وتلعب دورًا مضادًّا للالتهابات الشعبية في مرضى الربو الشعبي عن طريق تقليل نسبة الإيزينوفيلز وبروتين (ECP) في الدم.
- تعمل كمصفاة عن طريق التخلص من المواد الضارة للجسم، والاحتفاظ بالمواد النافعة له؛ كحفاظها على الصفائح الدموية النافعة للجسم داخله وإخراج القليل منها، وإخراج المواد الضارة؛ كالزيادة في خلايا الإيزينوفيل وبروتين (ECP) كبعض المسبِّبين لأعراض مرض الربو.
وأوصت الدراسة بمزيد من البحث على نطاق أوسع؛ لتقييم مدى فاعلية العلاج بالحجامة الرطبة في علاج الربو الشعبي والأمراض الأخرى وآلية عملها([6]).
خامسًا: دراسة مشتركة بين جامعة عين شمس وجامعة الملك عبد العزيز:
وهذه الدراسة قام بها مجموعة من أساتذة الجامعات، وهم: الدكتور سعد عبد الله الصاعدي، والدكتور منصور عطية الحازمي، وهما بجامعة الملك عبد العزيز، والدكتور محمود إسماعيل حسن، والدكتور محمد حمدي بحر، وهما بجامعة عين شمس، وكانت هذه الدراسة لدراسة البيولوجيا الجزيئية للحجامة في مرضى الالتهاب الكبدي الفيروسي المزمن (C)، وأثبتت الإفادة الكبيرة التي تحققها الحجامة في علاج مرضى فيرس (C)؛ إذ كان من نتائجها ما يلي:
- تحسن ملحوظ في وظائف الكبد.
- تخليص الجسم من المواد السامة؛ مثل البولينا والكرياتينين.
- تخليص الجسم من عنصر الحديد الزائد؛ والذي يؤدي إلى تفاقم الالتهابات الكبدية، وربما يؤدي إلى التحول السرطاني في هؤلاء المرضى.
- زيادة عدد كرات الدم البيضاء والخلايا المناعية الليمفاوية، مما يدل على تنشيط الجهاز المناعي.
- قامت الحجامة بدور المرشح الذي يمنع فقدان الصفائح الدموية في دم الحجامة ويحتفظ بها في الجسم، خاصة أن هذه الخلايا تتناقص بصورة ملحوظة في هؤلاء المرضى الثرومبوسيتوبينيا؛ مما يؤدي لزيادة السيولة في دم هؤلاء المرضى.
- تخليص الجسم من محفِّزات الأكسدة التي تؤدي إلى الالتهابات المزمنة وتليف الكبد وتحوله إلى سرطان الكبد.
- حدوث تناقص ذي دلالة إحصائية عالية في مستويات الأدينوزين أحادي الفوسفات الحلقي، وهذا إذا وُجد في الجسم بكثرة يؤدي لتكاثر الفيروس وانتشار العدوى بطريقة مذهلة، لكن تم التخلص منه- إلى حد كبير جدًّا- بعمل الحجامة؛ وبالتالي تقلص تكاثر الفيروس.
- زيادة نشاط الجهاز المناعي نتيجة زيادة محفزاته وهي: الإنترليوكين ـ 1ـ بيتا، والإنترفيرون جاما، بينما تناقص الإنترليوكين- 10 الذي يؤدي لتثبيط الجهاز المناعي؛ مما يدل على زيادة الخلايا المناعية المساعدة، والتي تسمى T H1cells، والتي تفرز العوامل المنشطة للجهاز المناعي.
- أما بالنسبة لـPCR فقد تحول حوالي 8% من المرضى إلى الحالة السلبية، وتناقصت كمية الفيروس في حوالي 35% منهم.
ولذا فإن الباحثين يوصون بالآتي:
- إجراء الدراسة على أعداد كبيرة من مرضى الالتهاب الفيروسي (C) في مراحل مرضية ومستويات اجتماعية مختلفة.
- التركيز على دراسة التركيب التشريحي ووظائف الصفائح الدموية، وذلك باستخدام أحدث تقنيات الهندسة الوراثية والبيولوجيا الجزيئية([7]).
سادسًا: بحث للعالمين الروسيين كونيايف وساليشيف:
ذكرت الموسوعة الطبية الكبرى الصادرة باللغة الروسية أن كونيايف وساليشيف قد أكدا التأثير الواضح للحجامة أو الفصادة على العضوية، وأن الطرح المقصود لكمية كبيرة من الدم في زمن قصير يؤدي إلى نقص كمية الدم الجائل؛ مما يؤدي إلى انخفاض الضغط الدموي الشرياني والشعري إلى حد ما، خاصة الضغط الوريدي، مما يملك تأثيرات إيجابية حالة وجود فرط توتر وريدي بسبب قصور البطين الأيمن، وأن عودة الدم الجائل إلى حجمه الطبيعي يتم بسرعة عقب الحجامة بسبب تميه الدم؛ حيث تزيد نسبة الماء فيه أكثر من 15% من الحدود الطبيعية.
ومن تأثيراتها أيضًا نقص لزوجة الدم وزيادة زمن تخثره، وهذه تغيرات مرحلية تتعلق بخصوصيات المرض الأصلي؛ فمثلاً عند المصابين باحمرار الدم فإن قابلية تخثر الدم تزداد بعد الفصد.
وذكر الباحثان أن الحجامة والفصد مثيران قويان لارتكاسات العضوية الدفاعية، كما أن ما يستدعيانه من إعادة لتوزيع بعض العناصر في العضوية- كالماء والشوارد والعناصر المكونة للدم- تترافق مع زيادة نشاط ميكانيكية التنظيم العام والموضعي لدينامية الدم؛ مما يؤهب لتراجع الاضطرابات الدموية، وهذا يفسر ـ في العديد من الحالات ـ تحسن الحالة العامة للمريض وزوال الآلام في الرأس.
ويلخص المؤلفان الاستطبابات الحديثة للحجامة أو الفصد فيما يلي:
- قصور البطين الأيمن المترافق بارتفاع الضغط الوريدي.
- القصور الحاد في البطين الأيسر.
- حالة الارتعاج (Eclampsia) الحاصلة في التهاب الكُلْيَة أو الحمل.
- الانسمامات المزمنة التي طال فيها وجود السم في الدم.
- فرط الكريات الحمراء([8]).
سادسًا: دراسات للدكتور أمير صالح:
قام الدكتور أمير صالح- أستاذ بكلية الطب جامعة شيكاغو، والحاصل على البورد الأمريكي في العلاج الطبيعي، وعضو الجمعية الأمريكية للطب البديل- بدراسات عديدة عن الحجامة، من أهمها أنه خصص بحثًا من أبحاثه السبعة اللازمة للحصول على الدكتوراه عن الحجامة، ومن خلال دراساته التي دارت حولها وُجد أنها أصبحت الآن تنتشر انتشارًا كبيرًا في أوربا عمومًا، وأمريكا خاصة؛ حيث أصبح التأمين الصحي في أمريكا يدفع أموالاً للطبيب الذي يمارس العلاج بالطب الشرقي- بما فيه الحجامة- وذلك لأن تكلفة العلاج بها أقل كثيرًا من التداوي في المستشفيات العامة، وقد اعترفت منظمة الصحة العالمية بالحجامة كأحد أنواع العلاجات البديلة؛ حيث وُجد أن هذا النوع من العلاج يعالج 34 مرضًا.
وقد جاء هذا الاعتراف من قِبل المنظمة بعد أن أصبحت الحجامة تُدرس في كليات الطب الغربية والعديد من البلدان؛ كروسيا وألمانيا وإنجلترا والصين والهند وإندونيسيا وماليزيا، وأُلِّفت فيها كتب أمريكية كثيرة([9]).
ولكن ما الآلية أو الكيفية التي تعمل بها الحجامة؟!
يجيب الدكتور أمير صالح عن هذا السؤال قائلاً: إنها تعمل من خلال أربع آليات:
أولها: إثارة مناطق الألم وتنبيهها.
ثانيها: تنبيه المناطق العصبية التي لها اتصال بالجلد، أو بمعنى آخر الوصلات العصبية المشتركة مع الجلد في مراكز واحدة، وهناك أمراض معينة يتم التنبيه من أجلها في أسفل الظهر؛ حيث يكون الجلد مشتركًا مع الأعضاء الداخلية في أماكن حسية عصبية واحدة.
ثالثها: استخدام ردود الفعل (reflexology)؛ حيث يتم التنبيه في أماكن معينة في الجلد، فيُحْدِث ذلك ردود فعل في الأعضاء الداخلية؛ مثل تنبيه الغدد وتنبيه إفرازات الجهاز الهضمي.
ورابعها: اعتمادها على خريطة الإبر الصينية (مراكز الطاقة)([10]).
الفوائد الطبية للحجامة:
- تسليك الشرايين والأوردة الدقيقة والكبيرة وتنشيط الدورة الدموية؛ وذلك لأن حوالي 70% من الأمراضسببها عدم وصول الدم الكافي للعضو بانتظام.
- تسليكالعقد والأوردة الليمفاوية، وخاصة في القدم، وهي منتشرة في كل أجزاء الجسم، فيمكنها تخليص الجسم أولاً بأول من الأخلاط ورواسب الدواء.
- تنشيط أماكن ردود الفعل بالجسم للأجهزة الداخلية له، فيزيد انتباه المخ للعضو المصاب، ويعطي أوامره المناسبة لأجهزة الجسم باتخاذ اللازم.
- تسليكمسارات الطاقة التي تعمل على زيادة حيوية الجسم، وتلك التي اكتشفها أهلالصين واليابان وغيرهم منذ أكثر من 5000 سنة.
5.امتصاص الأخلاط والسموم وآثار الأدوية من الجسم، والتي تتواجد في تجمعات دموية بين الجلد والعضلات، والتي تُسمى "منطقة الفاشية"، وأماكن أخرى بالجسم؛ مثل مرضالنقرس، وفيه يتم إخراجبللورات حمض البوليك من بين المفاصل مع تجمع دموي بسيط عن طريق الخربشة الخفيفة على الجلد.
- عمل تجمعات دموية في بعض الأماكن التي تحتاج إلى زيادة في الدم، أو بها قصور في الدورة الدموية.
7.تقوية المناعة العامة في الجسم، وذلك بإثارة غدد المناعة، خاصة في عظمة القص (غددالسايموس)، ولها مركز في الظهر على الفقرة الرابعة الصدرية.
- تنظيمالهرمونات، وخاصة في الفقرة السابعة من الفقرات العنقية.
9.العمل على موائمة الناحية النفسية، وذلك في الفقرة السابعة من الفقرات العنقية، والفقرة الخامسة من الفقرات القَطَنية، وعقدة المرارة على طرف اللوح اليمين، والتي تنظمالجهاز السمبساوي والباراسمبساوي، وهو المسئول عن الغضب والحزن والاكتئابوالانفعالات والقسوة والهدوء واللامبالاة، فتتحسن حالة المريض نفسيا فتساعد في تأثير الأدوية واستجابة الجسم للعقاقير الطبية، فيسهل على الطبيب سرعةشفاء المريض.
- تنشيط أجهزة المخ: الحركة، الكلام، السمع، الإدراك، الذاكرة.
- تنشيط الغدد، وخاصة الغدة النخامية.
- رفع الضغط عن الأعصاب، والذي يأتي أحيانًا بسبب احتقان الأوعية الدموية وتضخمها، فيضغطعلى الأعصاب، وخاصة في الرأس فيسبب الصداع.
- إزالة بعض التجمعات والأخلاط وأسباب الألم غير المعروف مصدرها، والتي احتار فيها الطب الحديث، وبسببها تم إنشاء مستشفيات (painclinic)، وخاصة في فرنسا.
- عملية امتصاص التجمعات الدموية لخارج الجسم تقوم بإخراج مادة البروستاجلاندين، والتي تخرج من الخلية المصابة عند انفجارها وتشعر الجسم بالألم، وهذا هو السر في اختفاء كثير منالآلام بعد الحجامة مباشرة.
- الحجامة تزيد نسبة الكورتيزون في الدم، ومن أسرار الكورتيزون القدرة على اختفاء الألم، وذلك من خلال السيطرة على الخلية وعدم انفجارها، فلا تخرج منها مادة البروستاجلاندين فيختفي الألم مباشرة؛ لذلك يسمون الكورتيزون بـ "الساحر الطبي"، ولكن عدم انفجار الخلايا المصابة مخالف لطبيعية الجسم، فيأتي بأضرار جانبية كثيرة، فالحجامة تخلِّص الجسم من النفايات دون الأضرار التي في حالة عدم التخلص منها تحدث أمراض أخطر.
- الحجامة تمتص الأحماض الزائدة في الجسم، والتي تسبب زيادة في كريات الدم الحمراء؛ وبالتالي تزيد كثافة الدم، فيؤدي إلى قصور في الدورة الدموية، فلا يصل الدم إلى الخلايا بانتظام.
- يتبين من أبحاث الدكتورة ماجدة عامر أن الحجامة:
- تزيد من نسبة الكورتيزون الطبيعي فيالدم.
- تثير المواد المضادة للأكسدة وتحفزها.
- تقلِّل نسبة الكوليسترول الضارLDL في الدم، وترفع نسبة الكوليسترول النافع (HDL) فيه.
- تقلل نسبة البولينا في الدم.
- ترفع نسبة المورفين الطبيعي Endorphins في الجسم.
وهناك فوائد كثيرة لا نستطيع أن نحصرها الآن([11]).
2) التطابق بين الحقائق العلمية وما أشارت إليه الأحاديث النبوية:
إن العلاج بالحجامة طريقة معروفة، وكانت ضمن طب الحضارة الإسلامية، والتي خصها ابن سينا وابن النفيس والرازي في مراجعهم، ويمكن لمن يريد التأكد الرجوع إلى كتبهم التي اعترف بعلمها العلماء المنصفون على اختلاف أديانهم ومشاربهم، بل جعلوا كتبهم ضمن المراجع التي يُعتد بها وترجموها إلى لغاتهم.
وقد مدح النبي صلى الله عليه وسلم هذه الوسيلة العلاجية وحث عليها؛ حتى أصبحت سنة من سننه الشريفة، فقد وردت عدة أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم تؤكد أن الحجامة شفاء؛ منها:
- عن أنس بن مالك رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إن أمثل ما تداويتم به الحجامة والقسط البحري»([12]) ([13]).
- عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنه عاد المقنع ثم قال: «لا أبرح حتى يحتجم؛ فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن فيه شفاء»([14]).
- عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: «سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إن كان في شيء من أدويتكم خير ففي شربة عسل، أو شرطة مـِحْجَم، أو لَذْعَة من نار، وما أحب أن أكتوي»([15]).
- عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الشفاء في ثلاث: شربة عسل، وشرطة مـِحْجَم، وكية نار، وأنهى أمتي عن الكي»([16]).
- من الدلالات اللغوية:
الحجم في اللغة: المص، يقال: حجم الصبي ثدي أمه إذا مصَّه، والحجّام: المصّاص لفم المحجمة، والمحجم والمحجمة: ما يُحتجم به، سواء كانت الآلة التي يُحجم بها- أي يمص الدم بها- أو الآلة التي تجمع فيها دم الحجامة أو مشرط الحجامة([17]).
- من أقوال شراح الأحاديث:
"قال الخطابي: انتظم هذا الحديث على جملة ما يُتداوى به الناس، وذلك أن الحجم يستفرغ الدم، وهو أعظم الأخلاط، والحجم أنجعها شفاء عند هيجان الدم، وأما العسل فهو مسهِّل للأخلاط البلغمية، ويدخل في المعجونات ليحفظ على تلك الأدوية قواها ويخرجها من البدن، وأما الكي فإنما يُستعمل في الخلط الباغي الذي لا تنحسم مادته إلا به؛ ولهذا وصفه النبي صلى الله عليه وسلم ثم نهى عنه، وإنما كرهه لـما فيه من الألم الشديد والخطر العظيم، قال ابن حجر: ولم يرد النبي صلى الله عليه وسلم الحصر في الثلاثة، فإن الشفاء قد يكون في غيرها، وإنما نبَّه بها على أصول العلاج"([18]).
وعليه، فلم تنص الأحاديث على أن الحجامة علاج لكل الأمراض- كما يظن بعض الناس- وإنما هي إحدى الوسائل العلاجية التي قد يتفرد العلاج بها في بعض الأمراض، أو تكون مصاحبة للعلاج بوسائل أخرى في بعضها الآخر، وأنه لا ينبغي أن يقوم بإجرائها إلا الخبراء.
وقد اختار النبي صلى الله عليه وسلم وسيلة العلاج بالحجامة من بين الوسائل العلاجية المنتشرة في بيئته، وحث عليها وطبقها على نفسه، ونهى عن ممارسة بعض الوسائل الأخرى، وما اختاره وحث عليه ومدحه ثبت بالدليل العلمي فوائده؛ فقد ثبت الشفاء المتحقق بالحجامة بالأبحاث العديدة، وبإنشاء المراكز الطبية التي تعالج بالحجامة، وبالكليات الجامعية التي تدرسها وتمنح الشهادات العلمية فيها في معظم دول العالم المتقدم.
لقد أصَّل نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم هذه الخيارات بين وسائل الشفاء التي ذكرها، ووضع هذه الأسس والقواعد العلاجية في زمن كان الاعتقاد السائد فيه أن الأمراض تسببها الأرواح الشريرة والشياطين والنجوم، وكانوا يطلبون لها العلاج بالشعوذة والخرافات، فمنع النبي صلى الله عليه وسلم كل الممارسات العلاجية المبنية على هذه الاعتقادات الخاطئة، فنهى صلى الله عليه وسلم عن التطير والتمائم والسحر، فقال: «إن الرُّقَى والتمائم والتِّوَلَة([19]) شِرْك»([20])، وقال أيضًا: «من أتى كاهنًا أو عرافًا فصدَّقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم»([21]).
يقول الدكتور علي محمد مطاوع- عميد كلية طب الأزهر وأستاذ الأشعة والأورام- عن الحجامة: إنها كانت مدونة ومنتشرة بمصر حتى عهد قريب، وإن لها أساسًا علميًّا، وهو أن الأحشاء الداخلية تشترك مع أجزاء معينة في جلد الإنسان في مكان دخول الأعصاب المغذية لها في النخاع الشوكي، وبمقتضى هذا الاشتراك فإن أي تنبيه للجلد في منطقة ما من الجسم يؤثر على الأحشاء الداخلية المقابلة لهذا الجزء من الجلد، وهي النظرية نفسها التي على أساسها تستخدم الإبر الصينية في علاج الأمراض، وبمعرفة خرائط توزيع الأعصاب على الجلد وعلى الأحشاء الداخلية يمكن معرفة أجزاء الجلد التي تعمل فيها الحجامة للحصول على الأثر المنشود([22]).
وما الإشكال في ذلك والحجامة نوعان: وقائية وعلاجية؛ أما الوقائية فمعروف وثابت علميًّا فائدة التبرع بالدم للمتبرع، وهو يتبرع بالدم الوريدي النقي في جسمه، فكيف بدم الحجامة وهو الدم المجتمع في الأنسجة؟! إضافة إلى هذا، فقد ثبت علميًّا أن الحجامة تنشط الدورة الدموية، بل تزيد مناعة الجسم، أما الحجامة العلاجية فقد ذكرنا بعض الأبحاث العلمية المتخصصة في ذلك.
ومن ثم، فإن دخول الحجامة في المجال الطبي حديثًا، وتحقيقها مثل هذه النجاحات الكثيرة يُعد معجزة من معجزات رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكم فتحت هذه الخدوش البسيطة على سطح الجسم آمالاً لكثير من مرضى هذا العصر، وتظهر المعجزة أكثر عندما نعرف أن الطب الحديث قد أثبت أن الحجامة ليس لها أعراض جانبية كالكي بالنار وغيره؛ ولذا فضلها النبي صلى الله عليه وسلم.
أما قول المدَّعين: إنه لا يوجد بحث علمي معترف به يثبت أن الحجامة شفاء، ولا توجد مجلة علمية معترف بها في العالم تبنَّت الحجامة كعلاج- فهذا قول باطل وتدليس ظاهر يراد به التشويش على طلاب الحقيقة، والتعتيم على سنة نبوية أثبت العالم كله فائدتها وأهميتها.
والدليل على بطلان هذا القول كثرة الأبحاث العلمية- لا سيما الأبحاث الجامعية- التي أكدت أهمية الحجامة، والتي سبق ذكر بعضها، ويمكننا التذكير بأسماء بعض هذه الأبحاث؛ حتى يتبين جهالة هذا القول وبطلانه، فمن هذه الأبحاث:
- الدراسة السورية التي أُجريت في جامعة دمشق، وكان فريقها مكونًا من خمسة عشر أستاذًا جامعيًّا.
- الدراسة السعودية المصرية التي قام بها مجموعة من الأساتذة الجامعيين، والتي أثبتت أهمية الحجامة في علاج مرضى الالتهاب الكبدي الفيروسي المزمن (C).
- رسالة الماجستير التي نوقشت بكلية الطب جامعة الأزهر عن "تأثير العلاج بكئوس الهواء مع الإدماء على كل من مستقبلات إنترلوكين والخلايا الطبيعية القاتلة في مرضى الروماتويد"، والمقدمة من الباحثة صهباء محمد أحمد بندق.
- رسالة الماجستير التي نوقشت بكلية الطب جامعة عين شمس عن "أثر الحجامة في علاج الربو الشعبي"، والمقدمة من الباحث محمد السيد عبد الجواد.
- بحوث العالـمين الروسيين كونيايف وساليشيف، وقد نشرت ذلك الموسوعة الطبية الكبرى الصادرة باللغة الروسية، وهي موسوعة طبية عالمية.
- رسالة ماجستير بكلية الطب جامعة المنصورة أثبتت أثر الحجامة في علاج آلام الظهر وفاعليتها مقارنة بالأدوية الكيميائية.
وبالإضافة إلى ما ذكرناه من أبحاث يذكر الدكتور أحمد حلمي صالح- اختصاصي الطب الرياضي والحجامة الرياضية، وصاحب كتاب "الجامع في علم الحجامة"- ردًّا على هذا الادعاء: أننا لو قمنا بالدخول على موقع (pubmed) بالشبكة العنكبوتية، وهو موقع للأبحاث العلمية في المجال الطبي، وكتبنا مصطلح الحجامة بالإنجليزية وهو (Cuppingtherapy) لرأينا كمًّا هائلاً من الأبحاث العلمية في مجال الحجامة بشتى طرقها من مختلف الدول والجامعات([23]).
فهل أمر فيه مثل هذا الكم من الأبحاث من مختلف دول العالم ـ وأغلبها أبحاث أقيمت داخل الجامعات، وحصل أصحابها بها على درجات علمية- نقول عنه: لا يوجد فيه بحث علمي واحد معترف به؟! وإن لم يكن هذا الأمر هو المعترف به فما هو المعترف به؟! وإن لم تكن هذه الجهات التي قبلت أبحاث الحجامة جهات علمية فماذا تكون الجهات العلمية إذًا؟! وكيف لا يكون فيها بحث علمي معترف به وهي تُدرس الآن في أغلب الجامعات الأوربية، ويحصل المتمرسون فيها على شهادات معتمدة لممارستها في عياداتهم؟!
3) وجه الإعجاز:
لقد تطابق الطب الحديث تمام المطابقة مع أقوال النبي صلى الله عليه وسلم في كون الحجامة شفاء؛ حيث أخبر صلى الله عليه وسلم أنها شفاء، بل فضَّلها على غيرها من وسائل العلاج، ونهى عن وسائل أخرى، ثم جاء الطب حديثًا وأثبت أن عملية الحجامة تعالج كثيرًا من الأمراض، يأتي على رأسها الالتهاب الكبدي الفيروسي المزمن (C) والروماتويد والربو الشعبي، إلى غير ذلك.
ومما يبين الإعجاز النبوي في إرشاده صلى الله عليه وسلم إلى هذه الوسيلة أنها حظيت الآن بدراسات مستقلة عديدة، ومنحت في دراسة فوائدها أعلى الشهادات العلمية، بل أصبحت تُدرس في جامعات الدول الأكثر تقدمًا في العلوم الطبية، أليس في إرشاده صلى الله عليه وسلم إلى هذه الوسيلة ونهيه عن غيرها ما يدل على أنه صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى؟!
(*) وهم الإعجاز العلمي، د. خالد منتصر، مرجع سابق. الحجامة فولكلور وليست طبًّا، د. خالد منتصر، مقال منشور بجريدة المصري اليوم، الأربعاء 5 مايو 2010م.
[1]. قبسات علمية من القرآن والسنة، د. دلاور محمد صابر، دار المعرفة، بيروت، ط1، 1428هـ/ 2007م، ص219.
[2]. الحجامة سنة منسية وفوائد جلية، مجلة الأسرة، العدد (127)، نقلًا عن: موسوعة الإعجاز العلمي في سنة النبي الأمي صلى الله عليه وسلم، حمدي عبد الله الصعيدي، مرجع سابق، ص782، 783.
[3]. الطب النبوي في علاج مرضى الجهاز الهضمي والكبد، د. علي مؤنس، نقلًا عن: موسوعة الإعجاز العلمي في سنة النبي الأمي صلى الله عليه وسلم، حمدي عبد الله الصعيدي، مرجع سابق، ص782.
[4]. الحجامة سنة منسية وفوائد جلية، مجلة الأسرة، العدد (127)، نقلًا عن: موسوعة الإعجاز العلمي في سنة النبي الأمي صلى الله عليه وسلم، حمدي عبد الله الصعيدي، مرجع سابق، ص785.
[5]. انظر: أول رسالة جامعية عن أثر الحجامة على مرضى الروماتويد، مصطفى الشيمي، بحث منشور بمجلة الإعجاز العلمي، مرجع سابق، العدد (22)، رمضان 1426هـ، ص14: 21.
[6]. انظر: أثر الحجامة في علاج الربو الشعبي، د. محمد السيد عبد الجواد، بحث بمجلة الإعجاز العلمي، مرجع سابق، العدد (36)، جمادى الأولى 1431هـ، ص46: 52.
[7]. انظر: دراسة البيولوجيا الجزيئية للحجامة في مرضى الالتهاب الكبدي الفيروسي المزمن (C)، بحث منشور بمجلة الإعجاز العلمي، مرجع سابق، العدد (27)، جمادى الأولى 1428هـ، ص28: 37. وانظر أيضًا: موقع الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة www.eajaz.org.
[8]. التداوي بالحجامة، بحث منشور بموقع: الدليل إلى الطب البديل www.khayam.com.
[9]. الحجامة كاسات الشفاء، د. أمير صالح، مقال منشور بموقع: الدكتور أمير صالح www.amir-saleh.com.
[10]. التداوي بالحجامة، بحث منشور بموقع: الدليل إلى الطب البديل www.khayma.com.
[11]. التداوي بالحجامة وكيف تصبح حجامًا، عبد الغني العريني، دار هداية الإسلام، مصر، 2005م، ص11: 13.
[12]. القسط البحري: عود يُتداوَى به.
[13]. صحيح البخاري (بشرح فتح الباري)، كتاب: الطب، باب: الحجامة من الداء، (10/ 159)، رقم (5696).
[14]. صحيح البخاري (بشرح فتح الباري)، كتاب: الطب، باب: الحجامة من الداء، (10/ 159)، رقم (5697).
[15]. صحيح البخاري (بشرح فتح الباري)، كتاب: الطب، باب: الحجامة من الشقيقة والصداع، (10/ 162)، رقم (5702).
[16]. صحيح البخاري (بشرح فتح الباري)، كتاب: الطب، باب: الشفاء في ثلاث، (10/ 143)، رقم (5680).
[17]. لسان العرب، مادة: حجم.
[18]. فتح الباري بشرح صحيح البخاري، ابن حجر العسقلاني، مرجع سابق، ج10، ص145.
[19]. التِّولة: شيء يصنعه النساء يتحببن به إلى أزواجهن.
[20]. صحيح: أخرجه ابن حبان في صحيحه، كتاب: الرُّقَى والتمائم، رقم (6090). وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب برقم (3457).
[21]. حسن: أخرجه أحمد في مسنده، مسند المكثرين من الصحابة، مسند أبي هريرة، (2/ 429)، رقم (9532). وقال عنه شعيب الأرنؤوط: حسن رجاله ثقات رجال الصحيح.
[22]. دراسة البيولوجيا الجزيئية للحجامة في مرضى الالتهاب الكبدي الفيروسي المزمن (C)، بحث منشور بمجلة الإعجاز العلمي، مرجع سابق، العدد (27)، ص28.
[23]. تحدٍّ لخالد منتصر فيما يخص الطب النبوي وخصوصًا الحجامة، أحمد حلمي صالح، مقال منشور بمنتدى: شباب نهضة www.shbabnahda.com.
-
الخميس AM 01:55
2020-09-03 - 1555