ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ
شٌبهات وردود
المكتبة المرئية
خَــيْـرُ جَــلـيـسٌ
المتواجدون الآن
حرس الحدود
مجتمع المبدعين
البحث
عرض المادة
بعض البدع في زيارة قبور الأولياء
قال العلامة الآلوسي في باب الإشارة من تفسير سورة النور ما نصه : قوله تعالى : ] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا [ ( النور : 27 ) إشارة إلى أنه لا ينبغي لمن يريد الدخول على الأولياء أن يدخل حتى يجد روح القبول والإذن بإفاضة المدد الروحاني على قلبه المشار إليه بالاستئناس ؛ فإنه قد يكون للولي حال لا يليق للداخل أن يحضره فيه وربما يضره ذلك . واطرد بعض الصوفية ذلك فيمن يريد الدخول لزيارة قبور الأولياء قدس الله تعالى أسرارهم ، فقال : ينبغي لمن أراد ذلك أن يقف بالباب على أكمل ما يكون من الأدب ، ويجمع حواسه ، ويعتمد بقلبه طالبًا الإذن ، ويجعل شيخه واسطة بينه وبين الولي المَزُور في ذلك ، فإن حصل له انشراح صدر ومدد روحاني وفيض باطني فليدخل وإلا فليرجع . وهذا هو المعنيُّ بأدب الزيارة عندهم ، ولم نجد ذلك عن أحد من السلف الصالح ، والشيعة عند زيارتهم للأئمة رضي الله تعالى عنهم ينادي أحدهم : أأدخل يا أمير المؤمنين ، أو يا ابن بنت رسول الله عليه الصلاة والسلام . أو نحو ذلك ، ويزعمون أن علامة الإذن حصول رقة القلب ودمع العين ، وهو أيضًا مما لم نعرفه عن أحد من السلف ، ولا ذكره فقهاؤنا ، وما أظنه إلا بدعة ، ولا يعد فاعله إلا مضحكة للعقلاء ، وكون المَزُور حيًّا في قبره لا يستدعي الاستئذان في الدخول لزيارته ، وكذا ما ذكره بعض الفقهاء من أنه ينبغي للزائر التأدب مع المزور ، كما يتأدب معه حيًّا كما لا يخفى . وقد رأيت بعد كتابتي هذه في ( الجوهر المنظم في زيارة القبر المعظم ) صلى الله تعالى على صاحبه وسلم لابن حجر المكي ما نصه : قال بعضهم : وينبغي أن يقف - يعني الزائر - بالباب وقفة لطيفة كالمستأذن في الدخول على العظماء . انتهى ، وفيه أنه لا أصل لذلك ولا حال ولا أدب يقتضيه انتهى . ومنه يُعلم أنه إذا لم يشرع ذلك في زيارة قبره عليه الصلاة والسلام فعدم مشروعيته في زيارة غيره من باب أولى ، فاحفظ ذاك ، والله يعصمنا من البدع وإياك اهـ .
-
الخميس AM 07:53
2016-08-25 - 3489