المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 413983
يتصفح الموقع حاليا : 281

البحث

البحث

عرض المادة

بعض البدع في زيارة قبور الأولياء

  قال العلامة الآلوسي في باب الإشارة من تفسير سورة النور ما نصه : قوله تعالى : ] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا [ ( النور : 27 ) إشارة إلى أنه لا ينبغي لمن يريد الدخول على الأولياء أن يدخل حتى يجد روح القبول والإذن بإفاضة المدد الروحاني على قلبه المشار إليه بالاستئناس ؛ فإنه قد يكون للولي حال لا يليق للداخل أن يحضره فيه وربما يضره ذلك . واطرد بعض الصوفية ذلك فيمن يريد الدخول لزيارة قبور الأولياء قدس الله تعالى أسرارهم ، فقال : ينبغي لمن أراد ذلك أن يقف بالباب على أكمل ما يكون من الأدب ، ويجمع حواسه ، ويعتمد بقلبه طالبًا الإذن ، ويجعل شيخه واسطة بينه وبين الولي المَزُور في ذلك ، فإن حصل له انشراح صدر ومدد روحاني وفيض باطني فليدخل وإلا فليرجع . وهذا هو المعنيُّ بأدب الزيارة عندهم ، ولم نجد ذلك عن أحد من السلف الصالح ، والشيعة عند زيارتهم للأئمة رضي الله تعالى عنهم ينادي أحدهم : أأدخل يا أمير المؤمنين ، أو يا ابن بنت رسول الله عليه الصلاة والسلام . أو نحو ذلك ، ويزعمون أن علامة الإذن حصول رقة القلب ودمع العين ، وهو أيضًا مما لم نعرفه عن أحد من السلف ، ولا ذكره فقهاؤنا ، وما أظنه إلا بدعة ، ولا يعد فاعله إلا مضحكة للعقلاء ، وكون المَزُور حيًّا في قبره لا يستدعي الاستئذان في الدخول لزيارته ، وكذا ما ذكره بعض الفقهاء من أنه ينبغي للزائر التأدب مع المزور ، كما يتأدب معه حيًّا كما لا يخفى .       وقد رأيت بعد كتابتي هذه في ( الجوهر المنظم في زيارة القبر المعظم ) صلى الله تعالى على صاحبه وسلم لابن حجر المكي ما نصه : قال بعضهم : وينبغي أن يقف - يعني الزائر - بالباب وقفة لطيفة كالمستأذن في الدخول على العظماء . انتهى ، وفيه أنه لا أصل لذلك ولا حال ولا أدب يقتضيه انتهى .       ومنه يُعلم أنه إذا لم يشرع ذلك في زيارة قبره عليه الصلاة والسلام فعدم مشروعيته في زيارة غيره من باب أولى ، فاحفظ ذاك ، والله يعصمنا من البدع وإياك اهـ . 

  • الخميس AM 07:53
    2016-08-25
  • 3489
Powered by: GateGold