المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 413908
يتصفح الموقع حاليا : 292

البحث

البحث

عرض المادة

الذكرً والتهليل

تاسعًا: ذم ما عليه الصوفية من الغناء والرقص وضرب الدف وسماع المزامير ورفع الأصوات المنكرة بما يسمونه ذكرًا وتهليلاسُئل الإمام موفق الدين ابن قدامة المقدسي - رحمه الله -:ما تقول السادة الفقهاء ـ أحسن الله توفيقهم ـ فيمن يسمع الدف والشبانة والغناء ويتواجد (1)، حتى إنه يرقص، هل يحل ذلك أم لا؟ مع اعتقاده أنه محب لله وأن سماعه وتواجده ورقصه في الله؟ أفتونا مأجورين، رحمكم الله.فقال: الجواب وبالله التوفيق: إن فاعل هذا مخطيء ساقط المروءة، والدائم على هذا الفعل مردود الشهادة في الشرع، غير مقبول القول: ومقتضى هذا: أنه لا تُقبل روايته لحديث رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، ولا شهادته برؤية هلال رمضان، ولا أخباره الدينية.وأما اعتقاده محبة الله - عز وجل -، فإنه يمكن أن يكون محبًا لله سبحانه، مطيعًا له في غير هذا، ويجوز أن يكون له معاملة مع الله سبحانه، وأعمال صالحة في غير هذا المقام.وأما هذا فمعصية ولعب، ذمه الله تعالى ورسوله، وكرهه أهل العلم، وسموه: بدعة، ونهوا عن فعله، ولا يُتقرب الى الله سبحانه بمعاصيه، ولا يُطاع بارتكاب مناهيه، ومن جعل وسيلته الى الله سبحانه معصيته، كان حظه الطرد والإبعاد، ومن اتخذ اللهو واللعب دينًا، كان كمن سعى في الأرض الفساد، ومن طلب الوصول الى الله سبحانه من غير طريق رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وسنته فهو بعيد من الوصول الى المراد.وسُئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء عن حكم الإسلام فيمن يذكرون الله وهم يتمايلون يمينًا وشمالًا في حالة قفز وفي جماعة وفي صوت عال؟فكان الجواب: لا يجوز، لأنه بهذه الكيفية بدعة محدثة، وقد قال النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد».
شبهة: قول الله - عز وجل -: {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} (آل عمران:191)الجواب: ليس في الآية دليل على ما زعموه. قال الإمام الطبري: «ومعنى الآية: إنّ في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب، الذاكرين الله قيامًا وقعودًا وعلى جنوبهم يعني بذلك: قيامًا في صلاتهم، وقعودًا في تشهدهم وفي غير صلاتهم، وعلى جنوبهم نيامًا».وقال الحافظ ابن كثير: ثم وصف تعالى أولي الألباب فقال: {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ} كما ثبت في صحيح البخاري عن عِمْران بن حُصَين، رضي الله عنه، أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - قال: «صَلِّ قائمًا، فإن لم تستطع فقاعدًا، فإن لَم تستطع فَعَلَى جَنْبِكَ» أي: لا يقطعون ذِكْره في جميع أحوالهم بسرائرهم وضمائرهم وألسنتهم».وانظر أيضًا تفسير البغوي والألوسي، وفتح القدير والدر المنثور وغيرهم.
شبهة: ما رُوِي عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وآله وسلم - وَجَعْفَرٌ وَزَيْدٌ، فَقَالَ لِزَيْدٍ: «أَنْتَ مَوْلَايَ» فَحَجَلَ، وَقَالَ لِجَعْفَرٍ: «أَنْتَ أَشْبَهْتَ خَلْقِي وَخُلُقِي»، فَحَجَلَ وَرَاءَ زَيْدٍ، وَقَالَ لِي: «أَنْتَ مِنِّي وَأَنَا مِنْكَ» َ فَحَجَلْتُ وَرَاءَ جَعْفَرٍ.الجواب: أولاً: هذا الحديث رواه البيهقي في (دلائل النبوة) من طريق الواقدي.قال عنه الحافظ ابن حجر: «متروك».وقال الإمام الذهبي: «قال البخارى وغيره: متروك».ورواه الإمام أحمد في (المسند) والبزار في (مسنده) والضياء المقدسي في (الأحاديث المختارة) والبيهقي في (السنن الكبرى) من طريق هانىء بن هانىء الهمدانى، الكوفى.قال عنه الحافظ في تهذيب التهذيب (11/ 22): «ذكره ابن سعد فى الطبقة الأولى من أهل الكوفة، قال: وكان يتشيع. وقال ابن المدينى: مجهول.وقال حرملة عن الشافعى: هانىء بن هانىء لا يُعرَف، وأهل العلم بالحديث لا ينسبون حديثه لجهالة حاله». اهـ.وفي (الكامل) لابن عدي: «حدثنا أحمد بن علي، أخبرنا بحر بن نصر، قال: أملى علينا الشافعي، قال: هانئ بن هانئ لا يُعرَف».وذكره البيهقي هذا الحديث في (شعب الإيمان) (11/ 116) بصيغة التمريض: (رُوِي)، وقال في (السنن الكبرى) بعد أن ذكره: «هانئ بن هانئ ليس بالمعروف جدًا وفى هذا ـ إن صح ـ دلالة على جواز الحجل وهو أن يرفع رجلا ويقفز على الأخرى من الفرح».ثانياً: ليس للحديث ـ إن صح ـ علاقة بالتمايل عند الذكر لا من قريب ولا من بعيد، فليس في الحديث أنهم كانوا يذكرون الله - عز وجل -، بل غاية ما فيه جواز الحجل عند الفرح.شبهة: يستدل الصوفية لجواز الرقص بالذكر بحديث رواه ابن أبي الدنيا: حدثنا علي بن الجعد، أنا عمرو بن شمر، حدثني إسماعيل السدي، سمعت أبا أراكة يقول: صليت مع علي صلاة الفجر، فلما انفتل عن يمينه مكث كأن عليه كآبة حتى إذا كانت الشمس على حائط المسجد قيد رمح صلى ركعتين، ثم قلب يده، فقال: والله لقد رأيت أصحاب محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - فما أرى اليوم شيئاً يشبههم، لقد كانوا يصبحون صُفرًا شُعثًا غبرًا، بين أعينهم كأمثال ركب المعزى، قد باتوا لله سجداً وقياماً، يتلون كتاب الله يتراوحون بين جباههم وأقدامهم، فإذا أصبحوا فذكروا الله مادوا كما يميد الشجر في يوم الريح، وهملت أعينهم حتى تنبل ثيابهم، والله لكأن القوم باتوا غافلين، ثم نهض فما رُئي بعد ذلك مفتراً يضحك، حتى قتله ابن ملجم عدو الله الفاسق.الرد: هذا الأثر أخرجه ابن عساكر والدينوري وابن أبي الدنيا وأبو نعيم في الحلية وغيرهم، ومداره على عمرو بن شمر عن السدي عن أبي أراكة.وهذا الأثر لا تصح روايته ولا يصح الاستدلال به لأنه شديد الضعف، لما ذكر في رجال إسناده:1 - في إسناده عمرو بن شمر قال الحافظ ابن حجر في لسان الميزان (4/ 366): «عمرو بن شمر الجعفي الكوفي الشيعي أبو عبد الله.قال عنه يحيى بن معين: ليس بشيء. وقال الجوزجاني: زائغ كذاب.وقال ابن حبان: رافضي يشتم الصحابة ويروى الموضوعات عن الثقات.وقال البخاري: منكر الحديث.قال يحيى: لا يكتب حديثه. وقال النسائي والدارقطني وغيرهما: متروك الحديث. وقال السليماني: كان عمر يضع للروافض. وقال ابن أبي حاتم سألت أبى عنه فقال: «منكر الحديث جداً، ضعيف الحديث، لا يشتغل به، تركوه»، لم يزد على هذا شيئاً.وقال أبو زرعة الرازي: ضعيف الحديث. وقال النسائي في التمييز: ليس بثقة ولا يكتب حديثه. وقال ابن سعد: كانت عنده أحاديث وكان ضعيفاً جداً متروك الحديث. وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوى عندهم. وقال الحاكم أبو عبد الله: كان كثير الموضوعات عن جابر الجعفي وليس يروى تلك الموضوعات الفاحشة عن جابر غيره. وذكره العقيلى والدولابي وابن الجارود وابن شاهين في الضعفاء. وقال أبو نعيم: يروى عن جابر الجعفي الموضوعات المناكير».2 - في إسناده أبو أراكة. ذكره الدولابي في الكنى ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلاً، ومثله لا تقبل روايته لجهالة حاله.3 - أيضًا في إسناده السدي فيه تشيع ظاهر، وقد ضعفه بعض أهل الجرح والتعديل.

  • السبت AM 10:34
    2016-03-26
  • 2670
Powered by: GateGold