المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 415434
يتصفح الموقع حاليا : 240

البحث

البحث

عرض المادة

إعجاز القرآن

 

تأتي بعد ذلك إلى معجزة أخرى في النفس البشرية، تلك هي معجزة القرآن الكريم والقرآن فيهإعجاز كثير. ولكننا نتحدث هنا عن الإعجاز القرآني في النفس البشرية كل إنسان منا له طاقة وقدرة عقلية، فالمتعلم طاقته العقلية أكبر ممن لم ينل حظا من العلم أو من الأمي، وهؤلاء جميعالا يمكن أن يجتمعوا عقلا ليشهدوا شيئا واحدا، وكل واحد منهم ينسجم مع هذا الشيء نفسالانسجام، فإذا كانت مثلا هناك محاضرة في فرع من العلوم فلا يستطيع أن ينسجم معها الا ذلكالذي يفهم في هذا الفرع، أما إذا دخل إليها عدد من الذين لم يقرؤوا عن هذا العلم فان الانسجاميضيع، ذلك يحدث في كل فرع من فروع الدنيا.ولكنك إذا جئت إلى القرآن الكريم، وهو كلام الله، تجد أن كل النفوس البشرية المؤمنة تنسجممعه، لا تجمعها رابطة الإيمان، انك تدخل إلى المسجد تجد فيه المتعلم ونصف المتعلم والعالم وقد جلسوا معا جميعا يستمعون إلى القرآن الكريم، وتجدهم جميعا منسجمين مع القرآن، تهتز نفوسهم له، وترتاح ملكاتهم إليه، لا فرق بينهم، حتى ذلك الذي لا يعرف معنى ألفاظ القرآن الكريم، تجده جالسا يستمع وهو منسجم ويهتز من داخله، وتقام الصلاة فيقف الجميع في انسجام وراء الإمام ، تختفي الفوارق الدنيوية بينهم، ولكن تجمعهم رابطة الإيمان، فيصلون جميعا بانسجام، لأن ملكاتهم التي خلقها الله فيهم منسجمة ومتفقة مع كلام الله، فلا تلحظ فرقا ولا ترى الا مساواة إيمانية.بل انه من العجيب ان القرآن الكريم هو الكتاب الوحيد في العالم الذي يمكن أن يحفظه الإنسانبدون فهم، فتجد الطفل الصغير عمره سبع سنوات وربما أقل من ذلك ومع هذا يحفظ القرآنبكامله، أيمكن لهذا الطفل الصغير غير المكلف أن يستوعب معاني القرآن الكريم؟ بالطبع لا،ولكن الإيمان الفطري في داخله يجعله يحفظ القرآن عن ظهر قلب ويتلوه، لأن هذا الإيمان منالخالق وهو الله سبحانه وتعالى، ولذلك تنسجم النفس البشرية وهي في أولى مراحلها مع كلامالخالق، أليس هذا إعجاز نقف عنده ايلفتنا إلى الله سبحانه وتعالى، وأنه هو الخالق وهو الموجد،فإذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ما من مولود الا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه" البخاري ومسلم.قلنا صدقت يا رسول الله، وأكبر دليل على ذلك هو انسجام فطرة الإنسان مع كلام الله.بل وأكثر من ذلك، يأتي الله سبحانه وتعالى ليرينا أن الإنسان هو هو وأنه سيأتي به يوم القيامةدون أن يختلط أحد مع أحد، ويتساءل الذين لا يؤمنون: كيف يمكن أن يأتي الإنسان بنفسه يومالقيامة دون ان يختلط أحد مع احد؟نقول: ان الله سبحانه وتعالى رحمة بعقولنا قد أعطانا الدليل في الدنيا، ولن ندخل في تكوينالإنسان، ولا في أشياء غيبية، ولكننا نأخذ بالدليل المادي وحده، فالبشر وهم بلايين، كلهممخلوقون على هيئة واحدة، ولكن كل واحد منهم مميز عن الآخر، فالأب يعرف ابنه من بينملايين البشر، والابن يعرف أباه وأمه بين ملايين النساء والرجال بمجرد النظرة، بمجرد اللمحةتستطيع أن تخرج ابنك أو أباك أو أمك من بين الناس جميعا هذا تمييز للإنسان لا يشترك فيه بقية الخلق، فأنت لا تستطيع أن تميز بقرة عن بقرة أو جمل عن جمل، أو أي مخلوق آخر الا الإنسان.ولذلك فان رعاة الغنم يرقمونها أو يضعون عليها علامات مميزة حتى يعرفوها، ولكنهم لايضعون على أولادهم علامات حتى يميزوهم عن غيرهم من ملايين الصغار.

 

  • الاحد PM 04:10
    2015-07-12
  • 2359
Powered by: GateGold