المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 413665
يتصفح الموقع حاليا : 242

البحث

البحث

عرض المادة

النبوءة 32: نبوءة ليكهرام

يقول الميرزا: ومنها ما وعدني ربي واستجاب دعائي في رجل مفسد عدو الله ورسوله المسمى ليكهرام الفشاوري، وأخبرني أنه من الهالكين. إنه كان يسبّ نبيَّ الله ويتكلم في شأنه بكلمات خبيثة، فدعوتُ عليه، فبشّرني ربي بموته في ستّ سنة، إن في ذلك لآية للطالبين. (كرامات الصادقين، ص 102)

ويقول الميرزا: 

أؤكد لكافة المسلمين والهندوس والمسيحيين والفِرق الأخرى أنه إن لم ينـزل على هذا الشخص خلال ستة أعوام من اليوم، عذابٌ خارقٌ للعادة يختلف عن المعاناة العادية ويضم في طياته هيبة إلهية، فاعلموا أني لست من الله، وأن نطقي ليس بروح منه. ولو ثبت كذبي في هذه النبوءة لكنت جاهزا لتحمل أي نوع من العقوبة، وسأكون راضيا أن أُقتَل شنقا. 

وواضح من إقراري هذا أنه لو ثبت كذب أحد في نبوءته، لكان ذلك مدعاة خزي له ما بعده خزيٌ. ولا يسعني أن أقول أكثر من ذلك. (إعلان في 20/2/1893م)

وقد قُتل ليكهرام قتلا بعملية اغتيال وغدر قذرة. وهذا هو عكس نبوءة الميرزا التي تقول: " عذابٌ خارقٌ للعادة يختلف عن المعاناة العادية ويضم في طياته هيبة إلهية".. فالغدر ليس هيبة إلهية، والقتل ليس عذابا خارقا للعادة، بل ينتهي المرء به في لحظات أو ساعات. 

أما المدة التي حدّدها الميرزا لموت ليكهرام فقد تراجع عنها، وذكر أنها غير هامة، فقال: "إنّ عظمة النبوءة الذاتية وهيبتها ليست بحاجة إلى تعيين الموعد والأيام، ففي هذا الخصوص يكفي تحديد زمن نزول العذاب إجمالا، ثم إذا تحققت النبوءة في الحقيقة بهيبة عظيمة الشأن فهي تجذب إليها القلوب تلقائيا". (السراج المنير نقلا عن بركات الدعاء)

وقد تحقق ذلك بعكسيّة تامة، حيث قُتل ليكهرام قتلا ضمن السنوات الستّ الذي تنازل الميرزا عنها، والتي لم يعُد يراها ذات أهمية، فالميرزا يرى أنّ المهمّ في النبوءة هو هيبتها العظيمة، فيقول: 

"وصلني العدد الصادر في 25/3/1893م لجريدة "أنيس الهند" وفيه شيء من الطعن في نبوءتي التي نشرتُها عن ليكهرام الفشاوري... لقد أقررتُ سابقاً وأكرر إقراري أنه لو كان مآل هذه النبوءة -كما يزعم المعترضون - الإصابة بالحمى العادية أو بعض الآلام أو الهيضة العادية، ثم استُعيدت الصحة بعدها، لما عُدَّ ذلك نبوءة، ولثبت أنه ليس إلا مكرا ودجلا؛ لأنه لا يسلم أحد من مثل هذه الأمراض، فإننا جميعا نمرض بين حين وآخر. وحينئذ أستحق حتما العقاب الذي ذكرتُه. ولكن إذا تحققت النبوءة بصورة ظهرت فيها بكل وضوح وجلاء آثار العذاب الإلهي، فافهموا أنها من عند الله تعالى. فالحقيقة أن عظمة النبوءة الذاتية وهيبتها ليست بحاجة إلى تعيين الموعد والأيام، ففي هذا الخصوص يكفي تحديد زمن نزول العذاب إجمالا، ثم إذا تحققت النبوءة في الحقيقة بهيبة عظيمة الشأن فهي تجذب إليها القلوب تلقائيا، وكل هذه الأفكار وهذه الانتقادات والاعتراضات التي تتولد في القلوب قبل الأوان تنعدم نهائيا بحيث تدفع أصحاب الرأي الصائب من المنصفين إلى التخلي عن آرائهم بانفعال... إن عمر ليكهرام يقدر في هذه الأيام بثلاثين عاما على أكثر تقدير وهو شاب قوي العضلات ويتمتع بالصحة الممتازة أما هذا العبد المتواضع، فعمري ينوف على خمسين عاما وأنا ضعيف ودائم المرض ومصاب بأنواع الأعراض؛ ففي المواجهة سيتبين تلقائيا أي أمر من الإنسان وأي قول من الله سبحانه وتعالى". (السراج المنير نقلا عن بركات الدعاء)

فقول الميرزا أنّ ليكهرام شاب قوي العضلات ويتمتع بالصحة الممتازة يشير إلى أنّه سيتعرّض لمرض إعجازي يجعله طريح الفراش بطريقة تبدو فيها آثار الإعجاز والهيبة الإلهية.. 

لكنّ الذي حصل هو أن ليكهرام قد قُتل غيلةً وخسةً ودناءة، وصار بطلا في قومه، بعد أن كان نكرة.. لقد قُتل في غضون السنوات الستّ التي أهملها الميرزا، وكأن الله يقول له: لو كنتَ واثقا بالله لالتزمتَ بالسنوات الستّ، وسنريك قدرتنا في تحقيق كلّ شيء عكسي لك حتى لا يبقى لك ولا لشهود الزور أيّ عذر. 

 

  • الجمعة PM 04:52
    2022-11-04
  • 562
Powered by: GateGold