المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 412651
يتصفح الموقع حاليا : 338

البحث

البحث

عرض المادة

النبوءة 115: إيمان الشيخ البتالوي بالميرزا

لا أعرف ما الذي جرَّأ الميرزا على أن يتنبأ في عام 1897 بأنّ الشيخ البتالوي سيؤمن به، حيث يقول: 

لقد أُخبرتُ ثلاث مرات أن الشيح محمد حسين البطالوي... سيرجع عن ضلاله هذا، وأن الله سيفتح عينيه بعد ذلك. والله على كل شيء قدير." (السراج المنير، مجلد 12، ص 80)

والرجوعُ عن الضلال وفتحُ العينين مع ذِكر قدرة الله في هذا السياق يعني أنه سيؤمن بالميرزا على خلاف التوقُّع، بحيث يبدو الأمر معجزة. 

ولو تحققت هذه النبوءة لكانت نبوءة عظيمة بلا شكّ. 

لكنّ الميرزا سرعان ما تراجع عن هذا الوضوح، وفتح المجال أمام احتمال آخر لا يراه أحد ولا يشعر به أحد، فقال 

لقد أظهر الله عليّ في أحد الكشوف أنه سيؤمن في آخر الأمر، ولكني لا أدري هل يكون إيمانه هذا كإيمان فرعون فحسب، حين قال { آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آَمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ}، أم سيكون كإيمان الصالحين. والله أعلم. (استفتاء (بالأردية)، مجلد 12، ص 130)

وبعد أن مضت ستّ سنوات من دون أدنى زحزحة في موقف الشيخ، قال الميرزا أنه تلقى الوحي التالي:

"سأخبره في آخر الوقت أنّك لست على الحق". (التذكرة، ص 487، نقلا عن "الحكم"، 24/4/1903، ص 15)

وشرحه بقوله: 

أي سأخبره (البتالوي) في آخر الوقت أنّك (يت بتالوي) لستَ على الحق.

فقَتَل الميرزا النبوءة، ولم تعُد النبوءة تقول إنه سيرجع عن ضلاله وسيؤمن، بل سيُخبره الله قبيل وفاته أنه كان على خطأ.. 

ولا نعرف لماذا لا يخبره الله بذلك قبل آخر الوقت!!! 

وقد عاش الميرزا أكثر من عشر سنوات بعد ذلك من دون تحقق هذه النبوءة، ثم بعد نحو عشر سنوات أخرى توفي الشيخ وهو يرى الميرزا مفتريا كذابا محتالا، ولم يفتح الشيطان عينيه ليشهد للميرزا بأنه غير محتال، أو أنه مجرد مخطئ أو متوَهّم.. بل ظلّ يراه كاذبا، لأنه لو غيّر رأيه لنشر الميرزا ومن بعده جماعته هذا التغيير. 

وبعد وفاة الميرزا وقبل وفاة الشيخ البتالوي، أي في يوم من الأيام بين عام 1908 و 1918، حاول محمود ابن الميرزا ترقيع النبوءة فقال: 

"فليكن معلوما أن الميرزا لم يكتب أنه سيؤمن في حياتي بل قال بأنه سيقبلني". (أنوار العلوم، ج1)

يقصد محمود أنّ النبوءة تتحدث عن إيمان البتالوي بالميرزا، ولكنها لا تحدّد الوقت، ولا تشترط أن يكون في حياة الميرزا، بل في حياة الشيخ التي قد تطول بعد الميرزا، فتابع يقول: 

"والشيخ ما زال على قيد الحياة بفضل الله وهو سليم معافى ولا يُستبعَد أن يغيّر نهجه... القلوب في يد الله وله القدرة على نيات كل شخص". (أنوار العلوم، ج1)

ولكن قد يموت الشيخ من دون أن يؤمن، فلا بدّ لمحمود أن يحتاط، ولا بدّ له أن يقول قولا يستطيع به أن يخدع البسطاء ويزعم تحقق النبوءة حتما، فتابع يقول: 

"الحق أنه لا يهتدي إلا من هداه الله. صحيح أن هناك بشارة من الله بحقه ولكن لا يُدرى كيف ستتحقق، لأن الميرزا كتب أيضا بأن الشيخ المذكور سيُطلَع عند موته أنه ليس على الحق. ولا يحق للمعارضين للاعتراض على ذلك لأنه قد ورد في القرآن الكريم أن فرعون قال عند موته: (آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ)(يونس: 91) وما أدلّ على ذلك إلا أنه ورد هكذا في كلام الله تعالى... فلو آمن الشيخ المحترم عند موته فأي اعتراض على ذلك للأعداء. فليعُدُّوه قضية مثل قضية موسى. ثم أولا هذا الاعتراض إنما هو قبل الأوان، إذ إن الشيخ المحترم ما زال على قيد الحياة وما زالت أمامه فرصة واسعة للإيمان. هل مات الشيخ المحترم حتى يقال بأنه لم يؤمن؟ (أنوار العلوم، ج1)

فهل آمن الشيخ البتالوي بالميرزا عند الغرغرة؟! هذا غير وارد، بل واضح أنّ الشيخ مات من دون أن يغيّر رأيه بالميرزا، بل ظلّ يراه محتالا أثيما. ونتحدى إثبات عكس ذلك. 

 

  • الخميس PM 04:56
    2022-11-03
  • 575
Powered by: GateGold