المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 409160
يتصفح الموقع حاليا : 362

البحث

البحث

عرض المادة

النبوءة 159: زعمه أنّ الناس سيعرفون في يوم ما أنّ مؤسس السيخ كان مسلما

يقول: 

أما إظهار "بابا نانك" نفسه مسلمًا في رؤياي، فتأويله أن إسلامه سينكشف للناس في يوم من الأيام، ولهذا الهدف نفسه قد ألّفتُ كتابي "القول الحق". (نزول المسيح، مجلد 18، ص 583)

قلتُ: لم ينكشف للناس إسلام بابانانك، ولن ينكشف بمجرد ثوب كُتبت عليه آيات قرآنية. لأنّ عدم إسلامه واضح في أنه لم يعلن أنه مسلم، ولم يرِد عنه أنه كان يصلي خمس مرات يوميا، أو يصوم رمضان سنويا، ولم يرد عنه أنه شهد الشهادتين، أو دعا الناس لاعتناق الإسلام، أو ذكر لأحد أنه مسلم سرًّا، على فرض جواز الإسلام سرًّا لمن كان في مثل حاله! 

أما هذا الثوب المكتوب عليه بعض العبارات العربية فيمكن أن يكون قد أهداه إياه أحد المسلمين، أو يمكن أن يكون قد اشتراه خلال أسفاره إلى البلاد الإسلامية، ويمكن غير ذلك.. بل إن المرزا نفسه ذكر قولا للسيخ حول هذا الثوب، فقال: 

"يقول بعض السيخ ردًّا على ذلك إن هذه العباءة انتزعها باوانانك من قاض غصبًا عنه". (نزول المسيح)

ويبدو أنّ المرزا افترى عليهم هذه الفرية؛ إذ هناك احتمالات عديدة غير الاغتصاب، لكنّ افتراء المرزا يشير إلى أنّ السيخ لديهم ردّ على ما هو مكتوب على هذا الثوب غير الزعم أنه كان مسلما سرًّا، فالكتابات العربية على ثوبه ليست خافية على السيخ ولا على غيرهم، بل هي واضحة لمن زار ذلك المكان المقدّس عندهم. 

لو أنّ مؤسس السيخ كان مسلما ولم يُطلع أحدا على الإسلام، ولم يدعُ أتباعه إلى اعتناق الإسلام، فهو أشدّ إجراما ألف مرة من بقائه سيخيا جاهلا بالإسلام، لأنّه لا عقوبة على جاهل، بل العقوبة على من أخفى الحقَّ عن الملايين. 

الخلاصة أنّه قد مضى 125 سنة على قول المرزا بإسلام بابانانك نقلا عن بلهاء آخرين، ولم يتيسّر أيّ دليل على ذلك خلال هذه المدة، ولا يخطر بالبال أنْ يتيسّر مثل هذا الدليل في المستقبل، فنبوءة المرزا مستحيلة التحقق. 

مؤسس السيخ توفي في عام 1539، أي قبل 300 سنة من ولادة جدّي.. أو قل: في زمن السلطان سليمان القانوني.. أي أنّه في زمن قريب جدا منا، ولم يمضِ عليه أحقاب.. فالكتابة كانت تملأ الدنيا، ولا مجال لضياع حقيقة كبيرة أو إخفاء خبر بمثل هذا الحجم، وهو كالقول إنّ البهاء لم يعلن أنه مظهر الله، ولا أسّس ديانة جديدة، بل كان مسلما سرّا، بل أشدّ من ذلك ألف مرة، لأنّ البهاء أصلُه مسلم، أما بابانانك فأصله هندوسي، فإسلامه سيكون لافتا وعظيما وحديث الساعة. فالخلاصة أنّ هراء المرزا لا حدَّ له، وأنّ غباءه منقطع النظير. 

 5 فبراير 2021

 

  • الاربعاء PM 05:01
    2022-11-02
  • 526
Powered by: GateGold