المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 413690
يتصفح الموقع حاليا : 252

البحث

البحث

عرض المادة

الكذبة 25: نبوءة الطاعون:

يقول الميرزا في عام 1906:

"إن الله تعالى أنبأني بتفشي الطاعون في البنجاب كلها، وذلك حين لم يكن له أي أثر إلا في مكان واحد في البنجاب". (حقيقة الوحي)

أقول: هذا هو نصّ نبوءته التي يشير إليها والتي أعلن عنها في 6 فبراير 1898، حيث كتب يقول:

"المرض الذي هاجم مدينة مومباي والمدن الأخرى والقرى ولا يزال يهاجم لغني عن البيان؛ فقد يُتِّم آلاف الأولاد، وخُرّبت آلاف البيوت وفُصل الأصدقاء عن أصدقائهم والأعزة عن أعزتهم للأبد. ولم يتوقف الأمر بعد". (إعلان الطاعون 6 فبراير 1898)

هل بقي أي معنى للنبوءة بعد هذا الكلام؟ فالطاعون يهاجم المدن والقرى، وليس الأمر مقصورا على مومبي. ثم إنه دخل منطقة واحدة في البنجاب حسب قول الميرزا، وهي حتما أكثر من منطقة، لأن الطاعون ليس "صاروخ أرض أرض" حتى يقع في مكان واحد فقط.

ويتابع مشيدا بجهود الحكومة فيما اتخذت من تدابير لمواجهة هذا الخطر الداهم لا محالة:

"ولا شك أن حكومتنا المحسنة قد قامت بشتى التدابير بمنتهى المواساة وبذلت ملايين الروبيات شفقةً على شعبها ونشرت التوجيهات الممكنة من حيث القواعد الطبية، إلا أن الأمان الكامل من هذا المرض المهلك لم يتحقق حتى الآن، بل إنه في تزايد في مومباي، وما من شك في أن البنجاب أيضا في خطر". (إعلان الطاعون)

فالإجراءات الحكومية نظر إليها الناس بريبة، ويبدو أنها صارت تشترط شروطا في تهوية المنازل ومن إجراءات وقائية أخرى مما لا يسهل على الناس تحقيقه. وواضح أن الحكومة والناس يوقنون أن الطاعون على الأبواب، فما معنى النبوءة بعد هذا؟

ويتابع قائلا:

"صحيح أنه يشق كثيرا على نبلاء هذا البلد والذين يتمسكون بعادة الحجاب الأوامرُ بفصل المريض فورا عن سائر أفراد البيت وأن يُسكن في مكان منعزل جيد التهوية قد خصَّصتْه الحكومة لمرضى المدينة أو القرية، حتى وإن كانت امرأة محجّبة شابة، وحتى لو كان المصاب طفلا، فإنه يعامل بالمعاملة نفسها، وبقية أفراد العائلة أيضا ينبغي أن يُسكَنوا تحت عريشة في ميدانٍ يمر فيه الهواء سريعا". (إعلان الطاعون)

فواضح أنّ التنبؤ عن الطاعون بعد هذا كله لا يختلف عن نشرة الأرصاد الجوية.

ثم يتابع الميرزا:

"وليكن معلوما أن الحقيقة الأصلية لهذا المرض لم تُكتشف بعد على وجه الكمال، ولذلك لم تنجح بعد التدابيرُ والعلاجات. أما أنا فقد علمت عن طريق روحاني أن مادة هذا المرض ومادة الحكة واحدة، وإني لأظن أن هذا الأمر صحيح على الأغلب، لأن الأدوية التي فيها شيء من الزئبق أو الكبريت تفيد في مرض الجرب. أي الحكة، ويُعتقَد أن مثل هذه الأدوية قد تكون مفيدة لهذا المرض أيضا... لقد كتبت هذا الأمر بدافع المواساة فحسب، لأن هذه الفكرة نشأت في قلبي بقوة لم أستطع أن أقاومها". (إعلان الطاعون)

وهذا محضُ هراء، ووسيلة لخداع الناس لسلب أموالهم. وإلا ما معنى الطريق الروحاني هذا؟ أهو وحيٌ من الله؟ ثم ما معنى أنّ " مادة هذا المرض ومادة الحكة واحدة"؟! ثم كيف يفتي من غير علم؟ إنْ لم يكن هذا دجلا وشعوذة فماذا يكون؟

ثم بعد هذا الكلام كله تبدأ نبوءته على استحياء، وذلك بعد أن فشلت نبوءاته السابقة كلها وتحققت عكسيا، فيقول:

"وهناك أمر آخر قد دفعني إلى كتابته مواساتي الجيَّاشة، وإني أعرف جيدًا أن الذين ليس لديهم نصيب من الروحانية سينظرون إليه بسخرية واستهزاء، لكنني أرى من واجبي أن أُبديه مواساةً لبني البشر وهو أني رأيت في المنام اليوم- 6 فبراير/شباط 1898م- أن ملائكة الله يغرسون في شتى مناطق البنجاب أشجارًا سوداء كريهة الشكل مخيفة المظهر وقصيرة الطول". (إعلان الطاعون)

فهو "أمر آخر" يأتي في نهاية الإعلان الذي اهتمّ فيه بالدفاع عن إجراءات الحكومة تملقا لها. ويعرف الميرزا أن عامة الناس "سينظرون إليه بسخرية واستهزاء".

ويتابع قائلا: "فسألت بعض هؤلاء الزارعين: ما هذه الأشجار؟ فقالوا: إنها أشجار الطاعون الذي سيتفشى في البلاد عن قريب. لقد اشتبه عليّ الأمر إذ قالوا إن هذا المرض سيتفشى في فصل الشتاء القادم أم في الذي بعده". (إعلان الطاعون)

وهل بقي للنبوءة أي معنى إنْ لم يكن يعرف إن كان في الشتاء القادم أم الذي يليه، أي إن كان في 1899 أو في 1900.

مع أنه بعد 4 سنوات ذكر أن هذا الطاعون كان قد تفشى في محافظتين قبل أن يتنبأ بهذه النبوءة، وليس في مكان واحد كما ذكر هنا. كما أنه حصد الناس في نفس العام، ولم ينتظر حتى الشتاء القادم، ولا الذي يليه. فيقول الميرزا: "عندما نُشرت هذه النبوءة في 6/2/1898 لم يكن الطاعون قد تفشى إلا في محافظتين فقط في إقليم البنجاب، أما بعدها فتفشى في 23 محافظة في البنجاب، وقد أصاب 316000 شخص خلال تسعة أشهر وثلاثة أسابيع، وأهلك 218799 شخصًا. انظروا الإحصائيات الحكومية. (نزول المسيح، الخزائن الروحانية، مجلد 18، ص 531-532، الحاشية)، فواضح أنه حصد الناس في نفس العام لا في الشتاء التالي ولا الذي يليه.

ثم قال: "لن يزول هذا الوباء الظاهر ما لم يزُلْ وباء المعصية من القلوب". (إعلان الطاعون)

وقد زال هذا الوباء، مع أن الناس ظلوا هم هم، سواء كانوا فاسقين أم صالحين عندها، فالمسلم ظلّ مسلما كما هو، والهندوسي ظلّ هندوسيا كما هو. ولم يُخدع بأوهام الميرزا سوى حفنة من الناس.

  • الخميس PM 03:27
    2022-10-27
  • 494
Powered by: GateGold