المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 409015
يتصفح الموقع حاليا : 246

البحث

البحث

عرض المادة

الكذبة 27: الافتراء على البخاري

يقول الميرزا:

"أما القول بأنه قد ورد في الحديث: "الْخِلَافَةُ فِي أُمَّتِي ثَلَاثُونَ سَنَةً" فهو فهمٌ غريب.... يجب العمل أولا بالأحاديث التي تفوق هذا الحديث كثيراً صحةً وثقةً. منها مثلا أحاديث في صحيح البخاري أُنبئ فيها عن بعض الخلفاء في الزمن الأخير، ولا سيما الخليفة الذي ورد عنه في صحيح البخاري أنه سيأتي من أجله صوت من السماء: "هذا خليفة الله المهدي. فكّروا الآن في مدى صحة هذا الحديث ومرتبته الذي ورد في أصح الكتب بعد كتاب الله". (شهادة القرآن، ج6، ص 337)

الحقيقة أنه لا أثر لمثل هذا كله في البخاري البتة، مع أنّ شيئا منه موجود في غيره. وليس معقولا البتة أن يكون الميرزا جاهلا بعدم وجوده في البخاري، بل يريد أن ينسبه إليه لثقة الناس به.

التحدي: نتحدى الأحمديين أن يستخرجوا لنا هذا الحديث من البخاري.

توضيح: هل يمكن أن يكون قول الميرزا هذا من باب السهو؟

الخطأ يمكن أن يكون من باب السهو، أو من باب الجهل، أو من باب الكذب. وتحديد ذلك ليس صعبا.

حتى نحدّد الخانة التي يندرج فيها كلام الميرزا هنا، لا بدّ من النظر في السياق، فقد كان الميرزا ينقض قول الذين يخصّصون الآية {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ} (النور 55)، زاعمين أنها خاصة بالصحابة، فقال: "الأسلوب الشائع في القرآن الكريم هو أن خطابه عام وأوامره موجَّهة إلى الأمة بأكملها لا للصحابة وحدهم". (شهادة القرآن)

ففي هذا السياق نقل اعتراضا وَرَدَّ عليه، فقال:

أما القول بأنه قد ورد في الحديث: "الْخِلَافَةُ فِي أُمَّتِي ثَلَاثُونَ سَنَةً" فهو فهمٌ غريب لأنه ما دام القرآن الكريم يقول: (ثُلَّةٌ مِنَ الأَوَّلِينَ * وَثُلَّةٌ مِنَ الآخِرِين) فلا أدري أيّ نوع من العقل تقديم الحديث مقابله والاستنباط منه معنى يعارضه؟ إذا كان لا بد من الاعتماد على بيان الأحاديث فيجب العمل أولا بالأحاديث التي تفوق هذا الحديث كثيرا صحةً وثقةً. منها مثلا أحاديث في صحيح البخاري أُنبئ فيها عن بعض الخلفاء في الزمن الأخير، ولا سيما الخليفة الذي ورد عنه في صحيح البخاري أنه سيأتي من أجله صوت من السماء: "هذا خليفة الله المهدي". فكّروا الآن في مدى صحة هذا الحديث ومرتبته الذي ورد في أصح الكتب بعد كتاب الله، ولكن الحديث الذي قدّمه المعترض نقده المحدثون من شتى الوجوه وطعنوا في صحته. ألم يفكر المعترض أن ما أُنبئ به عن ظهور بعض الخلفاء في الزمن الأخير بما فيه: سيأتي الحارث، وسيظهر المهدي، وسيأتي الخليفة السماوي، هل وردت كل هذه الأنباء في الأحاديث أو في كتاب آخر؟ (شهادة القرآن، ج6، ص 337)

السياق  واضح في أنه نقض الاستدلال برواية "الْخِلَافَةُ فِي أُمَّتِي ثَلَاثُونَ سَنَةً"، والإتيان بأحاديث أصحّ من هذه الرواية وتقول بعكسها.

وحتى يقنع الميرزا الناس بأنَّ هذه الأحاديث أصحّ من حديث الثلاثين سنة، فقد نسبها إلى البخاري.. فإحالته إلى البخاري مقصودة، ولا يمكن أن تكون من باب السهو أو الجهل.

ثم إن الميرزا لم ينسب إلى البخاري حديثا واحدا، بل أحاديث، فيقول:

"فيجب العمل أولا بالأحاديث التي تفوق هذا الحديث كثيرا صحةً وثقةً. منها مثلا أحاديث في صحيح البخاري أُنبئ فيها عن بعض الخلفاء في الزمن الأخير". (المرجع السابق)

فهي أحاديث وردت في البخاري وليست حديثا واحدا!!!

وهذه الأحاديث المزعومة تتحدّث عن بعض الخلفاء في الزمن الأخير، لا عن خليفة واحد.. فهذه الأحاديث تصلح لنقض حديث الثلاثين سنة عند الميرزا، ما دامت:

1: أحاديث، لا مجرد حديث واحد.

2: وردت في البخاري، فهي أصحّ من حديث الثلاثين.

3: تتحدث عن بعض الخلفاء في الزمن الأخير، لا عن مجرد خليفة واحد.

فالميرزا يُلِحّ على هذه القضية، ويحاول أن يقوّيها بكلّ سبيل. ومثل هذا لا يمكن أن يكون سهوا أو جهلا.

..........................................

هل هذه الرواية على شرط البخاري؟

ذكر الميرزا أن هذه الرواية تقول:

"الخليفة الذي ورد عنه في صحيح البخاري أنه سيأتي من أجله صوت من السماء: هذا خليفة الله المهدي" (شهادة القرآن)

فالحديث الذي ذكره الميرزا يذكر أمرين:

1: أنّ صوتا من السماء سيأتي من أجل هذا الخليفة.

2: هذا الصوت سيقول: هذا خليفة الله المهدي.

ولم أعثر على رواية بهذه الكلمات في البخاري ولا في غير البخاري، بل الرواية التالية هي المعروفة:

"يَقْتَتِلُ عِنْدَ كَنْزِكُمْ ثَلَاثَةٌ كُلُّهُمُ ابْنُ خَلِيفَةَ، ثُمَّ لَا يَصِيرُ إِلَى وَاحِدٍ مِنْهُمْ، ثُمَّ تَطْلُعُ الرَّايَاتُ السُّودُ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ فَيُقَاتِلُونَكُمْ قِتَالًا لَمْ يُقَاتِلْهُ قَوْمٌ - ثُمَّ ذَكَرَ شَيْئًا فَقَالَ - إِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَبَايِعُوهُ وَلَوْ حَبْوًا عَلَى الثَّلْجِ، فَإِنَّهُ خَلِيفَةُ اللَّهِ الْمَهْدِيُّ" (ابن ماجة والحاكم)

فليس في الرواية أنّ مناديا سينادي من السماء.

..................................

هل قول الحاكم في المستدرك أنّ هذه الرواية صحيحة على شرط البخاري يتضمن أنّ البخاري رواها؟

كلا، وإلا لقلنا بأنّ كل ما أخرجه المستدرك أخرجه البخاري في صحيحه!! وهذا لا يقول به عاقل. 

ثانيا: الميرزا لا يجهل الفرق الكبير بين ما أخرجه البخاري، وبين ما أخرجه الحاكم.

ثالثا: الحديث الذي يذكره الميرزا يختلف عن حديث الحاكم في مستدركه.

رابعا: الحديث الذي ينقضه الميرزا، وهو (الخلافة ثلاثون سنة) لا يقلُّ صحةً عن الحديث الذي نسبه إلى البخاري، فقد أخرجه أحمد وأصحاب السنن والبزار وغيرهم، لذا فإنّ الميرزا تعمّد أن ينسبه إلى البخاري حتى ينقضَ حديث الثلاثين سنة.

وبهذا ثبت بأدلة كثيرة أنّ الميرزا لم يكن ساهيا، ولم يكن جاهلا حين نسب الحديث إلى البخاري.

والدليل الإضافي أنه لو كان ساهيا لوجب عليه أن يصحّح سهوه، ولو في إعلان، أو في كتاب آخر، كأن يقول: كنتُ قد قلتُ كذا في كتاب كذا، ولكن ذلك كان مجرّد سهو، وأن الصحيح كذا. لكنه لم يقل ذلك البتة، فلو كان ساهيا ثم رفض التصحيح لكان خائنا.

  • الخميس PM 03:24
    2022-10-27
  • 588
Powered by: GateGold