المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 412335
يتصفح الموقع حاليا : 310

البحث

البحث

عرض المادة

الكذبة 45: الدعاء بإفشال مصل الطاعون

في أواخر عام 1902 اهتمّ الميرزا بتحضير دواء للطاعون ليوزعه على أتباعه، وفي الوقت نفسه أعلنت الحكومة عن تخيير الناس في البنجاب لأخذ مصل التطعيم. وكان الناس يشكّون في هذا المصل، وكانوا متخوّفين منه رافضين تناوله لعدة أسباب، ومنهم الميرزا. لكن بعض الناس الذين وُصفوا بأنهم من المنافقين للحكومة تناولوه، فمات منهم 19، فتوقفت الحكومة عنه قبل أن يصِل الدور إلى قاديان. فاستغل الميرزا ما حدث ليدّعي أنه كان قد تنبأ بذلك أصلاً، وأنه دعا الله أن يُبطل عمل مصل الطاعون، وأنّ الله استجاب دعاءه. وهذا كله كذب.

فقد قال الميرزا بعد شهرين أو ثلاثة من فشل التطعيم، أي في مطلع عام 1903:

"وكان هذا العمل (التطعيم) جاريا من سنوات، وما سمعنا مضرّته من ثُقات، بل كان أهل الآراء يثنون على هذا الدواء، ويحسبونه أسرع تأثيراً وأدخل في أمور الشفاء". (مواهب الرحمن، ص 36)

ثم تحدث عن كتابه سفينة نوح وامتناعه عن التطعيم ثم قال:

"فارتفع الأصوات بالطعن والملامة، وقالوا: إن العافية كلها في التطعيم وقد جربه المجربون... فشكوت إلى الحضرة، ليبرّئني مما قيل وينجّيني من التهمة، وليبكّت المخالفين ويردّ إلينا بركات العافية، ويُبطل عمل التطعيم ويظهر فيه شيئاً من الآفة". (مواهب الرحمن، ص 37)

الكذب في هذه الفقرة:

1: الكذبة الأولى:

قول الميرزا: "وكان هذا العمل (التطعيم) جارياً من سنوات، وما سمعنا مضرّته من ثُقات، بل كان أهل الآراء يثنون على هذا الدواء، ويحسبونه أسرع تأثيراً وأدخل في أمور الشفاء". (مواهب الرحمن، ص 36)

لأنّ التطعيم كان مشكوكاً فيه جدّاً، وفيما يلي الأدلة:

الدليل الأول: قول الميرزا:

"لما كان مفعول الحقنة يزول بعد شهر أو شهرين أو بعد ثلاثة أشهر على أكثر تقدير، فإن آخِذ الحقنة أيضاً يتعرض للخطر المتكرر حتى ينتقل إلى العالم الثاني". (دافع البلاء، ص 5)

فواضح من هذا النص أنّ الناس كانوا يرون أنّ أضرار التطعيم قد تزيد عن منافعه.

الدليل الثاني: "قال السيد نواب محمد علي بتاريخ 18/10/1902م: إلامَ سيؤخذ المصل أيضاً؟ فقال الميرزا مبتسماً:

إنه كمَثلٍ ذُكر في "المثنوي" حيث جاء فيه أن أُمَّ أحد الناس كانت تمارس الفاحشة فقتلها، فقال له الناس: لماذا قتلتها؟ كان عليك أن تقتل أصدقاءها. فقال: كم منهم سأقتل، لقد رأيتُ قتلها وحدها أفضل. والحال نفسه ينطبق على المصل". ( جريدة "البدر" مجلد1، رقم1، صفحة 5-7، عدد 31/10/1902م

أي أنه شبّهَ المصلَ بالزناة الكُثْر لكَثرة أخذه، فلو أخذْتَه مرةً ستنساه مرة، وسيضرّ أكثر مما ينفع.

الدليل الثالث: يقول الميرزا:

"لقد رضي بعض الأثرياء في لاهور بأخذ المصل، ولكن ذلك لا يدل على شجاعتهم بل هو تهوُّرٌ لإرضاء الحكومة ومساعدتها". ( الحكم، مجلد6، رقم39، صفحة 10، عدد: 31/10/1902)

يستفاد من هذا النصّ ما يلي:

1: أن عامة الناس لم يأخذوا المصل، بل بعض الأثرياء في لاهور فقط.

2: أن الناس كانوا يخافون من هذا المصل ويرون فيه خطراً على حياتهم ومغامرة غير محمودة، بل تهوُّر.

3: الحكومة كانت تبذل جهودا لإقناع الناس، ولكن الناس لا يقتنعون.

4: الذي كان يأخذ المصل يُتَّهم بأنه منافق للحكومة. حيث قال: "لإرضاء الحكومة ومساعدتها"، وكذلك يُستنبط ذلك من الفقرة التالية:

"قال المولوي محمد أحسن المحترم أن الناس كانوا يعترضون من قبل بأننا نتملّق للحكومة، فماذا سيقولون الآن، هل أخْذ المصل الآن نوع من التملّق الذي لم نتفق معه؟" ( جريدة "البدر" مجلد1، رقم1، صفحة 5-7، عدد 31/10/1902م)

فهذه الأدلة كلها تكذّب الميرزا في قوله إنّه "ما سمعنا مضرّته من ثُقات، بل كان أهل الآراء يثنون على هذا الدواء". (مواهب الرحمن، ص 36)

الكذبة الثانية:

قوله: "فشكوت إلى الحضرة، ليبرّئني مما قيل وينجّيني من التهمة، وليبكّت المخالفين ويردّ إلينا بركات العافية، ويُبطل عمل التطعيم ويظهر فيه شيئاً من الآفة". (مواهب الرحمن، ص 37)

لأنّ الميرزا لم يدعُ الله تعالى أن يُبطل عمل المصل، حيث لا نعثر على أثر لذلك البتة.

عدا عن أنّ هذا الدعاء عدوانيّ جدّاً وذروة الشرّ.

التحدي: نتحدّى الأحمديين أن يعثروا على نصّ يدعو فيه الميرزا إلى إبطال عمل التطعيم وإفشاله وإظهار آفة فيه قبل أن يحصل ذلك. ونتحداهم أن يبرهنوا على جواز هذا الدعاء العدواني.  ونتحداهم أن يذكروا لماذا لا يدعون بمثل هذا الدعاء الواجب الآن.

  • الخميس PM 03:10
    2022-10-27
  • 571
Powered by: GateGold