المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 412308
يتصفح الموقع حاليا : 256

البحث

البحث

عرض المادة

الكذبة 68: قصة التَوأم

يقول الميرزا:

"ولم يشبِّه أصحاب الكشوف من المسلمين المسيحَ الموعودَ -الذي هو الخليفة الأخير وخاتَم الخلفاء- بآدم من حيث ولادته فحسب أنه سيولَد في نهاية الألفية السادسة كما وُلد آدم في نهاية اليوم السادس، بل ذكروا أيضاً أنه سيولَد يوم الجمعة مثل آدم، ويولَد توأماً. أي كما وُلد آدم توأماً، إذ وُلد آدم أولا ثم وُلدتْ حواء بعده كذلك سيولَد المسيح الموعود أيضاً توأماً. فالحمد لله والمنة على أني مصداق نبوءة جميع الصوفيين؛ فقد وُلدتُ صباح يوم الجمعة توأماً، والفرق الوحيد هو أن بنتاً وُلدت قبلي وكان اسمها "جَنَّة" وقد انتقلت إلى الجنة بعد بضعة أيام، ثم وُلدتُ بعدها. ولقد سجل الشيخ محي الدين بن عربي نبوءةً في كتابه "فصوص الحِكَم" وقال إنه سيكون صيني الأصل". (حقيقة الوحي، ص 178)

فيما يلي الكذب في هذه الفقرة:

1: قوله: "ذكر أصحاب الكشوف من المسلمين أنّ المسيحَ الموعودَ سيولَد يوم الجمعة مثل آدم، ويولَد توأماً. أي كما وُلد آدم توأماً، إذ وُلد آدم أولا ثم وُلدتْ حواء بعده كذلك سيولَد المسيح الموعود أيضاً توأماً".

إنّ المسلمين سواء كانوا أصحاب كشوف أم لم يكونوا لا يقولون إنّ آدم وحواء توءمان. كما أنهم لا يقولون إن المسيح النازل سيولد ولادةً، بل يرونَ أنّ عيسى عليه السلام سينزل من السماء، أو سيحييه الله، أو أنه مات ولن يعود.

أما أصل قوله هذا فهو عبارة غامضة قالها ابن عربي، وهي:

"وعلى قَدَم "شيث" يكون آخر مولود يولَد من هذا النوع الإنساني، وهو حاملُ أسراره، وليس بعدَه ولدٌ في هذا النوع؛ فهو خاتم الأولاد، وتولد معه أختٌ له فتخرج قبله ويخرج بعدها، يكون رأسه عند رجليها، ويكون مولده بالصين ولغته لغة أهل بلده. ويسري العقم في الرجال والنساء فيكثر النكاح من غير ولادة، ويدعوهم إلى الله فلا يجاب، فإذا قبضه الله تعالى وقبض مؤمني زمانه بقي مَن بقي مثل البهائم لا يُحِلّون حلالاً ولا يحرمون حراماً، يتصرفون بحكم الطبيعة، شهوة مجردة عن العقل والشرع، فعليهم تقوم الساعة".(فصوص الحكم، ص 67، طبعة دار الكتاب العربي)

2: قوله: "إني مصداق نبوءة جميع الصوفيين"!

أي أنه لم يكتفِ بتحريف عبارة غامضة لابن عربي ولا أن ينسب المحرَّف إليه وحده، بل نسبها لجميع المتصوفة.

3: قوله: "فقد وُلدتُ صباح يوم الجمعة توأماً، والفرق الوحيد هو أن بنتاً وُلدت قبلي وكان اسمها "جَنَّة" وقد انتقلت إلى الجنة بعد بضعة أيام، ثم وُلدتُ أنا بعدها".

لقد لفَّقَ الميرزا هذه الولادة بعد أن قرأ قول محيي الدين بن عربي السابق في عام 1897.

ومن الأدلة على كذب الميرزا في زعمه أنّه وُلد توأماً ما يلي:

أولا: لا يُعثر له قبل عام 1897 أي قول عن هذه الأخت التوأم. فلو كانت حقيقةً لذكرها من البدايات وقبل أن يسمع بقول ابن عربي.

ثانيا: ذكر مرةً أن أخته ماتت بعد أيام من ولادتها، ومرةً أنها ماتت بعد سبعة أشهر. وهذا لا يمكن أن يكون من باب الخلط أو النسيان، بل من باب ضعف ذاكرة الكذاب، فمثل هذا لا يُنسى لو كانت أمّه قد حدّثته به حقيقةً.

وفيما يلي أقواله المتناقضة:

أ: في عام 1898 قال: "لقد وُلدت توأماً، فالطفلة التي وُلدت معي قد ماتت بعد بضعة أيام. (كتاب البراءة، ص 174)

ب: في عام 1899 قال: "وتوفيت بعد سبعة أشهر من ولادتها". (ترياق القلوب، مجلد 15، ص 479)

ج: في عام 1901 قال: "وكذلك خُلق المسيح الموعود توأماً وتولّدتْ معه صبيةٌ مسمّاة بالجَنّة، وماتت إلى ستة أشهر من يوم الولادة وذهبت إلى الجنّة". (الخطبة الإلهامية، مجلد 16، ص 317)

ثالثا: قال الميرزا عام 1893:

"سمعتُ أمي تقول لي مراراً: إن أيامنا بُدّلت من يوم ولادتك، وكنا من قبل في شدائد ومصائب، وذا أنواع كروبٍ ومحنٍ، فجاءنا كل خير بمجيئك، وأنت من المباركين". (التبليغ، ص 101)

ولو كانت أخته قد توفيت بعد أيام أو بعد نصف سنة فلا بدّ أن تستثني أمه هذا الحدَث في مثل هذا السياق.

6: قوله: "ولقد سجل الشيخ محيي الدين بن عربي نبوءةً في كتابه "فصوص الحِكَم" وقال إنه سيكون صيني الأصل".

أقول: أما عبارة ابن عربي التي نقلها الميرزا فجاء فيها: "ويكون مولده بالصين، ولغته لغة بلده"، لا أنّ أصله صيني فقط.

ومع ذلك لم يخجل الميرزا من الزعم أنها تنطبق عليه! فهو لم يولد في الصين، ولا لغته صينية، ولا أنّ أصله صيني، بل أصله مغولي.

  • الخميس PM 02:34
    2022-10-27
  • 444
Powered by: GateGold