المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 413809
يتصفح الموقع حاليا : 265

البحث

البحث

عرض المادة

الكذبة 124: كذب التناقض في تبرير فشل الزواج

كتَب الميرزا بعد 7 ابريل 1907 تبريرين مختلفين لفشل نبوءة زواجه من محمدي، وكلاهما كذب وهراء، وبينهما 14 صفحة فقط.. أولهما أنّ العائلة تابت وبايعه كبيرُها واسمه محمود بيك، والمبرر الثاني أن الله فسخ هذا الزواج أو أجَّله.

كان الميرزا خلالها يناقش اعتراضَ أحدِ خصومِه واسمُه "إلهي بخش"، فذكَر اعتراضَه على نبوءة محمدي بيغم ورَدَّ عليها في الصفحة 518، ثم ذكر الاعتراضَ نفسه ثانيةً وردّ عليها ردّا مختلفا في الصفحة 532. فكيف نفسّر ذلك؟ هل هنالك أكثر من كاتب؟ هل صار يهذي من كثرة الكذب؟ هل ذاكرته ضعيفة إلى هذا الحدّ؟ وإلا، هل يُعقل أن يكتب شخصٌ واحدٌ تبريرين مختلفين خلال نقاشه نفس القضية ونفس الاعتراض في نفس الوقت؟

يقول الميرزا:

"أما صهر أحمد بيك فيكفي القول عنه إن النبوءة المتعلقة به كانت ذات شطرينِ، شطر عن أحمد بيك وشطر عن صهره. إن صدمة موت أحمد بيك في الميعاد المحدد قصمت كِبر أقاربه وغرورهم... حتى بايعني مرزا محمود بيك الذي تم الزواج المذكور في عائلته، والذي كان زعيم الأسرة كلها. (تتمة حقيقة الوحي، ص 518)

وواضح أن الميرزا يكذب هنا، فلم يبايعه محمود بيك، ولم يذكر ذلك مِن قبلُ ولا مِن بعدُ. بل لم يُذكر هذا الاسم في تاريخ الأحمدية ضمن المبايعين المزعومين من عائلة محمدي. ولو كان كبير العائلة قد بايعه لما خفي ذلك على أحد؛ فقد مضى على موت أحمد بيك 15 عاما حتى لحظة كتابة هذا النصّ.

ثم يقول الميرزا بعد صفحات:

"إن موت أحمد بيك ألقى هذا الخوف والذعر على مَن بقي بعده وأقاربه حتى صاروا من الرعب كالميتين. وكانت النتيجة أن بايع أكابر العائلة الذين كانوا السبب الرئيس وراء كل ذلك". (تتمة حقيقة الوحي، ص 531)

حتى هذه اللحظة ظلّ الفرق بسيطا، وهو أنّه قبل 13 صفحة ذكر أنّ كبير العائلة بايعه، وذكر اسمه، أما هنا فذكر أنّ أكابر العائلة بايعوا، ولم يذكر اسْمَ أحدٍ منهم.

ولكن المهم ما سيضيفه الميرزا الآن، حيث قال:

"أما ما ورد في الإلهام أن قِراني على تلك المرأة قد عُقد في السماء فهذا صحيح. ولكن كما بيّنّا من قبل أن الله تعالى وضع لظهور هذا القِران الذي عُقد في السماء شرطا نُشر في حينه ونصه: "أيتها المرأة توبي توبي فإن البلاء على عقبك". فلما حققوا الشرط فُسِخ النكاح أو أُجِّل. ألا تعلمون: (يَمْحُو اللهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ)؛ فسواء أفي السماء عقد القران أم عند العرش فإن الموضوع كله كان مشروطا بشرط على أية حال.... هل الإله الذي ألغى حُكمه المصرَّح به [في قصة قوم يونس] كان متعذرا عليه سبحانه أن يلغي القِران أو يؤجِّله إلى وقت آخر؟" (تتمة حقيقة الوحي، ص 532)

لم يذكر لنا كاتبُ النصّ هنا كيف عرف الآن أنّ عَقْدَ الزواج فُسخ أو أجّل!! هل أخبره الله بذلك أم كان ذلك اجتهادا منه؟ ولم يذكر لنا تاريخ صدور القرار بالفسخ أو بالتأجيل!! ولماذا لم يذكر ذلك قبل 14 صفحة، مع أنه يُتَوَقَّع أنها كُتبت كلها في يوم واحد!! فإذا كتب تلك الصفحة فجرا، وكتب هذه الصفحة عصرا، فهذا يعني أن قرار فسخ الزواج أو تأجيله صدر بين فجر ذلك اليوم وعَصْره.

لذا أميل إلى أنّ كاتب هذه الفقرة، على الأقلّ، غير الميرزا.

ثغرات عديدة ما تزال في قصة الميرزا، فحين يكون الكذب شاملا ومحيطا لا يسهل تفسير كل حدث. هل يمكن ألا يتورّع عاقل عن أنْ ينسب البيعة لكبير العائلة مع ذِكر اسمه، ولا يتورع عن نشر ذلك في كتاب!! أم أنّ هناك كذابا آخر، أو أكثر، كان يساعده وينتقم منه أحيانا، أو يمَلُّ من كذبه ويبحث عن كذب آخر؟! الحكاية لم تنتهِ بعد. لكنّ اليقين والواضح هو كذب الميرزا في كل حال.

  • الخميس PM 01:41
    2022-10-27
  • 532
Powered by: GateGold