المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 412293
يتصفح الموقع حاليا : 337

البحث

البحث

عرض المادة

الكذبة 136: الافتراء على صوفي أحمد جان

ظلّ الميرزا ينسب لمشاهير الأولياء في الهند أنهم تنبأوا عنه، أو أنهم طلبوا منه أن يعلن أنه المسيح أو المجدد، أو أنهم ذكروا أن المسيح لا بد أن يُبعث على رأس القرن الرابع عشر الهجري، وما إلى ذلك. ولا يسهل علينا تتبع كتب هؤلاء الناس ولا الروايات عنهم، إلا أن يشاء الله. لكننا على يقين أنّ الميرزا لم يكن صادقا في أقواله كعادته.

من هؤلاء صوفي أحمد جان المتوفى عام 1885، حيث نسب إليه الميرزا أنه بايعه، فقد كتب الميرزا: " كتب إليّ صوفي أحمد جان رسالة بتواضع شديد قبل أن يسافر للحج، وبواسطتها أدخل نفسه في البيعة من أعماق قلبه. فقد أظهر فيها توبته بحسب سنّة الصالحين، وطلب مني الدعاء ليُغفَرَ له، وقال بأنني أحسب نفسي في ظل العلاقة الربانية معك. ثم قال: إن أفضل جزء من حياتي هو أنني انضممت إلى جماعتك . (إزالة الأوهام 1891)

يتحدث الميرزا وكأنّ هذا الصوفي قد انضمّ للأحمدية، وهذا ذروة الكذب، فقد توفي قبل تأسيس الأحمدية بأربع سنوات.

بل إن محمودا ابنه زاد على ذلك، فنسب إليه أنه خاطب الميرزا بقوله: إنك أنت مطمح أنظارنا نحن المرضى- فبالله كن مسيحا لنا. (دعوة الأمير)

أما الحقيقة فنجدها في ثنايا رسائل الميرزا حيث كتب لعباس علي:

بالنسبة للأمور الخمسة التي كتبتَها بتوصية من المنشي أحمد جان المحترم، فبلّغه بعد التحية المسنونة من هذا العبد المتواضع أنني سأنفّذ مطلبه ما استطعت. (رسالة لمير علي في 8/11/1882)

فواضح أن الصوفي أحمد جان يطلب من الميرزا، والميرزا ينفّذ.. ويطلب خمسة أمور، لا أمرا واحدا. وهذا لا يتأتى إلا من متبوع لتابع.

الأهمّ أنّ الصوفي أحمد جان انتقد الميرزا بسبب مبالغته في مدح نفسه، فما كان من الميرزا إلا أنْ تظاهر بعدم فهم قصده، ثم حاول التبرير، فقال: "وأما ما نصح السيد المنشي أحمد خان بألاّ يُبالَغ في المدح، فلم أفهم مقصوده؛ فليس في هذا الكتاب إلا مدح القرآن الكريم ومدح سيدنا خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم......نعم هناك عبارات إلهامية أُنزلت عليّ من رب كريم تحتوي بعض مدائح تبدو أنها منسوبة لهذا العاجز، ولكنها في مدح سيدنا خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم في الحقيقة. (رسالة لمير علي في 8/11/1882)

فالذي ينتقد أحدا لمدح نفسه فإنما هو موجِّهٌ له وناصح، وليس تابعا، ويستحيل أن يراه مسيحا وهو يراه يمتدح نفسه، بل صار عنده محلاًّ للنقد.وما أسوأ من يمتدح نفسه مثل الميرزا، ويجعل الدنيا تطوف حوله!

ومن الأدلة الأخرى على أن هذا الصوفي أحمد جان أعلى شأنا من الميرزا في رأي الميرزا نفسه، أن الميرزا كان قد أعلن عن كتاب الصوفي "الطب الروحاني" في الصفحة د في كتاب "الآية السماوية"، وقال في الإعلان:

هذا الكتاب من مؤلفات المرحوم الحاج منشي أحمد جان. لقد أسهب الحاج المحترم في هذا الكتاب في بيان العلم الخفي عن سلب الأمراض وعلم التوجه الذي يعلّمه المشايخ المعاصرون وأصحابُ الزوايا وخلفاؤهم الخواص سرا، ويُعتبر كرامة عظيمة. ويختار بعض المشايخ في هذه الأيام أيضا أسفارا بعيدة في طلب هذا العلم. لذا نُطلع الخواص والعوام لوجه الله أن يقتنوا هذا الكتاب ويقرأوه بالضرورة لأن هذا العلم أيضا من جملة العلوم التي فاضت على الأنبياء، بل إن معجزات المسيح عليه السلام كانت من نبع هذا العلم. (إعلان في كتاب الآية السماوية)

وما كان للميرزا أن يتحدث عن كتاب بهذه الصيغة لولا أنه يريد أنْ يتملّق صاحبه، فلو كان الصوفي مجرد تابع للميرزا ما فعل الميرزا ذلك.

لكن الميرزا لم يخشَ بعد وفاة الصوفي أنْ يفبرك حكايات بالاتفاق مع المقرّبين منه، فحين قال نور الدين ذات مرة: إنّ أحمد جان الصوفي كان ينوي تأليف مجلدين أو ثلاثة مجلدات أخرى حول الطب الروحاني ولكنه نبذ هذه الفكرة بعد السماع عن ادّعاء حضرتكم وحسبه لهوا ولعبا وهذا زادني حبا له. فقال الميرزا: لقد بعث إليّ أيضا برسالة بهذا المضمون. (الملفوظات بتاريخ 8/8/1905، نقلا عن الحكم 10/8/1905م)

مع أنه لا يبعُد أن يكون صوفي أحمد جان قد تراجع عن إكمال هذا الكتاب لسبب آخر، وهو أنه ثبت له أنه علم تافه. وهذا يدين الرجل وكتابه ويدين الميرزا الذي خصّص له إعلانا في كتابه. وبهذا نميل إلى أن صوفي أحمد جان كان جاهلا، ومع ذلك حاول الميرزا أن يضخّمه ويعدّه من أتباعه.

أما الميرزا محمود فقد بالغ جدا في الكذب، فنسب إلى الصوفي أحمد جان أنه خاطب الميرزا قائلا: نحن المرضى نرنو إليك أنت، فكنْ مسيحًا لنا لوجه الله تعالى (تحفة الأمير)، أو لعله طلب من أحد أن يفبرك هذه الرواية، أو أنّهم كانوا يفبركون له لِعِلمهم أنه يطرب للفبركة.

ولكن محمودا لم يتوقّف عند هذا الحدّ، بل بالغ أكثر حين قال: "أوصى صوفي أحمد جان أولاده قبيل وفاته: إني سأموت الآن، ولكن تذكروا جيدا أن حضرة المرزا سوف يقوم بدعوى ما حتمًا، وإني أوصيكم بتصديقه".(خطبة 27/3/2015)

ونسب إليه محمود أنه ظلّ 12 عامًا يحرك المطحنة التي يحرّكها الثور خدمةً لمرشده الروحاني، إذ كان مرشده هذا سخره في تحريك هذه المطحنة مكان الثور ليطحن له الطحين، وبعد أن أدى له هذه الخدمة آتاه الدروس الروحانية. (خطبة 27/3/2015)

وإنْ صحّت هذه الحكاية فإنَّ الشيخ مرشد الصوفي جان مجرم سادي متوحّش، فكيف سيكون تلميذه، وكيف سيكون كتاب تلميذه الذي تعلمه منه وامتدحه الميرزا؟

وظلّ محمود يحرّف كعادته، فقال: "معلوم أن منشي أحمد جان كان رجلا صالحا جدا فحين اطّلع على سوانح الميرزا منذ البداية ترك أخذ بيعة الناس وكلما أتاه أحد لهذا الغرض كان يقول له: من كان توّاقا لذكر الله فليذهب إلى مرزا غلام أحمد في قاديان". (خطبة 07-12-2012)

وقال محمود: "كان منشي أحمد جان المحترم يقول: عندما لم يكن هنا أحد كنت أوزّع على خَلق الله قطرة قطرة أما هذا الرجل (أي الميرزا ) فهو ذو عزيمة عالية بحيث أزال الحجر من فوهة الينبوع كليا فليرتوِ من يشاء حتى يمتلئ... قال له أحد مريديه: ما دمتَ لم تره إلى الآن فكيف ستخبرنا أن هذا الشخص هو المرزا غلام أحمد؟ فقال: إن ملامحه مذكورة في الأحاديث الشريفة. فعندما نزل الميرزا وكان يمشي بين جمع غفير من الناس عندها أخبر منشي المحترم مريديه مشيرا إلى الميرزا هذا الشخص هو المرزا غلام أحمد. (خطبة 07-12-2012)

وفبركوا قصةً أخرى على روحانية صوفي جان، فقد نسبوا إليه قوله للميرزا: لديّ قدرة لدرجة إذا صببت التركيز على هذا الذي يأتي وراءنا -أي من خلال المسمرية- فسوف يسقط فورا ويتقلب. توقف الميرزا فور سماع هذا الكلام وقال: أيها الصوفي، إذا سقط فأي فائدة تحصل لك وله؟ فلما كان الصوفي فعلا من أهل الله، وكان الله قد وهب له بصيرة، طرأتْ عليه حالة المحوية. فقال: من اليوم أتوب عن هذا العلم، فقد تبين لي أنه لا علاقة له بالدين وإنما هو أمر مادي. ثم نشر إعلانا كتب فيه أن هذا العلم ليس خاصا بالإسلام إذ يمكن أن يختص فيه أي هندوسي أو مسيحي أيضا إذا أراد ذلك. لذا أُعلن اليوم أنه يجب ألا يتعلمه أيٌّ من مريديَّ بعدّه جزءا من الإسلام، أما إذا أراد أن يتلقاه بعدّه علما ماديا فيمكن. (خطبة 17/4/2015)

وما أوقح هذه القصة! وإلا، لماذا لم ينبّه الميرزا إلى هذه الجريمة قبل أن يحدث هذا المثال أمامه؟ ثم هل الصوفي بهذا الفسق والفجور بحيث إنه يعْلَم أنّ هذه المسمرية محرمة وظلّ يمارسها؟

وقد زعم الميرزا أن أبناء صوفي أحمد جان آمنوا به، ولو صحّ ذلك لما طلب من نور الدين أن يعلن أنه حنفي ليتزوج ابنتهم حسب شرطهم، بل لطلب منهم تزويجه بإشارة منه. مع أنه لا يبعد أن يكون أحد أبنائه قد زعم إيمانه بالميرزا لمصلحة وإغراء.

  • الخميس PM 01:33
    2022-10-27
  • 576
Powered by: GateGold